مهند سري
سياسة النقل ميتة سريرياً
كان العراق سباقاً في تأمين خطوط النقل العام، ففي بغداد عام 1889 انشئت اول واسطة نقل عام تجرها الخيل على السكة، تسمى الترامواي، وعراقياً أطلق عليها إسم الكاري، وكان مسارها بين بغداد والكاظمية.
وفي ثلاثينات القرن الماضي، تأسست مصلحة نقل الركاب، وارتبطت بأمانة العاصمة، وسميت بإسمها، وكانت خطوطها تصل الى كل المناطق، واستطاعت أن تنظم حركة النقل من حيث الوقت، والأجرة، وكان العراق ثانياً بعد بريطانيا في خطوطه الحمر أم الطابقين.
كما كان من المقرر انشاء مترو بغداد، في عام 1980، لكن ظروف الحرب حالت دون البدء به.
الباص ،المصلحة، الأمانة، الحافلة، بحسب تدرجها الزمني، وتأريخها الطويل، تشكل واجهة حضارية، كما أنها تعد واحدة من الوسائل الخدمية المهمة، والتي غيبت اليوم تماماً، ومايظهر منها لايشكل منظومة النقل العام، بل أشبه مايكون بوسائط النقل الخاص، فيما طغت على ازقتنا وشوارعنا التكاتك لتشكل بديلاً لايليق ببلد الحضارات العراق.
أما المترو المعلق الفرنسي، فكان وعداً معلقاً هو الآخر، ويكاد أن يلقى في درج النسيان، مع أنه تحول عالمياً الى ظاهرة متقدمة، سبقتنا اليه حتى الدول الفقيرة، فأنشأت "متروالأنفاق" ليكون واجهة من جهة، ومورداً اقتصادياً من جهة أخرى، ووسائط نقل سريعة ومريحة تخفف من حدة الزحام من جهة ثالثة.
من ذاكرة الماضي، أن مصلحة نقل الركاب، مع زهد اجورها، لكنها كانت تشكل مورداً داعماً للميزانية العامة، لذا لاغرو أن تسمع أنها تسهم في رفد رواتب الموظفين.
من خلال ماتقدم، لن نجد برنامجاً واعداً من مرشح، سواء لمجلس النواب او المجلس المحلي، يتضمن مشروعه الإنتخابي، ولو لمجرد الدعاية، إعادة شبكة خطوط النقل العام، ومناطقها " مواقفها"، بزي جباتها، وسواقها، ومفتشيها، وتنظيم حركتها، وتحديد مساراتها، وتفعيل كراجاتها.
كما غاب عن فلكساته او صوره المهندمة التي ملأت الدروب، فكرة إعادة طرح موضوع المترو، المعلق او أنفاق، ليسجل براءة مشروع أسوة بأمانة العاصمة التي تبنت في الثلاثينات أمانة نقل الركاب.
يبدو أن سيارات الدفع الرباعي هي ما تشغل " الممثلين"، وعلى الرعية أن تركب التكاتك.
556 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع