عبد السلام عارف.. هل كان(طائفيّاً)؟!

    

أحمد العبدالله

عبد السلام عارف.. هل كان(طائفيّاً)؟!

كثير ما يلمز بعض الشيعة في العراق من حثالات إيران خاصة, من خلال كتاباتهم وتصريحاتهم, الرئيس عبد السلام عارف بأن لديه(نفَس طائفي)*!!. مستندين في ذلك لرواية مهلهلة أوردها الكاتب حسن عليوي في كتابه(الشيعة والدولة القومية) الصادر عام 1989, وفيه يتهم الحكومات العراقية من فيصل الأول إلى صدام حسين بـ(اضطهاد الشيعة)!!, وعدم منحهم استحقاقهم في الحكومة بما يتناسب مع حجمهم السكاني. ويورد أمثلة وإحصاءات لدعم وجهة نظره, متجاهلا أصل السبب, وهو إن معمميهم قد(أفتوا) لأتباعهم, بـ(تحريم) الالتحاق بالوظائف الحكومية, وفق نصّ فقهي لديهم, يعتبرون فيه إن كل حكومة تنشأ قبل ظهور إمامهم(المسردب الغائب)منذ 1200 سنة, هي(حكومة جاهلية)!! ولا يجوز التعامل معها. وبالطبع هم لا يذكرون السبب الحقيقي وراء ذلك من باب التقية والتي هي عندهم( من ضروريات المذهب)!!, وهو إن الحاكم سُنّي.
والرواية المتهالكة التي يستشهد بها(حسن عليوي هندش), وهذا هو اسمه الحقيقي قبل تزويره واتخاذه لقب(العلوي)!!, ينقلها عن هاني الفكيكي, ومفادها إن الرئيس عبد السلام عارف عندما كان يراه قادما مع زميله القيادي البعثي محسن شيخ راضي, كان يقول؛(جاءوا الروافض). وعندما يسأله(عليوي)؛ وماذا كان رد فعلكما؟, يجيب؛ لقد كُنّا نضحك. أي إن الموضوع كله ضمن دائرة المزاح, حيث يُعرف عن الرئيس عارف إنه صاحب قفشات. ثم إن مصطلح(الروافض) ليس فيه ما يسيء, وأول من أطلقه هو الإمام زيد بن علي بن أبي طالب, على شيعته الذين(رفضوا) إمامة الشيخين؛ أبي بكر وعمر(رضي الله عنهما). فما هو الرابط لهذه الرواية السخيفة بـ(طائفية)الرجل المزعومة؟!.
والموما إليه, لهوىً في نفسه, يستشهد بهذه الرواية التافهة, ويضرب صفحاً عن روايات أخرى متماسكة, لأنها لا تتفق مع هواه الطائفي, ولكي(يسوّق) نفسه, حينذاك, عند سادته الجدد في طهران, وحثالاتهم في دمشق. ومعروف عنه إنه(أستاذ)!! في الانتهازية والتلوّن, ويعرف(من أين تُؤكل الكتف). وهو القائل بعد غزو الكويت, إن ثلاثة أطراف استفادت من الغزو والحرب التي ترتبت عليه, وهي؛ إيران وإسرائيل اللتان تخلصتا من عدو لدود بدون أي تكلفة, و(الكوايتة) الذين تحرّرت بلادهم, وثالثهم(حسن عليوي)!!, الذي وضع (الخلايجة) مليون دولار في رصيده المصرفي, مقابل الأكاذيب التي باعها لهم عندما قدّم نفسه, كاذبا, إنه مستشار صحفي سابق لصدام حسين!!. بينما هو لم يقترب من صدام, إلا مرة واحدة حين رافقه في زيارته الشهيرة للبصرة بالقطار في شباط 1979.
ومن الشهادات الرصينة التي تفنّد تخرصاته وتنسفها نسفا, هي الشهادة التي أدلى بها الوزير في فترة حكم عبد السلام عارف؛ أحمد الحبوبي, وهو من عائلة شيعية عربية معروفة في النجف, إذ قال؛ إن الرئيس عبد السلام عارف قد استدعاه يوما وأبلغه بإيصال رسالة منه للمرجع الشيعي(محسن طباطبائي), يخوّله فيها ترشيح عدد من الوزراء الشيعة من قبله, وهو سيقوم بإصدار المراسيم الجمهورية باستيزارهم بدون مراجعة, ولكن(المرجع) لم يوافق على هذه المبادرة!!. ثم كيف يكون(طائفيا), وهو الذي اتّخذ المقدم عبدالله مجيد, سكرتيرا خاصا وكاتما لأسراره, وهو من عائلة شيعية من منطقة الشواكة في بغداد, والذي يُعرف في منطقته بلقب(إبن العلوية), إذ كان يتيما وربّته أمّه, والذي رافقه منذ ما قبل 14 تموز 1958, وقد قتل معه في حادث سقوط الطائرة. فهل فعلها الجعفري والهالكي وعادل عدس,...ألخ؟!!. وكيف يكون(طائفيا) وهو الذي كان كثير الزيارات والتفقد لمحافظات الجنوب الشيعية, حتى إن زيارته الأخيرة, والتي قضى نحبه فيها, كانت لمدينة البصرة.
فما سرُّ ترويج ونشر هذه الفرية الداحضة**, وما سر الانتقام الرهيب من عائلته بعد الاحتلال في 2003, رغم مرور ما يقرب من أربعة عقود على رحيله, حيث تعرضت بعض بناته وأحفاده المقيمين في حي اليرموك ببغداد, لاعتداء شنيع من قبل الميليشيات الفارسية المجوسية, حيث قتلوا غدراً ابنته(رجاء عبد السلام عارف) وزوجها وخطفوا ابنهما. ومن خلال قراءتي لسيرة الرجل لم أجد سوى سببا واحدا يفسر هذا الحقد الكبير عليه, وهو إنه خلال رئاسته حضر السفير الإيراني المنتدب حديثا لتقديم أوراق اعتماده, وخلال المقابلة تحدث بكلام غير لائق وخارج عن المألوف, طلب فيه الاهتمام بالطائفة الشيعية ورعايتها على أساس إن هذه هي رغبة شاه إيران, فما كان من الرئيس عبد السلام عارف إلّا أن زجره وطرده من القصر الجمهوري, وأنهى المقابلة, قائلا له؛ قل للشاه تبعك, إن الشيعة جزء من الشعب العراقي, فلا يدسّ أنفه بما لا يعنيه. وأصرَّ على موقفه بعدم قبوله سفيراً, رغم الضغوط الإيرانية من باب حفظ ماء الوجه, حتى رضخوا في النهاية ورشحوا بديلا عنه.
إن الفرس المجوس الزنادقة, هم قوم كفرة فجرة, وهم لا ينسون ثأرهم أبدا. فهم الذين اختلقوا رواية(كسر ضلع الزهرة)!!, وألصقوها كذباً بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب(رضي الله عنه), لأنه كسر ضلع (كسرى), وليس(الزهرة). وبنوا لقاتله اللعين(أبو لؤلؤة المجوسي) وثناً يُعبد ويزوره كبار معمميم قرب مدينة كاشان, وأطلقوا عليه تسمية(بابا شجاع الدين)!!. ويحتفل الفرس المجوس وفضلاتهم وحثالاتهم, بيوم مقتله وأسموه؛(يوم فرحة الزهرة)!!. ولأن صدام حسين؛ هو من جرّع الدجال الهالك(خمينيهم) كأس السم, والذي(نفقَ)على أثره, فقد كان الانتقام منه رهيباً أيضا, فـ(نحروه) في فجر أول أيام عيد الأضحى الحزين, وباحتفال طائفي مجوسي بغيض, إذ قاموا بالرقص حول جثمانه, والدوس عليه!!, بل إن الهالكي قد جعل زفاف ولده في يوم الاعدام نفسه, وهو يوم (سبت)!!!.
.........................
* إذا كان (عليوي) يعتبر عبد السلام عارف(طائفيا), فماذا يقول عن تصريح الهالكي وهو بموقع رئيس الوزراء, إذ قال؛(نحن أحفاد الحسين وأنتم؛[ويقصد أهل السُنّة], أحفاد يزيد )!!, وحرّض جلال طلباني على أهل الموصل, حيث وصفهم بأنهم؛(أعداء لنا وسيظلون رغم كل شيء سُنّة و(قومجية) وعربانا وملجأ للبعث والمتآمرين على حكمنا)!!. وتصريح الميليشياوي قيس الخزعلي الذي هدّد فيه أهل الموصل علناً بقوله؛(جئنا لننتقم من أحفاد يزيد.. فالقوم هم القوم)!!. فهؤلاء وكثير غيرهم طبّقوا على الأرض ما تحويه كتبهم وعقيدتهم المنحرفة.
** من نافلة القول التأكيد على حقيقة؛ إن(أهل السُنّة والجماعة), هم(الأمّة) وعددهم يقترب من الملياري نسمة. ومن ينتمي للفضاء الواسع, من المُحال أن يفكر بعقلية الطوائف, والتي هي دائماً ما تكون لصيقة بالأقليّات.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

478 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع