سعد السامرائي
هل نبقى نتفرج حتى يقتلونا جميعا؟!
الرحمة تعتبر واحدة من أهم أسس الرسالات السماوية وجاءت لتؤكد عليها كل الديانات واخرها رسالة نبينا محمد حيث قال (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) في الرحمة والأمانة والصدق والخير والعدالة ومكافحة الجريمة والظلم وقال تعالى ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) . لذلك جاءت انتفاضة تشرين في العراق لتعبر عن رفض جماهيري واسع لوجود حكومات العمالة والولاء للمجوس والامبريالية العالمية حيث تم تسليحها من قبل أمريكا الشر من أجل احاطة الشعب الثوري بمجموعات انبطاحيه مجرمة لا عقل لها تعتقد بغباء طائفيا انها على حق وان ماتفعله هو الاتباع الديني الصحيح يهمها الكسب المادي و التمتع فقط على حساب الوطن والشعب.. اما الغرب فيدعي انه يعتنق الإنسانية والديمقراطية نهجا ويحارب الظلم لكنه استعمل القنبلة الذرية لقتل البشر وشن حربين عالمية قتل فيها الملايين واستعمر امبريالياً دول عديدة وجعلهم عبيدا له كما وصلت بهم الحال الى صناعة فايروسات قتلت ملايين البشر .واستمرت الامبريالية المجرمة لتضع نفسها بدل الخالق حين اعلنوا انهم يريدون تقليل البشر بقتلهم او بمنع استمرار وتكاثر نسل الإنسانية بحجة أن الأرض لا تكفي مواردها لبشر اخرين علما انهم اعلنوا عن ذلك منذ أن كان نفوس العالم ثلاثة مليار اما الان فتعدى السبعة مليار وبدلا من تحسين الزراعة والتربة والثروة الحيوانية والسمكية وتقليل الانبعاثات الغازية قاموا بإذكاء الحروب وزيادة التصنيع العسكري وإنتاج الاشكال العديدة لمنع الحمل وإنتاج مأكولات تضعف مناعة الجسم وحبوب بدون أجنة ولأجل هذا فأول ما قام به المحتل الأمريكي حين دخل بغداد هو تدمير بنك الحبوب العراقي الذي كان يعد من أغنى البنوك العالمية وفرة وندرة (أورغانك) من أجل ان يتوقف انتاجها ولا تنتج سلالات جديدة معرضين البشرية للمجاعة حين يجبرون الدول على استيراد الغذاء منهم ,
لو نظرنا لفحوى كل ما ذكرناه فسنجد أن أسبابها شيطانية نابعة من الجشع وقمة الغرور الذي وضعوا أنفسهم بديلا للخالق وهم يريدون ان يقرروا من يعيش ومن يموت وطبعا من يعيش يجب ان يكون تابعا لهم ولأفكارهم الشيطانية المريضة.
الأمن الغذائي هو ما نريد التحدث عنه هنا وهو أحد أهم القضايا التي تواجه الوطن العربي في الوقت الحاضر والذي يعني القدرة على توفير الغذاء الكافي والصحي للسكان بشكل مستدام، دون الاعتماد على الاستيراد المفرط الخالي من الفائدة، لذلك يواجه العالم العربي اليوم تحديات ومخاطر كبيرة في هذا المجال منها ازدياد الطلب على الطعام كنتيجة طبيعية لازدياد البشر وبسبب الاعتماد الكبير على استيراد المأكولات وبسبب التصحر وقلة المياه. لذلك فلو استمرت الدول العربية بعدم الجدية بالأمن الغذائي فأننا سنصل الى مرحلة المجاعة التي تسعى الدول الإمبريالية على تنفيذها بمعنى اخر قتلنا ولن تنجوا حتى الدول الغنية والتي لديها سيولة مادية من شراء الغذاء ذلك لأنهم يسعون لقليل البشرية وسرقة خيرات الدول حتى يعيشوا هم بسعادة المرضى النفسيين والظلمة المجرمون فما العمل؟
يعتبر الامن الغذائي مؤشرا دالا على قوة واستقلال الدول بالإضافة على صحة ابناءها والواقع يبين لنا ان الدول العربية تعتمد في استراتيجياتها على الاستيراد الذي يجب أن يتغير ليصبح المطلوب تعزيز القدرات الزراعية الوطنية من خلال تطوير البنية التحتية للزراعة والثروة الحيوانية فما فائدة انتاج غزارة من المحصولات وانت لا تمتلك مصانع تصنيع وتعبئة وتخزين !كذلك ينبغي للحكومات العربية توفير التمويل اللازم لتطوير الإنتاج واحتياجاته وتشجيع استخدامات الزراعة المستدامة وطرق الهيدروبونيك ( الزراعة المائية بدون تربة التي يتم تذويب الأسمدة في المياه ) ويا محلاها من تجربة ناجحة ففي الوقت الذي مثلا كنا نشعر بالمشقة واهدار الماء الكثير من اجل ان نغسل الخضروات من الاتربة التب يسبب اكلها معاناة كلوية اصبحنا نجد هذه الخضروات كأنها مغسولة مقدما والحقيقة انها لم تزرع في التربة وانما في الماء وكل الدول المتقدمة أصبحت تهتم بهذه الطريقة الزراعية حيث انك تستطيع ان تسيطر عليها فلا تأثيرات مناخية ولا حشرات او حيوانات تخربها وانا شاهدت بناية كاملة متعددة الطوابق في اليابان مخصصة فقط لهذا النوع من الزراعات وهناك خطة لبناء بنايات أخرى خارج المدن لأنها مكتظة وغالية من أجل تدعيم هذا الإنتاج وهذا يجرنا على تعزيز الامن المائي وتعزيز التجارة بين الدول العربية والامتناع عن الاستيراد من غير الدول العربية ما دامت تمتلك ما نريد وتشجيع الاستثمار الزراعي والحيواني وتقديم التسهيلات وبشكل عام، فإن تحقيق الأمن الغذائي للوطن عربي يتطلب تعاون قوي وتضافر الجهود بين الدول العربية. لذا يجب أن تعتبر الزراعة قطاعًا استراتيجيًا يحظى بالاهتمام والاستثمار المستدام والا فأننا سنتعرض للحملات المشبوهة التي تسعى لتجويع البشر وقتلهم أو جعلهم مسلوبي الإرادة فهل سنهتم أكثر شعوبا وحكومات بأمننا الغذائي أم ننتظر كي يجوعونا ويقتلونا ؟!!طبعا في ظل حكومات العملاء والمصالح الشخصية الانانية ينبغي على الشعب أن يستلم المبادرة ولا يعتمد على هذه الحكومات بل علينا جميعا التكاتف والاستثمار الذاتي وتأسيس الشركات المساهمة التي يقوم بها أصحاب الاموال وتشجيع المنتوج الوطني ومنع أنفسنا من المواد المستوردة إذا ما توفر الإنتاج المحلي منها. ومن يعتمد على الله فهو حسبه.
3145 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع