مباحث في الأدب واللغة/٦٤

ضحى عبد الرحمن

مباحث في الأدب واللغة/٦٤

الطعام والمطبخ العربي في التراث


رؤية انواع الخبز
قال النابلسي" ومن رأى: كأنه يأكل الخبز بلا أدم فإنه يمرض ويموت وحيداً والخبز الذي لكم ينضج يدل على حمى شديدة والخبز الحواري للفقراء مرض وفوق ما يأملونه والخبز الخشكار للأغنياء فقر وقيل الخبز الحواري الحار يدل على الولد وأكل الخبز الرقاق سعة رزق وقيل إن رقة الخبز قصر العمر وقيل إن الرقاق ربح قليل يتراءى كثيراً. ومن رأى أن بيده رقاقتين يأكل من هذه ومن هذه فإنه يجمع بين الأختين والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير والكعك والبقسماط صحة جسم والخبز العفن رخص وإذا صار له أجنحة فإنه يغلو إذا طار ومكسور الخبز خصب وسعة ومكسب هنيء والرغيف زوجة أو ولد أو حول كامل أو درهم أو مائة والفطير دين يستدينه أو يقرضه واليابس من الخبز يدل لأرباب الرفاهة على الفاقة كالفتيت والكعك سفر ودخوله على من لا يقدر على أكله دليل على الهم والنكد والشدة ومن كان في خير أو شر وانفصل عنه عاد إليه لأن أوله كآخره والرقاق سفر وربما دل على تيسير العسير والطري منه عز واليابس شر وأما ورق الطماج فذلك رفاهية وعز ومنصب وأفراح ومسرات والكنافة تدل على العلم والهداية والخبز العفن فساد في الدين وردة عن الإسلام وفساد حال الزوجة والكسرات المختلفة الألوان والطعم دالة على الأرباح من الصدقة أو الرياء ولباب الخبز علم نافع وإخلاص في القول والعمل وسر صالح والقشور رياء وإطراء ونفاق". (تعطير الانام في تعبير المنام/216).
قال الثعالبي" للصوفية كنايات عن الأطعمة استظرفت قولهم للحمل الشهيد ابن الشهيد، وللقطائف قبور الشهداء، وللفالوذج خاتمة الخبر، والأرز بالسكر الشيخ الطبري، واللوزينج أصابع الحور". (النهاية في الكناية/147)
موضوع عن النبق وأهميته وعادات العراقيين بأنها مباركة ولا يجوز قطعها وهي ملك الجميع وليس أهل البيت: ثمار شجرة السدر وهو على أنواع منه بنواة وبدون نواة ومختلف الأحجام اشهره الخستاوي والأشرسي تشبيها بالتمر.
قال التوحيدي:
كأنما النبق فيهـــا وقد بدا للعيون
جلاجل من نضار قد عُلقت في الغصون (الموسوعة التيمورية/92)

المجع
ذكر ابن منظور" مجع: المَجْعُ والتمجُّعُ: أَكل التَّمْرِ الْيَابِسِ. ومَجَعَ يَمْجُعُ مَجْعاً وتَمَجَّعَ: أَكل التَّمْرَ بِاللَّبَنِ مَعًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْكل التَّمْرَ وَيَشْرَبَ عَلَيْهِ اللَّبَنَ. يُقَالُ: هُوَ لَا يَزَالُ يَتَمَجَّعُ، وَهُوَ أَن يَحْسُوَ حَسْوةً مِنَ اللَّبَنِ ويَلْقَمَ عَلَيْهَا تَمْرةً، وَذَلِكَ المَجِيعُ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَرُبَّمَا أُلْقِيَ التمرُ فِي اللَّبَنِ حَتَّى يَتَشَرَّبَهُ فَيُؤْكَلُ التمرُ وتَبْقى المَجاعةُ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ:
دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: المَجِيعُ التَّمْرُ يُعْجَنُ بِاللَّبَنِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ؛ وَقَالَ:
إِنَّ فِي دارِنا ثلاثَ حَبالى، ... فَوَدِدْنا أنْ لَوْ وَضَعْنَ جَمِيعا:
جارَتي ثُمَّ هِرَّتي ثُمَّ شَاتِي، ... فإِذا مَا وَضَعْنَ كُنّ رَبيعا (لسان العرب6/333)

طرف
ذكر الأفطسي" قال أبو كعب: كنا عند عيّاش بن القاسم ومعنا سيفويه القاصّ، فأتينا بفالوذجة حارة، فابتلع سيفويه منها لقمة غشي عليه من شدّة حرّها، فلما أفاق قال: مات لي ثلاثة بنين، ما دخل جوفي من الحرقة ما دخل جوفي من حرقة هذه اللّقمة". (المجموع اللفيف/406).
قال ابن الجوزي" وقف قوم على مزِيد وَهُوَ يطْبخ قدرا فَأخذ أحدهم قِطْعَة لحم فَأكلهَا وَقَالَ يَا مزِيد تحْتَاج الْقدر إِلَى الْخلّ وَأخذ آخر قِطْعَة لحم فَأكلهَا وَقَالَ تحْتَاج الْقدر إِلَى إبزار وَأخذ آخر قِطْعَة لحم وَقَالَ يحْتَاج الْقدر إِلَى ملح فَأخذ الطباخ قِطْعَة لحم وَقَالَ تحْتَاج الْقدر إِلَى لحم فَتَضَاحَكُوا مِنْهُ وَانْصَرفُوا". (الأذكياء/145)
قال ابن الجوزي" عَن عبيد الله مُحَمَّد ن عمرَان المرزباني قَالَ كَانَ طفيلي العرائس الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ الطفيليون يُوصي ابْنه عبد الحميد بن طفيل فِي علته الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَيَقُول لَهُ إِذا دخلت عرساً فَلَا تلْتَفت تلفت الْمُرِيب وتخير الْمجَالِس فَإِن كَانَ الْعرس كثير الزحام فَأمر وانهِ وَلَا تنظر فِي عُيُون أهل الْمَرْأَة وَلَا فِي عُيُون أهل الرجل ليظن هَؤُلَاءِ أَنَّك من هَؤُلَاءِ فَإِن كَانَ البواب غليظاً وقاحاً فابدأ بِهِ ومره وانه من غير أَن تعنف بِهِ وَعَلَيْك بِكَلَام بَين النَّصِيحَة والأذلال ثمَّ انشد وَقَالَ:
لَا تجزعن من الْغَرِيب ... وَلَا من الرجل الْبعيد
وادخل كَأَنَّك طابخ ... بيديك مغرفة الْحَدِيد
متدلياً فَوق الطَّعَام ... تدلي الباز الصيود
لتلف مَا فَوق الموائد ... كلهَا لف الفهود
واطرح حياءك إِنَّمَا ... وَجه الطفيلي من حَدِيد
لَا تلْتَفت نَحْو الْبُقُول ... وَلَا إِلَى غرف الثَّرِيد
حَتَّى إِذا جَاءَ الطَّعَام ... ضربت فِيهِ كالشديد
وَعَلَيْك بالفالوذجات ... فَإِنَّهَا عين القصيد
هَذَا إِذا حررتهم ... ودعوتهم هَل من مزِيد
والعرس لَا يَخْلُو من ... اللوزينج الرطب الفنيد
فَإِذا أتيت بِهِ محوت ... محَاسِن الْجَام الْجَدِيد
قَالَ ثمَّ أغمى عَلَيْهِ عِنْد ذكر اللوزينج سَاعَة فَلَمَّا أَفَاق رفع رَأسه قَالَ
وتنقلن على الموائد ... فعل شَيْطَان مُرِيد
وَإِذا انْتَقَلت عبثت ... بالكعك المجفف والقديد
يارب أَنْت رزقتني ... هَذَا على رغم الحسود
وَاعْلَم أَنَّك إِن قبلت ... نعمت يَا عبد الحميد ". (الأذكياء/181)
قال ابن الجوزي قعد صبي مَعَ قوم يَأْكُلُون فَبكى قَالُوا مَالك تبْكي قَالَ الطَّعَام حَار قَالُوا فَدَعْهُ حَتَّى يبرد قَالَ أَنْتُم لَا تَدعُونَهُ!". (الأذكياء/203). ومما ذكر" جلسَ ابن ابي العتيق يَوْمًا يتغدّى، وَمَعَهُ أَوْلَاده، فَجعلُوا يتناولون اللَّحْم من بَين يَدَيْهِ. فَقَالَ: يَا بني، إِن الله أوصى بالوالدين، فَقَالَ: " فَلَا تقل لَهما أفّ " وَالله لِأَن تَقولُوا لي: أفّ ثَلَاثِينَ مرّة أيسر عليّ من أخذكم اللَّحْم من بَين يديّ". (نثر الدر في المحاضرات7/180).

السماق والخردل
قال الوزير أبو القاسم" ألحقت بها زيادة وجدتها في نسخة أخرى بشيراز الحمد لله الذي تيّن فوزّر وعنّب فرزّق، ورطّب فسكّر، وخوّخ فشطّب، وكمثر فسختن، ومشمش فصغّر، وتفّح فعطّر، وموّز فكبّر، وبطّخ فعبدل وعسّل، وأجّص فعمّر، وسفجل فكوك، ورمّن فملّس، ورقّق فحوّر، وجردق فسمّد، وبورد فكثّر، وسكرج فلوّن، وملّح فخردل، وبقّل فخضّر، وبورن فنعّم، ومصمص فحمّص، وطحن فخفّف، وسنبس فثلّث، وترمر فلفّف، وخيّر فرطب، فدقّق، وسكبج فزعفر، وهرّس فصولج، ومصّل فعقّد، وسبذج فصغّد، وسمّق فمزّ ، وجدى فرضع، ورخّل فكحّل، وبطبط فصدّر، ودجّج ففوق وسمّن، وفرّخ فشأم، وفعلل فبزر، وجوذب فأدهن، ورزّز فألبن، وخبّص فلوّز، وفلذج فحمّر وفلّل، وقطّف فأغرق، فأمرق، ومورد فجوّر، ومسّك فثّبت، وكفّر فربّح، وندّد فعنبر، وغلّف فغلّى". (المجموع اللفيف/298).

العِلْهِزُ
ذكر ابن منظور" فِي الْحَدِيثِ فِي دُعَائِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَى مُضَرَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بِالْجُوعِ حَتَّى أَكلوا العِلْهِزَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ شيءٌ يَتَّخِذُونَهُ فِي سِنِي الْمَجَاعَةِ يَخْلِطُونَ الدَّمَ بأَوبار الإِبل ثُمَّ يَشْوُونه بِالنَّارِ ويأْكلونه، قَالَ: وَقِيلَ كَانُوا يَخْلِطُونَ فِيهِ القِرْدانَ. وَيُقَالُ للقُراد الضَّخْمِ: عِلْهِزٌ، وَقِيلَ: العِلْهِزُ شيءٌ يَنْبُتُ بِبِلَادِ بَنِي سُلَيم لَهُ أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ:
وَلَا شيءَ مِمَّا يأْكلُ الناسُ عِنْدَنَا سِوَى الحَنْظَلِ الْعَامِيِّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ
وليسَ لَنَا إِلَّا إِليكَ فِرارُنا وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل؟
ابْنُ الأَعرابي: العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل". (لسان العرب5/381).

الناس تتحدث
حكى الطرطوشي" روى أصحاب التواريخ في كتبهم قالوا: كان الناس إذا أصبحوا في زمان الحجاج وتلاقوا يتساءلون: من قتل البارحة ومن صلب ومن جلد ومن قطع؟ وأمثال ذلك. وكان الوليد صاحب ضياع واتخاذ مصانع، فكان الناس يتساءلون في زمانه عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار. ولما ولي سليمان بن عبد الملك، وكان صاحب نكاح وطعام، فكان الناس يتحدثون ي الأطعمة الرفيعة ويتوسعون في الأنكحة والسراري، ويغمرون مجالسهم بذكر ذلك. ولما ولي عمر بن عبد العزيز كان الناس يتساءلون: كم تحفظ من القرآن وكم وردك في كل ليلة، وكم يحفظ فلان ومتى يختم وكم يصوم من الشهر؟ وأمثال ذلك". ( سراج الملوك/46).

نقانق وخردل وسمبوسة
قال ابو الفرج" خبرنا جعفر بن قدامة قال حدثني محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي قال سمع أبو الحارث جميز مغنية تغني
أشارت بِمِدْراها وقالت لأُختها أهذا المُغِيريّ الذي كان يُذكَرُ
فقال جميز امرأته طالق إن كانت أشارت إليها بمدراها إلا لتفقأ بها عينه هلا أشارت إليه بنقانق مطرف بالخردل أو سَنْبُوسَجَة مغموسة في الخل أو لَوْزِينَجَة شرقة بالدهن فإن ذلك أنفع له وأطيب لنفسه وأدل على مودة صاحبته". (الاغاني1/92).

العرب لا يعرفون الوان الطعام!
قال نعمت الجزائري" كانت العرب لا تعرف الألون (انواع الطعام)، انما كان طعامهم اللحم يُطبخ بالماء والملح، حتى كان زمن معاوية فإتخذ الألوان". (زهر الربيع/100).
قال العاملي " قيل لبعضم: أي طعام أطيب؟ قال: الجوع أعلم". (المخلاة/144).
قال السيوطي" قال عبد الملك بن مروان للشعبي: أي الطعام أحب اليك؟ فأجاب: ما صنعته النساء وقل فيه العناء". (الكنز المدفون/71)

اللحم غير المستوي جدا من مآكل العرب
قال ابن منظور" ابْنُ السِّكِّيتِ: طعامٌ مُلَهْوَجٌ ومُلَغْوَسٌ وَهُوَ الذي لم يُنْضَجْ؛ وأَنشد الْكِلَابِيُّ:
خَيْرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ قَدْ هَمَّ بالنُّضْجِ، ولمَّا يَنْضَجْ
وَشِوَاءٌ مُلَهْوَجٌ إِذا لَمْ يُنْضَجْ. ولَهْوَجَ اللحمَ: لَمْ يُنْعِمْ شَيَّه
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
والأَمْرُ، مَا رامَقْتَه مُلَهْوَجا يُضْوِيكَ، مَا لَمْ تَجْنِ مِنْهُ مُنْضَجا
ولَهْوَجْتُ اللحمَ وتَلَهْوَجْتُه إِذا لَمْ تُنْعِمْ طَبْخَه. وثَرْمَلَ الطعامَ إِذا لَمْ يُنْضِجْه صانِعُه". (لسان العرب2/360)

حلاوة الخشكنان
قال الشيخ شرف الدين عيسى في حلاوة الخشكنان:
أيا رب الجناب الرحب جد لي وكثر في العطاء ولا تقلل
وما تعطيه لي من خشكنان نهار العيد كبر أو فهلل
(خزانة الأدب2/215).
الخشكنان: نوع من الحلوى يضع من دقيق الحنطة والسكر واللوز أو الفستق. أصلها فارسي.
الكنافة
جاء في قصة ألف ليلة وليلة" من جملة ما اتفق لهذا الرجل مع زوجته أنها قالت له ذات يومٍ: يا معروف أريد منك من هذه الليلة أن تجيء لي معك بكنافةٍ عليها عسل نحلٍ فقال لها: الله تعالى يسهل لي حقها وأنا أجيء بها لك في هذه الليلة، والله ليس معي دراهمٌ في هذا اليوم ولكن ربنا يسهل، فقالت له: أنا ما أعرف هذا الكلام".(حكاية معروف الاسكافي)
قال الشاعر: كنافة
أتاجر الضأن ترياق من العلـل وأصحن الحلو فيها منتهى أملي
يا لهف قلبي على مد السماط إذا ماجت كنافته بالسمن والعسـل
ـ قال ابن نباتة في الكنافة:
يا سيدي جاءتك في صدرها كأنها روحي في صدري
كنافة بالحلو موعـــــــودة كما تقول العسل المصري
ما خرج الفستق من قشره فيها وقد أخرجت من قشري
ونشرها من طيبها لم يفح فأعجب لسوء الطي والنشر
فهاك حلوا قد تكفلتـــــــه ولا تسل عني وعن صبري
كأنـها الدميـــة لكنهـــــــا لا نفحة العرف ولا القطر (الديوان/225)
قال ابن نباتة في ذكرى إبنته في دمشق:
ذكرتك والأسماء تُذمر بالكنــــى فلله يا أسما الكنافة والذكر
يذكر صحن الوجه صحن كنافة هما الحلو مما تشهد العين والفكر
ولم أنسَ ليلات الكنافة قطـرها هو الحلو إلا أنه السحب الغزر
يجود على ضعفي فأهتز فرحة كما انتفض العصفور بلله القطر (الديوان/230)
قال ابن نباتة:
شكرا لها كنافة من بعدهــــا قطائف جاء بقطر مغدق
يا جود مُهديها إذا قلنا انتهى ركبت فيها طبقا على طبق (الديوان/354)

لغز في الكنافة
كتب النصير الحمامي إلى الوراق ملغزاً في كنافة:
يا واحداً في عصره بمصره ... ومن له حسن السناء والسنا
تعرف لي اسماً فيه ذوق وذكا ... حلو المحيا والجنان والجنى
والحلّ والعقد له في دسته ... ومجلس الصدر وفي الصدر المنى
إن قيل يوماً هل لذاك كنية ... فقل لهم لم يخل يوماً من " كنا "
فكتب الورّاق الجواب:
لبيك يا نعم النصير والذي ... أدنت به المنية لي كلّ المنى
عرّفتني الاسم الذي عرفته ... وكاد يخفى سرّه لولا " الكنا "
له من الحور الحسان طلعة ... تقابل المرآة منها الأحسنا
وخدنه بعض اسمه طيراً غدا ... أصدق شيء إن بلوت الألسنا
وهو لسان كله وبعد ذا ... تنظره عند الكلام ألكنا ( فوات الوفيات4/213).
قال جمال الدين بن نباتة:
قول وقد جاء الغلام بصحنه عقيب طعام الفطر يا غاية المنى
بعيشك قل لي جاء صحن قطائف وبح باسم من تهوى ودعني من الكنا
(خزانة الأدب2/163).
قال الناظر المراكشي" بين صحراء لمتونة وبلاد السودان، مدينة أودغست ويجلب منها سودانيات طباخات محسنات، تباع الواحدة منهن ب 100 دينار كبار وأزيد، يحسن عمل الأطعمة ولا سيما أصناف الحلاوات مثل الجوزينقات، والوزينجات، والقاهريات، والكنافات والقطائف والمشهوات، وأصناف الحلاوات". الإستبصار/215).
قال ابن المعتز:
أهدتْ لكَ ظرائفاً بظرائفِ ... جامينَ من لوزينجَ وقطايفِ
هذا دبيقيٌّ الثِّيابِ موشَّحٌ ... بملاحقٍ صقلٍ وذا بمناشفِ (سفط الملح وزوح الترح/6)
قال كشاجم:
قطائف مثل أضابير الكتب ... كأنّها إذا تبدّت من كثب
كوائر النحل بياضا وثقب
وقال آخر:
ألذّ شيء على الصّيام ... من الحلاوات في الطّعام
قطائف نضّدت فحاكت ... فرائد الدرّ في النّظام
منوّمات على جنوب ... في الجام كالصّبية النيّام ". ( محاضرات الأدباء1/715)
ـ من مليح ما قيل في القطائف قول علىّ بن يحيى بن أبى منصور المنجم:
قطائف قد حشيت باللّــــوز ... والسكر الماذىّ حشــو الموز
يسبح في آذىّ دهن الجوز ... سررت لما وقعت في حوزى
سرور عبّاس بقرب فوز ".( زهر الآداب2/345).
ـ سئل أبو القاسم الصوفي نديم عضد الدولة يوماً عما يقترحه فقيل له: ما الذي يشتهيه الأستاذ لخاص طعامه؟ فقال: الشهيد ابن الشهيد، والشيخ الطبري في الرداء العسكري، وقبور الشهداء. فقال: عنيت الحمل والأرز باللبن والقطايف.". (اللطف واللطائف/15).
ـ قال ابن المنشد:
وقطائف مثل البدور ... أتت لنا من غير وعد
فحسبتها لما بدت ... في صحنها أقراص شهد. (مطالع البدور ومنازل السرور/181)
قال المعلم المرصص:
وحقك ما أوليتى من قطائف ... ألذ وأحلى من وصال القطائف
وقد ضمنت مثل العتاب حلاوة ... ألم ترها ملفوفة كالصحائف (مطالع البدور ومنازل السرور/183)
قال الشيخ برهان الدين القيراطي:
لقد قطفت زهر النبات قطائف تخيرتها فاخترت للنفس ما يجلو
تقول اسمعوا مني مدائح مرسلي فكلي إن حدثتكم ألسن تتلو (خزانة الأدب2/164).
كما قال أبو سعد الآبي من القاب الْأَطْعِمَة وَغَيرهَا على مَذْهَب الطفيليين القطائف: قُبُور الشُّهَدَاء". (نثر الدر في المحاضرات2/188).
قال ابن الجوزي" ذكر بعض مَشَايِخنَا أَن رجلا من جيران ابْن النسوي كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ دخل على ابْن النسوي فِي شَفَاعَة وَبَين يَدَيْهِ صحن فِيهِ قطايف فَقَالَ لَهُ ابْن النسوي كل فَامْتنعَ فَقَالَ كأنني بك وَأَنت تَقول من أَيْن لِابْنِ النسوي شَيْء حَلَال وَلَكِن كل فَمَا أكلت قطّ أحل من هَذَا فَقَالَ بِحكم المداعبة من أَيْن لَك شَيْء لَا يكون فِيهِ شُبْهَة فَقَالَ: إِن أَخْبَرتك تَأْكُل؟ قال نعم! فقال كنت مُنْذُ لَيَال فِي مثل هَذَا الْوَقْت فَإِذا الْبَاب يدق فَقَالَت الْجَارِيَة من فَقَالَت امْرَأَة تستأذن فَإِذن لَهَا فَدخلت فأكبت على قدمي تقبلهَا فَقلت مَا حَاجَتك قَالَت لي زوج ولي مِنْهُ ابنتان لوَاحِدَة اثْنَتَا عشرَة سنة وللأخرى أَربع عشرَة سنة وَقد تزوج عَليّ وَمَا يقربنِي وَالْأَوْلَاد يطلبونه فيضيق صَدْرِي لأجلهم وَأُرِيد أَن يَجْعَل لَيْلَة لي ولتلك لَيْلَة فَقلت لَهَا مَا صناعته فَقَالَت خباز قلت وَأَيْنَ دكانه قَالَت بالكرخ وَيعرف بفلان بن فلَان فَقلت وَأَنت بنت من فَقَالَت بنت فلَان قلت فَمَا اسْم بناتك قَالَت فُلَانَة وفلانة قلت أَنا أرده إِلَيْك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَقَالَت هَذِه شقة قد غزلتها أَنا وابنتاي وَأَنت فِي حل مِنْهَا قلت خذي شقتك وانصرفي فمضت فَبعث إِلَيْهِ اثْنَيْنِ وَقلت أحضراه وَلَا تزعجاه فأحضراه وَقد طَار عقله فَقلت لَا بَأْس عَلَيْك إِنَّمَا استدعيتك لأعطيك كرّ طَعَام وعمالته تُقِيمهُ خبْزًا للرحالة فسكن روعه وَقَالَ مَا أُرِيد لَهُ عمالة قلت بلَى صديق مخسر عَدو مُبين أَنْت مني وإلي كَيفَ هِيَ زَوجتك فُلَانَة تِلْكَ بنت عمي وَكَيف بناتها فُلَانَة وفلانة فَقَالَ بِكُل خير قلت الله الله لَا أحتاج أَن أوصيك بهَا لَا تضيق صدرها فَقبل يَدي فَقلت امْضِ إِلَى دكانك وَأَن كَانَ لَك حَاجَة فالموضع بحكمك فَانْصَرف فَلَمَّا كَانَ فِي هَذِه اللَّيْلَة جَاءَت الْمَرْأَة فَدخلت وَهَذَا الصحن مَعهَا وَأَقْسَمت عَليّ بِاللَّه أَن لَا أردهَا وَقَالَت قد جمعت شملي وَشَمل أَوْلَادِي وَهَذَا وَالله من ثمن غزلي فبالله لَا ترده فقبلته فَهَل هُوَ حَلَال فَقَالَ وَالله مَا فِي الدُّنْيَا أحل من هَذَا قَالَ فَكل فَأكل". (الأذكياء/61).

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

533 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع