مزايدات عربية في مزاد طوفان الأقصى

الگاردينيا

مزايدات عربية في مزاد طوفان الأقصى

لا يوجد مسلم وقومي ووطني شريف لا يفتخر بملحمة طوفان الأقصى التي سطر فيها ابطال غزة مأثرة تأريخية لا يمكن ان تنسى على مر الأجيال، وفي الوقت الذي باغتت حماس الكيان الصهيوني، بهجوم صاعق والذي مازال يشعر بالدوار والصداع من هول المفاجئة الحماسية، لجأ الى عمليات إبادة للشعب الفلسطيني وقصف البنايات و المؤسسات الخدمية والصحية ودور المواطنين، بل وصلت به الحماقة الى قصف المستشفيات وتهديد ما تبقى منها بضرورة اخلائها لغرض قصفها، يحاول الكيان الصهيوني ان يثبت من خلال حماقاته ان يثبت لمواطنية بالدرجة الأولى والعالم بأنه لا يزال قويا، لعل ذلك يطمئنهم، ويحاول ان يخفي ملامح العار والهزيمة من محياه بعد الصفعة الحماسية.

كما توقعنا وتوقع الجميع بأن الرد من قبل عدو خبيث سيكون قويا بقوة مرارته ووجعه من طوفان الأقصى، وهذا ما حصل، لم يفرق الكيان المسخ بين المدنيين وقوات حماس، تعامل مع الجميع بوحشية الغاب، ومع كل الجرائم التي ارتكبها كانت الولايات المتحدة وتابعيها الاوربيين يتفاخرون بعمليات الكيان الصهيوني، وارسلت بعضها معدات عسكرية وذخائر لإدامة وحشية الكيان المتوحش والحاق الخسائر بالشعب الفلسطيني وليس حماس فقط، حماس لم تقدم الا عدد قليل من الشهداء، الغالبية العظمى كانت من المدنيين سيما الشيوخ والنساء والأطفال.
لقد داست الولايات المتحدة وأوربا على حقوق الانسان والقوانين الدولية وقواعد الاشتباك، بل باركت ودعمت الوحشية الصهيونية، متجاهلة علاقاتها مع الأنظمة العربية الخائبة ومصالحها الكبرى من أجل دولة مسخ واحدة، فهل عرفت الأنظمة العربية والإسلامية مقدار قيمتها عند الولايات المتحدة والدول الاوربية؟ وهل عرفت مقدار الخزي والعار الذي سيلاحقها جراء موقفها المخزي أمام طوفان الأقصى؟ المشكلة ان الزانية تعرف انها عاهرة، وفاقدة للشرف، ولا يخجلها عملها، ولا تبالي بالناس، والحليم تكفيه الإشارة!
من المعيب ان تسمع ان والي الامارات العربية يتصل هاتفيا بعوائل إسرائيلية متضررة من هجوم حماس ليواسيها ويقدم لها الدعم النفسي والمالي، ومن المعيب ان ترة الرئيس الفلسطيني محمود عباس يهاتف الرئيس الأمريكي كي يفاتح الكيان الصهيوني للموافقة على فتح معبر رفع لأرسال المساعدات الغذائية والطبية الى المتضررين في غزة عبر مصر، ومن المعيب ان ترى الأمم المتحدة تتفرج مع مجلس الأمن على قيام الكيان الصهيوني بقطع الكهرباء والماء والمساعدات الطبية عن سكان غزة، دون ان يراجعوا على أقل تقدير ديباجة ميثاق الأمم المتحدة وحق الانسان في العيش بكرامة وتوفير مستلزمات المعيشة. الأساسية. ومن المعيب ان تجد الفصائل الفلسطينية وما اكثرها تراقب مسير العمليات كما تتابع مسرحية تراجيديا دون ان تحرك ساكنا لدعم عملية طوفان الأقصى، وهي تسمي نفسها بالمقاومة، أي المقاومة التي لا تقاوم، أو المقاومة المشلولة.
ومن المعيب ان ترى حزب الله اللبناني في خطبه الرنانة وهو يحذر الكيان الصهيوني من مغبة العدوان، وهو يقف متفرجا مع محوره النائم على مشهد الأحداث، وقد فعلها في الهجوم السابق للجهاد الإسلامي، بقي كالصنم لا تزحزحه دماء الأبرياء، رغم ان العدو الإسرائيلي امطره بالقنابل بالمدفعية والقصف، لكن بقي يعمل في اطار المناوشة والترقب... منتظرا الأوامر من الصنم الأكبر القابع في ايران.
من المعيب ان يكون النظام السوري بهذا الضعف وقد صدعوا رؤوسنا بالجيش العربي السوري وبطولاته على الورق، وخلال ثلاثة أيام أخرجوا الصهاينة مطاري دمشق وحلب من الخدمة مرتين، حتى لو تركنا مسألة الجولان المحتل جانبا، نسأل جزار دمشق بعد كل صفعة إسرائيلية لوجهك الأصفر تدعي انك سترد في الوقت المناسب والمكان المناسبـ، اليس الآن افضل وقت للرد على العدوان الصهيوني، لتعيد القليل والقليل جدا من الحياء لوجهك المتورم من الصفعات، الوجه الذي ينضب بعرق العار والخزي؟
من المعيب ان ترى المرشد الأعلى للخزي والعار وهو يتبرأ تبرأ التلميذ في الابتدائية من فعل قام به أمام معلمه، هذا المرشد الدجال كم هدد وهدد بإزالة إسرائيل من الخارطة خلال سبع دقائق، وان إسرائيل أضعف من أرنب، وان المارد الإيراني سيسحقها بأقدامه، وقبل شهر طلب من عبيده العرب الاستعداد لمواجهة إسرائيل، ها قد آن الأوان لبيان قوة عضلاتك يا مرشد الهوان، وقد قلتم بأن طريق القدس أولا عبر كربلاء، وبعدها عبر بيروت وبعدها عبر السيدة زينب، وبعدها عبر صنعاء، وقد أصبحت جميعها تحت نفوذك، فماذا تنتظر يا دجال العصر؟ لقد تاجرتم بالقضية الفلسطينية منذ عهد المقبور الخميني، وستقبر أنت قريبا، وتستمر التجارة المربحة بتحرير القدس والضحك على ذقون عبيدك العرب (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).
اليس من المعيب ان يخبأ قادة الحشد الشعبي في العراق رؤوسهم الفارغة، وهم يشهدوا طوفان الأقصى، ويكتفوا بالبيانات التي ما قتلت بعوضة، اين قيس الخزعلي الذي زار الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتوعد العدو؟ اين استعراضات الحشد الشعبي بيوم القدس (أتمنى من كل قارئ ان يرى احتفالات الحشد الشعبي في العراقي خلال يوم القدس)؟
الحقيقة لا نعرف ان كانت ستنتابه موجه من السخرية او الحزن على تلك الاستعراضات الكوميدية.
اليس من المعيب ان يوعز قائد جيش المهدي ـ الذي هجر وقتل العديد من الفلسطينيين المقيمين في العراق، ورماهم على الحدود العراقية الأردنية ـ بتظاهرة مليونيه لدعم طوفان الأقصى، وفعلا تجمع عشرات الآلاف من مؤيديه في ساحة التحرير، وبعد بيانات وشعارات فارغة عادوا الى بيوتهم آمنين، بعد ان رموا ببياناتهم وشعاراتهم في مكبات النفايات، وقد شكرا الصدر أتباعه الفدائيين على تضحياتهم الجسيمة في ساحات الوغى، وفعلهم الجبار لدعم حركة حماس بالجهاد والسلاح والعتاد!!!
نقول للصدر: شكرا حبيبي كفيت ووفيت!
كلمة أخيرة:
لو قتل جيش المهدي والحشد الشعبي من الصهاينة بقدر ما قتله من العراقيين الأبرياء والمتظاهرين السلميين لتحررت القدس من دنس الغزاة.
وكلمة أخرى للأنظمة العربية: فضحتمونا الله يخزيكم على جبتكم الذي يذكرنا بجبن الفأر.
وكلمة أخرى للعرب الشرفاء. عندما يقام مهرجان بيوم القدس، انهالوا بالأحذية على المستعرضين، او صفقوا لهم بالنعل، ولتكن هتافاتكم بالعفاط!!.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1355 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع