نزار العوصجي
تحالفات إيران الخميني ..
ألضحك على ألذقون بات سلوكاً سياسياً إكثر مما هو إجتماعي ، ذلك ما تحاول إيران الخميني ممارسته ، في محاولة خائبة لأخفاء حقيقة تحالفها مع أمريكا و إلكيان الصهيوني ، في سعي محموم لأستعادة إمجاد الإمبراطورية إلفارسية ، متناسين ان ضوء الشمس لا يمكن ان يحجب بغربال ، و ان إلدلائل وإلقرائن كفيلة بفضح ألحقيقة ..
لم يعد بأمكان إيران إن تخفي رغبتها في السيطرة على العالم العربي ، كما لم يعد بأمكانها إلتخفي خلف شعار المقاومة و تحرير فلسطين ، رغم كل ما يقوم به عملائها و ذيولها في المنطقة ، لتجميل صورتها و أظهارها بمظهر العداء لأمريكا و الصهيونية ، الا ان الطبع يغلب التطبع ، فسرعان ما ينكشف حقدها الدفين ، فتظهر على طبيعتها العدائية للأمة العربية ..
إيران لا تخفي سعادتها و هي تضحي و تدفع بالفلسطينيين و اللبنانيين و السوريين و اليمنيين و العراقيين المنخرطين ضمن مايسمى محور المقاومة ليكونوا كبش فداء ، فيموتوا تحت شعار التصدي لأمريكا و الصهيونية و تحرير فلسطين ، في الوقت الذي تحرص فيه كل الحرص على تنفيذ بنود تحالفاتها بدقة متناهية ، وهذا ليس بجديد عليها ، فحين نقوم بمراجعة التأريخ نستشف حجم خبثها ..
⚫ في عام 1973
أرسل الرئيس الأمريكي جيرالد فورد وزير خارجيته هنري كيسنجر الى إيران ، لاقناع شاه ايران محمد رضا بهلوي بدخول حرب مع العراق ، ليتسنى لأمريكا تدمير العراق و السيطرة على نفطه ، و لا سيما كان الرئيس العراقي الراحل احمد حسن البكر رحمه الله كان قد اصدر قبل عام قرار تأميم نفط العراق ..
رفض شاه ايران دخول الحرب ، و اعتبرها مكيدة امريكية لإضعافه و إزاحته ، فتمرد على التمني الأمريكي و سعى معاكساً لتوجه امريكا ، و ابرم معاهدة صلح مع العراق سنة 1975 سميت معاهدة الجزائر ، حول مياه الخليج العربي و التوقف عن تغذية أكراد العراق ، للتمرد على السلطة العراقية ان ذاك ..
⚫ عام 1976
الولايات المتحدة الإمريكية تبدأ وضع خطة سريعة ، لتنحية الشاه الإيراني بزعيم اكثر طاعة لتنفيذ رغباتها ، و بدأت تعمل على جلب الخميني للسلطة ، و حركت الشارع الإيراني طائفياً ضد الشاه ، حتى بات يغلي من نظام الشاه ، و ثار في الشوارع بعد ان مهدت للخميني إعلامياً و لوجستياً ، بعد الاتفاق معه في فرنسا على المخطط الجديد*..
⚫ عام 1978
الشعب الإيراني ينتفض بثورة عارمة ، مطالباً باسقاط نظام الشاه ، رافعين صور الخميني التي طبعت في فرنسا خصيصاً لدعم ثورة الشعب الإيراني ، و شاه ايران يستجير بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، متوعداً باسقاط طائرة الخميني اذا دخلت الأجواء الايرانية ، ليأتيه الجواب من الأمريكان ، إن اترك إيران و سافر و نؤمن لك طائرة ، و خذ معك عائلتك و أموالك و مقتنياتك ، غير ذلك فأن الولايات المتحدة الأمريكية ، غير مسؤولة عن سلامتك و سلامة اسرتك الحاكمة ، فيغادر الشاه حسب المشورة الأمريكية الى مصر ، و تهبط طائرة الخميني في طهران بسلام ، لتبدأ مرحلة جديدة من التحالف الأمريكي الايراني ، و إعداد ايران لشن الحرب على العراق ، بعد ان رفض الشاه الخوض فيها ..
⚫ عام 1980
ايران تعلن الحرب على العراق ، ببرنامج أمريكي مزدوج ، يفضي الى تدمير قوة الجيش العراقي ، و تدمير ترسانة الشاه العسكرية التى خلفها بعده ، لتستمر الحرب لثمانية سنوات ، استنزفت الكثير من امكانيات العراق المادية ، و معظم قوة ايران ، دون تحقيق ما كانت تصبوا اليه في دحر الجيش العراقي ، ذهب ضحيتها اكثر من مليون شهيداً و قتيل ، و اكتشفت امريكا ان الرئيس القائد صدام حسين أقوى من ان يخلعه الخميني ، و انتهت المعركة بخروج العراق أقوى عام 1988..
⚫ عام 1988
الولايات المتحدة الأمريكية ، تضع سيناريو لخلع الرئيس القائد صدام حسين ، ينفذه الجيش الأمريكي لكي يتسنى لها بعد خلعه من تدمير العراق ، و تسليمه للحليف الأستراتيجي إيران ..
⚫ عام 1990
ينفذ اول فصول سيناريو ازاحة النظام الوطني ، كونه العقبة الأقوى امام احتلال العراق ، لتبدأ عملية تأمر الكويت لتدمير الاقتصاد العراقي ، و دفعه لدخولها ، لكي تثير بعدها ضجة عالمية ضد الرئيس القائد صدام حسين ، و اتهامه بالاعتداء على الشرعية في الكويت ، فتجاوزت موافقات مجلس الامن ، لتحزب 40 دولة ، بتحالف سمي باكبر تحالف في القرن العشرين ، لتبدأ بأستهداف و ضرب البنى التحتية ، و قصف كافة المنشأت العسكرية للعراق ، و قواته المسلحة و معامل التصنيع العسكري لتنهكه ، فما لبث ان أعاد العراق ترميم نفسه ، فرفع شعار : يعمر الأخيار ما دمره الأشرار ، و أعاد محطات الكهرباء و التصفية و بدأ يداوي جراحه ، فسارعت امريكا الى فرض عقوبات و حصار اقتصادي قاسي ، على مدى أحد عشر عاماً ، وصل لحد منع دخول حليب الأطفال ، سعياً لأضعافه بكافة الوسائل ، و بعد ان تاكدت إمريكا من ان الجيش العراقي و منظومته الدفاعية قد تضررت كثيراً ، تهيأت للبدء بالتخطيط و العمل على تغير النظام باليد ..
⚫ عام 2003
الجيش الأمريكي يغزو العراق و يحتل بغداد ، بعد ان كان قد فرض عليه حصار اقتصادي مجحف ، و يحل الجيش العراقي و يهدم بنية البلاد التحتية ، و يستدعي ما يسمى المعارضين للنظام الوطني ، من الموالين لإيران ، بل العاملين مع ايران ، من الذين حاربوا ضد العراقين مع الإيرانين في الحرب العراقية الايرانية ، و سلمتهم السلطة لكي يدمروا العراق تدميراً كاملاً ، و ينهبوا أمواله و ثرواته ، لكي يتسنى لأمريكا إستباحة نفط العراق و ثرواته المعدنية ، و من ثم يلقي القبض على الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ، ليتم إعدامه مع رفاقه أعضاء مجلس قيادة الثورة بمحكمة صورية ..
بعد كل هذا ، لا زالت امريكا تعمل على خداع شعبنا العربي ، و تحاول إقناعه ان ايران عدوة لأمريكا ، لذا فانها تطلب من الإيرانيين ممارسة لعبة سب وشتم امريكا و الصهاينة ، و نعتهما بالشيطان الأكبر و الشيطان الأصغر ، و تمثيل دور مقاومة الكيان الصهيوني ، و السعي لتحرير فلسطين ، لكي ينخدع المواطن العربي ، و يقتنع بالعداوة الايرانية لأمريكا و الصهاينة ، في حين أن أمريكا و أيران حليفان لبعضهما ، فهما وجهان لعملة واحدة ..
تلك هي الحقيقة ...
1069 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع