​ الإضراب الدولي الشامل لتنشيط الضمير الانساني الخامل وتنبيه العقل الجمعي الغافل!

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 11 كانون1/ديسمبر 2023 11:23

كتب بواسطة: احمد الحاج

 احمد الحاج

​الإضراب الدولي الشامل لتنشيط الضمير الانساني الخامل وتنبيه العقل الجمعي الغافل!

أفرِغوا جيوبهم وخزائنهم لتتحرك عقولهم وضمائرهم ، فهذا الكوكب الأزرق الذي لوث سمعته، وشوه أدميته،وعبث بأخلاقياته ،ودنس مثله وأعرافه وتقاليده الكيان الصهيوني المسخ بمؤامراته المتتالية ضد البشرية جمعاء عبر أذرعه الاخطبوطية متمثلة بـمنظمة ايباك أو "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"التي تشكل أكبر لوبي للضغط داخل الكونغرس الامريكي ، وهي المصدر الرئيس لمعظم الأباطيل والأكاذيب التي يروج لها الإعلام الامريكي ليرددها رأس الأفعى"بايدن"كالببغاء،كذلك الحال مع منظمات الروتاري،والليونز،وبناي بريث أو"أبناء العهد"وشعارههم هو "الالتزام بأمن واستمرارية دولة إسرائيل ومكافحة اللاسامية "علاوة على حكومة العالم الخفية وأعني بها"مجموعة بلدربيرغ" التي تضم أثرى أثرياء العالم،أقول إن الكوكب الارزق شهد اضرابا ليس كغيره من الاضرابات،إنه الإضراب العالمي الشامل لوقف الحرب الاجرامية -الصهيو أمريكية-على قطاع غزة فورا ومن دون إبطاء، مصحوبا بفتح جميع المعابر ولاسيما معبري رفح ، وكرم أبو سالم وادخال كل أنواع المساعدات الطبية والغذائية والانسانية ومن دون قيد أو شرط ،اضافة الى فك الحصار الغاشم المفروض على القطاع جوا وبرا وبحرا منذ عام 2006، ولايخفى على عاقل بأن الحصار لعبة قذرة اقتبستها دويلة الاحتلال من سيدتها وراعية مصالحها أميركا يوم فرضت على العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل حصارا غاشما استمر 13 عاما متتالية بين 1990 - 2003 ما تسبب بوفاة مليون وربع المليون عراقي من جراء النقص الحاد في الدواء والغذاء فضلا على انهيار المنظومتين الصحية والخدمية بالكامل في عموم البلاد، الاضراب العالمي لنصرة غزة والمتمثل بالتوقف عن العمل بهدف الضغط لإحداث التغيير المطلوب وتحقيق المطالب إنما جاء كنتيجة حتمية بعدما تبين للعالم بأسره بأن مجلس الأمن الدولي بات مجرد ألعوبة يقيمها فيتو امريكي،ويقعدها فيتو روسي، ولاجديد تحت الشمس البتة ، وبعدما اتضح للرأي العام العالمي بأن الأمم المتحدة مجرد - هواء في شبك-تسمع جعجعتها ولا ترى طحنها،وبعدما تبين للقاصي والداني بأن منظمات دولية لطالما ثرثرت وتشدقت زاعمة دفاعها عن حقوق الانسان وفي مقدمتها حقوق النساء وكبار السن،والمرضى ،والمعاقين ،والاطفال،كاليونيسف،وهيومن رايتس ووتش،والعفو الدولي،ومراسلون بلا حدود، واطباء بلا حدود،زيادة على المنظمات النسوية،ليتبين بأنها مجرد فزاعات وبيادق شطرنج،ودمى ظل،لاتهش ولاتنش وماعهودها وما مواثيقها وما مواعيدها الا كمواعيد عرقوب ،علما أن عرقوب هذا هو رجل يهودي من أهل يثرب كان يخدع أخاه سنويا ، وبما أن منظمة " التهاون" الاسلامي عبارة عن زوبعة في فنجان "دخانها عمانا ،وطبيخها مااجانا" على قول المثل الشعبي البغدادي، وبما أن قمم "الجامحة" العربية مجرد - صفر باليد حصان - نومها وثريدها وشخيرها المشؤوم أكبر من دعمها وصحوها ونفعها حتى صارت المنظمة وتوصياتها - وكلها حبر على ورق - وعلى قول العرب قديما "أشأم من طويس "و" أشأم من خبز الحولاء " و "أشأم من عطر منشم " وبما أنه لم يعد في القوس منزع ، وبعد أن بلغ الحزام الطبيين ، فقد دعت منظمات دولية وحقوقية في أرجاء المعمورة للإضراب على مستوى العالم يوم الإثنين الموافق للـ 11 ديسمبر/ كانون الأول 2023 مع تصدر وسم "إضراب من أجل غزة" أو strikeforgaza، منصات ومواقع التواصل عن بكرة أبيها !

الإضراب الدولي الذي تقوده المنظمات والجمعيات والاتحادات والنقابات هذه المرة جاء في أعقاب تصويت 13 دولة من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الامن لصالح ‏مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار ‏إنساني فوري في قطاع غزة، ‏ولكن وبعد أن حظي المشروع بدعم عشرات ‏الدول والمنظمات الانسانية واذا بالشمطاوين الشهيرتين تطلان برأسيهما ، أولاهما المملكة المتحدة التي امتنعت عن التصويت،وثانيهما رأس الشر ، ومنبع الفساد والافساد في الارض بلا منازع "الولايات المتحدة "التي لم تجد حرجا في استخدام الفيتو كعادتها رغما عن أنف الأمم والشعوب المؤيدة لوقف الحرب ، لتقف بالضد من مشروع القرار الأمر الذي أسفر عن اجهاضه ما دفع منظمة الصحة العالمية لوصف الفيتو الأمريكي بأنه جريمة ضد الانسانية يجعل امريكا شريكا رئيسا في المذبحة - وهي كذلك بالفعل ومنذ اليوم الأول لطوفان الاقصى - فيما وصفت الصين الفيتو الامريكي بأنه النفاق المعهود بعينه المشفوع بازدواجية المعايير المفضوحة، ولا غَروَ في ذلك مطلقا فالولايات المتحدة قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدين الكيان المسخ 46 مرة، فيما استخدمته 34 مرة لإجهاض قوانين تصب في صالح الشعب الفلسطيني المظلوم "أنكلو -صهيو - امريكيا" !
والحق يقال بأن تاريخ الاضرابات الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب طويل ليجسد شكلا من أشكال الرفض والمقاومة كان آخرها قبيل"طوفان الاقصى" إضراب عام شل الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 احتجاجا على مقتل الطبيب الفلسطيني الشاب (محمد العصيبي) برصاص جنود الاحتلال عند إحدى بوابات المسجد الأقصى ،أما عن أشهر الاضرابات الفلسطينية فيتصدر قائمتها اضراب نيسان 1936 المعروف بـ( الاضراب الطويل ) لستة أشهر متتالية وتضمن الامتناع عن دفع الضرائب ومقاطعة المنتجات الاجنبية احتجاجاً على تشجيع بريطانيا للهجرة اليهودية وفقا للجنة العربية العليا ، أعقبه إضراب الثامن والتاسع من كانون الأول سنويا ومنذ عام 1987 في ذكرى انتفاضة الحجارة ،وحتى توقيع اتفاق أوسلو الوهمي المخادع عام 1993، فيما عم الاضراب الشامل الأراضي الفلسطينية في كانون الأول / 2017 احتجاجا على قرار الرئيس الامريكي (ترامب) الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل بحسب اذاعة مونت كارلو .
ومن الجدير ذكره أن الإضرابات على أنواع فمنها الاضراب التقليدي والمتكرر و المفاجئ والتضامني وفقا لمجلة كلية القانون، وقد مارس الفلسطينيون معظمها حيث نجح اضراب 2021 احتجاجا على الاعتداءات الصهيونية بإبراز أهمية المنظومة الوطنية وفقا لأستاذ الاقتصاد السياسي بكر اشتية ،كذلك فعلت اضطرابات السجون ،ويعد إضراب نيسان / 2012 بذكرى "يوم الأسير الفلسطيني”أشهر إضراب قام به 1500 أسير في سجن عسقلان واستمر 28 يوماً وشعارهم في ذلك (نجوع ولكن لن نركع ، فمن الجوع نصنع صمودا ) ولاشك أن إضراب الطعام ومعركة الأمعاء الخاوية تعد المعركة الأشرس والأصعب التي يخوضها الأسرى داخل سجون الاحتلال متمثلة بامتناع المعتقل عن تناول الطعام والشراب باستثناء الماء والقليل من الملح بحسب وكالة الانباء الفلسطينية ، وأول إضراب عن الطعام في سجون الاحتلال احتجاجاً على سوء المعاملة، كان في سجن نابلس عام 1968 أما أول شهيد بإضراب الطعام فهو عبد القادر أبو الفحم، في سجن عسقلان في تشرين الثاني / 1970 لتتوالى الإضرابات عن الطعام في سجون مجدو وعوفر والنقب احتجاجاً على سوء المعاملة والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان والاعتقال الإداري من دون تهمة ، أما أشهر إضرابات الاسيرات الفلسطينيات فكان في سجن (نفي ترتسا ) عام 1970 وقد استمر تسعة أيام . أودعناكم اغاتي