أحمد العبداللّه
(حزب اللات)..نبتة مجوسية خبيثة في أرض العرب
توجد مقولة منسوبة لـ(لينين),مفادها؛(هناك عقودا لا يحدث فيها شيء، وأسابيع تحدث فيها عقود)!!. فهذا القول ينطبق تماما على الأحداث المتسارعة الراهنة في لبنان والمنطقة. ففي غضون عشرة أيام فقط انهار حزب الشيطان(حزب اللات), والذي يفتخر زعيمه(حسن نصر اللات)بطاعته وولائه المطلق لبلد أجنبي, فيقول, وبكل وقاحة؛(نحن إيران في لبنان)!!, انهار بشكل سريع وغير متوقع. وتبيّن للجميع حجم الوهم والخداع الذي أصاب جمهورا كبيرا من العرب بهذا الحزب الميليشياوي المجوسي. وأن شرّه على أهل السُنّة فقط, ولكنه جبان ورعديد أمام(يهود).
كانت بداية زرع هذه النبتة الشيطانية مع وصول(موسى الصدر)إلى لبنان في سنة 1958, بتوجيه ودعم وتمويل من شاه إيران, لتأسيس كيان سياسي شيعي يرتبط بطهران ويأتمر بأمرها. وحصل الصدر على الجنسية اللبنانية بقوة المال الإيراني لتمنحه غطاءًا للحركة, وشرع من فوره بحشد شيعة لبنان من خلال اجترار خطاب(المظلومية)و(الثورة الحسينية)و(الثأر)!!,..الخ. وكان يتحدث مع كل فئة لبنانية بما يناسبها؛فلديه خطاب مع النصارى وآخر مع السُنّة, وهكذا. خطاب مزوّق في ظاهره,مثل؛الوحدة الوطنية والتعايش بين الطوائف و(التقريب بين المذاهب)!!, ولكنه يبطن غير ذلك.
وأعلن موسى الصدر تأسيس(المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى),وتم إقراره كقانون من قبل مجلس النواب اللبناني في سنة 1967, وصار الصدر رئيسا لهذا المجلس عام 1969. فمن يمتلك المال في لبنان يستطيع أن يشتري حكومته وبرلمانه ورئيسه وصحافته!!. وفي عام 1974 قام بخطوة مهمة أخرى, وهي إنشاء تنظيم سرّي سمّاه؛أفواج المقاومة اللبنانية(أمل),وهو تنظيم طائفي ميليشياوي مسلح. وهذا التنظيم لم يخض ولا معركة واحدة مع الإسرائيليين, باستثناء حركات استعراضية لـ(تحسين السمعة)!!, ولكنه سيفتك بعد سنوات قليلة بالفلسطينيين في مخيماتهم ببيروت.
بعد اختفاء موسى الصدر في ليبيا, صار(نبيه بري)زعيمًا لتلك الميليشيا في سنة 1980, والتي ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في أواسط الثمانينات, والتي عُرفت بـ(حرب المخيمات), والذين فقدوا الحماية التي كانت تؤمنها لهم منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيلاتها العسكرية بعد إجلائها من لبنان سنة 1982.(نبيه بري)الذي كان يرتدي جلد الثعالب سابقا ويتودّد للفلسطينيين وزعيمهم ياسر عرفات, أسفر عن وجهه الطائفي القبيح, وارتكب بحقهم من المجازر البشعة على مدى ثلاث سنوات, ما لم تقترفه إسرائيل منذ تأسيسها!!.
وبعد هبوط الدجال(خميني)في طهران في شباط 1979, ورفعه شعار(تصدير الثورة), وجد إن(تركة الشاه)؛حركة أمل, لا تمثل طموحاته وأطماعه الكبيرة في أرض العرب. وبتواطؤٍ مع نظام المجرم حافظ أسد وبحجة(التصدي)للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982, أرسل مجاميع من(الحرس الثوري)متّخذين من مدينة(بعلبك)قاعدة لهم, وشرعوا بتشكيل ميليشيا مسلحة قوية, وانشق معظم أعضاء حركة أمل والتحقوا بالميليشيا الجديدة, والتي ستبتلع لاحقا الدولة اللبنانية بقضها وقضيضها, ويغدو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عبارة عن موظفين صغار لدى زعيم تلك الميليشيا!!.
وخلال عقد الثمانينات, نفّذ هذا التنظيم الإجرامي عمليات إرهابية كثيرة داخل لبنان وخارجه, كتفجير السفارات وخطف الأشخاص والطائرات والاغتيالات ,...الخ. وهو أول من(دشّن)أسلوب العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة. وبالتوازي مع تلك الفعاليات, كان ينفذ من حين لآخر هجمات ضد القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان, بهدف كسب تعاطف الجمهور العربي المستغفَل أو الساذج أو المغيّب, والذي يصفق ويهلّل لكل من يطلق طلقة واحدة على إسرائيل, حتى لو كانت(دخانية)أو(خُلّبية), بلا تفكير أو تبصّر, ولإضفاء(المشروعية)على عمله, وأنه(حركة مقاومة ضد إسرائيل)!!. والغاية؛هي تحقيق(إنجازات تراكمية)تهدف في النهاية لإلحاق بلاد العرب بإيران الخمينية, وبعث امبراطورية كسرى الفارسية المجوسية من تحت الرماد. وهذ هو الهدف الأكبر والنهائي والذي أُنشأ لأجله هذا التنظيم الاخطبوطي!!.
(المقاومة الوطنية اللبنانية)التي نشطت في منتصف الثمانينات ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل جزءًا من بلدهم, وكانت تضم في بداية تشكيلها خليطا من بقايا فصائل المقاومة الفلسطينية, وحركات قومية وشيوعية وبعض(الإسلاميين), ولكن تم(احتكارها)لاحقا من(حزب اللات)فقط, والذي(اجتث)كل من لا ينضوي تحت رايته الصفراء ولا يتفق مع منهجه!!. وكان عقد التسعينات هو(العقد الذهبي)لهذه الميليشيا, إذ انصرفت لتنفيذ عمليات عسكرية فردية أو بمجموعات صغيرة, مخطط لها بشكل جيد, ومستندة لمعلومات استخبارية دقيقة, ضد القوات الإسرائيلية التي تحتل جزءًا من جنوب لبنان, مثل؛تفجير الألغام وعمليات القنص وإطلاق القذائف الصاروخية,..الخ. وكان إعلام الحزب حريصا على التوثيق الصوري لتلك الفعاليات ونشرها, بعد إجراء عمليات مونتاج عليها ممزوجة بمؤثرات صوتية.
وفي منتصف عام 2000, قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي, وهو كان(نتنياهو)نفسه, ولأسباب سياسية وانتخابية داخلية, ونتيجة للضغط الذي شكّلته الأعمال العسكرية, قرر الانسحاب من الشريط الحدودي المحتل في جنوب لبنان من جانب واحد. ولكن تم تجيير هذا الحدث لصالح(حزب اللات)وحده لا شريك له, وعُدَّ أكبر(إنجازاته). وكان له صدى على مستوى الداخل اللبناني وعلى المستوى العربي. فحزب صغير وبإمكانيات محدودة, ينجح باستعادة أرض محتلة, وهو ما عجزت عنه جيوش عربية على مدى نصف قرن. فاستبدت بالحزب(سكرة النصر), وأخذ يتعامل باستعلاء مع الطوائف اللبنانية الأخرى, خاصة بعد دخوله ميدان السياسة واحتكاره التمثيل الشيعي, وصارت له كتلة برلمانية وازنة.
في 12 تموز 2006, قامت الميليشيا بخطف جنديّين إسرائليّين من منطقة الحدود. وفي اليوم التالي شنّت إسرائيل حملة جوية وبرية كثيفة على لبنان استمرت شهرًا. كانت مغامرة غير محسوبة العواقب, وهو ما اعترف به وبعظمة لسانه زعيم الميليشيا(حسن نصر اللات)بتصريحه الشهير لقناة الجزيرة؛(لو كنت أعلم..لما فعلتها)!!. كانت خسائر اللبنانيين فادحة بالبشر والحجر, ولكن الخسارة الأفدح هو إن قرار الحرب والسلم قد صادره(حزب اللات),ابتداءًا من هذه اللحظة, وصار لبنان كله بقبضته. وسيدفع اللبنانيون ثمنا باهظا جرّاء رضوخهم لاستبداد الحزب المذكور وعنجهيته ومغامراته.
ومن المفارقات المضحكة والمبكية في آنٍ واحد, إنه في الوقت الذي تنصّل فيه(حسن نصر اللات)من فعلته, فإن الجمهور العربي, والسوري منه بشكل خاص, قد تلقّفوها واعتبروها(نصرًا إلهيًّا)!!, وصارت صور الدجال الصغير(حسن زمّيرة)تُعلّق في الشوارع والمقاهي والبيوت, وتغنّى باسمه الشعّارون والفنانون, وحتى(الفانشستات)كان لهن نصيب. وأضفى عليه بعض الكتبة, جهلا أو استغفالا, لقب(صلاح الدين العصر)!!, تشبيها بالقائد السُنّي البطل صلاح الدين الأيوبي فاتح بيت المقدس. فهذا المجرم اللعين لا يكنُّ بغضا لمسلم قدر بغضه وحقده على صلاح الدين, لأنه قضى على دولتهم العبيدية.
في المقالات القادمة, إن شاء الله, سنستكمل مسيرة البحث في هذا السرطان الخبيث الذي فتك بالعرب, بسبب غفلتهم وقصر نظرهم, وتقديمهم العاطفة على العقل, كي لا نُلدغ من الجحر نفسه مرارًا وتكرارا, وليس مرتين فقط. وسنستعرض جرائم(حزب الشيطان)البشعة التي فاقت جرائم القرامطة والحشاشين في العصور الغابرة. وكيف جازى الشعب السوري الذي فتح بيوته لأوباشه الهاربين من حرب تموز 2006, فجازاه بالمجازر والدماء وانتهاك الأعراض وتدمير المدن وتهجير الملايين من سُنّة سوريا. وما فعله في سوريا كرّره في كل مكان تأمره إيران أن يذهب إليه. فالمهم هو قتل أكبر عدد من السُنّة للـ(تعجيل)بظهور الدجال الهارب الغايب في السرداب, والذي بدوره سـ(ينجز المهمة)بإبادتهم جميعا!!!.
4046 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع