د يسر الغريسي حجازي
الميثاق الاجتماعي
"يجب على كل مواطن أن يتدخل أو يتقدم باقتراحاته لمستقبل بلاده. في حالة عدم مطالبة المواطن بممارسة مواطنته، فإنه يتحمل المسؤولية وكذلك حكومة بلاده عن الانتهاكات التي ترتكب على القوانين والميثاق الاجتماعي. لكن الرئيس الذي يخالف العقد الاجتماعي، يصبح خائنًا ويجب ملاحقته قضائياً بتهمة إيذاء شعبه. تصبح الحكومات عديمة الجدوى عندما لا تكون نزيهة، لأنها تجعل حياة شعوبها مليئة بالتحديات والعقبات. في هذه الحالة، يتم إخفاء الحقائق والبراهين ويتعذر الوصول إلى العقد الاجتماعي".
ما هو تعليم المواطنة العالمية؟ ما هي القيم المدنية ولماذا تحمي المصلحة العامة؟
ان قيم المواطن هي تماسك المعرفة، والفطنة، والمهارات، والتصورات من أجل حياة ثابتة ومربحة للجميع. تكون المواطنة مطلوبة من أجل حياة جماعية أفضل مع الجوانب الإنسانية، وذلك في سياق احترام الإنسان وتوزيع السلع العامة بالنزاهة. كما تتطلب الحياة في المجتمع، حساسية التضامن والعقلية الاجتماعية، والتسامح والسلام، والإنسانية.
بالطبع، كل هذا يتطلب تعليمًا قائمًا على احترام الذات، واحترام الآخرين، والضمير الصالح. ويبدأ ذلك بمقاربة صلبة لمفاهيم النزاهة والشفافية، والعقد الاجتماعي الحر.
ان قيم الديمقراطة لتمكين حياة المجتمع، محسوسة بالقيم المثالية في العلاقات بين المواطنين. فماذا يقول العقد الاجتماعي؟ يدعم الفيلسوف والكاتب السويسري جان جاك روسو الأطروحة القائلة:" بأن التنظيم الاجتماعي "العادل" يقوم على ميثاق يضمن المساواة والحرية بين جميع المواطنين. تم إبرام هذا الميثاق بين جميع المشاركين، أي المجموعة الشاملة من المواطنين". علي سبيل المثال، هناك واجبات علينا ان نحترمها من اجل العيش في مجتمع حضاري، والاعتراف بحقوقهم الفردية في الاستقلال الذاتي لما هو مسموح به، وما هو غير مسموح به.
بالنسبة لليونانيين القدماء، حددت الحكمة بان الشرف والتضحية هما اساسيان لحماية سعادة الآخرين وحسن الجوار. ومع ذلك، فإن المعنى الثاني للفضيلة بين الإغريق القدماء، هو العدل وحماية حقوق، وكرامة المواطنين. من ناحية أخرى، تبدأ نعمة الحياة بالتعليم، وتركز على الفضائل التفاعلية مثل المسؤولية الاجتماعية والواجب، والولاء، والتسامح مع تنوع التعبير. يمكن أن يكون العيش مع ثقافات أخرى مربكًا مع تحديات جدية، لكن التجارب الجديدة تجعلنا ندرك باننا في حاجة إلى إظهار الصفاء والمرونة تجاه المعتقدات والمواقف المختلفة. يدفعنا واجب الكياسة واحترام الآخرين، إلى إظهار التعاطف والاهتمام بالناس. كما تحدد فضائل الروح الوعي البشري، لمنح الآخرين واجهة الأصول التي تبني المجتمعات والأمم بالكامل. ان الشجاعة والمثابرة هي القدرات الفكرية، لتنمية الوعي والمعرفة. وبناءً على ذلك، فإن التحرر التعليمي والتعلم طويل الأمد، وهما ركائز التكامل الاجتماعي كعملية ديناميكية تعزز القيم المجتمعية العالية. إنها تمكّن المجتمعات والمؤسسات من التعاون بنشاط، في رؤية مشتركة للحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية. ولا بد من ان السياسية تميل الي المساواة في الحقوق، والإنصاف، والكرامة.
إنها في الواقع، الحل الوحيد الذي يمنح الاستقرار الاقتصادي للأمم وتكافؤ الفرص للجميع. كما انها ترفع مستوى حماية حقوق الإنسان، وكذلك احترام قيمة وكرامة كل فرد.
ان التعليم هو الرمز المجازي لواقع التعليم ومدي الدعم التربوي والتعليمي. كما تؤكد جميع الأبحاث العلمية، أن التعليم الأفضل يبدأ في الطفولة لأنه يسمح بالتقييم الفعال والمناسب.
بالنسبة للفيلسوف جان جاك روسو، العقد الاجتماعي هو الصياغة الأخلاقية التي تتناول الأحكام الصحيحة ومفهوم التأمل الذي يحدد المعايير والواجبات. تميل هذه السياسة إلى ربط تقاليد ومعتقدات المجموعات الاجتماعية، بنظام أيديولوجي وبيانات معيارية وتعليمية وتقييمية (روسو. العقد الاجتماعي أو مبدأ الحق السياسي، 1762). تسمح القيم الأخلاقية والأفعال البشرية بصياغة معايير العدالة، التي تعزز الخير وتحارب الشر. وتقوم القوانين المعيارية في الواقع، بتقييم الأعمال الأخلاقية للناس وكذلك أفعالهم. بينما ان الأخلاق الفضيلة المستوحاة من أرسطو، تشجع الناس على عيش حياة مستقرة من خلال تنمية صفاتهم الأخلاقية مثل: الحكمة، والشجاعة، والتعاطف. يعتقد الفلاسفة مثل جون لوك وفولتير، ومونتسكيو، أن للرجال حقوق وعليهم كذلك واجبات. بالنسبة لكانط، تكمن الأخلاق في قدرة التفكير البشري وخلق قوانين أخلاقية محترمة. ويساعد الحوار المفتوح، على العيش في مجتمع واعي يسمح باحترام الاختلافات الأيديولوجية والثقافية. تنفتح هذه الآفاق من خلال المناهج المدرسية وأنظمة التعليم، للمفاهيم بين الثقافات في سبيل دمج وتعزيز المواطنة وكذلك التضامن المجتمعي في داخل المدارس والشبكات الاجتماعية.
يجب على النظام التعليمي أن تهيئ الطلاب على احترام النقاش الديمقراطي، والنزاهة، والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع. ان التعليم هو الطريقة الوحيدة لدعم رؤية مشتركة وإشراك البشر، في التفكير المنطقي والحكم القوي. إنها ليست فقط مسألة الاعتراف بالحقيقة، ولكن أيضًا احترام الكياسة من أجل تطوير الاحترام المتبادل والمسؤولية الفردية العالية.
1224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع