الفنانة التشكيلية العراقية الشهيدة ليلى العطار

كتبت ودع الياسين

الفنانة التشكلية العراقية الشهيدة ليلى العطار

ولدت الفنانة ليلى علي صادق العطار في بغداد / عام / ١٩٤٤

والدتها من عائلة ميسورة معروفة في البصرة تدعى السيدة أنيسة عبد الرحيم عبد النبي والدها من بغداد يعمل محاسب تزوجا عام / ١٩٣٥ استقرا في بغداد. 

ليلى الاخت الصغيرة للفنانة سعاد العطار ، من عائلة مثقفة منفتحة الفكر شغوفة بفن الرسم ، منذ الطفولة موهوبة فازت بالجائزة الاولى لرسومات الأطفال بجائزة شانكر الدوليّة للرسم في الهند عام / ١٩٥٥ .

درست بأكاديمية الفنون الجميلة /بغداد تخرجت ضمن الدورة الأولى / عام ١٩٦٢ -١٩٦٥

شاركت بعشرات المعارض الجماعية و معارض شخصية قبل استشهادها كانت تحضر للمعرض الذي طال انتظاره كما اسموه في وقتها .

أسست جماعة آدم و حواء عام / ١٩٦٦ ، شاركت في معرض الجماعة الأول و الثاني في بغداد .

شاركت في المعرض الأول لجماعة البصرة / قاعة المتحف الوطني للفن الحديث / بغداد عام / ١٩٦٨.

أقامت أول معرض شخصي /بغداد عام / ١٩٧٢ .

و معرض شخصي بعنوان شهرزاد و شهريار / المتحف الوطني للفن الحديث عام / ١٩٧٣،

و شاركت / المهرجان الثقافي لجريدة الثورة عام / ١٩٧٤ .

و معرض السنتين العربي الأول و الثاني / بغداد عام / ١٩٧٦ ،

و أقامت معرض شخصي بعنوان المرأة و الأرض و العطاء / قاعة الرواق عام/ ١٩٨٠ .

و شاركت في بينالي الكويت و فازت بجائزة الشراع الذهبي عام /١٩٨١.

و مهرجان الواسطي الثاني / بغداد عام / ١٩٨٢

أسست و تولت إدارة قاعة الرواق الحكومية عام /١٩٨٣ ، و شاركت في معرض نيسان العاشر ،

و في بينالي القاهرة / عام ١٩٨٤.

و مهرجان بغداد العالمي الثاني للفن المعاصر، و كانت من ضمن اللجنة العليا للمهرجان مع الفنان سعدي الكعبي، سافرا إلى بلدان في آسيا مثل اليابان، الصين لدعوة فنانين للمشاركة عام /١٩٨٨ .

و شاركت في معرض الفنّ العراقي المعاصر / قبرص عام / ١٩٩٠

و معرض جمعية الفنَّانين التشكيليين الخامس عشر على قاعة جمعية الفنَّانين التشكيليين ، و معرض الفنّ العراقي الشامل في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث / بغداد

و معرض فلسطين الذي عُرضت أعمالها مع أعمال الفنَّانتين راجحة القدسي و منى شمس الدين في المتحف الوطني للفن الحديث ، و معرض نيسان السابع على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث ،

و كُرّمت من جمهورية بولندا و حصلت على وسام الثقافة البولندي عام /١٩٩٠ 

من اهم المناصب التي نالتها مدير عام لدائرة الفنون ، مدير المتحف الوطني للفنّ الحديث ، مدير لمركز صدّام للفنون .

توفت بحادث ( ضربة جوية ) ادى إلى استشهادها مع زوجها المحامي عبد الخالق جريدان و المربية بتاريخ ١٩٩٣/٦/٢٧ بعمر ٤٩ و لديها من الابناء حيدر ، زينب ، ريما و هن ايضا رسمات فنانات مبدعات .

الفنانة الشهيدة لقبت بسيدة الهدوء و أميرة الصمت في الشرق الاوسط تربعت على عرش الجمال دون منازع .

(فنانة ترى الجمال بكل شيء سيدة البساطة و الطيبة وتحبّ الجميع، تبذل الجهد و المال لمساعدة الاخرين حتّى قبل أن يُطلب منها دون أن تنتظر أي مقابل ، ذكية دون غرور ، رحيمة ، قوية تستمع اكثر مما تتحدث خجولة رقيقة في التعامل موهوبة و جريئة بالرسم و طرحها لموضوعات المرأة...هكذا و صفتها ابنتها الدكتورة زينب وتصف لوحاتها الفنية مرآة تعكس الاستسلام بشكل كلّي للعمل الفنّي الهدوء ، الصمت المطبق الذي هو توازن المخلوق الرقيق المرأة في محيطها العام عكست احاسيس امرأة و تفاعلها مع المجتمع …)

الفنانة جسدت المرأة بأسلوب متفرد نال اعجاب الجميع بفكر جريء راقي احيا يبدو رومانسيا تراجيديا ،محور أعمالها المرأة كناية عن حواء ،الوجود ، الخلود ، الارض .

ينتابني شعور ما و اسأل :

هل مررت يوما بشارع حيفا في العاصمة بغداد ؟

هل زرت مركز صدام للفنون في تلك الفترة ؟

الصرح الفني الذي لا مثيل له انذاك الذي كان مركزاً للفنون و الثقافة و الأدب و تقام فيه أكبر المعارض الفنية الدولية و العالمية و الحفلات الموسيقية ...

حتما لمحت تلك الفنانة الراقية الجميلة المبتسمة اللطيفة المفعمة بالحيوية و النشاط و هي تتنقل داخل اروقة و قاعات المركز تارةً ترتب و تارةً ترشد و تارةً تراقب الوصف قليل بحقها .

كنت طالبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد و يحثوننا الاساتذة لزيارة المعارض و المتاحف و المراكز الفنية و الأبرز كان ذاك .

طالما و قفنا نحدق بصور بصرية من أعمال الفنانة أخذتنا إلى نوع خاص من التواصل البصري مع سيدة اللوحة بألوانها الخريفية مع الغروب و اشجار ،احساس عميق ينتابك عند التأمل .

تتشكل صور فلسفية متداخلة رمزية لا يمكن حصرها ،من خلال رمز المرأة و ارتباطها بالطبيعة ، الارض ، السماء ، و المرأة النائمة او متلاشية مع الارض او تحضن الاشجار هو الارتباط الامثل بأمنا الارض الوصف احيناً روحانيا دليل السمو و الرفعة .

وأ خر يكون تعبيرا عن اوجه متعددة منها اتحاد الجسد بالطبيعة يكشف عن جانب مهمّ من جوانب المرأة او الانسان و هي اتّحادها بالأرض الجذور و المحيط فتجسد الحياة و الحب و العطاء ..

و ايضا يعبر عن لحظة السكون و كأن توقف العالم عند هذة البؤرة البصرية الوقت يتلاشى مع الالوان و المضمون و الفكرة و التكنيك نقطة اللا عودة و هنا النص فلسفيا.

و أفكارها متنوعة و ليس نمطية من ذاكرة الماضي ًلوحة جميلة مع الفنانة صورة فتوغرافية بعنوان رقصة الكاولية من معرض جماعة ادم و حواء عام / ١٩٦٧ . المواد المستخدمة / ألون الزيت ، القماش ،ورق كولاج مع غراء

قياس العمل /120x120 و صورة اخرى من نفس المعرض مع والدتها السيدة أنيسة .

 و لوحة برؤية مختلفة من المعرض الشخصي عام/ ١٩٧٢ / المواد المستخدمة / الوان زيت ، كانفاس ، ورق كولاج/

قياس العمل / 110x240

النص التصويري

غامض يثير الدهشة يحفز الفكر بالرموز بدلالات بصرية

متفردة الجسد ، بقايا الاشجار ، الارض ، السواد ، العين ، الكف عمل تراجدي مؤثر و في ذات السياق له معالم روحية نقية فلسفية يعبر عن رحلة الانسان من الولادة إلى الفناء نلاحظ اللون الأسود ملفت للنظر داخله دوائر تشبه العيون و عيون بحجم كبير النقطة الرئيسية المحورية للعمل الفني لغة لدلالة الاستبصار و عيون اخرى داخلها رموز احدها تشبه جسد و رموز مختلفة كانها ذاكرة ، شفرة، بوابة للانتقال إلى عالم آخر ربما عالم الخلود.

اشبه بلحظة الاحتضار او المخاض و تبصر الروح إلى خفايا عالم مجهول حيث نلاحظ لون الفيروزي دلال على وجود عالم آخر اكثر نقاء و انصاف و كلما تعمقنا بتحليل النص ازداد الغموض غموضا ! …

((الحب مهم هو أكثر شيء يحتاجه العراقيون في الوقت الحاضر . أن يتحابوا في ما بينهم ))

ليلى العطار

————————

المصادر : ابنة الفنانة الدكتورة الفنانة التشكلية زينب جريدان

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

585 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع