أحمد العبداللّه
مالك دوهان الحسن..(التقيّة)تمشي على قدمين!!
من المفارقات إن المحامي حامد صالح الراوي؛ نقيب المحامين العراقيّين لستِّ دورات متتالية من 1980 حتى عام 1992, وهي أطول فترة شغلها شخص في هذا الموقع عبر تاريخ النقابة, ثم نُقل بعدها لمنصب أمين عام مجلس الوزراء, وبدرجة وزير, ومعها بالتأكيد درجة حزبية متقدمة, لمّا تم ترشيحه من قبل صدّام حسين ليكون محامي الدفاع عنه, في منتصف عام 2004, فوجّهت محكمة التحقيق المركزية كتابًا لنقابة المحامين بهذا المعنى, فكان جواب النقابة بما نصّه؛(المحامي حامد صالح الراوي اعتذر عن التوكل بعد إعلامه بمضمون كتابكم)!!.
ومفارقة أخرى أنكى من الأولى, إن ما تُسمّى بـ(المحكمة الجنائية العراقية العليا), التي حاكمت رموز نظام صدّام حسين, لمّا طلبت من(المتّهمين)توكيل محامين للدفاع عنهم, رشّح سكرتير الرئيس ومرافقه الأقدم؛عبد حميد محمود,(صديقه)!!المحامي(مالك دوهان الحسن) وكيلًا عنه. ولمّا قيل له إنه صار وزيرًا للعدل في حكومة الاحتلال الأولى, أصيب بالصدمة والذهول!!.
وسبب ذلك إن(مالك بن دوهان), وهو من(غُلاة)الناصريّين والقوميّين في الستينات, كان زائرًا شبه دائم للـ(سيد الفريق)في مكتبه بالقصر الجمهوري, ويحظى بمقابلات خاصة عن طريقه مع الرئيس صدّام حسين, وهذه المقابلات تجلب الكثير من المنافع والامتيازات المادية والاعتبارية, لصاحبها. ولكن بعد الاحتلال, تنكّر لهم وأخذ يشنّع عليهم في الفضائيات, وعلى وجهه ترتسم ابتسامة صفراء فاقعٌ لونها, ولا تسرُّ الناظرين. إنها(التقيّة)حين تمشي على قدمين!!.
إن صدّام حسين و(عبد احمود)وآخرين, حالهم كحال أغلب أهل السُنّة, يجهلون إن(التقيّة),والتي هي التجسيد العملي للنفاق, هي أساس العقيدة الشيعية و(ركنها الأعظم)!!, ولا يمكن فهم تلك العقيدة إلّا بسبر غورها. وصدّام حسين,مثلا, هو نتاج, أو بالأحرى, هو(ضحيّة)تربية سياسية(وطنية)قاصرة, تقوم في جانب أساسيّ منها على الشعارات والتمنيات والأحلام والأوهام, والركون لظاهر القول. وكما قال الشاعر الكبير معروف الرصافي؛[لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ *** فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن].
وواقعة ثالثة حدثت في حوالي سنة 2005, إذ كلّف الرئيس صدّام حسين أحد المحامين في هيئة الدفاع, بالذهاب إلى عمّان وإيصال رسالة شخصية منه إلى اثنين من كوادر حزب البعث من الإعلاميّين(الكبار), واللّذين كانا عضوين في مكتب الثقافة والإعلام, وشغلا مناصب مهمة, منها؛ رئاسة تحرير صحف؛الثورة والجمهورية والقادسية, وشغل أحدهما منصب السكرتير الصحفي والإعلامي لصدّام حسين خلال معظم سنوات الثمانينات, ثم أصبح لاحقًا رئيسًا لاتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين والعرب. أما الآخر فقد شغل في السبعينات منصب المدير العام للإذاعة والتلفزيون, وكان آخر مناصبه هو الوكيل الأقدم لوزارة الإعلام. وكانت مقالاتهما قبل 2003, تملأ الصحف في مدح(القائد المنصور بالله صدام حسين)!!. والرسالة المقصودة تتعلق بتكليفهما بمهمة الناطق الإعلامي لـ(هيئة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق).
وصلت الرسالة لمن يهمهم الأمر, ولكن الجواب كان(الصمت المطبق), والذي لا زال مستمرًا منذ عشرين سنة!!.
3800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع