مباحث في اللغة والادب/ ١٠٢ اشعار عن البعوض

 ضحى عبد الرحمن

 مباحث في اللغة والادب/ ١٠٢ اشعار عن البعوض

الأدب العربي ثري بكل ما يحمله من مواصفات، لم يترك شيئا الا واشبعه شعرا ونثرا ومثلا وهي حالة فريدة قلما تجدها في تراث غيرهم الأدبي، سنتحدث في هذا المبحث عن البعوض في الشعر العربي، وكيف أجاد الشعراء العرب في وصفه والتحدث عن مضاره وازعاجاته وبعض الطرف عنه، مما يؤكد ثراء ادبنا العربي وتنوعه.
ـ قال أعرابي يذم امرأة لها جسم برغوث وساق بعوضة ووجه كوجه القرد بل هو أقبح". (سقط الملح/58).
قال الشاعر:
لها جسم برغوث وساق بعوضة ... ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
لذا عاين الشيطان صورة وجهها ... تعوذ منها حين يمسي ويصبح
ووردت بصيغة أخرى:
لها جسم برغوث وساق بعوضة ... ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
تبرّق عينيها إذا ما رأيتهـــــــــا ... وتعبس في وجه الضجيع وتكلح
لها منظر كالنار تحسب أنهـــــا ... إذا ضحكت في أوجه الناس تلفح
إذا عاين الشيطان صورة وجهها ... تعوّذ منها حين يمسي ويصبح
(المستطرف/255).
ـ قال ابن شهيد الاشجعي يصف برغوث" أسودُ زنجي، وأهيٌّ وحشي؛ ليس بوانٍ ولا زُميل، وكأنه جُزء لا يتجزأ من ليل؛ أو شُونيزة، أوثقتها غريزة؛ أو نقطةُ مِداد، أو سويداءُ قلبِ قُراد؛ شُربه عب، ومشيه وثب؛ يكمنُ نهاره، ويسري ليله؛ يدارك بطعنٍ مؤلم، ويستحلُّ دم كل كافرٍ ومُسلم؛ مُساورٌ للأساورة، يجُرُّ ذيله على الجبابر يتكفر بأرفع الثياب، ويهتكُ ستر كل حِجاب، ولا يحفل ببوَّاب؛ مناهل العيش العذبة، ويصلُ إلى الأحراج الرَّطبة، لا يمنعُ منه أمير، ولا ينفعُ فيه غيرةُ غيور، وهو أحقر كل حقير؛ شرُّه مبثوث، وعهده منكوث، وكذلك كلُّ بُرغُوث، كفى نقصاً للإنسان، ودلالةً على قُدرةِ الرَّحمَن". (رسالة التوابع والزوابع/121).
ـ قال أبو الفَتْح الْبُسْتِيّ:
لَا يَسْتَخفنّ الفَتى بِعَدُوِّهِ ... أبدًا وإنْ كَانَ الْعَدُوّ ضئيلًا
إِنَّ الْقَذَى يُؤْذيْ الْعُيُونَ قَليلهُ ... ولربَّمَا جَرَحَ البَعُوضُ الفيلَا
(الدر الفريد11/236). (ديوان أبي الفتح البستي/303). (الإعجاز والإيجاز/204)
ـ قال شاعر مصري جمع بين البق والبعوض والبراغيث:
نومي على ظهر الفراش مبغض ... والليل فيه زيادة لا تنقص
ما عاديات كالذباب تدأبت ... وسرت على عجل فلا تتربص
جعلت مدي خمرا بدائم شربها ... مسترخصات منه ما لا يرخص
فترى البعوض تقينا برتابة ... والبق يسرق والبراغيث ترقص (مباهج الفكر ومناهج العبر/112)
ـ قال الشاعر:
يؤرقني حدب صغار أذلة ... وإن الذي يوقظنه لذليل
إذا ما قتلناهن أضعفن كثرة ... علينا ولا ينعى لهن قتيل
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... وليس لبرغوث علي سبيل (مباهج الفكر ومناهج العبر/112)
ـ قال ابن أبي طاهر في البعوض:
أرقني وكنت بالعراق ... بعوضة ذات شوى دقاق
تسفعني بمبضع مزاق ... كأن صوت شارب مشتاق
(البصائر والذخائر1/207).
ـ من شعر الثعالبي:
وليلٍ بته رهن اكتئاب ... أقاسي فيه ألوان العذاب
إذا شرب البعوض دمي وغنى ... فللبرغوث رقصٌ في ثيابي
(أحسن ما سمعت/44).
ـ قال أعرابي بالبصرة:
ظللتُ بالبَصْرَة في مِرَاشِ وفي براغيثَ أَذَاهَا فَاشِي
من نافرٍ منها وذِي خِرَاشِ يَرْفَعُ جنبيّ عن الفِرَاشِ
فأنا في حرب وفي تَخْرَاشِ يَترك في جَنْبَّي كالحَوَاشِي
وزوجةٍ دائمة الهرَاشِ تَغْلِي كغَليِ المِرْجَل النَشْنَاشِ
(بهجة المجالس1/193).
ـ قال رجلٌ من بني حمان، وقع في جند الشام، مندوباً في بعض حصون الساحل:
أَأَنْصُرُ أهلَ الشَّام ممن يكيدُهُمْ ... وأَهْلِي بنجدٍ ذات حرص على النصرِ
براغيثُ تُؤذْيني إذَا النَّاسُ نَوَّمْوا ... وبقٌّ أقاسيِهِ على سَاحِلِ البَحْرِ
(بهجة المجالس1/193).
ـ قال شاعر:
ما للبراغيث أخزى الله ليلتها ... من يلق منهن ما لاقيت لم ينم
كأنهن وجلدي إذ ظفرن به ... وضمني مضجعي، يطلبنني بدم
(بهجة المجالس1/194).
ـ قال ابراهيم بن هلال
وقد كنت في بغداد أشكو بغاثه ... فكيف اصطباري للبزاة الجوارح
أجاور في جنح الدجى كل جحفلٍ ... يجالدني أبطاله بالصفائح
إذا سفكت كفى دماً من بغوضةٍ ... فذلك جزء من دمٍ لي طائح
له وخزة في السمع قبل وقوعه ... على الجسم من تغريد نشوان صابح
فكم مستغيث ساهر العين صائح ... إلى مثله من شاهر العين صائح
وكم غائص في النوم يصفح نفسه ... لنبلة رامٍ أو لطعنة رامح
(بهجة المجالس1/194).
ـ قال احدهم:
ضاقت بلنسية بي ... وذاد عنها غموضي
رقص البراغيث حولي ... على غناء البعوض(بهجة المجالس1/194).
ـ قال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
(معجم البلدان1/466).
ـ أنشد لأعرابي:
لا ترجعنّي إلى الأخواز ثانية ... وقعقعان الذي في جانب السوق
ونهر بطّ الذي أمسى يؤرّقني ... فيه البعوض بلسب غير تشفيق
(كتاب البلدان للهمداني/400)
ـ قال الشاعر:
قد طال في بغداد ليلي ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد إذا ولّى النهار تقافزت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
قال بعض الكلابيين- وكان ببغداد فآذته البراغيث".(كتاب البلدان للهمداني/364)
ـ قال عباس المصيصي:
كأنّه البرغوث لم يخطه ... في صغر الجثمان والقرص
(محاضرات الأدباء2/311)
ـ قال كمال الدين بن الأعمى:
دار سكنت بها أقل صفاتها ... أن تكثر الحشرات من حشراتها
الخير عنها نازح متباعد ... والشر دان من جميع جهاتها
من بعض مافيها البعوض عدمته ... كم أعدم الأجفان طيب سناتها
وبنات تسعدها براغيث متى ... غنت لها رقصت على نغماتها
وقص بتنقيط ولكن فاقته ... قد قدمت فيه على أخواتها
وبها ذباب كالضباب يسد عين الشمس ما طربى سوى غناتها
(مطالع البدور ومنازل السرور/307)
ـ قال المصيصي في قصير.
تقطعُ دواجاً له سابغاً ... وريقةٌ من ورقِ التوثِ
غني أراهُ في حشا أمهِ ... صورَ من نطفةٍ برغوثِ
(التشبيهات/64)
ـ قال أبو نواس:
رأيت قدور الناس سوداً من الصّلى ... وقدر الرقاشيّين زهراء كالبدر
يضيق بحيزوم البعوضة صدرها ... ويخرج ما فيها على طرف الظفر
( جمع الجواهر/31).
ـ قال الشاعر:
كأن وغى الخموش بجانبيه ... وغى ركب أميم ذوي زياط
قال ثعلب: الخموش: البعوض". (مجالس ثعلب1/29).
ـ قال بن المعتز في البعوض أيضاً:
بت ليلى كله لم أطرف ... لجرجس كالزئبر المنتف
يلسعننا بالسعر المخوف ... يعذب المهجة إن لم تتلف
ويثقب الجلد وراء المطرف ... حتى يرى فيه كشكل المصحف
(بهجة المجالس/194).
ـ قال كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الشهير بابن الأعمى يصف دارا بقوله:
دار سكنت بها أقلّ صفاتهـــــا ... أن تكثر الحشرات في جنباتها
الخير عنها نازح متباعـد ... والشر دانِ من جميع جهاتهــا
من بعض ما فيها البعوض عدمته ... كم أعدم الأجفان طيب سناتها
وتبيت تسعدها براغيـث متى ... غنّت لها رقصت على نغماتها
رقص بتنقيط ولكن قافه ... قد قدّمت فيه على أخواتها
وبها ذباب كالضباب يسد عين ... الشمس ما طربي سوى غنّاتها
(المستطرف/253).
ـ قال الراجز في وصف البعوضة:
مثل السّفاة دائم طنينها ... ركّب في خرطومها سكّينها
(كتاب الحيوان3/151).
ـ قال أبو محمد القاسم بن يوسف يشكو البق والبراغيث والقرقس:
قد منينا بهنات ... هنّ من شرّ الهنات
نافرات آمرات ... قلقات مقلقات
سافكات لدماء ال ... نّاس منها شاربات
معنا في الفرش وال ... قمص علينا واثبات
بين محتكّ وفال ... ثوبه في الفاليات
وجوار محرّكات ... لمتاع نافضات
باسطات باحثات ... صائدات قاتلات
تخضب الإصبع وال ... ثوب دما من داميات
ثمّ لا يخرجه ال ... غسل بماء الرّاحضات
ومنينا بهنات ... واقعات طائرات
جارحات داخلات ... مسهرات ساهرات
زامرات لك بال ... تسهيد فى وقت السّبات
من لحوم فى دماء ... واردات شارعات
بخراطيم مد ... لّاة طوال جارحات
ظعنها أنفذ فى ال ... أبدان من طعن الكماة
كم لها في الجسم من ... آثار سوء فاحشات
وكلوم مؤلمات ... وندوب قرحات
ولديغ لاطم ... وجها طلوب للترّات
فنصيب الفذّ منها ... بعد ألف فائتات
نازلات صاعدات ... باديات عاريات
ومنينا بصغار ... لابسات آثرات
بجلود لاصقات ... عن قلوب ثاقبات
بالغات حيث لا ... تبلغ أيدي اللّامسات
لا ولا يدركها لح ... ظ عيون الناظرات (الأوراق1/171).
ـ قال ابو الرماح الأسدي:
تطاول بالفسطاط ليلي ولم يكن ... بحنو الغضا ليلي عليّ يطول
يؤرقني حدب قصار أذلة ... وإن الذي يؤذينه لذليل
إذا جلت بعض الليل منهن جولة ... تعلقن بي أو جلن حيث أجول
إذا ما قتلناهن أضعفن كثرة ... علينا ولا ينعى لهن قتيل
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... وليس لبرغوث عليّ سبيل
( ربيع الأبرار5/442). (ديوان المعاني2/150)
ـ أوصى الزمخشري بأن تكتب على قبره هذه الأبيات:
يا من يرى مدّ البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى عروق نياطها في نحرها ... والمخّ في تلك العظام النّحّل
اغفر لعبدٍ تاب من فرطاته ... ما كان منه في الزمان الأول
(ربيع الأبرار1/10).
ـ قال أعرابيّ وقد أصابته براغيث عند امرأة كان نزل بها:
يا أمّ مثواي عدمت وجهك ... أنقذني ربّ العلا من مصرك
ولذع برغوث أراه مهلكي ... أبيت ليلي دائب التحكّك
تحكّك الأجرب عند المبرك
(الرسائل السياسية/534)
ـ أنشد ابن الأعرابيّ:
هو البعوضة إن كلّفته كرما ... والفيل في كلّ أمر أصله لوم
(كتاب الحيوان7/49)
ـ قال الشاعر:
قد علم البرغوث حين يعضّني ... ببغداد إني بالبلاد غريب
وقال آخر:
لقيت من البرغوث جهدا ولا أرى ... أميرا على البرغوث يقضي ولا يعدي
يقلّبني فوق الفراش دبيبه ... وتصبح آثار تبيّن في جلدي
وقال آخر:
ألا يا عباد الله من لقبيلة ... إذا ظهرت في الأرض شدّ مغيرها
فلا الدّين ينهاها ولا هي تنتهي ... ولا ذو سلاح من معدّ يضيرها
وقال يزيد بن نبيه الكلّابي:
أصبحت سالمت البراغيث بعد ما ... مضت ليلة مني وقلّ رقودها
(كتاب الحيوان5/207)
ـ قال أبو الشّمقمق:
يا طول يومي وطول ليلتيه ... إن البراغيث قد عبثن بيه
فيهنّ برغوثة مجوّعة ... قد عقدت بندها بفقحتيه
(ديوان ابو الشمقمق/153)
ـ قال ابن المعتز:
بتُ بليلٍ كلّهِ لم أطرفِ ... قرقسهُ كالزيبر المنتَّفِ
يثقبُ الجلدَ وراء المطرفِ ... حتى ترى فيه كشكل المِصحفِ
(ديوان المعاني2/148)
ـ قال أبو الْفَتْح البستي
لَا يستخفن الْفَتى بعدوه ... أبدا وَإِن كَانَ الْعَدو ضئيلا
إِن القذى يُؤْذِي الْعُيُون قَلِيله ... ولربما جرح البعوض الفيلا
(يتيمة الدهر4/381).
ـ قال أبو إسحاق الصابي:
وليلة لم أذق من حرها وسنا ... كأن في جوها النيران تشتعل
أحاط بي عسكر للبق ذو لجب ... ما فيه إلا شجاع قاتل بطل
من كل شائلة الخرطوم طاعنة ... لا تمنع الحجب مسراها ولا الكلل
طافوا علينا وحرّ الصيف يطبخنا ... حتى إذا نضجت أجسادنا أكلوا
( ربيع الأبرار5/425).
ـ قال الزمخشري" في ديوان المنظوم:
أقول لنازل البستان طوبى ... لعيشك ثم يسكتني البعوض
يململه فليس به قرار ... ويثخنه فليس به نهوض
عماه قرصه وطنينه أنّى ... يبيت وعينه فيها غموض
كأنك حين يهذي بالأغاني ... تكرر في مسامعك العروض
(ربيع الأبرار5/425).
ـ قال الصاحب بن عباد
ابُو الْعَبَّاس تحضره جموع ... من الْفُقَهَاء لجوا فِي العواء
كَأَنَّهُمْ إِذا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ ... ذُبَاب يجتمعن على جراء
(يتيمة الدهر3/318).
ـ قال رجل من بني حمان وقع في جند الثغور:
أأنصر جند الشام ممن يكيدهم ... وأهلي بنجد ذلك حرص على النصر
براغيث تؤذيني إذا الناس نوموا ... وبق أقاسيه على ساحل البحر
فإن يك فرض بعدها لا أعدّله ... وإن بذلوا حمر الدنانير كالجمر
( ربيع الأبرار5/426).
ـ قال اعرابي:
ليل البراغيث عناني وأنصبني ... لا بارك الله في ليل البراغيث
كأنهن وجلدي إذ خلون له ... أيتام سوء أغاروا في المواريث
(ربيع الأبرار5/442).ونسب الشعر الى الجاحظ مع تغيير قليل:
ليلُ البراغيثِ ليلٌ لا ألذُّ به ... فالموتُ أهونُ من ليلِ البراغيثِ
كأنهنّ وجلدي إذْ خلونَ به ... أيتامُ سوءٍ تماروا في المواريثِ
(التشبيهات/83)
ـ قال محبوب بن أبي العشنط النهشلي:
الليل نصفان نصف للهموم فما ... أقضي الرقاد ونصف للبراغيث
أبيت حتى تساميني أوائلها ... أنزو وأخلط تسبيحا بتغريث
سود مداليج في الظلماء مؤذية ... قال المليك لها في جلده عيثي
(ربيع الأبرار5/442). (الدر الفريد4/152).
ونسب الشعر الى ابي حيان مع اختلاف في البيت الثاني:
أظل حيث تشق الجلد وخزنها أنزو وأخلط تصويتا بتغويث
(الرسالة البغدادية/308)
ـ قال الشاعر:
فالفيل يضجر وهو أع ... ظم ما رأيت من البعوض
(التمثيل والمحاضرة/333).
ـ قَالَ السري الرفاء فِي وصف البراغيث من الرجز:
وَلَيْلَة من نقمات الدَّهْر ... قطعتها نزر الْكرَى وَالصَّبْر
مُكَلم الظّهْر جريح الصَّدْر ... مقسمًا بَين أعَاد خزر
كمت إِذا عاينتها وشقر ... كَأَنَّهَا آثارها فِي الارز
(يتيمة الدهر2/209).
وزاد المملوك عليه وصف القمل فقال:
ومنزلٍ لا كان منْ منزلِ ... ولا سقاه الله صوب الولي
قد صارَ بالقمل وبالبقِّ وال ... برغوثِ من كربهم ممتلي
(غرائب التنبيهات/163).
ـ قال الناجم:
ينقص الأحرارِ من شأنهِ ... وهو أخو القلةِ والنقصِ
كأنهُ البرغوثُ لم يخطه ... في صِغَر الجثمانِ والقرصِ
(ديوان المعاني1/212)
ـ قال أبو هلال العسكري:
غناءٌ يسخنُ العينَ ... وينفي فَرَحَ القلبِ
ولا يأتي على الزمرِ ... ولا يجري مع الضّرب
غِناءُ البقَ بالليلِ ... ينافي طرَبَ الشّربِ
إذا ما طرَقَ المرء ... جرى في طلقِ الكرب
نحيفٌ راحِ كالشنَ ... ولكنْ بات كالوطب
إذا ما نقبَ الجلدَة ... أخفى موضعَ النَّقب
سوى حمرٍ خفياتٍ ... تحاكي نقطَ الكتبِ
(ديوان المعاني2/148)
ـ قال أبو الفتح البستي:
إن القذى يؤذي العيون قليله ... ولربّما جرح البعوض الفيلا
(التمثيل والمحاضرة/333). (الإعجاز والإيجاز/204)
ـ قال ابن ظافر الأزدي" أنبأني العماد أبو حامد، قال: أنشدني أبو السعادات علي بن بختيار لنفسه في البرغوث والبق، وقد اقترح عليه بحضرة جماعة من الفضلاء، فقال بديهاً:
ولما انتحى البرغوث والبق مضجعي ولم يك من أيديهما لي مخلص
صفقت بكفي إذ مدامتها دمي فزمر هذا وابتدا ذاك يرقص
(بدائع البدائة/236)
ـ قال الشاعر:
وأترك حبّها من غير بغض وذاك لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه
(حياة الحيوان الكبرى1/11).
ـ قال اعرابي:
فأصبحت سالمت البراغيث بعدما مضت ليلة مني طويل رقادها
قواطن عندي كلما ذرٌ شارق ببغداد أنباط القرى وعبيدها
(الرسالة البغدادية/310)
ـ قال ابن منظور" قَالَ الأَصمعي: دَخَلَ أَعرابي الْبَصْرَةَ فَآذَاهُ الْبَرَاغِيثُ فأَنشأَ يَقُولُ:
لَيْلَةَ حَكٍّ لَيْسَ فِيهَا شَكُّ أَحُكُّ حَتَّى ساعِدِي مُنْفَكُّ،
أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ
(لسان العرب10/413).
ـ قال ابن نباتة:
ان البراغيث قد باتت تُشيبني فبتٌ أحيي الدجى نسكا وإيمانا
فلو رأيتهم يستخرجون دمي رأيت أكثر خلق الله عدوانــــا
(الديوان/520).
ـ قال الشاعر:
ألا لا أعاد الله ليلى بحجرة سهرت بها حتى الصباح على ساق
وللبق فيها والبراغيث خلطة كبزر القطونا ذر في حب سماق
(التحفة البهية/96).
ـ قال الشاعر:
رب برغوث ليلة بت منه وفؤادي من لسعه ذو شجون
(التحفة البهية/104).
ـ قال الشاعر:
لا تحقرن من الأعداء من قصرت يداه عنك ولو كـان ابن يومين
فإن في قرصة البرغوث معتبـرا فيه أذى الجسم والتسهير للعين
(المخلاة/170).
قال أبو محرز خلف بن حيان الأحمر في البرغوث:
يا عجباً للدهر ذي الإعجاب ... للأحدب البرغوث ذي الأنياب
يلسع لسع العقرب الدباب ... يقفز بين الجلد والثياب (نور القبس/29)
ـ قال محمد بن فضل الله بن كاتب المرج القوصي:
وكم اشتكي البرغوث يا قوم إنه ... أراق دمي ظلما وأرّق أجفاني
وما زال بي كالليث في وثباته ... إلى أن رماني كالقتيل وعرّاني
إذا هو آذاني صبرت تجلّدا ... ويخرج عقلي حين يدخل آذاني
(المحاضرات والمحاورات/217)
ـ قال أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الصّيدلانيّ:
إنّ البراغيث بالليالي ... إذا توثّبن في القتال
لمشبهات على فراشي ... بزرقطونا على المقالي
وقال:
لو تراني والبراغيث ...بجسمي يعبثونا
خلت أنيّ نائـــــــــم ... في بيدر البزر قطونا
(دمية القصر1/608). قال عنه الباخرزي" لو نسبت هذا الفاضل إلى الغالب عليه لسميته " المستغيث من البراغيث".
ـ قال أبو هلال العسكري" من أجود ما قيل في البعوض وأجمعه قول بعضهم أنشده أبو عثمان:
إذا البعوضُ زجلتْ أصواتها ... وأخَذَ اللحن مُغنياتها
لم تُطربِ السامع خافضاتها ... وأرقَ العينينِ رافعاتها
صغيرةٌ كبيرةٌ أذاتها ... يقصر عن بُغْيتها بُغاتها
ولا يصيب أبداً رُماتها ... رامحة خرطومها قناتها
(ديوان المعاني2/148)
ـ قال الشيخ أبو عليّ الحسن بن أبي الطيّبفي صفة ليلة صيفية:
ربّ ليل كالفحم شبّ سهيل فيه نارا لها البعوض شرار
كم على الأرض للبراغيث رقاص وللبقّ في الهوا زمّار
حرّها في الجسوم نمّ عليها ... فأرتنا أشخاصها الآثار
كلّفتنا صكّ الجبين ولطم ال ... خدّ حتى تناوح الأطيار
(دمية القصر2/1261)
ـ قال أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْكَاتِب:
مَا للبراغيث طول اللَّيْل راتعة ... أجل وَطول نَهَار الصَّيف فِي جَسَدِي
بليت مِنْهَا بِمَا تبلى الْكِرَام بِهِ ... من اللئام وَأهل الْبَغي والحسد
(يتيمة الدهر4/507).
للمبحث بقية..
ضحى عبد الرحمن
شباط 2025

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع