أميرة بيت شموئيل
في جميع بلدان العالم المتقدم يتم اختيار اسماء الشخصيات والزعماء الذين ساهموا في خدمة مجتمعاتهم من توفير الامن والامان والحرية والديمقراطية والعدالة والقانون الانساني ، ليكونوا قدوة لغيرهم ولتذكر الاجيال خدماتهم الانسانية دائما.
لايخفى ان منطقة كوردستان اليوم اصبحت تتبختر امام بقية مناطق العراق والشرق الاوسط اليوم ، بتعايش الفسيفساء القومي والديني فيها بسلام وامان وتكريس الديمقراطية والعدالة بينهم ، وهي محقة بذلك طالما لها قادة عملوا ما في وسعهم لتحقيق هذه المنجزات وغيرها في منطقة يعمها القلق والاضطرابات في كل مكان دون ان تتجرأ حكوماتها بفعل ما فعلته حكومة كوردستان .
هذا الواقع التاريخي لم يأتي من فراغ بل انه مجهود لنضال طويل اصر على الحياة بعزة وعدالة وامان وسلام في المنطقة وجهود مضنية بذلها المناضلون الشرفاء والشهداء الابرار لتحقيق هذا الهدف السامي.
واليوم ، جميل ان تقوم الجهود من اجل احياء المناضلين والشهداء في سبيل الحرية والعدالة والسلام في المنطقة، في المناهج الدراسية او لتسمى مناطق او شوارع باسمائهم ، ولكن ....
يظهر ان ايادي التعصب والحقد والكراهية التي تريد دائما اغتيال السلام في المنطقة تحاول بين الفينة والفينة المساس بهذا التعايش السلمي والامان لزرع الشك والبغض والكراهية في المنطقة كما حدث عندما قامت مجموعة متعصبة بالاعتداء على دور الامن في اربيل ومحاولة تفجيرها وقتل حماة الامن فيها قبل ايام وقبلها قامت مجموعة اخرى بالاعتداء وتخريب محلات لرجال اعمال في دهوك وزاخو والمناطق المحيطة من اجل العبث بالسلام في المنطقة وجرها الى العصور المظلمة
كذلك نجد هنالك محاولة بعض العنصريين المستميتة لادخال اسماء شخصيات كانت بمثابة الوباء في المنطقة تاريخيا بعدما اعتدت على السلام والامن والتعايش الاخوي فيه وقلبت المنطقة رأس على عقب ، حيث زرعت الشك والبغض والكراهية بين ابنائه بعدما اغتالت ايدي السلام التي امتدت اليهم من اجل حياة الكريمة ، فها هم يصرون على حشر اسم المجرم سمكو الشكاك مغتال السلام وسافك الدماء في المنطقة في المناهج المدرسية واعتباره مناضلا ، وكذلك تسمية احدى الشوارع الرئيسية في العاصمة اربيل باسمه ، بالرغم من معارضة الكثير من الجهات والشخصيات الاشورية والكوردية له. فماذا فعل سمكو الشكاك ليغدوا مناضلا ؟؟؟
في عام 1918 مد البطريرك المار بنيامين شمعون (المسؤول الديني والقومي للشعب الاشوري) يد السلام الى سمكو الشكاك ليتعايش الشعبان الكوردي والاشوري بسلام وطمأنين وأمان وليعملوا جنبا الى جنب من اجل درء المخاطر والاعتداءات التي كانت تشنها جميع حكومات المناطق المحيطة عليهم ، ولكن المجرم سمكو ابى ان يقابل السلام بالسلام فامتدت يده الاثمة على اغتيال البطريرك المار بنيامين واكثر من مئة وخمسون مناضل اشوري كانوا في حضرته بعد ان تجردوا من سلاحهم اثباتا لنيتهم المسالمة الصادقة.
سمكو الشكاك قام باغتيال البطريرك مار شمعون في الوقت الذي لم يكن الاشوريين في دائرة الصراع مع الكورد ولم يكونوا سبب مأساتهم بل بالعكس كانوا ضحية مثلهم .
لم نقرأ في التاريخ الانساني عن قائد مناضل يقوم باغتيال قائد اخر دخل عليه مجردا من السلاح ومسالما ويحمل له بشائر السلام لشعبيهم، فقط المجرم والجبان والخائن هو الذي يقوم بهذا الفعل الشنيع الذي قام به سمكو الشكاك، ولا اعتقد ان هنالك شعب يتطلع الى السلام والامن والحرية يمكن له ان يتباهى بهكذا مجرم بحق السلام بين الشعوب في مناطقها .
من يقيم تاريخ المجرم سمكو الشكاك على انه مناضل فقد اعتدى على التاريخ النضالي للقادة الكورد قبل اعتدائه على تاريخ نضال الاشوريين لانه حشر مجرما بينهم
كان من الاجدر ان تسمى المناطق والشوارع باسم القادة الذين عملوا على خدمة السلام بين ابناء المنطقة وليس من اجرم بحق السلام فيها كما فعل القاتل سمكو الشكاك ؟
ها هي العائلة البرزانية عائلة المناضل مسعود البرزاني قد بقت دوما تحمل الشراكة والمحبة والتقدير بينها وبين عائلة المار شمعون رغم العواصف التي مرت بالمنطقة على مدى عقود وسنوات . وها هي عائلة الطلباني والرئيس المام جلال وغيرهم الكثير من العشائر والشخصيات الكوردية المناضلة قديما وجديدا لم تلوث تاريخها باغتيال مناضل قدم اليها مجردا من السلاح من اجل السلام ، فلماذا يصر البعض على حشر مجرم اغتال السلام بين ابناء المنطقة وتسبب في نزف دماء ابناءها لسنوات طويلة ؟؟؟ اليس من المجحف ان يحشر اسمه الى جانب اسماء جميع المناضلين الذين سفكت دمائهم من اجل السلام في المنطقة ؟؟ ثم ما الخدمة التي يمكن ان يقدمها قائد لمنطقته غير ارساء السلام والحرية والامن والعدالة .
نطالب البرلمان والحكومة الموقرة في منطقة كوردستان ان يرفعوا الغبن عن المناضلين الحقيقيين في المنطقة ويمسحوا اسم سمكو الشكاك من بينهم في المناهج الدراسية والشوارع ودرءا للفتنة.
712 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع