أحمد العبدالله
هل قبض السيستاني رشوة من رامسفيلد؟!
هنالك أكاذيب رائجة من كثرة ترديدها, تغدو بمرور الزمن وكأنها حقائق لا يجادل فيها أحد. وسأستعرض ثلاثاً منها, مع تفنيد كل منها بالحقائق؛
(1). الكذبة الأولى؛ إن الشيعة موالون لأهل البيت, وإن الشيعي مهما ارتكب من موبقات وآثام, سيشفع له في الآخرة؛(الحسين وعلي وفاطمة), ويقودوه إلى(الجَنّة), والتي هي؛(مُلك صرف للشيعة وحدهم لا شريك لهم)!!!.
أقول؛ تمتلأ كتب الشيعة أنفسهم, وخاصة كتاب نهج البلاغة*, بالروايات التي يذمُّ فيها كبار أهل البيت(شيعتهم)!!, ويتبرؤون منهم. وهذا غيض من فيض؛
1. الإمام علي(رض) مخاطِباً أهل الكوفة؛(يا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَاللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَأَعْقَبَتْ سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ)!!. فهل هذا التقريع الشديد والوصف الشنيع والكلام الغليظ, هو كلام المحبّ للمحبّ, أم كلام المبغض للمبغض؟!!.
2. ويقول لهم مُوبِّخاً بعد أن خذلوه في معركة صفّين؛ (استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا). ثم يقول؛ (لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم)!!. فهذه هي(تسعيرتهم)عند الإمام علي(رض)؛ الواحد بعشرة, وهذا في زمانه. فيا ترى كم ستكون(التسعيرة)في هذا الزمن, فيما لو حصلت مثل هذه(المقايضة)؟!!.
3. الشيعة خذلوا الحسين(رض), بعد أن(ورّطوه)بالمجيء إلى الكوفة ومبايعته, ثم نكصوا وتنصّلوا ووشوا بإبن عمه ومبعوثه إليهم؛ مسلم بن عقيل بن أبي طالب, لدى والي الكوفة فقتله, فدعا الحسين عليهم قائلا؛
(اللّهم إن متعتهم إلى حين؛ ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا)!!.
وهذا ما نراه اليوم تماما, فقد بقوا دهراً يصطرخون؛ نريد حاكم جعفري!!. فلما جاءهم الذي أرادوه, لطموا وتمنّوا الذي قبله!!.
(2). الكذبة الثانية؛ إن السيستاني قد قبض(رشوة) بمئتي مليون دولار من وزير الدفاع الأمريكي(رامسفيلد)مقابل إصداره (فتوى)احتلال العراق!!.
أقول؛ نُسبت هذه الكذبة لرامسفيلد وإنه نشرها في مذكراته, ولكن لا وجود لهكذا معلومة في الكتاب المذكور, ولم يذكرها رامسفيلد أبداً في أي موضع آخر. ليس لأن السيستاني من(أهل الورع والتقوى)!!, ولكن لأن الـ(200)مليون دولار عند السيستاني هو مبلغ تافه, بل وتافه جدا, وما يجمعه من أموال ما يسمّى بـ(الخُمس) من فقراء الشيعة, هو بالمليارات سنويا, تنزل في حسابه. وطبقة المعمّمين الشيعة يُعتبرون في مصاف أثرى أثرياء العالم ماليّاً, وحساباتهم المصرفية في بريطانيا وغيرها مكتنزة بقناطير مقنطرة من الذهب. والأهم من كل ذلك, إن السيستاني قد أصدر الفتوى المقصودة فعلا, ولكن بـ(المجان) بل ربما هو الذي دفع الأموال لـ(رامسفيلد), وليس العكس**!!.
(3). الكذبة الثالثة؛ إن قائمة الـ55 التي نشرها الأمريكان لرموز النظام العراقي السابق في 2003, كان من ضمنها؛(36) من الشيعة!!.
أقول؛ عند تدقيقي للقائمة المذكورة, وجدتُ إن عدد الشيعة فيها لم يتجاوز العشرة أشخاص فقط لا غير!!.
.........................
* يُعدُّ كتاب نهج البلاغة عند الشيعة؛(كلّه صحيح)!!, وقال عنه أحد أكبر(علمائهم)!؛ الهادي كاشف الغطاء في كتابه؛مستدرك نهج البلاغة؛(من أعظم الكتب شأنا, وهو نور لمن استضاء به ، ونجاة لمن تمسك به وبرهان لمن اعتمده، ولب لمن تدبره)!!.
بينما يعتبره أهل السُنّة والجماعة؛ إنه من وضع الشريف الرضي وأخيه المرتضى، وطريقتهما في تأليفه أن يأخذا الخطبة القصيرة المأثورة عن علي بن أبي طالب فيزيدان عليها، وإن الصحيح من كلامه في نهج البلاغة لا يتجاوز 5-10%، والباقي من كلام الرضي والمرتضى. كما إن روايتهما تفتقر للسند رغم الفاصلة الزمنية البالغة أربعة قرون!!.
** مجيد الخوئي؛ السيستاني أصدر فتوى يطلب فيها عدم اعتراض القوات الأمريكية في العراق وتقديم الدعم لهم؛
https://www.youtube.com/watch?v=oRJL0UDVi9Y
319 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع