عبد الرضا حمد جاسم
علي الوردي و الانحراف الجنسي/قوم لوط/2
يتبع ما قبله لطفاً
في ص351 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 كتب الراحل الوردي:[يطلق الباحثون على اللواط اسم "الانحراف الجنسي الإيجابي "اما "الابنة" فيطلقون عليها اسم "الانحراف الجنسي السالب "و الملاحظ ان الانحراف الجنسي بكلا نوعيه الإيجابي و السلبي موجود في جميع المجتمعات البشرية و يعتقد الباحث هافلوك أليس ان(2 %)من سكان العالم في شتى الأقطار مصابون بالانحراف الجنسي بشكل يصعب عليهم التخلص منه فهو انحراف طبيعي فيهم نشاء من جراء خطأ في تكوين اجسامهم فالذكر يميل الى الذكر و الانثى تميل الى الانثى و الفرد منهم قد يكون ذا انحراف سلبي او إيجابي حسب الظروف التي أحاطت به في بداية امره و قد وقف العلم عاجزا عن علاج هؤلاء الا قليلا]انتهى.
مناقشة: الحقيقة اشكك بدقة هذه العبارة حيث كما فهمت من الطرح المنسوب للعالم (هافلوك)... ان المقصود هنا هو الانحراف السلبي فهمي هذا جاء من جزء العبارة الذي ورد فيه التالي: [...فهو انحراف طبيعي فيهم نشأ من جراء خطأ في تكوين اجسامهم فالذكر يميل الى الذكر و الانثى تميل الى الانثى...الخ]... فالانحراف الطبيعي من جراء تكوين اجسامهم يعني انه وراثي/جيني أي انحراف سالب.
و كذلك تفسير الجزء الاخر من العبارة و الذي ينص على التالي:[ الفرد منهم قد يكون ذا انحراف سلبي او إيجابي حسب الظروف التي أحاطت به في بداية امره و قد وقف العلم عاجزا عن علاج هؤلاء الا قليلا] هنا يتكلم عن الإيجابي فالعامل الوراثي لا يأتي من الظروف المحيطة بالفرد في بداية امره انما ناتج عن الجينات.
ومع ذلك: ينقل لنا الراحل الوردي راي الباحث (هافلوك أليس) الذي قال ان هناك 2 % من سكان العالم في شتى الأقطار مصابون بالانحراف الجنسي الإيجابي والسلبي وفي كلا الجنسين...
ويأتي الراحل الوردي ليجعل العراق في قمة الدول في الانحراف الجنسي السالب والموجب(اللواط) حيث كانت النسبة لا تقل عن 40% من سكان المدن... حتى لو تَدَّخَلَ من يقول ان الوردي يقصد اهل المدن فقط أي لا يشمل سكان الريف و البادية فجوابي عليه قد يكون ذلك او نعم وعلى فرض ان سكان المدن في العراق يعادل او يساوي ربع السكان فالنتيجة ستكون ايضاً بحدود (10%) من سكان العراق وهي خمسة اضعاف ما ذكره هافلوك أليس. وحتى لو قال احدهم ان الوردي يقصد لا تقل عن 40% من سكان المدن من الذكور فقط أقول كان عليه الانتباه لما يكتب و مع ذلك فأن هذه النسبة تعني 200 شخص/ذكر من اصل 1500 شخص هم سكان تلك المدينة التي ذكرناها في الجزء السابق و يمكن لي هنا ان اقرب الموضوع و اوضحه بأن أقول ان هذا يعني/تقريباً ان في كل بيت من بيوت تلك المدينة هناك منحرف جنسي...لأن عدد بيوت المدينة المذكورة يمكن ان يكون (200) بيت او هكذا.
الجزء الثالث: [واغلب اشعارنا الغزلية نؤاسية أي هائمة بنفس الحب الذي هام به المنكوب أبا نؤاس.] انتهى
اقول: وجدتُ قبل ان اناقش هذا الجزء ان اعرض عليكم رأياً للراحل الوردي بنفس الاتجاه ورَّدي عليه لآنه سينفع في فهم الموضوع حيث كتب الراحل الوردي في ص50 من كراسة الاخلاق/الضائع من الموارد الخلقية: [...فقد شهدنا في الغرب ان الناس هناك يعاملون المنحرف جنسياً بشيء من العطف باعتباره مريضاً يحتاج الى علاج وهم لا يفرقون في ذلك بين المنحرف السلبي والمنحرف الإيجابي والمعروف في بعض الأمم الراقية انهم يستنكرون الانحراف الإيجابي أكثر مما يستنكرون الانحراف السلبي حيث يعدون الأول منها سببا والثاني نتيجة اما عند اصحابنا فهم ينظرون في هذا الامر على عكس ما ينظر فيه أولئك فهم يحتقرون المنحرف السلبي كل الاحتقار بينما ينظرون الى المنحرف الإيجابي بعين الاحترام احياناً انه حسب مفاهيمهم غالب. وينظرون للزنى بمثل هذه النظرة المزدوجة فمن الفخار للرجل ان يكون زانياً بنساء غيره ومن العار عليه ان تكون إحدى نسائه مزنياً بها] انتهى
أقول: كيف يمكن قبول قول الوردي من ان بعض الأمم الراقية تعتبر الانحراف الجنسي الإيجابي الذي قال عنه الوردي انه اللواط سبباً؟ إنْ كان سبباً...نعم قد يكون هذا القول مقبولاً لكن ماهي نتيجة ذلك السبب؟ الجواب كما أتصور وفق منطق الوردي الارسطوطاليسي فأنه سبب نتيجته ازدوج الشخصية... نرجو العودة الى ما ورد سابقاً. لكن أليس هذا "السبب" كان نتيجة لسبب اخر هو الانفصال "الفظيع" بين الرجل والمرأة كما نقلتُ لكم عن الوردي وأوضحته سابقاً؟ ومعنى هذا ان لكل سبب نتيجة ولكل نتيجة سبب فلا فرق هنا في هذا الموقف تحديداً حيث لا يمكن اعتبار أحد شكلي الانحراف نتيجة والثاني سبب.
يبدو ان الراحل الوردي لا يعرف المجتمع الذي "درسه"...لا يعرف ان المنحرف "ايجابياً" يَطْلُقْ عليه العامة في العراق "فرخجي" وهو منبوذ لا ترغب العوائل بان يصاحب أبنائها ولا يُقبل خطيباً او زوجاً لبناتها ويبقى هذا الوصف لصيق به وبذريته في كل مراحل حياته وحياتهم حتى بعد توبته...اما الزاني بنساء الاخرين فيطلق عليه "كَحبجي" وهو منبوذ ايضاً ولا تَسُرْ رفقته ولا يُقبل اولا يُفضل أن يكون نسيباً ربما الا عند من هم امثاله ولا تُفضل مصاحبة نساءه لنساء الغير ولا يؤتمن ولا يدخل بيوت الغير. ويُطلق على الحالتين او يُصف الشخص "الفرخجي والكَحبجي" بأنه سافل، ساقط، منحط لا تُقبل شهادته ولا يُدعى الى مجالس الاخيار ودواوينهم.
هناك كلمة واحدة من مقطع الراحل الوردي أعلاه هي "احياناً" التي وردت في:" ينظرون الى المنحرف الإيجابي بعين الاحترام احياناً انه حسب مفاهيمهم غالب"...أن "احياناً " هذه تعني زمرة الممارسين للواط وهذا يجب ان لا يُسحب على المجتمع بشكل عام حسب قول الوردي :"اما عند اصحابنا...الخ" فلوا نظرنا اليها من خلال ربطها بما ابتدأ الوردي مقطعه واقصد :" قد شهدنا في الغرب ان الناس هناك...الخ" نحسبها تخص المجتمع وان اخذناها في موقعها فقط فهي تعود الى "اصحابنا" والمقصود هنا أصحاب الراحل الوردي "من أشار اليهم كمصدر في دراسته للمجتمع العراقي واقصد هنا السفلة والسقطة" وهم ليسوا أصحابه اصلاً لكنه الاسترسال الذي سار عليه الراحل الوردي....فالعبارة او هذا المقطع كله يدل على ان الوردي لا يعرف المجتمع الذي "درسه"
أعود لموضوع التغزل بالغلمان: ففي ص71 اسطورة الادب الرفيع/ 1957وتحت العنوان الفرعي: الشعر والشذوذ الجنسي/ كتب الراحل الدكتور علي الوردي التالي: [من الصفات التي تميز بها الشعر العربي القديم التغزل بالمذكر وفي رأيي ان من اهم الاسباب في ذلك ان لم يكن أهمها هو شيوع الشذوذ الجنسي في المجتمع العربي في عهوده المتأخرة] انتهى
جاء هذا في رد الراحل الوردي على انتقاد الدكتور عبد الرزاق محيي الدين أستاذ الادب العربي في دار المعلمين العالية له الذكر الطيب لما طرحه الراحل الوردي حول الموضوع في كتابه وعاظ السلاطين. [سأعود الى ما طرحة الدكتور عبد الرزاق فيما بعد].
لو نناقش هذه العبارة نقول نعم كان هناك ضمن الغزل الذي اعتاد عليه الشعراء والمتلقين للشعر العربي القديم ذِكر ضمير المذكر لأسباب كما سياتي بيانها او عرضها ومنها التغزل المتعمد ان صح القول بالمذكر/الغلمان...وهو تعبير عن وجود انحراف جنسي سواء عند الشاعر أوفي محيطه الضيق او يعكس حالة وجود الانحراف الجنسي في المجتمع والتلذذ في سماع او نظم هذا الشعر "الماجن" عند البعض وفي الحلقات المغلقة الصغيرة. لكن لا يٌعقل ان هذه القلة من تلك الكثرة الشعرية تعني وتعكس "شيوع".
في عبارة الوردي له الذكر الطيب، ما يثير الاستغراب وذلك في التوقف عند: "الشعر العربي القديم" و"المجتمع العربي في عهوده المتأخرة".
لا اعرف هل تنبأ أبو نؤاس او أسَّرَهُ "الوحي" الذي أشار اليه الدكتور الوردي من ان العصور التالية لعصره وهي "العصور المتأخرة" سينتشر فيها الانحراف الجنسي فكتب أبا نؤاس ورهطه ما كتب؟ أم ان الراحل الوردي لا يعرف معنى "العهود المتأخرة" وما تعنيه هنا؟ استنتاجي انه لم يعي المعنى كما في الكثير من كتاباته ،لحالة الاسترسال التي رافقته في "مسيرته الكتابية" عن المجتمع العراقي...
موضوع "التغزل بالغلمان" حاله حال ["ولهذا نجد أغلب أغانينا تخاطب الحبيب بلفظ المذكر الامر الذي يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى واغلب اشعارنا الغزلية نؤاسية"] انتهى
هل كان شعر أبو نؤاس يُنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتتغنى به قرى ومرابع وضواحي مدن العراق ليكون صورة تدلل على انتشار الانحراف الجنسي في المجتمع العراقي وبشكل يندر وجوده في البلاد الاخرى؟ هل سمع به ابن الموصل او أربيل وقتها او غيرهما من حواضر العراق وقتذاك؟
هل صعد أبو نؤاس المنابر وخرج على القنوات الفضائية لينتشر شعره؟
وسؤال يمكن ان يُطرح وهو: لماذا من بين كل أولئك الذين تغزلوا بالغلمان ومنهم من تتلمذ أبو نؤاس على يديه، ومن كتبوا قبل العصر العباسي وخلاله وبعده توجهت الأقلام الى أبو نؤاس الاحوازي المولد الفارسي الام الدمشقي الاب؟ لماذا لا نقول انه نقل صور تلك الأراضي والبلدان؟
ولماذا من دون كل المجتمعات/البلدان "عربية وناطقة بالعربية" توجه قلم الراحل علي الوردي الى العراق ليجعله المتقدم بكل صفات السوء عن وعلى البلدان الأخرى؟
سيقول قائل انه يتكلم عن المجتمع العراقي...أقول لكن كيف عرف انه: "يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى"؟ وقبلها مثلها الكثير كما ورد.
لا اعرف حجم/مقدار التغزل بالغلمان في الشعر العربي بالقياس لضروب الشعر الأخرى؟ او كم كان من شعر أبو نؤاس بهذا الغرض من كامل ما وصلنا منه وعنه؟... قد يقول قائل انه "الشِعْر" يعكس حالة اجتماعية. اقول نعم لكنها ضيقة فقد تكون "ارهاصات" شخصية او رغبة في "خوض غمار "شيء موجود ولم يتطرق اليه أحد وللوقوف على هذه الحالة أسأل:
هل من كتب متغزلاً بالغلمان اومن كتب غزل الغلمان الفاحش مارسه او مارس تلك الصور التي تفنن في طرحها؟
التغزل بالمذكر/الغلمان موجود في الشعر العربي ولا أحد يمكن ان ينكر ذلك او ينفيه...لكن مرة أخرى ما هو ثُقل او حجم ذلك او نسبته من كل التراث العربي من الشعر القديم او الشعر العربي متعدد الأغراض؟ وكيف لهذه النسبة التي مهما حاول البعض النفخ بها/فيها تبقى قليلة، تكون مؤشر او دلالة على "انتشار الانحراف الجنسي" بتلك النسبة الهائلة و"انتشار" شكله الذي رَّكَزَ عليه الراحل الوردي تجنياً في العراق تحت يافطة "انتشار اللواط في المجتمع العراقي بالشكل الذي يندر ان نراه في بلاد اخرى"؟
هل الشعراء العراقيين او الذين عاشوا في العراق هم فقط من كتبوا متغزلين بالغلمان؟
لا اعرف كيف حكم الراحل الوردي على تلك الفترة من خلال ما ورد عنها من شعر؟
نعود لما سبق ونعيد قول الوردي التالي: [" فهم قد يلتقطون مقدماتهم الكبرى من اقوال الشعراء أو الامثال الدارجة أو ما يجدونه في الكتب هنا وهناك من اقوال لا يعلم مبلغ صحتها الا الله"] انتهى
اليوم والامس القريب ظهر في العراق ودول اخرى من الشعراء من تغنى بحالات كثيرة...تغنوا بالشجاعة والوطنية والاخلاق والكرم والانحراف والدين والثورة والحب والهيام والغرام والوئام والوحدة والحرية والاشتراكية والتقدمية والعلمانية والمدنية والنزاهة والشفافية.
السؤال هنا وفق قول الوردي "يلتقطون مقدماتهم الكبرى من اقوال الشعراء:
في أي خانة نضع هذه/تلك المجتمعات اليوم ومنها المجتمع العراقي؟
هل يمكن ان نعتبر ان الشجاعة "منتشرة" عند العرب اليوم من خلال الكم الهائل من الشعر الذي تناولها؟
هل يمكن ان نضع تلك المجتمعات في باب مجتمعات الحرية والعدالة؟ ام مجمعات متدينة اسلامياً كنتيجة للضخ الديني الهائل؟
هل يمكن ان نقول عن تلك المجتمعات بانها تهتم بالشعر والادب والثقافة من خلال ما يتم بثه ونشره وتوزيعه؟
قيل ويُقال وورد ان اول شيء قاله النبي محمد هو كلمة: اقرأ...وانتشرت وتغنى بها الجميع...فهل امة محمد قرأت أو تقرأ أو ستقرأ أو حتى تعلمت القراءة؟ اليوم تعج الصفحات والمحطات والإذاعات والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي منها صباح مساء بمعزوفة الديمقراطية، هل يمكن ان نقول انها واقع قائم في تلك المجتمعات؟ قبل 2003 في العراق كانت هناك الحملة الايمانية والتغني بها...وأظهر بعض الشعراء الكثير من "ايمانهم" وحبهم "لقائد الجمع المؤمن" ...هل كان المجتمع العراقي "ايماني"؟ أو هل كان الشعراء مؤمنون؟ كانت هناك حملة لقتل "المومسات" وانتشرت الاخبار عنها...وقُتِلَ العديد منهن ...هل هذا يعني انتشار "المومسات "في المجتمع العراقي بشكل "يندر ان نجد له مثيلاً في البلدان الأخرى" او ان تلك الحملة قضت على تلك الحالة؟ اقيمت مهرجانات شعرية كثيرة على مدى العقدين الفائتين تمجد النصر والانتصار فهل عاش المجتمع الانتصار؟ او هل "انتشر" "الانتصار" في المجتمع العراقي؟ في السبعينات لوحظ اهتمام بعض المقاهي بلعبة الشطرنج والرحمة والذكر الطيب اليوم للراحل زهير احمد القيسي وبرنامجه عن الشطرنج ...هل هذا يعني انتشار لعبة الشطرنج في مقاهي العراق او انتشار الاهتمام بها في المجتمع العراقي؟كم من الشعر كُتِبَ في الزهد وعنه...فهل يعني ذلك انه منتشر أو ان ذلك يشير الى انتشاره وكثرة الزُهاد؟
اعرف أني أطلتُ في هذا حيث تعمدت ذلك لشعوري بأهمية التوضيح والكف عن مثل هذه المقاييس الغير دقيقة.
لم يبين لنا الراحل الوردي "استنتاجه" لما كان يحصل في قوافل الفتوحات التي كان الجند فيها يتركون/ينفصلون عن النساء لأشهر طويلة وربما لسنوات... كتب الوردي في ص13 /مهزلة العقل البشري/1955: [وقد انتشر اللواط في المانيا قبل العهد الهتلري ويبدوان التقاليد البروسية العسكرية ساعدت على نشره هنالك فالمحاربون الذين ينقطعون عن أهلهم في الخنادق مضطرون لأخذ اللواط لهم عادة وهذا هو الذي جعل الجيوش في الحرب العالمية الثانية تصطحب معها مجندات من الجنس اللطيف فتمنع جنودها بذلك من التطلع الى الغلمان بينهم] انتهى
لا بد ان نقف عند هذا الطرح فالجيش الهتلري يعد بالملايين وقتها فكم "مجندة من الجنس اللطيف" تم اصطحابها؟
انا هنا اريد ان ينتبه القارئ الكريم الى تحليلات الراحل الوردي وتفسيراته للأمور وكيف يقتنع ببعضها لينشرها وهو القائل في ص 185 من مهزلة العقل البشري: [وما على الباحث إلا أن يستشف جانب الصواب والخطأ في كل فكرة ثم يدرس أثرها في تطور الحضارة البشرية بوجه عام] انتهى
لم يتطرق الراحل للانحراف الجنسي عند النساء عندما ذهب الرجال الى ساحات الحرب في العهد الهتلري او قبله في الفتوحات والغزوات...ماذا عن "السُحاق"؟ لماذا لم يُكتب عنه شعراً والشاعرات /الشواعر كثيرات ومُمارِساتُهْ موجودات في كل مجتمع وفي أي وقت؟ أم ان هذه الحالة غير موجودة في المجتمع العراقي؟ أو ان الوردي خاف من البوح بها والكلام عنها وهي الحالة التي قيل انها تنتشر في مجتمعات "القبولي" والبيوتات المحصنة المتحجبة؟ لماذا لم يتكلم أحد من الشعراء عن الاستمناء/ العادة السرية ولم يتطرق لها الراحل الوردي في كتبه رغم أهميتها وتأثيراتها النفسية... وهي موجودة ومحل خلاف وليس فيها تحريم صريح مثل الزنا واللواط وهي أكثر انتشاراً من اللواط و الزنا؟
ومن باب "لا حياء في العلم" الذي نَقَلْتَهُ لكم عن الراحل الوردي في أعلاه اسمح لنفسي ان اسأل الراحل الوردي له الذكر الطيب وهو "المتصدي لكل" امراض المجتمع العراقي والذي يؤمن بمبدأ الصوفية الذي يقول: "اللهم افضحنا ولا تسترنا ": بعد أنْ ناديت بما ناديت في هذا الموضوع وبعد ان اقترحت واعترضت وبينت واستحسنت اسمح لنفسي وأكيد ستسمح لي أيها الدكتور علي الوردي بالأسئلة التالية:
س1ـ هل سمحتَ للحلقات القريبة منكَ بنفس الفسحة التي سَمَحَتْ بها الجامعات الغربية التي اُعجِبْتَ بها وعرضتها"؟ أو هل طبقت عليها مبدأ "افضحنا ولا تسترنا" لتكون القدوة في ذلك وليتوافق ذلك مع ما تدعو اليه وتتمناه؟
س2 ـ كيف كُنْتَ تسد حاجتك الجنسية في غربتك للدراسة في الولايات المتحدة الامريكية "الماجستير والدكتوراه" وانتَ من كتب التالي:
1ـ في ص9/وعاظ السلاطين/ التالي: [وقد عجبت حقا حين رأيت الجامعات الغربية تعني بالشهوة كل العناية فلا تستحي ولا تعظ فهي تخصص لطالباتها وطلابها أماكن للاختلاط والرقص وتساعدهم على التعرف بعضهم على بعض وتهيئ لهم اجواق الموسيقى وتشملهم جميعا بجو من المرح واللذة البريئة...الخ] انتهى... [تفسير اللذة البريئة سجله الراحل الوردي في هامش الصفحة]
2ـ في ص8/وعاظ السلاطين: [وإني لأعترف بما اعتراني من دهشة أثناء تجوالي في بلاد الغرب المختلفة على ما رأيت هنالك من عناية بأمر الطبيعة البشرية ومن مدارات لها. فهم يمنحون الإنسان حرية كافية يفصح فيها عن نفسه فلا يتشددون في وعظه ولا يمنعونه من اشباع شهوته أو انانيته ضمن حدود معترف بها] انتهى.
3ـ ص8/ الهامش/وعاظ السلاطين: [ويبدو أن وعاظنا يستسيغون انتشار الانحراف الجنسي بين الناس ولا يستسيغون انتشار السفور ولعلنا لا نغالي إذا قلنا إن الانحراف الجنسي منتشر بين الوعاظ أنفسهم أكثر من انتشاره بين غيرهم وهذه هي عاقبة من يغفل أمر الطبيعة البشرية ويعظ بما يخالفها] انتهى
س3. ماهي تلك الحدود المعترف بها؟ وكيف يمكن تحديدها؟ ومن هو من يحق له الاعتراف بها؟
س4. كيف تجزم ان الوعاظ يستسيغون انتشار الانحراف الجنسي بين الناس؟ لماذا لا تقول انها القوقعة الفكرية او الثقافة الاجتماعية او تفكيرهم المحدود او عدم فهمهم لما يحصل ويدور في النفس البشرية أو انهم غير مطلعين على العلوم الحديثة؟
كيف تتجرأ وتقول: "ولعلنا لا نغالي إذا قلنا ان الانحراف الجنسي منتشر بين الوعاظ أكثر من انتشاره بين غيرهم"؟ الا تعلم او تنتبه الى ان قولك هذا يعني ان الانحراف الجنسي موجود بحدود معينه لأن عدد الوعاظ قليل بالقياس الى عدد افراد المجتمع العراقي؟(عدداً او نسبة مئوية).
[اطرح هذه الاسئلة وفق ما كتبه الوردي في ص53 من كراسة الاخلاق /الضائع من الموارد الخلقية كتب الراحل الوردي التالي: [الواقع أني اعتز بالعراق واتشرف بانتسابي اليه ولكني مع ذلك اتبع في بحوثي المبدأ الصوفي القائل: "اللهم افضحنا ولا تسترنا: وغاية أملي ان يسير الباحثون الاجتماعيون في البلاد العربية الأخرى على هذا المبدأ فيعمدوا الى فضح قومهم امام الناس دون حياء ولا حياء في العلم...] انتهى
إضافة لما تقدم اعلاه كتب الوردي: في ص128 من خوارق اللاشعور التالي: [ان كلمة تكرر قولها على نفسك مرة بعد مرة لقادرة ان تطبع في عقلك الباطن شيئا من الايمان بها قليلا او كثيرا والايمان يزلزل الجبال كما يقولون...الخ] انتهى
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم
858 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع