بسام شكري
كتاب معجم حكام العراق - الحلقة الثالثة عشر
العهد الهلاكي
656 هـ - 740 هـ
المغول جيل مـن الأتـــراك، كانوا على الديانة الشامانية وهي ديانة القبائل الرحل من المغول الترك, كان موطنهم الأصلي فـــي بلاد تركستان، وقد نشبا بينهـــم وبين التتر معارك طاحنــــة، دامت سنين متطاولة، حتى نبغ في ظل هــذه الحروب المتمادية قائد عبقري اسمه (تيموجين) الذي تم تسميته فيما بعـد باسم (جنكيزخان) فنظم هذا أمر المغول وأعدهم للحروب والفتح إعدادا مدهشا وبدأ حملاته العسكرية فهاجم في البداية خانات قره خيطان وبعد ان قويت شوكته هاجم الدول المحيطة به في القوقاز ودولة خوارزم وامبراطورية جين الصينية, ولما حضرته الوفاة قسم مملكته المترامية الأطراف بين أبنائه واحفاده وقسم مملكته الى خانات بعد ان أوصى ان يكون خليفته أوقطاي خان وقد امتدت امبراطوريته الى أواسط الصين الحالية وكوريا وشمالا الى روسيا الحالية وغربا الى أوروبا الشرقية والشرق , فكان من نصيب ولده ( تولى ) بلاد خراسان وما يؤمل عليه الاستيلاء عليه من بلاد العراق حتى منتهي حوافر خيل جيوشه ولما توفى تولى هذا خلفه ابنه هلاكو خان المعروف بـ ايلخان و ايل تعني جبهة و خان تعني أمير . وفي سنة 656 هـ - 1258 م نزل هولاكو على بغداد وحاصرها فكانت حروب وخطوب انتهت بدخول المغول بغداد من باب ( كلوا ذا ) التي توافق حسب خطط بغداد اليوم ( الباب الشرقي ) وكان اسمها في القديم أيضا باب البصلية فقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله وأولاده وحاشيته واستباح بغداد مدة طويلة ولم يسلم من القتل الا من اختفى في بئر أو نفق أو قناة أوفر قبل اقتراب جيوش المغول من المدينة .
وكانت بغداد حين حاصرها المغول غاصة بأهل الأطراف من سكان القرى والمدن والدساكر الذين أ ُجفلوا هاربين أمام جيوش المغول المتوحشة ظنا منهم أن العاصمة بغداد سوف تعصمهم من الهلاك والموت فكانوا فيها لحما لسيوف هؤلاء العتاة المتوحشين الذين لم يرحموا شيخا ولا طفلا ولا امرأة ولا أي مخلوق فيها، وقد ارتكبوا في بغداد أفظع ما سجله التاريخ من وحشية وقتل وسلب وبقيت بغداد خالية من الناس لسنوات عديدة.
ملوك المغول
656هـ - 740 هـ
الدولة الاليخانية
1- هلاكو خان 656 هـ - 1258 م
القائد المغولي المعروف الذي انقرضت الدولة العباسية في بغداد بدخول جيوشه بغداد اتخذ وزيرا له هو مؤيد الدين العلقمي وهو وزيرالخليفة المستعصم بالله العباسي وقد قيل أن هذا الوزير تواطأ مــع المغول على الخلافــة العباسية لأسباب مذهبية فدبر القضاء على الخلافة ولما توفى ابن العلقمي استوزر هلاكو ابنه محمدا أبا الفضل العلقمي ثم علاء الدين الجويني وقــد استمر هـــذا الحكم زهاء اثنتين وعشرين سنة وقـــد تزوج هذا الوزيـــر زوجة الخليفـــة العباسي القتيل شمس الضحى وتزوجت ابنة ولي عهد الخلافة رابعة بابن أخــي زوجها الثاني واسمـــه هارون وقبره اليوم في منطقة الأعظمية في بغداد ، وقد ولدت رابعة ابنه أسمتها زبيدة وقبرها اليوم في الجانب الغربي من بغداد تسمية العامة قبر ست زبيدة وكلمة ست تطور لكلمة سيدة وقد نسب بعض الأفاضل من مؤرخي هذا العصر القبر إلى زمرد خاتون أم الخليفة الناصر لدين الله ، ظنا منهم أن المقصود بهذا القبر زبيدة زوج هارون الرشيد لأن هذه الأخيرة دفنت في مقابر قريش منطقة الكاظمية اليوم . والصحيح أنه قبر زبيدة هارون الجوينى بنت رابعة ابنة أبي العباس أحمد بن المستعصم وسبب الشك يعود الى: -
(أ) تشابه الأسمين
(ب) كل منهما زوجة لرجل اسمه هارون
(ج) لخليفة ابنان باسم الأمين والمأمون ولهذه أخوان باسم نفسه.
2- ابغاخان (اباقا خان) 1265 – 1283 م
ولد في جمادي الأول 631 هـ - 1283 م وهو ابن هولاكو مؤسسة إمبراطورية الخانات امه سوجين خاتون وقد تحول الى المسيحية تأثرا بزوجة ابيه المسيحية النسطورية المتدينة طقز خاتون وكان متسامحا مع الأديان , أقر حكومة العراق على حالها وعهد إلى عامله علاء الدين الجويني بالإشراف على جميع الأحوال فيها وفي سنة 667 هـ جاء إلى بغداد وفي خدمته الوزراء والأمراء والعساكر فأقام فيها مدة ثم زارها ثانية وثالثة وكان في كل مرة يحسن إلى الفقراء وينعم على الناس ويأمر بإنشاء المؤسسات يتجنب سفك الدماء عفيفا عن أموال الناس خفض الضرائب بعد ان ساد الفقر بغداد وما حولها , أشاع الأمن والطمأنينة في النفوس حتى عاد إلى بغداد أكثر من فر منها كان يحب العمارة مولعا بتشييد القصور .
3- أحمد تكو دار بن هلاكو 680 هـ - 1281
اسمه الذي ولد فيه هو نيكولاوس تكو دار وقد أسلم وهو صبي فسمى نفسه أحمد وهو أول من اعتنق الإسلام من هذه الأسرة تأثرا بشيخ الصوفية كمال الدين الرافعي، اقام علاقات مع المماليك في مصر وأغضب بذلك قادة المغول فلم يبالي بهم حتى أرسل المغول له الجيوش بقيادة ابن أخيه ابجون خان بن اباقا خان وكان على الديانة البوذية فالتقى الجيشان في خراسان فانتصر على ابن أخيه واسره، أعاد بناء منارة جامع الخلفاء منارة سوق الغزل اليوم. كما أعاد بناء مسجد الشيخ معروف الكرخي. وفي سنة 681 هـ، ولي أمر بغداد هارون الجويني بعد وفاة عمه علاء الدين الجويني وفي سنة 682 هـ نقل أمرها أخوه شرف الدين الجويني.
4- أرغون بن اباغا خان 683 هـ - 1284 م
ثار على عمه أحمد تكدار خان بسبب اسلامه وإقامة علاقات مع المماليك في مصر فانتصر عليه بعد معارك دامية وتولى السلطنة من بعده وقد كان شهما مقداما سفاكا للدماء وفي أول حكمه زادت دجلة زيادة عظيمة وغرق الجانب الغربي ووصل الماء على دير الثعالب ومعروف الكرخي وتهدمت حيطان البساتين ودار الرقيق وهلكت الأشجار وظهر بعد ذلك جراد دباب أتلفت الزرع والغلاة قرب اليهود عن باقي الطوائف واتخذ وزيرا يهوديا هو سعد الدولة ابن صفي الابهري وقد اعد خطة لتحويل الكعبة المشرفة الى معبد للأوثان بهدف ابعاد المسلمين واليهود عن دفة الحكم وقد اقنع الاليخان بخطته لكنه لم ينفذ خطته بسبب موته مسموما فقتل الوزير سعد الدولة فجالت المغول على اليهود قتلا وسبيا ونهبا وقد حكم العراق عنه :-
(أ) سعد الدين العجمي
(ب) المجد بن الأثير
(ج) الأمير علي
وبعد سنة قتل ارغون خان هؤلاء الثلاثة
(د) قتلع شاه الصاحبي
وهو احد اهم قادة المغول وهو الذي قاد جيوش المغول المكونه من 200 الف مقاتل لاحتلال الشام سنة 702 هـ والتي انهزم المغول فيها امام جيوس المسلمين القادمة من مصر وكل بلاد الشام والتي شارك فيها الاميران بيبرس وسلار ومن العلماء ابن تيمية وقد كان شديدا سفاكا ً للدماء وضع السيف في الرقاب ومع ذلك كان محسنا للفقراء عطوفا عليهم، فقد عمرو رباطا في مشهد سلمان الفارسي واسكن فيه جماعة منهم وأوقف على الرباط قرى بواسط وعده مواضع ببغداد ثم قتل ودفن في هذا الرباط.
(هـ) جمال الدين الاستجرداني 688 هـ - 1289 م
5- كيغاتو بن ابلقا 690 هـ - 1291 م
وهو خامس حكام الدولة الاليخانية وقد خلف أرغون خان سار في الناس سيرا قبيحا ، كما كان متناهيا في الإسراف وقد كان فاسقا خليعا مفرطا في ذلك ، يبيع مناصب الدولة كلما احتـــاج إلى المــــال إشباع لشهواته وقد استعمل النقد الورقي اسوة بالصين فساد الكساد البلاد وخسر الناس أموالهم حتى ضج منه الأهلون فثاروا عليه وجاء امراء المغول بالأمير بايدو خان بن طرقاي بن هولاكو وهو حفيد هولاكو فقتلوه غيله وهو ثمل وذلك في تبريز سنة 694 هـ 1295 م وتولى بايدو خان السلطة بعده ، ، وقد حكم العراق نيابة عنه جمال الدين الاستجرداني أيضا ثم شمس السكورجي الذي أظهر هذا العدل والإحسان كما أزال الضرائب عن الرعية.
6- بايدو خان بن طرقاي بن هولاكو 694 هـ - 1294 م
كان شديدا ولى الحكم بعد اغتيال ابن أخيه كيخاتو وفي أول حكمه عزل السكورجي عن العراق وأعاد الدستجرداني ولكن حكم بايدو خان لم يطل بل قتل بعد سبعة أشهر وقد قتله الأمير غازان في عاصمته تبريز حيث رأى نفسه احق بالسلطة من بايدو خان بعد معركة كبيرة بينهما وعندما شاهد امراء المغول ان كفه غازان قد رجحت في المعركة تركوه وحيدا فقبض عليه غازان وقتله ودخل تبريز واصبح اليخانا عليها.
7- غازان بن ارغون 694 هـ - 1294 م
كان والي خراسان، انتزع الملك من بايدو بعدما قتل بايدو خان وأعلن إسلامه وأسلم معه مئة ألف من جنوده، وبذلك انتشرت الديانة الإسلامية في الجيش التتري، ثم جاء إلى بغداد وعطف على الناس كثيرا ومات بالري بعدما أوصى بولاية العهد لأخيه نيقولاوس الجاتيو الذي كان حينئذ في خراسان أسلم وسمى نفسه محمود وبذلك أسلم عدد كبير من المغول وقد حكم العراق عنه
(أ) يحيى القزويني البكري
(ب) افتخار الدين القزويني
8- اوليجايتو خدانبده بن ارغون خان 714 هـ - 1314 م
وهو ثامن ملوك الاليخانية , عمدته امه مسيحيا على اسم نيقولا ثم اسلم على المذهب السني الحنفي وسمى نفسه محمد خربنده ثم تحول الى المذهب الشيعي على يد العالم الشيعي ابن المطهر الحلي وأمر بتخليد أسماء الأئمة الأنثى عشر على النقود ، وخرنبده لفظ مغولي معناه الثالث حدث على عهده طاعون شديد في العراق وقد اصدر امرا بتخيير المسيحيين بان يدخلوا الإسلام او يدفعون الجزية وعندما وافقوا اصدرا امرا بان يتم اخصاء الرجال وقلع احدى عيناهم وقد حارب المماليك في مصر ولم يتمكن عليهم وقد رجع الى المذهب السني في اخر حياته وكانت نهايته أن قتله وزيرة رشيد الدين وكان هذا يهوديا ثم اسلم وقد كان عمره حين ما مات ستة وثلاثين عاما.
9- ابوسعيد بن خدانبدة 716 هـ - 1316 م
كان حسن الإسلام، عالما بالموسيقا مبغضا ً للخمر اختتن مع جماعة كبيرة من المغول، أكرم من أسلم من أهل الذمة وهو آخر بيت هولاكو أقام في المُلك عشرين سنة وقد كان يعشق بغداد خاتون زوجة حسن الكبير الجلائرى وكانت هذه جميلة شجاعة تركب في مركب حافل بالخواتين وتشد في وسطها السيف فارسل أبو سعيد قاضيا الى زوجها ليطلقها ويتزوجها هو وكانت تلك من عادات المغول فتزوجها أبو سعيد وقد كانت عالما بالإدارة والأموال والسياسة وقد منحها أبو سعيد فرمانا بتولي عدة مناصب وقد عشق أبو سعيد دلشاد خاتون وهي ابنه شقيق بغداد فطلقها وتزوج دلشاد خاتون فلم تزل في على منزلتها حتى مات ابو سعيد مسموما فظفر بها زوجها الأول فقتلها تشفيا منها في سنة 719 هـ اختلف التتر فيما بينهم وقتل منهم زهاء ثلاثين ألف حتى كاد يزول ملكهم وتوفى بو سعيد بن خرنبد مسموما ولم يعقب . وقد حكم العراق عن ابوسعيد: -
(أ) على شاه: 728 هـ
وكان هذا أمير الأوبرات إحدى قبائل المغول يحب السيطرة والملك وجمع المال.
(ب) الخواجة معروف 736 هـ - 1335 م
كان واليا تافها عزل بعد ما يقارب من الشهر.
10- اربا خان بن ارتو بوكا 736 هـ - 1335 م
عرف عهده بالاضطرابات والفتن والحروب الداخلية لذلك قتل بعد أشهر من حكمه مع وزيرة محمد بن الرشيد وقد حكم العراق عنه: -
(أ) مؤسى خان 736هـ- 1335 م
غرقت بغداد على عهده فتهدمت البيوت والمدارس والمساجد كما غرق خلق كثيرين وساوى الماء أسوار المدينة فماتت الأشجار وندرت الغلات واشتد الغلاء.
11- محمد خان بن منكو تيمور 738 هـ - 1337 م
كان مستضعفا لا رأي له في الأمور حتى كثرت على عهده الفتن والمنازعات وقد وجدت له نقود مضروبة باسمه في بغداد والحلة وغيرها كانت نهايته أن اغتيل بعد مدة قصيرة.
12- طفا تيمور خان 738 هـ - 1337 م
ولى الأمر طفلا فحكمت البلاد عنه أمه (صاتي خاتون)
13- صاتي خاتون 738 هـ - 1337 م
هي بنت السلطان محمد خربنده انتهى بحكمها سلطان أسرة هولاكو في العراق وذلك باستيلاء حسن الكبير عل
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
https://www.algardenia.com/maqalat/56390-2022-11-17-15-58-28.html
1428 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع