رنا خالد
عدنان القيسي في ذاكرة محبيه في عمان
لم تبارح مخيلة العراقيين ، لاسيما من هم في عمر الخمسين عاما فما فوق ، صورة المصارع العراقي " عدنان القيسي " .. والذي تعلق باسمه من هم دون العمر الذي اشرت اليه ، فقد بقي اسمه متداولا في البيوت ، باعتباره بطلا عراقيا ، استطاع على الارض العراقية اسقاط ابطال مصارعة عالميين ، عن جدارة اثارت اعجاب الجميع لخفته في ايقاع الخصوم ارضا ..
وقد سعدتُ ، وانا احضر تجمعا شهدته العاصمة الاردنية مؤخرا ، تم فيه استعراض مسيرة هذا البطل ، الذي توفى في العام الماضي عن عمر 84 سنة .. وهذا التجمع الذي كان على شكل امسية ضمت مجموعة من محبي هذا الرياضي الكبير ، وقد تحدث خلالها الكاتب صفوة فاهم كامل الذي كانت له مع عدنان القيسي ذكريات واحداث ومفارقات ، وحضوره العديد من عروض المصارعة في بغداد والمحافظات
ومعروف ان العراقيين عرفوا بوفائهم لشخصيات كبيرة سواء على الصعيد الرياضي او السياسي او الثقافي ، وفي الحقيقة كانت أمسية جميلة مفعمة بالتفاعل خاصة مع عرض الصور والحديث عنها.
ولعل من المفيد الذكر ، ان العراق شهد في بداية سبعينيات القرن الماضي ظاهرة جديدة في المجتمع العراقي لم تكن مألوفة عليه في السابق، وألقت بظلالها على كل الإحداث الراهنة، السياسية والاجتماعية ، وألهت الشعب عن همومه ومشاغله ، اسمها (ظاهرة عدنان القيسي) ذلك المواطن العراقي، القادم من أمريكا، فأشاع لعبة المصارعة بين العراقيين وهي (المصارعة الحرة)
لقد شكل القيسي نموذجا جديدا للبطل كان العراقيون بحاجة اليه ، فهو الانسان القادر على القيام بعمل لا يستطيع غيره القيام به ،
ففي حياة كل فرد ومجتمع بطل أو أكثر، يمثِّل القدرة البشرية في ذروتها. إنه البارز والمميز. وهو أيضاً قيمة أخلاقية ومعنوية ومثل أعلى، كما أنه مصدر زهو المجتمع، خاصة عندما يكون المجتمع في ذرو تأزمه ، وبشكل عام، تبقى صفات البطل كامنة في قدرته الخارقة على إنجاز ما لا يستطيع أي كان إنجازه.. إنه الشخص المستعد لمواجهة الصعاب حتى حدود التضحية بالنفس من أجل اظهار قوة مجتمعه، فينظر إليه هؤلاء على أنه الرمز المدافع القوي عن الآخرين، بعبارة أخرى، على انه صورة للعراقي البطل في ذهن الشعب .
رحم الله عدنان القيسي الذي اسعد اباءنا ، وافرح طفولة السبعينيات..
1068 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع