أحمد العبداللّه
(لن تُسبى زينب مرّتين)!!
(لن تُسبى زينب مرّتين)!!.. تحت هذا الشعار المنافق, وبحجّة حماية قبر وهمي, تم تجييش مئات الآلاف من شيعة العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وإيران, وغيرها, وعلى مدى 14 سنة مليئة بالدم والدمار, ارتكبت الميليشيات الشيعية المجوسية القرمطية الإجرامية أكبر وأبشع مذبحة ضد الشعب السوري السُنّي, فاقت مثيلاتها في زمن الغزو المغولي ومذابح تيمورلنك قبل ثمانية قرون, وأشنع بكثير من جرائم الاستعمار الفرنسي في القرن العشرين!!.
إن(زينب بنت علي)لم تُسْبَ من قبل حتى تُسبى مرة أخرى, كما إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل ابن عمّه الحسين بن علي، ولم يُحمل رأسه ويوضع بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، كما يزعمون, بل إن من فعل ذلك هو عبيد الله بن زياد، كما ذكر البخاري في صحيحه. ويقول شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية في كتابه جامع المسائل؛(ولا طِيفَ برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين). وذلك وغيره يناقض السردية الشيعية القائمة على الخزعبلات والروايات الكاذبة والمضلِّلة.
ويسعى معمّمو الطائفة الدجالون لتجهيل القطيع وحجب وتغييب الحقائق عنه, ومنها؛ إن يزيد لما بلغه مقتل الحسين, بكى ثم ترحّم عليه, وقال:(لعن الله ابن مرجانة.. لقد وجده بعيد الرحم منه). وأمر بإرسال ذراري الحسين ونسائه إلى دمشق معززين مكرمين وتجهيزهم بما يليق, وصرف عشرة آلاف درهم متاع الطريق نفقة لهم. ويذكر(ابن تيمية)في كتابه منهاج السُنّة:(وأما ما ذكر من سبي نسائه والذراري والدوران بهم في البلاد وحملهم على الجمال بغير أقتاب، فهذا كذب وباطل).
ويروي الطبري في تاريخه؛ ولما دخلوا على يزيد بُكيّا, خاطبته فاطمة بنت الحسين: يا يزيد أبنات رسول الله(صلى الله عليه وسلم)سبايا؟!, فقال لها: بل حرائر كرام.. ادخلي على بنات عمّك تجديهن قد فعلن ما فعلتِ. تقول فاطمة:(فدخلت إليهن فما وجدت فيهن سفيانية إلا ملتزمة تبكي)!!. ويقول شيخ الإسلام في المنهاج: وأكرم يزيد أبناء الحسين وخيّرهم بين المقام عنده أو العودة للمدينة المنورة, فاختاروا الثانية. وعند مغادرتهم دمشق دعا الخليفة يزيد عليّ بن الحسين ليودعه وكرّر له الاعتذار, وقال:(لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبدًا إلا أعطيتها إياه ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت.. كاتبني بكل حاجة تكون لك).
فإن قال قائل؛ إن يزيد يتحمّل المسؤولية بصفته الخليفة والقائد الأعلى, فالمنطق نفسه ينطبق على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في حادثة مقتل الصحابيّيْن الجليلين طلحة والزبير(رضي الله عنهم جميعا). وإذا قيل لماذا لم يحاسب يزيد عبيدالله بن زياد على فعلته الشنيعة..فنسألهم لماذا لم يحاسب عليّ قتلة عثمان(رضي الله عنهما)؟!. وكان القتلة من ضمن جيشه!!. فالتاريخ يجب أن يُنقل بموضوعية وليس بانتقائية أو بهوىً شخصي, فنأخذ ما يعجبنا ونضرب صفحًا عمّا لا يعجبنا!!.
إن الروايات التاريخية التي يُعتدّ بها تشير إلى أن السيدة زينب بعد رحيلها عن دمشق عاشت بقية عمرها في المدينة المنورة, وماتت ودُفنت في البقيع. أما المقامات والأضرحة المنسوبة لها في الشام ومصر فلا أساس لها, كآلاف المقامات والقبور التي تنتشر حيثما وجد تجمّع للشيعة. فكلها لا أصل لها, وهدفها نشر التشيّع المبني على الشركيات, كما إنه باب واسع ومضمون لاكتناز الأموال من خلال الزيارات. والذي في الشام قيل إنه قبر لجارية من جواري يزيد تحمل الاسم ذاته, وقد أنكره حتى بعض معمّمي الشيعة كمحسن أمين العاملي. ثم ما الذي يدعوها للعودة إلى الشام وفيها(خصمها)يزيد؟!.
وجزم ابن الأثير والطبري في تاريخيهما؛ بأن السيدة زينب بنت عليّ وفاطمة الزهراء(رضي الله عنهما)قد عادت بعد مقتل أخيها إلى المدينة المنورة. ويؤيد ذلك مؤرخون آخرون كابن عساكر في كتابه(تاريخ دمشق). ويقول ابن الأثير؛ إن يزيد بن معاوية لما أراد أن يسيّرهم إلى المدينة وفق رغبتهم, أمر الصحابي نعمان بن بشير(رضي الله عنه)بأن يجهّزهم بما يُصلحهم وأن يبعث معهم رجلًا من أهل الشام أمينًا صالحًا، مع خيل وأعوان ليوصلهم إلى المدينة المنورة, وأن يترفق بهم.
وبهذه الأكذوبة؛(لن تُسبى زينب مرّتين)، قاد المجرم قاسم سليماني أكبر مجزرة همجية ضد الشعب السوري, رغم إن الموقع المذكور لم يكن أحد يستهدفه, وهو منذ سنين عددا كان مصانا في كنف أهل السنة. ولقد جعلت إيران من المزارات والمقامات الشيعية(مسمار جحا)للسيطرة على سوريا وقبلها العراق. واستخدمت ميليشياتها شيعة سوريا, وهم أقلّية صغيرة لا تكاد تُذكر وسط بحر سنّي, ومعهم الطائفة النصيرية وشحنتهم طائفيا وورطتهم في معاداة الأكثرية السُنّية وشن حرب إبادة عليها, وجعلتهم حطبا ووقودا رخيصا في مشروعها العنصري العدواني المغلّف بشعارات كاذبة, والذي يبطن أطماعها التوسعية في أرض العرب, فجنَت عليهم, ثم تخلّت عنهم, وغدوا في موقف لا يُحسدون عليه.
إن تلك المقامات والأضرحة المزعومة والتي تكاثرت وفرّخت في العقدين الأخيرين وغدت(على قفا من يشيل), قد تحولت لمشاريع قتل للعرب المسلمين في سورية والعراق وتخريب ديارهم, وتهجير الملايين منهم وإحلال أقوام غرباء محلهم, في أكبر عملية تغيير سكاني في العصر الحديث, وفاقت ما فعلته(إسرائيل)في فلسطين على مدى قرن كامل. فخلال عشر سنوات فقط تمكن الفرس المجوس من نقل أربعة ملايين من حثالاتهم واستوطنوا في أرض الشام تجسيدا لهلالهم الشيعي, وقام النظام الأسدي المجرم بمنحهم الجنسية السورية*, في الوقت الذي سحبها من مئات الآلاف من أهل البلد الأصليين!!.
وعلى ضوء هذا الخطر الذي باتت تشكّله تلك القبور والمقامات على وجودنا ومصيرنا, والتي هي أخطر من(أسلحة الدمار الشامل), يتوجّب علينا بشكل مُلِحّ وعاجل أن نضع استراتيجية شاملة للتعامل معها, ابتداءًا بنزع(القُدسية) المزعومة عنها. فعقيدتنا الإسلامية الصحيحة تحرّم بشكل قاطع تقديس وعبادة القبور وتعتبر ذلك من الشرك الأكبر المُخْرِج من المِلّة. وهي مثل(مسجد الضرار)الذي بناه المنافقون في المدينة المنورة, وأمر النبي الكريم مُحمّد(صلى الله عليه وسلم)بهدمه وحرقه. لقد انتهى زمن الغفلة والسذاجة واستيقظت الأمّة الإسلامية من سباتها, ولن نُلدغ من الجحر نفسه مرّتين.. وبالله نستعين.
...............................................
* كان من أهم القرارات التي اتخذتها القيادة السورية الجديدة بعد تحرير الشام من رجس الفرس المجوس وفضلاتهم, هو إلغاء كافة القرارات التي أصدرها النظام الساقط بمنح هذه الشراذم الجنسية السورية. ولنا أن نتصوّر كم مليونا من شذاذ الآفاق قامت إيران بتجنيسهم في العراق بعد احتلاله في 2003؟!.
1066 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع