محمد عبدالرزاق الهاشمي
"ديمقراطية الكاوبوي"
الانتخابات الأمريكية المزعومة التي جرت مؤخرا
بين ترامب وبايدن
أتخيلها كمواجهة كاوبوي من تلك التي كنا نشاهدها
عبر أفلام الويسترن في السينما
بين النجمين جوليانو جيما وكلنت ايستوود (مثلا)
كل واحد منهما يحمل على جنبيه مسدسين
واقفا متأهبا متحفزا
بمواجهة خصمه
يتبادلان اطلاق النار بسرعة وخفة ومهارة
لكن... ما من أحد منهما يُصاب
بل تتساقط عنهما اقنعتهما
يتضح لنا أن ملابسهما ما هي إلا دروع مضادة للرصاص
تلك الملابس يبدو لنا أنها في الواقع
خرائط الدول والشعوب
التي تسببت أميركا في دمارها
ثم يسقط عن وجهيهما قناعان
كانا يستران وجهيهما
فينكشف وجه المتبارزين
فإذا بهما متشابهين كأنهما شخص واحد! أو توأم!
يظهران بملابسهما المدنية الأنيقة
يتصافحان ويتبادلان أحاديث ودية حميمة
مع ضحكات سخرية واستهزاء بمن صدق بتلك المواجهة
ثم يمضيان في طريق واحد باتجاه واحد
لا يهم من يفوز فالأمر بيد طرف ثالث
هو صاحب القول الفصل والآمر الناهي
وتبقى مقولة: "تريد أرنب؟ اخذ ارنب… تريد غزال؟ أخذ أرنب"
هي النهج (الديكتاتوقراطي أو الديموكتاتورية) سمه ماشئت
فهو على أية حال النهج السائد والوحيد
ديكتاتورية متفردة في نوعها، متلفعة بوشاح ديموقراطي هش، فهي دكتاتورية ثنائية القطب، ترتكز على حزبين لا ثالث لهما... ولا يسمح بوجوده إلا كديكور... أحيانا
أما قطار الحكم فهو ماضٍ على ذات السكة
لان يؤثر فيه تبدل السائق
941 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع