ضحى عبد الرحمن
مباحث في اللغة والادب/ ٩٦ الذباب في التراث العربي
المقدمة
لم يترك تأريخ الأدب العربي أي مفصل من فصائل الحياة الا وتناوله باستفاضة، ففي مجال الحيوان والجماد والنبات وبقية الأشياء التي لها علاقة بالبشر من حيث الاستخدام تحدث عنها كبار الأدباء العرب قبل الإسلام وبعده بصورة علمية ودقيقة، علاوة على التراجم من اللغات الأخرى، فقد انصهرت جميع تلك البحوث والدراسات العربية والأجنبية في بوتقة واحدة أفادت البشرية.
سنتناول في هذا المبحث الذباب والبعوض والبرغوث وما جاء فيها في الأدب العربي واية الفصول يتكاثروا فيها، وما ورد عنها في الاشعار والامثال وغيرها من المباحث. مثلا قال الشيخ ركن الدين الوهراني" ينام في ثيابه، يقاسي الناموس في الشتاء، والبراغيث في الربيع، والبق في الصيف، والذباب في الخريف". (منامات الوهراني/118)؟ قال ابن الشيخ البلوي" قال كعب الأحبار عن أعمار الذباب اربعون يوما والبعوض ثلاثة أيام ". (الف باء ق1/ج 2/279). وقال الترمذي" قال الرسول: لو كانت الدّنيا تساوي عند الله تعالى جناح ذبابة ما أعطى الكافر منها شيئا". (سنن الترمذي/2321) و السيوطي في (الجامع الصغير/7480). كما قال الجاحظ" قيل وفي الذباب خصلتان من الخصال المحمودة: أمّا إحداهما: فقرب الحيلة لصرف أذاها ودفع مكروهها؛ فمن أراد إخراجها من البيت فليس بينه وبين أن يكون البيت على المقدار الأوّل من الضّياء والكنّ بعد إخراجها مع السّلامة من التأذي بالذبان- إلّا أن يغلق الباب، فإنّهنّ يتبادرن إلى الخروج، ويتسابقن في طلب الضوء والهرب من الظلمة، فإذا أرخي السّتر وفتح الباب عاد الضّوء وسلم أهله من مكروه الذباب، فإن كان في الباب شقّ، وإلّا جافى المغلق أحد البابين عن صاحبه ولم يطبقه عليه إطباقا. وربّما خرجن من الفتح الذي يكون بين أسفل الباب والعتبة. والحيلة في إخراجها والسّلامة من أذاها يسيرة".(كتاب الحيوان3/154).
القول في طبائع الذباب
من عجائب العرب انها تجعل الذباب والفراش والنحل والدبر كلها من الذباب رغم الاختلاف بينهم من حيث الشكل والطبع، ويقال إن الذباب يكثر إذا هجت ريح الجنوب، وإنه يخلق تلك الساعة، وإذا هبت ريح الشمال خف وتلاشى وهو من ذوات الخراطيم، وكذلك البعوض ويزعم القائم لهذا: إن الذباب يخرجه ويدخله، متى أحب الأكل، والولوج، ومن عجيب أمره أنه يلقي رجعيه على الشيء الأسود أبيضا وعلى الأبيض أسودا وقال أصحاب الفحص عن طبائع الحيوان: الذباب لا يظهر إلا في مواضع العفونة والأماكن المستقذرة، فإنه يخلق من أجزاء تلك العفونة، وهو من الخلق الذي مبدأ خلقه من العفنات، ثم يكون السفاد، ويخلق دودا ثم يصير ذبابا وإذا سفد أبطأ في سفاده، وربما بقى الذكر على ظهر الأنثى عامة النهار وهو يتجاوز في ذلك البعير والخنزير والكلب، وهو من الحيوانات الشمسية وذلك أنه يخفي شتاء، ويظهر صيفا، وفيه من أسرار الطبيعة أنه لما لم يخلق لعينيه أجفان يدرأ بهما القذى عنها، كما خلق لسائر الحيوان خلق له في مقدم بدنه يدان زائدتان تتحركان أبدا كحركة الأجفان ليفعلا فعلهما في تنظيف القذى من عينيه لتبقى صافية، وقال: عنترة بن شداد يصفه بذلك من قصيدته المعلقة
وخلا الذباب بها فليس يبارح ... هزجا كفعل الشارب المترنم
غردا يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم (مباهج الفكر ومناهج العبر/110)
كتب أبو القسم الآمدي" وصار كاتب الديوان أفرغ من حجام ساباط وحسبك أيدك الله أن كاتب الديوان في هذا الوقت شيخٌ كان يخلفني ويخلف من كان يلي الديوان قبلي يُعرفُ بابن نوح حسن الشيبة عظيم الهامة كثير الصمت لو رأيته لقلتَ هذا نوح النبي (ع) سمتاً ووفارا وليس له عملٌ خلف سلته إلا صيد الذبانِ فهو أعلم خلق الله بأجناسها إذا مر به ذبانَ يطيرُ عرفه بطيرانه قبل أن يسقط فيقول هذا ذكرٌ وهذا أنثى وهذا ربيعيٌ وهذا صيفي وهذا مُلحٌ وهذا لجوجٌ يسقط على العين والأنف ويطرد فيعود وهذا يلسع وهذا ليس بلساع وهذا يقع على الأقذار وهذا نزهٌ عيوف لا يقع إلا على المآكل الحلوة والأشياء العذبة وهذا من صيد الليث وهو جنس من العناكب وليس هذا من صيده وهذا يقع في شبكة الخدرنق وهو العنكبوت الطويل الأرجل وهذا يسفدُ وهو يطير وهذا لا يسفد إلا واقعاً وهذا مما يدخل رأسه في رؤوس الذبان السبعة التي تقع في الأكحال لأنه أقرح وهذا إن وقع رأسه في كحل عمي من يكتحل به لأنه أحمر الجبهة وهذا يقبل بدنه على خرطومه وهذا لا يقبل وهذا هزجٌ مغنٍ وهذا صموتٌ وهذا يُنذرُ وهذا يبشرُ بطنينه وزمزمته فيصدق فيما يعدُ ويوعد ويكون ذلك أخذاً بالكف. وقد ألف فيها كتابا حسنا فيه نوادر وعبر. وظننته قد نظر في باب الذباب والبعوض من كتاب الحيوان واستقى من هناك ففاتحته فاذا هو لا يعرف الجاحظ ولا سمع بكتاب الحيوان قط ونظرت فإذا أبو عثمان لم ينته في معرفة الذباب إلى شيء مما انتهى إليه وعرفه. ومن أجود ما قيل في البراغيث قول بعضهم وقد ظرف في ذلك:
فيا لعبادِ اللهِ ما لقبيلةٍ ... إذا ظهرتْ في الأرضِ شدُ مُغيرها
فلا الدينُ ينهاها ولا هي تنتهي ... ولا ذو سلاح من معدٍ يضِيرُها (ديوان المعاني2/149).
الذباب في اللغة
قال ابن سيده" عن أَبُي حَاتِم الذُّباب الأسْوَدُ الَّذِي يكونُ فِي البُيُوت يَسْقُط فِي الْإِنَاء والطعامِ والنَّحْل أَيْضا ذُبَاب وَقد تقدَّم ابْن دُرَيْد الذُّبَاب وَاحِد وَالْجمع الذِّبَّان وَكَذَا فُسِّر فِي التنزيل، سورة الحج/73 ((وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَاب شَيْئا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ))، مثلُ غُرَاب وغِرْبَانٍ وَقَالُوا أَذِبَّة مثل أغْرِبَة سيبويه ذُبُّ وَهُوَ نادِر أَبُو عبيد ذُبَاب وأذِبَّة وذُبَّانٌ ورُوي عَن الْأَحْمَر فِي وَاحِدَة ذِبَّانَة وَقَالَ بَعِير مَذْبُوب أَصَابَهُ الذُّبَاب وأرضٌ مَذْبُوية ومَذَبَّة من الذُّبَاب أَبُو زيد الذُّبَاب الأذَى سُمِّيَ بِهِ صَاحب الْعين المَذِبَّة مَا يّذَبُّ بِهِ الذُّبَاب أَبُو زيد القّمَعَة ذُبَاب أزرَقٌ عظِيم وَجمعه قَمَعٌ يَقَعَ على رُؤُوس الدوَاب فيُؤْذِيها قَالَ أَوْس:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أنْزَلَ مُزْنَةً ... وغُفْر الظِّبِاءِ بالكِنَاس تَقَمَّع
يَعْنِي تُحَرِّك رُؤُوسَها من القَمَع أَبُو حنيفَة القَمَعَة من ذِبَّان العُشب تعتَري الوحشَ قَالَ ذُو الرمة وَوصف حَمِير وَحْش
يُذَبِّيْنَ عَن أقْرابِهن بأرجُل ... وأذنابِ زُعْرِ الهُلْب زُرق المَقَامِع
جمع قَمَعَةً على مَقَامِع فَزَاد ميماً كَمَا زيدت فِي مَطَايب ومَسَاوٍ وَقيل القَمَعَة ذُبَاب أصهَبُ شديدُ اللَّسْع ابْن السّكيت هِيَ ذُبَابة تركَب الإبلَ والظَّبَاء فِي شِدَّة الحَرِّ أَبُو عبيد الشَّذَاة ذُبَابَة تَعَضُّ الإبِلَ وَالْجمع شَذا وَمِنْه قيل للرجُل آذيْتَ وأشْذَيْتَ أَبُو حنيفَة هِيَ الَّتِي تَعْرِض للخيل قَالَ الشَّاعِر
بأرْضِ فَضَاءٍ لَا يُخَشَّى بَعِيرها ... عَن المَاء طَرَّادُ الشَّذَا ولَبُودُها (المخصص2/358 ـ 360).
ـ قال النهرواني" يُقَال فِيهَا ذُبَابَة فِي التَّوْحِيد وذباب فِي الْجمع، مثل رقاقة ورقاق، وثمامة وثمام، وجزارة وجزار فَمَا أشبه هَذَا مِمَّا سبق جمعه واحده وَكَانَت الْهَاء فارقة بَين واحده وَجمعه، فَأَما اللُّغَة الفصيحة فِي الْعَرَبيَّة الفاشية عِنْد أهل اللُّغَة فَهُوَ أَن الذُّبَاب وَاحِد. قَالَ الله عز وَجل: " إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ " الْحَج:73 وَيجمع الذُّبَاب فِي القة أذبة، وَفِي الْكَثْرَة ذبان، مثل غراب وأغربة وغربان؟". (الجليس الصالح /478).
كما ذكر مرتضى الزبيدي" الأُخَيْضِرُ ، مُصَغَّراً: ذُبَابٌ أَخْضَرُ على قَدْرِ الذِّبَّانِ السُّودِ، ويُقَال له: الذُّبابُ الهِنْدِيّ، وله خَوَاصُّ ومَنَافعُ في كُتُب الطِّبِّ. ويقال: رماهُ اللّه بالأُخَيْضِرِ، وهو داءٌ في العَيْنِ". (تاج العروس6/354). واضاف الزبيدي " في الحديث :عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْماً، و الذُّبَابُ في النَّارِ. قيل: كونُه في النار ليس بعذَابٍ، و إِنما لِيُعَذَّبَ به أَهْلُ النَّار بوقُوعِه عليهم، ويقال: واِنَّهُ لأَوْهَى مِنَ الذُّبَابِ ، وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ طَنِينِ الذُّبَابِ ، وأَبْخَرُ مِنْ أَبِي الذُّبَابِ ، وكَذَا أَبُو الذِّبَّانِ ، وهُمَا الأَبخَرُ، و قد غَلَبَا على عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، لِفَسَادٍ كان في فَمِهِ قال الشاعر:
لَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً عَلَى ابنِ أَبِي الذِّبَّانِ أَنْ يَتَنَدَّمَا
يَعْنِي هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ. وذَبَّ الذُّبَابَ و ذَبَّبَهُ : نَحَّاهُ، ورَجُلٌ مَخْشِيُّ الذُّبَابِ ، أَيِ الجَهْلِ. وأَرْضٌ مَذَبَّةٌ : ذَاتُ ذُبَاب، قاله أَبو عبيد و مَذْبُوبَةٌ الأَخيرةُ عن الفراءِ، كما يقال مَوْحُوشَةٌ من الوَحْشِ، أَي كَثِيرَتُهُ و بَعِيرٌ مَذْبُوبٌ : أَصَابَه الذُّبَابُ وأَذَبُّ كذلك". (تاج العروس1/493).
قال ابن قتيبة الدينوري" ومن الذباب: القمعة: وهو ذباب أزرق عظيم، وجمعه قمع تقع على رؤوس الدواب فتؤذيها. والشذاة: ذباب وجمعها شذى مقصور، وهي تعض الإبل، ومنه يقال للرجل آذيت وشذيت، ويقال ذباب وجمعه أذبة. النعرة: ذبابة تسقط على الدواب فتؤذيها، ومنه قيل حمار نعر.والشعراء: ذباب". (الجراثيم2/299). ذكر نشوان الحميري" النُّعَرَة : ذباب أزرق يدخل في أنف الحمار فيمضي على رأسه. قال الشاعر:
والشدنيات يُساقطن النُّعَر". (شمس العلوم10/229).
ذكر نشوان الحميري" الشَّعْراء : ضربٌ من ذباب الدواب أزرق ، قال الشماخ:
تذبُّ ضيفاً من الشَّعْراء منزلُه منها لَبَانٌ وأقرابٌ زهاليلُ
(شمس العلوم6/173). وقال الحميري" الحُباحب : ذبابٌ يطير بالليل له شعاع كالسراج ولذلك قيل: نار الحُباحب". (شمس العلوم3/42). ذكر ابن قتيبة" قال ذو الرمة يذكر حميرا:
يذببن عن أقرابهن بأرجل ... وأذناب زعر الهلب زرق المقامع
المقامع الذباب الواحدة قمعة جمع على مفاعل مثل مطايب الجزور والواحد أطيب، والخيل تجري على مساويها والواحد سيء، وفيه مشابه من أبيه والواحد شبه، ويروي: ضخم المقامع: والواحدة مقمعة وهي الجحافل من الحمر والخيل ومن الإبل المشافر". (المعاني الكبير2/605).
قَالَ ابن منظور" الشَّذَاةُ: ذُبابٌ، وَقِيلَ: ذبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يَقَعُ عَلَى الدَّوَابِّ فيُؤْذِيها، والجَمع شَذاً، مَقْصُورٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذُبابٌ يَعَضُّ الإِبلَ، وَقِيلَ: الشَّذا ذُبابُ الكلْب، وَقِيلَ: كُلُّ ذُبابٍ شَذاً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ يَصِفُ قَدَاحًا:
يَقِيهَا الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً وَتَارَةً يُقَلِّبها فِي كفِّه ويَذوقُ
يَقُولُ: لَا يَتْرُكُ الذُّبَابَ يسقُطُ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ آخَرُ:
عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ مِنَ الشَّذا
قَالَ: وَقَدْ يَقَعُ هَذَا الذُّبابُ عَلَى الْبَعِيرِ، الْوَاحِدَةُ شَذَاةٌ". (لسان العرب14/426).
العَنْتَر والعُنْتَر
قال ابن منظور" العَنْتَر والعُنْتَر والعَنْتَرةُ، كُلُّهُ: الذُّبَابُ، وَقِيلَ: العَنْتَر الذُّبَابُ الأَزرق، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ عَنْتراً لِصَوْتِهِ، وَقَالَ النَّضْرُ: العَنْتَرُ ذُباب أَخضر؛ وأَنشد:
إِذا عَرَّدَ اللُّفَّاحُ فِيهَا، لِعَنْترٍ بمُغْدَوْدِنٍ مُسْتَأْسِدِ النَّبْت ذِي خَمْرِ
". (لسان العرب4/610). وذكر ابن منظور" أَنشد الشاعر:
إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فِيهَا لِعَنْتَرٍ بمُغْدَوْدِنٍ مُستَأْسِدِ النَّبْتِ ذِي خَبْرِ
قَالَ: والعَنْتَرُ ذُبابٌ أَخْضَرُ، والخَبْرُ: السِّدْرُ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا أَخذ الذُّبَابُ شَيْئًا بمَتْكِ أَنفِه مِنْ عسَل وَغَيْرِهِ قِيلَ: لَقَعَه يَلْقَعُه. وَيُقَالُ: مرَّ فُلَانٌ يَلْقَعُ إِذا أَسْرَعَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ وَسْطَ الرِّكابِ يَلْقَعُ ". (لسان العرب6/322).
الخَوْتَعُ
ذكر ابن منظور" قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَوْتَعُ ذُبَابٌ أَزْرقُ يَكُونُ فِي العُشْب؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيهِ صاهِلْ عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ (لسان العرب6/62).
اللَّقَّاعُ
ذكر ابن منظور" اللَّقَّاعُ واللُّقاعُ: الذبابُ الأَخضر الَّذِي يَلْسَعُ الناسَ؛ قَالَ شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ:
كأَنَّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فِيهَا وعَنْتَرَةٍ وأَهْمِجةٍ رِعالُ
وَاحِدَتُهُ لَقّاعةٌ ولُقاعةٌ. الأَزهري: اللَّقَّاعُ الذُّبابُ". (لسان العرب6/322).
اليراع
ذكر ابن منظورِ" اليَراعُ: جَمْعُ يَراعةٍ، وَهِيَ ذُبَابٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ كأَنه نارٌ".(لسان العرب6/413)
النعرة
قَالَ الأَحمر: النُّعَرَةُ ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ عَلَى الدَّوَابِّ فَتُؤْذِيهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
تَرَى النُّعَراتِ الخُضْرَ حَوْلَ لَبَانِهِ أُحادَ ومَثْنَى، أَصْعَقَتْها صَواهِلُه
قال ابن منظور" أَي قَتَلَهَا صَهِيلُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الذُّبَابُ الأَزرق وَوَصَفَهُ وَقَالَ: ويَتَولَّعُ بِالْبَعِيرِ وَيَدْخُلُ فِي أَنفه فَيَرْكَبُ رأْسَه، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لنَعِيرِها وَهُوَ صَوْتُهَا". (لسان العرب5/221)
الذباب الأسود. وقال ابن منظور" الذُبابُ الأَسْوَدُ الَّذِي يَكُونُ فِي البُيوتِ، يَسْقُط فِي الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، وَلَا تَقُلْ ذِبَّانة. والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل وَلَا يُقَالُ ذُبَابَةٌ فِي شيءٍ مِنْ ذَلِكَ، إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عَنِ الأَحْمَرِ ذُبَابَةً؛ هَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِ المُصَنَّف، رِوَايَةَ أَبي عَلِيٍّ؛ وأَما فِي رِوَايَةِ عليِّ بنِ حَمْزَةَ، فَحَكى عَنِ الْكِسَائِيِّ: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ وحُكِيَ عَنِ الأَحمر أَيضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط عَلَى الدَّوابِّ، وأَثْبت الهاءَ فِيهِمَا، والصَّواب ذُبابٌ، هُوَ واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف فِي خَلايا العَسَل وحِمايتِها، إِنْ أَدَّى مَا كَانَ يُؤَدِّيه إِلى رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ لَهُ، فإِنما هُوَ ذُبابُ غَيْثٍ، يأْكُلُه مَنْ شاءَ. التَّهْذِيبُ: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بِغَيْرِ هاءٍ. قَالَ: وَلَا يُقال ذُبَابة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً ؛ فسَّروه لِلْوَاحِدِ، وَالْجَمْعُ أَذِبَّةٌ فِي القِلَّة، مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ؛ قَالَ النابغة: ضَرَّابة بالمِشْفَرِ الأدبة وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سِيبَوَيْهِ، وَلَمْ يَقْتَصِرُوا بِهِ عَلَى أَدْنى الْعَدَدِ، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف، يَعْنِي أَنَّ فُعالًا لَا يكَسَّرُ فِي أَدنى الْعَدَدِ عَلَى فِعْلانٍ، وَلَوْ كَانَ ممَّا يَدْفَعُ بِهِ البناءُ إِلى التَّضعيف، لَمْ يُكسَّر عَلَى ذَلِكَ البناءِ، كَمَا أَنَّ فِعَالًا وَنَحْوَهُ، لمَّا كَانَ تَكْسِيرُهُ عَلَى فُعُل يُفْضِي بِهِ إِلى التَّضْعِيف، كَسَّرُوهُ عَلَى أفعله؛ وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ، مَعَ ذَلِكَ، عَنِ الْعَرَبِ: ذُبٌّ، فِي جَمْعِ ذُبابٍ، فَهُوَ مَعَ هَذَا الإِدغامِ عَلَى اللُّغَة التَّمِيمِيَّة، كَمَا يَرْجِعون إِليها، فِيمَا كَانَ ثانِيه وَاوًا، نَحْوَ خُونٍ ونُورٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون يَوْماً، والذُّبابُ فِي النَّارِ ؛ قِيلَ: كَوْنُه فِي النَّارِ لَيْسَ لِعَذَابٍ لَهُ، وإِنما لِيُعَذَّبَ بِهِ أَهل النَّارِ بِوُقُوعِهِ عَلَيْهِمْ، وَالْعَرَبُ تَكْنُو الأَبْخَر: أَبا ذُبابٍ، وَبَعْضُهُمْ يكنه: أَبا ذِبَّانٍ، وَقَدْ غَلَبَ ذَلِكَ عَلَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوانَ لِفَسادٍ كَانَ فِي فَمِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَعَلِّيَ، إِنْ مالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً ... عَلَى ابنِ أَبي الذِّبَّانِ، أَنْ يَتَنَدَّما
يَعْنِي هشامَ بنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّبَه: نَحَّاه. وَرَجُلٌ مَخْشيُّ الذُّبابِ أَي الجَهْلِ. وأَصابَ فُلاناً مِنْ فلانٍ ذُبابٌ لادِغٌ أَي شَرٌّ. وأَرض مَذَبَّةٌ: كثيرةُ الذُّبابِ. وَقَالَ الفرَّاءُ: أَرضٌ مَذْبوبَة، كَمَا يُقَالُ مَوْحُوشَةٌ مِنَ الوَحْشِ. وبَعيرٌ مَذْبوبٌ: أَصابَه الذُّبابُ، وأَذَبُّ كَذَلِكَ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ أَمراضِ الإِبل؛ وَقِيلَ: الأَذَبُّ والمَذْبوبُ جَمِيعًا: الَّذِي إِذا وَقَع فِي الرِّيفِ، والريفُ لَا يكونُ إِلَّا فِي المصادرِ، اسْتَوْبَأَهُ، فَمَاتَ مكانَه؛ قَالَ زِيَادُ الأَعْجمُ فِي ابنِ حَبْنَاء:
كأَنَّكَ، مِنْ جِمالِ بَنِي تَمِيمٍ، ... أَذَبُّ، أَصابَ مِن رِيفٍ ذُبابا
يَقُولُ: كأَنَّك جَمَلٌ نزلَ رِيفًا، فأَصابَهُ الذُّبابُ، فالْتَوَتْ عُنُقُه، فَمَاتَ. والمِذَبَّةُ: هَنَةٌ تُسَوَّى مِنْ هُلْبِ الفَرَسِ، يُذَبُّ بِهَا الذُّبابُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى رَجُلًا طويلَ الشَّعْرِ، فَقَالَ: ذُبابٌ؛ الذُّبابُ الشُّؤْم أَي هَذَا شُؤْمٌ. وَرَجُلٌ ذُبابيٌّ: مأْخوذٌ مِنَ الذُّبابِ، وَهُوَ الشُّؤْم. وَقِيلَ: الذُّبابُ الشَّرُّ الدَّائِم، يُقَالُ: أَصابكَ ذُبابٌ مِنْ هَذَا الأَمْرِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: شَرُّها ذُبابٌ. وذُبابُ العَيْنِ: إِنْسانُها، عَلَى التَّشبِيهِ بالذُّباب. والذُّبابُ: نُكْتَةٌ سوداءُ فِي جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ: حَدُّها؛ قَالَ المثَقّب الْعَبْدِيُّ:
وتَسْمَعُ، للذُّبابِ، إِذا تَغَنَّى، ... كَتَغْريدِ الحَمامِ عَلَى الغُصُونِ
ذبابُ السَّيْفِ: حَدُّ طَرَفِه الَّذِي بَيْنَ شَفْرَتَيْهِ؛ وَمَا حَوْلَه مِنْ حَدَّيْهِ: ظُبَتَاهُ؛ والعَيْرُ: النَّاتئُ فِي وَسَطِه، مِنْ باطنٍ وظاهرٍ؛ وَلَهُ غِرَارانِ، لكلِّ واحدٍ مِنْهُمَا، مَا بينَ العَيْرِ وَبَيْنَ إِحدى الظُّبَتَيْن مِنْ ظاهِر السَّيفِ وَمَا قُبالَةَ ذَلِكَ مِنْ باطنٍ، وكلُّ واحدٍ مِنَ الغِرارَينِ مِنْ باطنِ السَّيف وَظَاهِرِهِ؛ وَقِيلَ: ذُبابُ السَّيفِ طَرَفُه المُتَطَرِّفُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ، وَقِيلَ حَدُّه. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيتُ ذُبابَ سَيْفي كُسِرَ، فأَوَّلْتُه أَنه يصابُ رجلٌ من أَهل بيتي، فقُتِلَ حَمْزَةُ. والذُّبابُ مِنْ أُذُنِ الإنسانِ والفَرَس: مَا حَدَّ مِنْ طَرَفِه". (لسان العرب1/382)
ـ قال أبو هلال العسكري" العنترُ الذُّبابُ الأزرقُ. ".(التلخيص في معرفة الاشياء/393).
قال ابو هلال العسكري" قال أَرْطَأَة بن سهية لزمل بن أبير:
إِنِّي امْرُؤ تَجِد الرِّجَال عَدَاوَتِي ... وجد الركاب من الذُّبَاب الازرق
فَقَالَ لَهُ زمل:
مثلي من الاقوام لَيْث خادر ... ورد وَمَا أَنا بالذباب الازرق
فغلبه". (جمهرة الامثال1/32).
ـ ذكر نشوان الحميري" النُّعَرَة : ذباب أزرق يدخل في أنف الحمار فيمضي على رأسه. قال الشاعر:
والشدنيات يُساقطن النُّعَر". (شمس العلوم10/229).
الحُباحب
ـ ذكر نشوان الحميري" الحُباحب : ذبابٌ يطير بالليل له شعاع كالسراج ولذلك قيل: نار الحُباحب".
(شمس العلوم3/42).
القمعة
قال ابن قتيبة الدينوري" ومن الذباب: القمعة: وهو ذباب أزرق [عظيم، وجمعه] قمع تقع على رؤوس الدواب فتؤذيها. والشذاة: ذباب وجمعها شذى مقصور، وهي تعض الإبل، ومنه يقال للرجل آذيت واشذيت، ويقال ذباب وجمعه أذبة. النعرة: ذبابة تسقط على الدواب فتؤذيها، ومنه قيل حمار نعر.والشعراء: ذباب". (الجراثيم2/299). ذكر ابن قتيبة" قال ذو الرمة يذكر حميرا:
يذببن عن أقرابهن بأرجل ... وأذناب زعر الهلب زرق المقامع
المقامع الذباب الواحدة قمعة جمع على مفاعل مثل مطايب الجزور والواحد أطيب، والخيل تجري على مساويها والواحد سيء، وفيه مشابه من أبيه والواحد شبه، ويروي: ضخم المقامع: والواحدة مقمعة وهي الجحافل من الحمر والخيل ومن الإبل المشافر". (المعاني الكبير2/605).
الشٌعراء
ذكر نشوان الحميري" الشَّعْراء : ضربٌ من ذباب الدواب أزرق ، قال الشماخ:
تذبُّ ضيفاً من الشَّعْراء منزلُه منها لَبَانٌ وأقرابٌ زهاليلُ (شمس العلوم6/173).
الشَّذَاةُ
قَالَ ابن منظور" الشَّذَاةُ: ذُبابٌ، وَقِيلَ: ذبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يَقَعُ عَلَى الدَّوَابِّ فيُؤْذِيها، والجَمع شَذاً، مَقْصُورٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذُبابٌ يَعَضُّ الإِبلَ، وَقِيلَ: الشَّذا ذُبابُ الكلْب، وَقِيلَ: كُلُّ ذُبابٍ شَذاً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ يَصِفُ قَدَاحًا:
يَقِيهَا الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً وَتَارَةً يُقَلِّبها فِي كفِّه ويَذوقُ
يَقُولُ: لَا يَتْرُكُ الذُّبَابَ يسقُطُ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ آخَرُ:
عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ مِنَ الشَّذا
قَالَ: وَقَدْ يَقَعُ هَذَا الذُّبابُ عَلَى الْبَعِيرِ، الْوَاحِدَةُ شَذَاةٌ". (لسان العرب14/426).
الصهباء
قال ابن سيده" الصَّهباء - ضربٌ من الذُّباب للونه وَقَول لبيد:
فَلَها هِبَاتٌ فِي الزِّمام كَأَنَّهَا ... صَهْبَاءُ رَاحَ مَعَ الجنُوبِ جَهَامُهَا (المخصص5/34).
1005 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع