أحمد العبدالله
الچلبي..عاش خائنا و مات مسموما
بعد هربه من الأردن إثر فضيحة اختلاس في(بنك)البتراء, قرّر(أحمد الجلبي) مغادرة عالم المال والأعمال إلى مجال السياسة. ووضع هدفًا أوحدًا لنفسه,وهو؛(تمكين الشيعة من الحكم في العراق), ولو بالاستعانة بكل شياطين الأرض!!. وخدمته الظروف بعد العدوان الثلاثيني وتدمير الجيش العراقي في(عاصفة الصحراء)1991, وفرض الحصار والعقوبات الدولية على العراق.
ورغم إنه يزعم العلمانية, بل يكاد أن يكون ملحدًا, ولكن لا بد له بحكم ما يُسمّى بـ(التقليد), أن ينال رضا المعمّمين لما ينتوي القيام به, فولّى وجهه لأحد المراجع(العظام)!!في إيران يُدعى(كلبايكاني), وقبّل يده وتمسّح في أكتافه العطنة, ثم أسرّه بما عزم عليه, فتهلّل وجه هذا الفارسي الحقود فرحًا, وأسبغ على الجلبي(بركاته)!!. وأخذ هذا ينشط في كواليس ودهاليز المؤسسات وجماعات الضغط واللوبيات المؤثرة في السياسة الأمريكية, وذرف كثيرًا من الدموع, وإنه قادم من(بلد المقابر الجماعية والمظلومية)!!. وتمكن بفعل إجادته للّغة الانكليزية وخبرته بمزاج السياسيّين والصحافيّين الأمريكان وتقرّبه من حاشية أصحاب القرار, من استصدار ماسُمّي بـ(قانون تحرير العراق)سنة 1998. وما كان لهذا(القانون)أن يصدر بمجهودات الجلبي فقط, ولكنه تناغم مع قرار أمريكي تم اتخاذه منذ غزو الكويت, بل وقبل ذلك, بتدمير العراق وسحقه.
وخدمته الظروف مرة أخرى بوصول(بوش الصغير)ومعه غُلاة المحافظين الجدد للحكم في سنة 2000, والذين استغلّوا تفجير البرجين أبشع استغلال فأعلنوا(الحرب على الإرهاب). وقاموا من فورهم بغزو واحتلال أفغانستان باعتبارها ملاذًا لتنظيم القاعدة المتّهم بالتفجير. وكان ذلك(بروفة)صغيرة لعملهم المقبل؛احتلال وتدمير العراق وتسليم مقدّراته على طبق من ذهب لإيران وحثالاتها, وهذا ما تحقق بعد سنة ونصف من أحداث الحادي عشر من أيلول. وظن الجلبي إنه قد صار قاب قوسين أو أدنى من حكم العراق الذي غادره صبيًّا.
كان الجلبي مع قوة من ميليشيته المسمّاة(المؤتمر الوطني), أول من دخل العراق حيث حطّت بهم طائرة نقل أمريكية في الناصرية قبيل احتلال بغداد بقليل, ثم تحركوا برًّا وأقاموا مقرًّا لهم في نادي الصيد في حي المنصور, ونفذوا عمليات اغتيال وخطف وسرقات ونهب الآثار والأرشيف العراقي مستغلّين حالة الفوضى العارمة التي عصفت بالعراق في تلك الأيام السود. وهو(مهندس اجتثاث البعث)والذي قُطعت بموجبه أرزاق مئات الآلاف من العراقيّين من أهل السُنّة بشكل خاص, وحُجزت أموالهم وحُرموا من أبسط حقوقهم.
ولكن الظروف التي خدمته في الماضي في مواطن كثيرة, عاكسته هذه المرة, فقد غدا من المغضوب عليهم أمريكيًّا بعد اكتشافهم إنه يعمل في الخفاء لصالح الإيرانيّين, وإنه كان يسرّب لهم معلومات حساسة تخص تحركات الجيش الأمريكي, فداهموا مقرّه في المنصور(البيت الصيني), وعبثوا بمحتوياته وصادروا بعض الوثائق التي تدينه, وكان مشهد صورته المحطّمة وهي ملقاة على الأرض, يُنبئ إن(شهر عسله)مع سادته الأمريكان قد انتهى وصار من المنبوذين, فقد استخدموه كمطيّة لبلوغ هدفهم في تدمير العراق, ثم استغنوا عن خدماته. فالغزاة يستبدلون عملاءهم كما يستبدلون أحذيتهم!!.
أما الفرس المجوس فقد وجدوا في كلابهم المخلصة من المجلس(الأدنى)وحزب الدعوة وكثيرين غيرهم, من هو أطوع من الجلبي بكثير, فركنوه جانبًا وأمعنوا في إذلاله, حيث أسند له(الهالكي)في 2007 وظيفة تافهة للغاية, وهي(رئيس لجنة توفير الخدمات)!!. وعندما أدرك إنه قد تعرّض لخازوق موجع, وهو الذي أفنى عمره لبلوغ ذلك الهدف, والذي كان حلمًا بعيد المنال حتى لأمثلهم طريقة. فهاهم الآن جماعته يتنكّرون له بعد أن أجلسهم على(العرش), وهو الذي أسّس(البيت الشيعي),و(تحالف الشمعة)الذي مكّنهم من الاستحواذ على الحكم وبرعاية(سيستانية)مباشرة. فامتلأت نفسه غيظًا وغضبًا, وقرّر أن يحمل ملفات الفساد التي تدينهم والتي يحتفظ بها لمثل هذا اليوم, ويذهب بها لـ(صمّام أمان الفاسدين)!!.
وهنا ارتكب(العالم الرياضي ذو العقل الحاسوبي)!!كما يصفوه, خطأه القاتل, فالمهم عند(الصمّام)هو بقاء الحكم بقبضة حثالاته من سقط المتاع, ولو كان ذلك فوق جماجم الملايين من الضحايا وعلى بحر آسن من الفساد. وأدرك خطورة نشر هذه الملفات على استمرارية(حكم آل البيت)!!, فأعطى إشارة لأتباعه بتصفيته بهدوء وبدون ضجيج, ودفنه مع أسراره. وهكذا لفظ الجلبي أنفاسه الأخيرة في مزرعته بالكاظمية في ليلة 3-11-2015, بسمٍّ دسّوه له في الشراب, ثم دسّوه في التراب بدون تشريح, بقرار إيراني تولّى كِبره تابعهم (أبو مهدي). وهكذا طُويت صفحة هذا(الجلبي) في الدنيا, التي عاش فيها خائنًا, و(مات)مسمومًا!!.
4836 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع