ياسر القيسي
لـقاء السبت
منذ مدة كنت عازما على ان استثمر مالدي من كم من الذكـريات ومن الصور والفديوات التي تخص هذا اللقاء الذي ضم نخبة خيرة من عقول ومفكري العراق الذين اجبروا على مغادرة بلددهم في حقبة مابعد ال2003 وهم خليط من عناصر مختلفة الأصول السياسية والمذهبية والعرقية. ألا ان من شحذ همتي وأستفزني وجعلني اكتب هو مقال الأخ العزيز صفوة حول المنتديات الثقافية في عمان ، ولأنه تناول كل المنتديات فانه أعرج وبشكل بسيط على لقــاء الســبت..!
أعضاء لقاء السبت كانوا عراقيين ذو اصول مختلفة عرقية ودينية ومذهبية ألا أن هذه الأصول كانت ذائبة ومنحلة في رحاب حبهم للعراق لذا فأني أخترت كلمة "اصول" وليس "انتماء" لأن أنتماءهم كان "العراق" ويبدو كل شئ بعد "العراق" صغيرا وتافها، لامرجع لهم سوى العراق احدهم تراه يوافق احمد بن حنبل في راي ما ثم ينتقل ليخالفه في راي اخر ليوافق جعفر الصادق، بعثي في هذا الموقف وناقد لموقف ما للبعثيين.... وهكذا كانت اصولهم لاتمنعهم من ابداء اي راي مادام كان يخص العراق، أما مهنيا هم من النخبة التي اثبتت وجودها عبر حياتهم المهنية الطويلة في مختلف القطاعات في العراق وفي خارج العراق.
في دار الأستاذ طـــه القيســــي
الواقفون من اليمين: علي الرفيعي (ضيف) محسن فاهم الفرهود – طــه القيســـي – د.هشام الياور – د.فؤاد حسن غالي – أحمد الأعرجي – كمــال القيسي – ياســر القيســـي
الجالسون من اليمين: قاسم العريبي- نجـدة فتحي صـفوة (ضيف) د.باســل البســتاني – حسين أمين – عصام الجلبي – محمود محضر باشي
من الأعلى الى الأسفل ومن اليمين الى اليسار:
صباح ياسين – أحمد الأعرجي – هشام الياور - كمال القيسي – الفريق الركن عامر شياع (ضيف) - فؤاد حسن غالي – الفريق الركن طلال القيســي - قاســـم العريبي – عصــام الجلبي – محمود محضر باشي - ياســــر القيســي – محسن فاهم الفرهود - د. سلوى عبد الله (زوجة الشاعر عبد الرزاق) – باســل البستاني – عبد الرزاق عبد الواحد – طـــه القيســـي
ملاحظة: مع الأسف لا توجد صورة جامعة لكل أعضاء مجلس لقاء السبت ففي الصورة الأولى والثانية يغيب عن هذه الصورة العضو الأردني الوحيد معالي الدكتور سمير الحباشنة وكان يغيب لكثرة مشاغله (بقية الأساتذة معظمهم متقاعدين او شبه متقاعدين) كما يغيب عنها الشيخ صبحي الطائي والذي لم ينظم بعد لهذا المجلس والدكتور أوميـــد مدحت مبارك.
أبتدأ هذا التجمع عام 2006 بشخصيات معدودة كانوا يلتقون في كافتريا "بلموندو" الشهيرة في عمان وكانوا كلا من : طـــه القبســي و أحــمد الأعرجي ونزار الشـــاوي ثم انضم اليهم عصام الجلبي ومحمود محضر باشي ولم يلبث ألا اشهر وغادرهم الى رحمة الله الدكتور نزار الشاوي. ثم أنتقل اللقاء ليحل ضيفا كريما في شقتنا في "دير غبار" ليتوسع المجلس وليتكون من السادة (التسلسل لايعني شيئا سوى ماتسعفتي به ذاكرتي المتعبة):
1. طـه محمود القيســـي – مدير عـــام وســفيرا في بولندا، نيجيريا، الدنمارك، تركيا، البحرين / كاتب لأعمدة في صحف يومية (النهضة – الأستقلال – الجمهورية والثورة) جمعها في كتاب بعنوان "كلمات قليلة"
2. كمـــال القيســـي – أقتصادي ونفطي وكاتب ومحلل سياسي – شغل عدة مناصب في وزارة النفط وعمل مستشاراً في منظمة الأوبك. له انتاج فكري في مختلف المجالات وكتب عديدة
3. أحمـــد الأعرجي – رجل أعمال
4. عصــأم الجلبي– مهندس خريج المملكة المتحدة درس في جامعة البصرة ثم أنظم الى الى شركة نفط العراق وتدرج في المناصب حتى عمل رئيسا لشركة النفط الوطنية ووكيلا لوزارة النفط ثم تسنم مهام وزير النفط عــام 1987 في العراق.
5. محمود محضر باشي – مدير عام في وزارة النفط
6. الدكتور باســـل البستاني – خبير اقتصادي وحائز على شهادة الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ودرس في عدد من جامعاتها وعمل في البنك المركزي العراقي ومستشاراً اقتصادياً في العديد من الدول ومنها حكومة ابو ظبي. له انتاج فكري وفير وكتب عديدة.
7. عبد الرزاق عبد الواحد – الشاعر والأديب المعروف
8. الدكتور صباح ياسين – أعلامي وصحفي وسفير – شغل عدة مناصب وعمل سفيرا للعراق لدى الأردن
9. معالي الدكتور ســمير الحباشنة – الأردني الوحيــد العضو في هذا المجلس / شغل منصب وزير داخــلية ووزيراً للزراعة / مؤسس جمعية الثقافة والعلوم والتي أنضم اليها اعضاء لـقـــاء السبت كأعضاء فخريين فيها، والتي استضافة عدة نشاطات ثقافية لمناسبات عراقية ضمن توجهها الوطني والعربي الأصيــل.
10. حازم طالب مشــتاق – المفكر العروبي والحائز على شهادة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة. ذو انتاج ثقافي متعدد وفير.
11. الشيخ صبحي الطائي – مفكر وشيخ لعشيرته في سوريا والعراق والأردن.
12. الشيخ محسن فاهم الفرهود: من عائلة مشيخة ال الفرهود في جنوب العراق وتحديدا محافظتي السماوة والديوانية . أقتصادي عمل مديرا عاما في وزارة النفط .
13. الدكتور عبد الكريم الهانئ : دكتوراه طب وناشط سياسي في حزب القوميون العرب.
14. الدكــتور فؤاد حســـن غالي : عميد أطباء النسائية في العالم العربي
15. الدكتور هشام اليــاور – شغل منصب وزير المالية / مفكر سياسي واقتصادي.
16. الدكـــتور أوميــــد مدحت مبارك: طبيب كردي القوميـــة عراقي الأنتماء.
حاصل على شهادة البكلوريوس في الطب عام 1964 من جامعة انقره .. وشهادة البورد من جامعة فينا عام 1974 باختصاص الامراض الباطنيه والقلبيه، شغل عدة مناصب كان ابرزها وزيرا للعمل والشؤون عام 1989 ألأجتماعية ووزيرا للصحة عام 1991 الى 2003.
17. الدكتور حســــين أميــــن : خبير التأريخ والمؤرخ المعروف.
18. ياســر طـــه القيسي : مقاول ومهندس أستشاري.
في دار الأستاذ طـــه القيســــي 25/1/2014
كم كنت محظوظا وبكل فخر لأكون احد اعضاء هذا المجلس الموقر، حيث بدأت أحضر كمضيف للقاء السبت الذي في البداية كان يعقد في شقتنا المتواضعة (المسلوبة فيما بعد .. وهذه قصة اخرى لامجال لها في هذا المقال) في دير غـبار حيث بفضل الله كان يتوفر فيها صالون كبير يتسع للقاء لأعضاء السبت وزوارهم وكان من اسمه يعقد صباح كل سبت ثم بعد مدة صار اعضاءه يتناوبون الأستضافة مجلس هذا اللقاء في بيوتهم بجدول زمني كان يعده والدي بأتقان! حيث اصر اعضاءه على استمرار حضوري في بيوتهم العامرة كاحد اعضاء هذا المجلس والا فان البون شاسع بيني وبينهم في كل شيء بين جيل مضى والجيل الذي تلاه أما الأجيال بعد جيلنا قان هنالك مسافة بل هوة كبيرة اذا ما قورنوا بتلك القامات.
كان اعضاء السبت يصرون في كل جلسة على ان تكون الضيافة مقتصرة على الشاي والقهوة وبعض المعجنات والمناقيش والتي تشتهر بها العزيزة عمــان، ولا يلبث هذا الأتفاق ان يستمر لجلسة او جلستين ثم تعود الخروقات واغلب من يخرق هذا الأتفاق هو والدي رحمه الله ورحم كل الراحلين وهو ينتهز اي فرصة لخرق هذا الأتفاق كمناسبة عيد الجيش او قرب العيد او حتى عيد المرأة او الفلانتاين، كان مطمئنا الى توجد سلاح أرمادا مطبخ زوجتي ام ميس التي لم تخيب ضنه..!! أما الشيخ محســـن فيعلنها صراحة الرجل بأنه لن يلتزم..!! أذ لا يليق بشيخ ان يخرج زواره "بمعجنات" بينما وقت الغداء يكون قد حل، اذ ماذا لو سمع ربعه والناس ان زواره خرجوا وقت الغداء "بمعجنات" ....عيب "وكسة"..!! ومن الداعمين لمسالة الخروقات الأخوة الأعزاء المهندسون ابناء الأستاذ محمود محضر باشي حمدي وعلي وبالرغم من ان زياراتهم كانت بين الحين والأخر لأرتباطاتهم باعمالهم ألا أنهم كانوا من الداعمين دائمامسألة عدم الألتزام بال (سناكس) او (المعجنات)..!
الأستاذ كـمـــال القيســــي متمردا على المعجنات في داره العامرة في عـمـــان 14/01/2012
كان هنالك موضوع او جدول اعمال لكل جلسة يتم من خلاله التحاور حول موضوعات يتفق عليها وغالبا ما يكون الباب الأول لما يستحدث من الشأن العراقي والباب الثاني وطننا العربي والأردن العزيز اضافة الى الفنون والشعر الذي يتحفنا به الشاعر الرائع عبد الرزاق عبد الواحد ألا انه كان يبكي ويبكينا وكيف لا وهو الشاعر العبقري المرهف الأحساس المحب حد الجنون للعراق ولبـغــــداد. لا تكاد جلسة من مجالس لقائء السبت الا وان استضافت بعض الشخصيات العراقية والعربية وكان الكثير من الشخصيات المقيمة خارج الأردن يحضرون المجلس بمجرد زيارتهم لعمان. للضيوف او الزوار حضورهم المؤثر والمثري لتلك الجلسات ، وكانوا اما يدعون او يطلبون زيارة المجلس وحضوره، خصوصا من المقيمين خارج الأردن ولعل ذاكرتي تسعفني في ذكر بعضا من ضيوف السبت:
مؤيد البدري – هشام عطا عجاج – سعدون خليفة التكريتي – أمين خاكي (ضيف دائم لفترة) – عادل خاكي – نجدة فتحي صفوة – طارق فهمي سعيد – الفريق عامر شياع – الفريق رعد الحمداني – الفريق طلال القيسـي – الشيخ بشــار الفيضـــي – اللواء مكي حمودات – الأستاذ – فائز عوني – علي الرفيعي – عبد الحسين الرفيعي – سمير الشــيخلي – فائز القصاب – حيدر جودي – مثنى حقي الجودي – خالد طبرة – أبراهيم الدرة – عزيز القاضي
في دار طه القيسي
لقد كان الجميع همهم العراق وهو ليس عنوانا لبرنامج او كلمات طالما ترددت على السنة الأعلاميين والوصوليين والمنافقين او مايسمى او يسمي نفسه بالسياسي وهو ليس بالسياسة الوطنية من شئ..... !! أما طاقم لقاء الســـبت فترى صفحاتهم بيضاء عملوا بجد واخلاص ولم يكلفهم اخلاصهم او امانتهم شئ لأنهم ذلك ماكان يعمل به احدهم بعفوية وهو لا يعرف طريقا نظيفا غيره، هي ليست مبالغة ياخواننا ويا ابناءنا بل هي حقيقة من حقكم الشك بها لأنكم تكادون ان لا تجدوا من مثلهم الا قليل جدا وكأني اتحدث عن كائن لم يكتشف بعد ...!!
هؤلاء اصحاب الزمن الجميـــل اصحاب اللغة الراقية، كانوا لايدخروا وسعا في تسهيل امر الناس، وعندما يتطلب الأمر وقفة ما لا يترددون فالكرسي الذي كانوا يجلسون عليه لم يكن كبيرا عليهم بل انهم كانوا اكبر من كراسيهم. لذا فأنني عندما اقول أن همهم العراق فان ما اقول حق بكل عمق وهم عندما كانت تشتد الخطوب ويصبح القاتل عريسا والباطل مكسبا والسرقة شطارة تحتدم نقاششهم حتى اني كنت لأخشى عليهم حينما ارى الأرهاق والهم في عيني ابي حزنا وكأن الأرض باتت غريبة عليه! هؤلاء ليسوا بعثيين ولا شيوعيين ولا اكراد او عرب هؤلاء ابناء وبناة المؤسسات العراقية التي ظلت قائمة منذ ان اتت جريتوود على البعير وجاءت بالمغفور له الملك فيصل الأول والى ان اتى الأوباش في 2003 لتهدم المؤسسه العراقية بمعاول الأجتثاث والمحاصصة، ويطارد ابناءها وبٌناتها (يضم الباء) ويقتلوا لتبدأ مرحلة جديدة ينبع فيها دجلة والفرات من ايران حسب وزير خارجية مؤسسة مابعد 2003 وتنطلق فيها عقدة كل معدومي الكفاءة ليتبوأوا المناصب باسم المحاصصة والمكتسب الأنتخابي..!
كان لقاء السبت رئة يتنفس بها هؤلاء الثلة الصالحة وزوارهم وكما اسلفت صاروا يتبادلون استضافة اللقاء بجدول محكم يعده طه القيسي ولايحق التقديم والتاخير الا باعلام وموافقة اعضاء اللقاء، وكانوا نادرا ما يقبلون الاستضافة وعلى ما اذكر انهم قبلوا باستضافة الأخ العزيز أمين خاكي لأنه كان ضيفا دائم التردد على مجلس اللقاء ولمكانته ومكانة والده عادل خاكي والذي استضيف بأحتفاء بذكرى ثورة العشرين وقيام الدولة العراقية والتي كانت احدى نشاطات المجلس بالتعاون مع جمعية الثقافة والعلوم ومعالي الدكتور سمير الحباشنة حيث القى فيها الأستاذ المرحوم عادل خاكي كلمة استعرض فيها احداث تلك الفترة.
أقول لم يعقد لقاء السبت خارج بيوت اعضاءه الا عندما استضافهم السيد امين خاكي والسيد قحطان لطفي وقد حضرت استضافة الأخ امين الثرة والكريمة بكل معانيها.
كنت الوحيد في المجلس لذي يتنقل بين عمان وبغداد لذا فانني كنت مطالب بتقرير حول الوضع في العراق، وكـــلما حاولت أن افهمهم بأن لدي عمل في العراق وأحيانا كثيرة اكون في مشاريع في مناطق نائية ، حاولت ان افهمهم باني لست مراسل لقناة فضائية ولكن لم افلح فشوقهم لسماع الأخبار من موقع الحدث كبير خصوصا في المواقف والحوادث الصعبة، وحينما اشتدت العتمة في بغداد بمختلف اوقاتها تعبوا كثيرا حتى ان هذا الألم تسبب في مرض والدي اللذي فاجأهم يوما ما بمطالبته بعدم مناقشة امور العراق لأنه بلغ به الأمر اليأس وأنه جدا محبط وبالتالي فان هذا اللقاء هو نافذتنا للراحة والتأمل وليس محطة لنحمل بها هموما...! أستتجاب المجلس لطلب الاستاذ طه واكيد ان هذا لم يستمر الا لبضعة جلسات ثم عادوا لما كانوا عليه...!!
لقــاء السبت انتهى بوفاة والدي طه القيسي عام 2009 حيث ترك عمان الاستاذ محمود محضر باشي و الدكتور صباح ياسين الى تركيــــا وقبلهم الى كــندا الدكتور أوميد علما بان المغادرين الى رحمة الله قبل الأستاذ طه هم:
1. أحمد الأعرجي
2. عبد الكـــريم هانئ
3. حـــازم مشتاق
4. صبحي الطائي
5. فؤاد حسن غالي
رحم الله من غادر منهم والبس الله ثوب العافية لكل من بقى منهم ومن كل المخلصين الطيبين ، غادرونا وبقيت كلما أتي الى عمان ابحث عن من بقي منهم لأشم رائحة الأخلاص والأستقامة ولأعيد التعاريف الصحيحة لكلمات حرفتها مفاهيم عملية بريمر السياسية لتصبح الرشوة شطارة والظلم أستحقاق والسرقة ذكاء و...و...و... ورحمك الله طه القيسي عندما قال يوما ما "أبني ضاعت المسطره عدهم ... أبيش بعد يقيسون... الى ان جابلهم بريمر مسطرة جديدة سوداء تقيس لتهدم لا لتبني"
والسلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته
وكــل عام وأنتـــم بخيـــر
ياســــر القيســــي
عمان 5/4/2024
بـغــــداد 009647844400165
عمـــان 00962780713556
383 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع