التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لحروب العراق من الناحية الاجتماعيه
إعداد-فؤاد حسين علي
1. المقدمة
تعد الحرب آخر الوسائل التي تُستخدم لفض النزاعات وفرض الارادات بين الأطراف المتصارعة بعد نفاذ السبل الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية والوسائل الاخرى الممكنة ذات العلاقه، وهي أي الحرب خاصة التقليدية منها تستخدم فيها كافة أنواع الاسلحة والمعدات لتدمير الطرف المقابل وإرغامه على القبول بما هو مطلوب، وقد تنتهي باتفاق الاطراف المتنازعه سواء بوساطات من خارجهما أو باتفاق الطرفين المتحاربين لحلول مقبولة لكليهما أو نتيجة لفرض إرادة أحدهما على الآخر كنتيجة حتمية للانتصار، وهي على هذا الأساس لابد وأن تكون لها نهاية محددة مهما طال أمدها، مئة عام أو أكثر كما في الحروب التقليدية القديمة، ولا تزيد عن بضع سنوات كما في الحربين العالميتين الأولى والثانية وأكثر منهما قليلا كما في الحرب العراقية الايرانية التي أمتدت إلى ثمان سنوات، وقد تستغرق عدة أيام كما في حرب حزيران بين العرب وإسرائيل وحرب العراق الأخيرة مع الحلفاء.
هذا ومهما طال أمد الحرب أو قصر، فإن آثارها أو مخلفاتها خاصة الاجتماعية منها قد تبقى إلى أمد طويل، ولنا في هذا أمثلة واقعية قريبة من الحروب التي خاضها العراق ما بعد عام 1980 التي أستمرت بشكل شبه متواصل حتى وقتنا الراهن، حتى طالت بناه التحتية (الصناعية والزراعية والتجارية والتربوية والنفسية والاجتماعية)، وهذه حقيقة تدفع الى القول أن البنية الاجتماعية وما يترتب عليها من مشاكل في الجوانب القيمية والاخلاقية والعلاقات العامة للمجتمع هي المعضلة الأكثر تاثيرا وتعقيدا لما بعد الحرب، خاصة وإنها تبقى ماثلة إلى أمد طويل من الصعب التنبؤ بنهايته في مجتمعات لم يكتمل نموها الحضاري مثل المجتمع العراقي، لأنها تنتقل من جيل تأثر بوقائعها إلى آخر أخذ منه وهكذا تستمر مع أستمرار الحالة لعدة أجيال متعاقبة
ولغرض توضيح بعض تأثيراتها الاجتماعية من الناحية العلمية سأحاول تقديمها بصيغة عناوين لما يتعلق بالواقع العراقي الذي تعرض لعدة حروب داخلية وخارجية أمتدت منذ العام 1968 وحتى وقتنا الراهن عام 2011، يمكن أن تساعد في إعطاء صورة أوضح، خاصة وإن أجيال الشباب والشيوخ الحالية وما بينهم قد عاصروا زمنها أو عاشوا بعض أحداثها، وقد علقت في غالبيتهم بعض آثارها.
2. الآثار الأجتماعية المباشرة للحرب
للحرب أينما تقع وفي أي وقت تكون آثارها المباشرة على المجتمع الذي تحصل فيه، وأقل منها شدة على المجتمعات المشاركة في حصولها، وهي آثار تختلف من مجتمع إلى آخر، تبعا لتحضره وتماسكه، وطبيعة نظمه السياسية، وقيمه الاجتماعية، وعوامل أخرى، وهي آثار في العراق يمكن تأشير طبيعتها من خلال الآتي:
آ.الشهداء
تقدر بعض الاحصائيات العامة أن عدد الذين أستشهدوا جراء الحروب التي خاضها العراق أو كان طرفا فيها بحدود المليون شهيد، وهي وإن لم تكن إحصاءات تستند إلى مصادر علمية موثوقة، فإنه عدد هائل في تأثيره على الجانب الاجتماعي للمجتمع العراقي إذ إن فقدان الأب يتسبب في إبقاء أسر بكاملها محتاجة من الناحية المادية والاجتماعية، وأولاد بلا مثال يقلدونه في التربية، ولا رقيب قادر على الحسم والتقويم، وزوجة قد تكون في مقتبل العمر تبقى تحت رحمة وضغوط المجتمع الذي لا يرحم في كثير من الأحيان، ييبقون جميعا تحت ضغوط العوز والحاجة الاجتماعية والنفسية، كما إن فقدان الأبن الشاب لعائلة قد تكون محتاجة وضعت جل آمالها عليه في تعديل حالها وتحسين عيشها حتى تجد نفسها فجأة بلا معيل أو سند يقف بجانها في حياة تتسم بالصعوبة كل تلك السنين المذكورة في أعلاه يخل بطبيعة العلاقة الرعوية من الناحية الاجتماعية.
إن فقدان الأب أو الزوج أو الأبن هو فقدان لعزيز ستبقى آثاره الاجتماعية قائمة لفترات طويلة إذ إنه لا يعوض على وفق المعايير والقيم الاجتماعية السائدة.
ب. الارامل والأيتام
لو جاز لنا التأكيد على أن عدد الشهداء يقترب من الرقم المذكور في أعلاه أي "مليون" شهيد، وجازت لنا ضوابط التجنيد العسكرية أعتبار الأعمار بين "18- 40" هي التي كانت غالبة في الخدمة طوال تلك الحروب. وجاز لنا العرف الاجتماعي العراقي الأخذ بالاعتبار أن الزواج في مجاله مبكرا، "وإن كانت الحروب بشكل عام تتسبب في تأخير سن الزواج" وبسبب هذه العوامل جميعها سنفترض أن النصف المحدد من تلك الأعمار هم من بين المتزوجين وعلى أساس هذه النسبة البسيطة سيكون عدد الارامل التقريبي في العراق نصف مليون أرمله كحد أدنى.
وإذا جازت لنا الطبيعة البشرية العراقية أن نضع نصب أعيننا أن الزوجين العراقيين يميلان إلى الاكثار من الانجاب فنصل إلى إستنتاج أن معدل أفراد العائلة العراقية المتوسط يصل إلى الأربعة أفراد، ومن هذا الرقم سيكون لدينا أكثر من مليوني يتيم فاقدين الرعاية الأبوية، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن هذا العدد الهائل من الأرامل وأولئك الشباب الذين فقدوا، واضطراب الاقتصاد، تسبب في إرباك حالة الزواج وأضاف تعقيدات إلى حالته اسفرت بالنتيجة إلى أنتشار ظاهرة العنوسة في العراق، أي انه وبدلا من التقليل من نسب الأرامل بدون زواج زادت على أعدادهن أعداد من العوانس أنعكس وجودهما معا على جوانب الالتزام الاخلاقي في بعض الأحيان، إذا ما وضعنا في إطاره بالاعتبار حاجة الانسان الفسيولوجية الى الترويح الجنسي التي خلقها الله حاجة ضرورية للبقاء وأستمرار الحياة والتمتع ببهجتها، الأمر الذي وسع من رقعة الانحراف إلى مستوى حدوثها ظاهرة كانت منتشرة في تسعينات القرن الماضي على وجه الخصوص، وإلى الحد الذي دفع بالحكومة آنذاك إلى محاولة علاجها علاجا غير منطقيا وذلك بقطع رؤوس النسوة لمجرد الاشتباه بممارسة البغاء.
إن الانحراف في هذا الجانب سيؤدي ودون أدنى شك الى إنحراف الأطفال وشذوذهم ثم الشباب وتدني مستوى الاخلاق وإضطراب الجانب القيمي، وهذا ما يعانيه في الواقع المجتمع العراق في وقتنا الراهن، معاناة يمكن إرجاع بعض دوافعها الى ما سببته الحروب من غياب للاب والترمل والعنوسة وبعثرة العائلة والاولاد.
ج. المعوقون
في الحروب وكما هو معروف يكون الجرحى ضعف عدد الشهداء، حقيقة لا تتوقف عند حروب العراق فقط، بل وفي جميع الحروب وفي كافة المجتمعات البشرية، وعلى هذا الاساس يبلغ عدد الجرحى أو عدد الاصابات في العراق بحدود المليونين على وفق الاحصاءات الافتراضية المذكورة، وهي إصابات تصنف كالاتي:
أولا. خفيفة. يمكن الشفاء منها تماما، لا تعيق أصحابها من ممارسة أعمالهم الحياتية.
ثانيا. متوسطة. إصابة تعطل المصاب بها بنسب قد تصل الى 50%، يمكن أن تترك إثرا يعيق المعنيين من ممارسة أعمالهم وحياتهم بالشكل المطلوب.
ثالثا. شديدة. إصابة تفوق التصنيفين المذكورين في أعلاه، تترك أثرا فيه إعاقة دائمة تحول دون إمكانية ممارسة المصابين بحياتهم وأعمالهم.
إن التصنيفات الخاصة بمستويات الاصابة تدفع إلى أفتراض تقسيم أعدادها إلى ثلاثة أيضا، أي أن ثلث المليونين هم من ذوي الاصابات الشديدة الذين لا يعملون ولا يعيشون حياة إجتماعية طبيعية، وإذا ما أخذنا محدودية تقديم الدولة العراقية للرعاية والدعم اللازم لمثل هؤلاء المصابين، يصبح لدينا مئات الآلاف يعانون إعاقات ليست عضوية فقط، بل وكذلك إجتماعية لما تتركه هذه الاصابات من إضطرابات نفسية إجتماعية، ومن بين هذه الاضطرابات هي عدم قدرة البعض على الزواج، ومن كان متزوجا عدم قدرته على رعاية الزوجة والاولاد، وهذا أستنتاج يعني إضافة أعداد من الاولاد المحرومين والزوجات المحرومات إلى آخرين، عندها ستكون الاثار الاجتماعية شديدة على مجتمع غير مستقر إقتصاديا وأمنيا منذ عام 1968 قمة الحروب الداخلية، وعام 1980 بداية الحروب الخارجية وحتى وقتنا الراهن التي لم تنهي فيه الحروب والصراعات الداخلية بتأثيراتها الخارجية.
د. الأسرى والمفقودين
تسببت حروب العراق مع آخرين يقتربون من محيطه في التشدد وأساليب التعامل المثيرة للعداء إلى وقوع آلاف العراقيين الأسرى وأعداد غير قليلة من المفقودين الذين لم تحل مشاكل فقدانهم رغم مرور أكثر من عقدين على حصولها، قدرت بعض المصادر إجمالي أعدادها بحدود الربع مليون أسير ومفقود، تشمل جميع حروب العراق الداخلية مع الاكراد في الشمال نزولا عند حروبه مع إيران والكويت وإنتهاءا بإحتلاله عام 2003، هذا وعلى الرغم من قلة الدراسات التي تناولت الأسرى العراقيين أو ندرتها لحساسية الموضوع إبان حكم صدام الذي تسبب في حصولها، وعدم الاهتمام بالموضوع أصلا لما بعده من حكومات، إلا إن الواقع يشير إلى أن الأسر كان ضاغطا ومدمرا لإنسانية الكثير منهم، حتى حصلت بسببه العديد من حالات الانفصال بين الازواج والعزلة عن العائلة، وصعوبات العودة الى الحياة الطبيعية والتكيف لها من جديد، وإصابات نفسية متعددة، الأمر الذي تسبب في حصول مشاكل وإضطرابات إجتماعية متعددة الأوجه.
ويشير في ذات الوقت أن الفقدان له أثر شديد على الزوجة التي فقدت زوجها في ظروف غير طبيعية، وبقيت متعلقة بأمل مفقود، وعلى الأم التي فقدت عزيزا أو معيلا وبقيت تنظر بوضع نفسي إجتماعي كئيب، وكذلك على الأبنة والأبن، مما تسبب في إضافة العديد من المشاكل الاجتماعية التي تفوق آثارها المباشرة وغير المباشرة تلك الآثار التي تسببت في حصولها صدمة الأسر من الناحية النفسية.
هـ. الهجرة
نتيجه الازمات والحروب والسياسة الخاطئة والطائفية المقيتة حدثت هجرة خارجية وأخرى داخلية للكثير من أبناء العراق تقدر مصادر غير رسمية أعدادها بما يزيد عن الثلاثة ملايين فرد خلال تلك الأعوام التي أشتدت فيها الحروب من كل الطوائف والأقوام والديانات دونما استثناء، وهي هجرة قسرية غير منظمة أربكت المجتمع العراقي وأفرزت العديد من الحالات الاجتماعية السلبية متعدده الجوانب على الصعيد المجتمعي العراقي، وهذه أعداد إذا ما نُظر إلى الجوانب النوعية فيها نرى أن أساتذة وعلماء وأطباء وفنانين وأدباء وضباط وصناعيين وتجار قد تركوا العراق، وبتركهم إياه أوجدوا فراغا علميا لا يمكن إملاءه لعشرات مقبلة من السنين، أربك إدارة الدولة والمجتمع وخلق العديد من المشاكل والعثرات أمام إنسيابيتها المفروضة، لأن العالم والطبيب والمهندس والفني لا يمكن إعداد بديله بسنة أو عشر سنين، والصناعي الذي هاجر بماله لم يعود به ثانية إلى العراق وكذلك التاجر، والفنان الذي تعود العيش في الخارج والتعبير عن رأيه بحرية هناك، وجد صعوبة في العودة ثانية والتعبير بذات الطريقة النقدية التي تعلمها، وهذه جميعها تضيف المزيد من المشاكل والاضطرابات الاجتماعية إلى الموجود أو الشائع منها في الأصل داخل البيئة العراقية.
3. الآثار الاجتماعية غير المباشرة للحرب
مثلما للحرب آثارها الاجتماعية المباشرة فلها أيضا آثارها غير المباشرة، لأن في الحرب قسوة ومركزية غير معهودة تقتضيها، وفيها ضعف للادارة يشتد تدريجيا مع أستمرارها، وكذلك أستنزاف للقدرات، وضعف في الاقتصاد، ونشاط نفسي مضاد للعدو يستهدف الروح الوطنية، وفيها شكوك وعدم أرتياح، وغيرها الكثير التي تترك آثارا غير مباشرة على المجتمع الذي يخوض الحرب، وهي في العراق يمكن إجمال أهمها بالآتي:
أ.الفساد الاداري والاجتماعي والسياسي.
ب.بروز ظاهرة الجريمة المنظمة.
ت.أنتشار دائرة التزوير.
ث.الابتعاد عن المواطنة أو الاخلال بمعاييرها.
ج.تفشي الارهاب بكافة أشكاله.
ح.التحلل الأخلاقي.
خ.التخلف العلمي والتحصيلي وتفشي الأمية.
د.التدني الصحي وأنتشار الامراض المزمنة، والتشوه الخلقي.
ذ.النكوص الثقافي وأختفاء الانشطة الخاصة بالثقافة والفنون.
ر.أنتشار ثقافة الخوف والقلق.
ز.تصدع الطبقات الاجتماعية التقليدية وأختفاء الطبقة الوسطى الراعية للتقدم والاستقرار، وبروز تجار الحروب على حساب الطبقات الفقيرة التي شاركت في الحرب مما يؤدي إلى إتساع الفجوة بين أفراد المجتمع وبينهم من جهة وحكومتهم من جهة أخرى.
بالإضافة إلى عوامل أخرى بحاجة الى جهد علمي لإحصائها ومتابعتها من قبل الباحثين الاجتماعيين والنفسيين، إذا ما وضعنا بالاعتبار ما قاله أحد ممثلي الامم المتحدة عن أطفال العراق وحاجة نصف مليون منهم الى علاج نفسي جراء الحروب، وما قاله بعض الباحثين النفسيين من أن صدمات الحروب تترك آثارا شديدة من قبل "عقابيل ما بعد الشدة" تفوق في شدتها كل الكوارث الطبيعية وإن أطفال العراق قد تعرضوا لمثل هكذا آثار بما يفوق أقرانهم في المجتمعات البشرية الأخرى، لأن حروبه التي عاشوها قد تكررت وطال أمدها، ورافقتها مآسي عديدة من ظلم وحصار وتجويع وغيرها ضغوط زادت من شدة الآثار التي ستمتد لعشرات قادمة من السنين.
4. الخاتمة
أ.بهدف التوضيح يمكن القول أن الآثار المادية للحروب التقليدية يمكن أن تنتهي حالما يتمكن المجتمع أو الدولة من الخروج منها وإتمام عملية إعادة الاعمار، لكن الآثار الاجتماعية للحروب لا نهاية قريبة لها، حتى إنها يمكن أن تمتد لأجيال لاحقة ولعشرات السنين وتبعا لخطط الدولة والمجتمع في التعامل معها والسعي إلى علاجها علاجا صحيحا هو في العراق لم يكن موجودا في الأصل، ولا توجد نوايا لإيجاده، لأن الأنظمة السابقة التي أفتعلت الحروب أهملت موضوع آثارها أو إنها لم تعترف بوجودها في الأصل، والأنظمة اللاحقة، لم تتذكرها بإعتبار أنها غير مسؤولة عن حدوثها وهي غير قادرة بإمكانياتها المحدودة على التعامل مع موضوعها، وعلى العكس فإنها قد أضافت عليها المزيد من المشاكل والاضطرابات.
ب.إن الآثار الاجتماعية المتعددة على المجتمعات التي خاضت حروب دفعت السياسيين في الدول المتحضرة إلى السعي باتجاه الحلول السلمية لمشاكلهم بدلا من الحروب، وإيجاد روابط ثقافية وإجتماعية وسياسية واقتصادية تقربهم من بعضهم البعض ليتفادوا الحروب وآثارها التدميرية ماديا وإجتماعيا، كما هو الحال بالنسبة إلى الاتحاد الاوربي التي تحملت بعض دوله وزر التقارب ماديا مع الدول الأخرى الأقل ثراءا في سبيل إنشاء مجتمع أوسع تبتعد فيه المجتمعات الفرعية من الحروب وآثارها الاجتماعية.
ج .إن الآثار الاجتماعية المباشرة وغير المباشرة لا يتحمل أوزارها المجتمع العراقي وإنسانه غير المسؤول عن حصولها، وقد حصلت وتركت آثارا لا يستطيع هذا المجتمع بحالته الصعبة أن يتجاوزها، وفي هذه الحالة على الدولة والحكومة على وجه الخصوص الأخذ بعين الاعتبار هذه الظاهرة والسعي لتجاوز آثارها المباشرة وغير المباشرة من خلال برامج تشمل التربية والعلاقات العامة وترميم القيم وبناء الانسان العراقي وطنيا، أملا في إعادة بناء البلاد، وطنا قادرا على إستيعاب الجميع وكسب رضاهم في العيش بربوعه الواسعة.
4753 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع