وسائل التواصل وسيلة تحتاج إعادة تنظيم

                                                    

                          محمد صالح البدراني

وسائل التواصل وسيلة تحتاج إعادة تنظيم

وسائل التواصل الاجتماعي:
Tweeter و Facebookو WhatsAppو....
وكثير من وسائل التواصل الاجتماعي، وهي وسائل أنتجتها المدنية كتطوير وسائلها في التجارة والأعمال لانتشار والتقارب بين المجتمعات والراي والحياة عموما بمتعددة ومختلف أفكارها وما فيها، الأكثرية من الناس وفي مجتمعات التخلف المدني والانحدار الحضاري تتخذ أسماء مستعارة أو جنسا مختلف، وتتكلم بانفتاح يحمل معاني الازدواج في الشخصية، فهو يتحدث بما يخفيه في اسمه وهذا بالتأكيد لا يعني من هو معروف لأقرانه لكن يتسمى بقدوة له أو شخصية لها مكانة عنده أو قد يضطر عليها نتيجة السرقة أو الاستيلاء على الصفحات من جهات ترفض الآخر أو أناس سلبيون يحملون عقلية متخلفة رغم براعتهم في التقنيات فيستخدم تلك البراعة استخداما مضرا، واحيانا تقتصر براعتهم على التلفيق والإزعاج كالذباب، وهذا سيء لأضعاف الثقة بالمعلومة ومصداقية الناس .
في مجتمعنا ومجتمعات أخرى هنالك إساءة لاستخدام التقنيات فالمدنية تحمل قيم المستخدم لها ومن اخترع الديناميت اخترعه لمساعدة أصحاب المناجم والتنقيب بيد انه استخدم ومازال يستخدم للحروب ولأعمال الشر وأذى المجتمع؛ هذا واضح وهو امر سلوكي يمثل الجنوح الفكري مع القدرة والمهارة، ومن هنا نرى أن الحداثة أو المدنية المتطورة ممكن أن تنتج سلبيات متعاظمة إن لم تك ذات قيم أخلاقية واضحة المعاني باتجاه الخير.
الأسماء المستعارة:
أسباب كثيرة يتخذ البعض اسما مستعارا لترويج كلامه ومشاعره وربما أمراضه النفسية والفكرية، أو انه محض خوف من الواقع وهروب من الخوف نفسه.
بعض الأسماء مجندة لأعمال تستهين بنضج تفكير الناس فتطرح ما تريد بأساليب متعددة وعادة ما تكون مأجورة لا يهمها النتائج وإنما تقوم بالعمل، منها ما يتخذ اسما مخالف لجنسه أو باسمه الصريح عندما يتصور انه يعرض أفكارا قابلة للنجاح ومع طبيعة المشجعين من ذات المستوى الشعبوي يقتنع تدريجيا بوهمه ويتصور انه مفكر ومنظر وبالتالي قد يصل به الامر إلى دعوة لحزب ما وغالبا ما يكون هؤلاء واجهات بديلة تخاطب الآخر بعد أن فشلت الصيغة الخاصة بان تكون نخبة مؤثرة في جمهور ما، فهم يعملون بموافقتهم أو من حيث لا يدرون عمل صمام التنفيس عن جهة فاشلة لتحقيق ذات الأهداف.
الاستخدام السيء للتكنلوجيا لا يقتصر على مجتمعنا، ولكن في مجتمعنا تظهر حتى السيء ممن مظهره حسن ولكن يعبر عن إرهاصاته تحت الاسم المستعار، وهذا مؤشر اختباري على ازدواج في الشخصية نتيجة عوامل عدة
• واقع منحدر حضاريا ومتخلف مدنيا وسيادة الانطباعات
• فقدان للهوية خطير
• السطحية في إدارة المعرفة والمعلوماتية وانتفائها
• غلبة الغرائز وتسلطها على منظومة العقل
• الكثير مما يمكن أن يكون واضحا لدارس مما يفوق سعة المقال
الفرص غير المتكافئة:
ما يبدو فرصة متكافئة للجميع في الحوار هي حقيقتها مساواة ولكن ليس عدلا، فهي تسمح لأناس بعقلية بسيطة أن تظهر وتسود وتعمق التخلف بينما لا تسمح للجديد الذي يرتقي بالفكر والقدوة، ببساطة لأنه غير معتاد لأناس تدخل إلى المنصات بفائض الوقت أو لعالم افتراضي لتتسلى أو تنفس عن احتياجاتها ونواقصها ولا تنوي الجديّة في استخدام هذه الصروح التقنية بما يفيد الأمة فعلا، وفي المنصة نجد أناسا جاهلة حتى لحيثيات ما تتكلم به وتقرر وتثبته كحقيقة وتسقط فلان وتعلي فلان وتسب وتشتم وهي لا تدرك كم اختلاط المعلوماتية عندها وتشوهها المعلوماتي وبالتالي الفكري بل لا يفهمون معنى ما يقولون يشوهون أسس التاريخ ورفيع القيم.
يأتيك من ينكر ضغوط اجتماعية فيذهب باتجاه عكسي يمكن أن يعبر عنه كتمرد برد الفعل ولكن ليس له قواعد فكرية أو ثقافية، وبذات الصيغة يلتف حوله كل من تعرض لإرهاصات التطبيقات الصارمة لاجتهادات بشرية، لكن كل ما يحملونه هو رفض الواقع الذي هم فيه أو تأييدا لواقع جديد، بيد أنك لا ترى فكرا أو حتى مستوى ثقافي يؤهل المتصدر لهذا دور غير الجرأة وتصور المتصدي انه على حق بما يفعل برد الفعل والانتقام من الذي هرب منه، وتسفيه كل شيء إلا مظاهر ربما لم يرها إلا في السينما والدعايات المظللة عن السلوكيات في الغرب.
الإنترنيت كبديل لتبادل الأفكار عبر العالم:
هنالك فكرة إن نشر الدعوة والأفكار والخيارات عبر العالم سيحل بديلا عن أي صراعات عسكرية أو غيرها، لكن بالتعامل مع قواعد السيطرة في الإنترنيت فهو أيضا لم يعد بشكل عادل ولا متساو على الأقل.
هو يطرح مجال لإيقاف (ما لا يتناسب مع قيم مجتمعنا)، ولكنه حقيقة لا يضع قيم الآخر في حساباته، فمثلا التجاوز على الرموز عند بعض الشعوب لا يدخل، لكن التجاوز على ما أصبح من القيم الغربية يصبح تجاوزا، أو وضعوا ما يظنون انه دعوة للعنف وغيرها وفق محدداتهم......... هذا يحتاج إلى تعديل أو يسقط وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للحوار الحضاري المتمدن المتوازن.
خلاصة القول إن الإنترنيت وبرامجه تحتاج إلى إعادة تنظيم لتكون ذات فائدة حقيقية، بالفهم ما معنى العالم الافتراضي وكذلك بوضع لنظام عالمي يفي بغرض التعارف والتفاهم والحوارات المثمرة، ولابد أن تتولى الدول ومنظمات المجتمع المدني التوعية بأهمية وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يجوز هذا الإفساد بجهد بشري راقي كالإنترنيت، الذي إن اعد لأمور المال والأعمال أساسا، فهو وسيلة إيجابيه بمخرجاته إن أديرت بشكل صحيح.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

389 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع