أحمد العبداللّه
إيران:الدجاجة التي تبيض ذهبًا للغرب!!
هنالك تحالف استراتيجي خبيث غير مكتوب بين سبع قوى؛(الفرس المجوس, والغرب الصليبي, والروسي الشيوعي,والهندي الهندوسي, والصيني الملحد, والبوذي الوثني, واليهودي الصهيوني), هدفه المشترك سحق الأمة الإسلامية واستئصالها, لأنها الخطر الداهم عليهم. وذلك مصداق لحديث النبيّ الكريم(صلى الله عليه وسلم)؛[ يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل:ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟, قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا وكراهية الموت].
والفرس المجوس وأتباعهم وحثالاتهم هم أخطر تلك القوى, لأنهم قوم باطنيّون يعملون بـ(التقيّة), ويتخفّون بين صفوفنا, ويغلّفون نواياهم بأغطية سميكة من الخبث والدهاء والمكر. ويعتمدون سياسة النفس الطويل لتحقيق أهدافهم ومآربهم, ويتّبعون استراتيجية؛(تعدد الأدوار.. ووحدة الهدف). وإذا أردنا معرفة طريقة تفكيرهم, فعلينا بدراسة تاريخهم الممتد عبر خمسة آلاف سنة, كانت عبارة عن صراع عنيف ومتواصل بيننا, نحن العراقيين, وبينهم. فخطر إيران على الأمة العربية والإسلامية يفوق خطر إسرائيل وأمريكا وكل الدول الاستعمارية في الماضي والحاضر, بألف مرة!!.
وبلغة الأرقام, وبمقارنة موضوعية بين إيران وإسرائيل, فإن إيران تحتل أرضا عربية أكبر مما تحتله إسرائيل بعشر مرات, وقتلت من العرب في أربعين سنة أكثر مما قتلته إسرائيل منهم في ثمانين سنة, بمئة مرة. ولكن دجل إيران يفوق خبث اليهود بمليون مرة. والأخطار بنتائجها وليست بمسمّياتها, والتنبّه للعدو الأخطر ليس معناه إغفال العدو الأقل خطرا. وكلاهما؛اليهود والفرس, متحالفان منذ كورش(الإخميني)إلى الدجالَين(خميني/ خامنئي), وما أشبه الأسامي!!. ومع كل ذلك وغيره كثير, لا زال بعض العرب يهوّنون من الخطر الإيراني!!.
وفي القرن الـ16 تحالف الصفويون مع الأوربيين, تحركهم نزعة الحقد على كل ما هو عربي وإسلامي, لاستهداف الوطن العربي من خلال ذلك التحالف المشين, وجعل العرب بين فكي كماشة. وسعوا للتنسيق مع الدول الأوربية التي تحمل عداءًا شديدا للمسلمين، وبعث الشاه إسماعيل الصفوي برسائل لملوكهم يدعوهم فيها لـ(ضرورة وحدة الصف المسيحي), وعبّر عن(دهشته من أن ملوك أوروبا المسيحيين يخوضون حربًا فيما بينهم بدلًا من الاتحاد لحرب المسلمين)!!. وتحالفوا مع البرتغاليين بشكل خاص, للتآمر على الدولة العثمانية عندما كانت منشغلة بالفتوحات في أوروبا وجيوشها تدقّ أبواب(فينّا).
ثم تعاونوا مع الانكليز في مطلع القرن العشرين، وصولا لتواطئهم مع الغزاة الأمريكان في الوقت الحاضر. ولكن خشيتهم, حينذاك, من إثارة انتباه الأمة الإسلامية لتحالفهم مع الغرب الصليبي(الكافر)، دفعهم لمحاولة(شرعنته)باللجوء لأحد مراجعهم الدينية، لإيجاد أساس شرعي لهذا التحالف الهجين سياسيًّا، والمرفوض دينيًّا وأخلاقيًّا، فوجدوا ضالَّتهم في المرجع الشيعي(علي الكركي العاملي)، الذي أصدر(فتوى شرعية تُؤصِّل هذا التحالف)!!. وهو الشيء نفسه الذي فعله(السيستاني)مع الغزاة الأمريكان في 2003. ووقائع التاريخ تتكرّر ولا من متّعظ!!.
وتسعى إيران(الإسلامية)!!لفرض تسميتها العنصرية على الخليج العربي. ولكن الحقيقة على الأرض تبيّن بشكل لا لبس فيه إن من يسكن على ضفاف الخليج؛ شرقا وغربا وشمالا, هم العرب, فالأحواز هي أرض عربية محتلة. والعنصر الفارسي يتركز وجوده في الهضبة الإيرانية الداخلية وهي بعيدة جدا عن ضفافه. ومن الأنسب تسميته بـ(خليج البصرة), فهي أشهر المدن المطلة عليه وأعرقها, وكما هو حاصل في تسميات مماثلة؛ كخليج العقبة, وخليج السويس, وخليج عدن, وخليج سرت,..الخ.
إن منسوب العنصرية مرتفع جدًا لدى الفرس, فهم يقولون إنهم دولة اسمها(إيران), ولكن الثقافة واللغة والتسميات والحكام كلها ذات صبغة فارسية!!, رغم إن الفرس كقومية هم أقل من نصف السكان!!. وهذا النَفَس العنصري(المَرضي), هو الذي سيُقوّض كيان إيران ويفكّكها لدول عديدة, وكما حصل للاتحاد السوفيتي المنقرض ويوغسلافيا المتحللة في التسعينات. فما يُسمّى بـ(إيران)هي دولة اصطنعها الانكليز لمواجهة المد الشيوعي, ولغاية عام 1935 كانت تُعرف بـ(بلاد فارس).
وإن من أكبر أكاذيب التاريخ ومهازله أيضا, هي كذبة؛(ولاء الفرس وحثالاتهم لأهل البيت)!!, والحقيقة هي عكس ذلك تماما. والذي يقرأ كتاب نهج البلاغة, مثلا, يجد الكثير من الروايات في ذم أهل البيت لـ(شيعتهم), ووصفهم بأقذع الألفاظ وأقسى العبارات وأقبح الصفات!!. فما بين أهل البيت وهؤلاء المنافقين, كما بين السماء والأرض. ولكنهم قوم خرّاصون.
والجديد بهذا الموضوع وإثباتا له, يأتي كشف(بن رودس)مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما, في كتابه(العالم كما هو), الصادر في 2018, بأن أوباما يكره العرب بشكل غريب, وكان دائمًا يردّد أمام مستشاريه؛(ان العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة، وأنهم متخلفون وبدو)!!. وفي المقابل كان يتحدث عن إيران بوَلَه وإعجاب شديد بحضارتها المزعومة. ويصف(بن رودس)أوباما بأنه؛(المُتيّم العاشق لإيران...ويعشق إيران وحضارتها إلى حد العمى)!!!.
ويؤكد(بن رودس)؛أن أوباما بدأ يتواصل عن طريقه مع الإيرانيين منذ سنة 2010 للتوصل إلى اتفاق معهم بشأن برنامجهم النووي, يعلقون بموجبه أنشطتهم النووية لمدة عشر سنوات فقط, مقابل رفع العقوبات عنهم وإطلاق يدهم في الشرق العربي كله!!. وهذا ما تحقق في النهاية. وخلال فترة حكم أوباما, حصلت إيران على أموال تزيد على 400 مليار دولار, ذهب أكثر من 100 مليار منها, لدعم تمددها في سورية والعراق واليمن ولبنان وإفريقيا والمغرب العربي.
ويضيف(بن رودس)؛إن نوري المالكي, والذي تم منحه ولاية ثانية بصفقة أمريكية-إيرانية, رغم خسارته الانتخابات أمام أياد علاوي, هو من أمر بفتح السجون لتهريب عملاء ايران من تنظيم القاعدة، الذين أسندت لهم مهمة تأسيس(داعش). وأنه هو من أمر جيشه بالهروب من الموصل، وترك عتاد عسكري تزيد قيمته على 20 مليار دولار. وهو الذي تعمّد إبقاء مبلغ 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وساهم في إدخال 600 عنصر من داعش الى الموصل في 2014، و(جهّزهم)بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ(مسلسل داعش وإيران)، وتتحرك الأمور وفق ما يشتهيه حكام طهران!!.
وفي اعتراف خطير, يؤكد(بن رودس)؛أن أوباما كان يعلم بأن إيران هي من تحرّك(داعش)، ولكنه غضَّ الطرف عنها!!. ويبرر ذلك؛ بأن(أوباما)كان يريد أن يختم عهده باتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي. وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن, حتى لو كان المقابل هو تخلّيه عن(حلفائه)العرب, وتنازله عن مصالحهم لحسابها, والتساهل مع نشاطاتها العدوانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وهذا ما حصل في عام 2015.
ويقول(بن رودس), والذي اجتمع سرًا مع مسؤوليين إيرانيين أكثر من(20)مرة في العاصمة العمانية مسقط لهذا الغرض؛إن أوباما اعتبر الاتفاق النووي(إنجازه الأكبر)!!. وتجاهل هجوم بشار الكيماوي على غوطة دمشق, متنصلا عن(خطه الأحمر)!!, ووعده بضرب النظام السوري إن أقدم على استخدام الغازات السامة ضد شعبه، خوفًا من إغضاب إيران وتعطّل المفاوضات معها. وقال لمساعديه؛(بأننا أنجزنا المهمة)!!, وأنه لا يريد بعد الآن سماع أي شيء عن الملف السوري. ويختم رودس كلامه بالقول؛(إن هذا الاتفاق كان بداية جديدة بين أمريكا وإيران، ولكنه كان نهاية مأساوية للعرب)!!!.
وفي الختام أقول؛يُخطئ من يظن إن باراك حسين(أبو عمامة), هو حالة شاذة وينطلق من هوىً شخصي, فهو وكثيرون من شاكلته في أمريكا وأوربا يمثلون تيارا فاعلا, يعتبر إيران هي الضد النوعي للإسلام(السُنّي), والذي يخشونه كثيرا, ولذلك فهم لا يفرّطون بها أبدا. نعم..هم قد يختلفون مع من يحكمها أحيانا بحكم صراع المصالح, أما إيران الدولة فلا أحد يمسّها بسوء. وأتذكر جيدا, إن الرئيس صدّام حسين قد أثار في تصريح له موضوع تقسيم إيران, وكان ذلك بعد مدة قصيرة من الردّ العراقي على العدوان الفارسي في عام 1980. ولكن المفاجأة إن رد الفعل الرافض الفوري لم يكن من طهران, بل من واشنطن, وعلى لسان رئيسها جيمي كارتر نفسه!!.
1337 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع