صديق المجلة / بغداد
من يوميات الحرب.. معركة توكلنا على الله الثانيه
25 \ حزيران \1988
في مثل هذا اليوم يستذكر العراقيين ومعهم العالم كله كيف سطر ابطال العراق ملاحم بطوليه في حرب دامت ثماني سنوات كانت سجال بيننا وبين العدو الايراني ولكي لاننسا هول هذه الحرب ومآسيها وشهدائنا الابرار وجرحانا والارامل والايتام وكل من شارك فيها وتحمل هولها اتقدم بالدعاء بالرحمه لشهدائنا والتحيه والاحترام لابطالنا من الجرحى ولباقي المقاتلين اينما كانوا واستذكر معهم هذا اليوم التاريخي الذي يغيض الاعداء والعملاء الاوهو يوم الايام 8 \ 8 \ 1988 الذي تجرع فيه خميني كأس السم ولم تنفع معه دعم امريكا (ايران كيت ) ولااسرائيل ..
في هذه الذكرى استذكر واحده من معارك التحرير التي هيأت للنصر المبين وهي معركة توكلنا على الله \ 2 والتي تم فيها تحرير حقول مجنون الشماليه من ايادي الفرس ..
كلف الفيلق السادس الذي كان يشغل قاطع مسؤوليه من قلعة صالح في الشمال الغربي والى السويب جنوبا ( امام عبد الله – الكساره – البيضه – عجيرده – السويب ) في قاطع عمليات ميسان الذي كان يتشارك فيه مع الفيلق الرابع وكانت المواضع التي اتخذها الفيلق بقوة ثلاث فرق من المشاة (قيادة قوات الاهوار – فرقة المشاة \25 وتسمى بقيادة قوات حذيفه بن النعمان – فرقة المشاة \33 والتي كانت تسمى بقيادة قوات الحسين - الفرقه المدرعه \12 احتياط + 2 لواء مغاوير تابعه للفيلق + جناح طائرات سمتيه ) ..
بعد معركة رمضان المجيده التي تم فيها تحرير الفاو في 17 \ نيسان \ 1988 صدرت الاوامر بتهيئة واعداد الخطط الازمه لتحرير مجنون وشمال مجنون ( منطقة الترابه ) والتي كان العدو قد شيد فيها سدة رابطه بينها وبين حقول مجنون مرورا بسدة (عجيرده) الرابط الرئيسي مع مجنون .
كان واجب الفيلق احتلال الترابه والسده الترابيه وحماية جناح قوات الحرس الجمهوري الايسروتأمين الاتصال مع قوات الحرس وكان لزاما على الفيلق ان يشن هجومه من خلال هور الحويزه وصولا الى السده الترابيه والى الترابه (كانت تستخدمها ايران لقصف مدينة العماره بمدفع 175 ملم امريكي ) .
تم اعداد الخطة الازمه وعرضت على الفيلق بمؤتمر وتمت مناقشتها وتعديل ماهو مناسب منها وبحضور قائد الفيلق الفريق سلطان هاشم احمد واعضاء من القياده العامه للقوات المسلحه وتم اقرارها وبوشرت
الاستحضارات النهائيه واهمها تهيئة بحدود الف زورق ومعدات هندسيه ومدفعيه وكان الفيلق قد كلف الفرقه \25 بتنفيذ واجب الفيلق وعززها بلوائي مغاوير مع لواء مشاة \49 ,
كانت الفرقه تتألف من ( لواء المشاة\87 – لواء المشاة \428 – لواء المشاة \ 504 – لواء مشاة \ 49 –لواء مغاوير فل6 الاول – لواء مغاوير فل6 الثاني )
كانت خطة الفرقه تقضي بالهجوم على الاهداف بشكل جبهوي وبقوة ثلاثة الويه منها لوائي محموله بالزوارق هما لواء المشاة \87 ولواء المغاوير فل6 الاول ولواء مشاة \ 428 يتقدم على سدة (عجيرده ) ويتم استثمار الفوز بلواء مشاة \49 المنقول بالسمتيات فوق الاهداف اضافة الى جهد مدفعي وصاروخي حشده الفيلق اضافة الى جهد الفرقه .
بالساعه 345 من فجر يوم 25 \ حزيران \ 1988 فتحت المدفعيه العراقيه نيرانها بالقصف التمهيدي على الاهداف لتامينها وتدمير مايمكن من الاهداف .
بالساعه 400 شرعت قوات حذيفه بن النعمان بالحركه بواسطة الزوارق نحو الاهداف وبعدها بحدود نصف ساعه اعطيت الاوامر الى لواء 428 بالتقدم على سدة عجيرده ووصلت القوه الصائله بالزوارق بعد 45 دقيقه الى الاهداف وهرب العدو تاركا معداته واسلحته وتم اسر عددا من افراده وتوجهت قوه من لواء مغاوير فل6 الاول الى فتحة السويب التي فجرها العدو في محاوله لاغراق المنطقه واعاقة الهجوم ولكنه لم ينجح في مسعاه ووصلت القوه الى المكان المتفق عليه مع قيادة الحرس الجمهوري ورفع عليها العلم العراقي بانتظار لواء المشاة حرس جمهوري الذي كان يقوده العميد جواد رومي الدايني والذي اضل الطريق ولم يديم الاتصال الا بعد يمومين من احتلال الاهداف مما سبب اشكاليه لدى القياده العامه للقوات المسلحه تطلبت حضور المرحوم عدنان خير الله الى مقر القياده وتم ايجازه من قبلي حول الموضوع ولم يقتنع رحمه الله بان الحرس الجمهوري قد اظل الطريق حتى اصطحبناه بطائرة سمتيه ونزل منها على الفتحه وشاهد بعينيه ما قد حصل فعلا ..
هذه المعركه كان لها الاثر الكبير في اندحار العدو لاحقا في عمليات توكلنا على الله الثالثه والرابعه ولكي لايوفتني فقد كان للفيلق الثالث دورا مهما في هذه المعركه وهي حماية الجناح الايمن للحرس الجمهوري ..
لقد كان بالامكان التقدم للعمق الايراني وفرض ايقاف لاطلاق النار لان العدو قد انهار تماما وفتح الطريق امام قطعاتنا واسعا وخاصة في الفيلقين الثالث والثاني ولكن القياده رفضت ذلك واكتفت ببضع كيلومترات للتفاوض عليها بصدد الاسرى لعراقيين ..
شكرا لمتابعتكم ..
صديق المجله / بغداد
814 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع