قناعته و عقيدته .. شتم الأردن مراجل !

 مكي معتز الجميل

قناعته و عقيدته .. شتم الأردن مراجل !

كتبَ الشاعر والصحفي فالح حسّون الدرّاجي مقالاً نشره في صفحة الفيس بوك الخاصة به وصحيفة الحقيقة بعنوان ( مُبارك للعراقيين خسارة الأردن ) هُنَا يجب أن نسأل و نوضّح بعض الحقائق ، من منحك الحق ونصّبك وكيلاً لتتحدث بأسم العراقيين ؟؟ مهنة الصحافة تمنحك الحق بطرح رأيك ووجهة نظرك وتقديم بحثاً إستقصائياً والأهم تقديم الحقيقة مُدعمة بالدليل أمام الرأي العام بموضوعية وحِيادية .
ما كتبته لا ينُم عن أخلاق العرب والعراقيين ، هذه ليست أخلاقنا .. مقال إستفزازي مؤلم ممتلئ حقداً وطائفي بإمتياز صدر من شخص قرأنا له وأستمعنا لكلمات أغانيه ، أكّد في مقاله ليس هذا بغضاً وكرهاً بمنتخب النشامى بل في الأردن حكومةً وشعباً !! وصفها بالصحراء القاحلة وأن الله كرهها لا ماء ولا عِرق أخضر وحرمه من الثروات خالي من النفط والغاز والمعادن ويُكمل أن هذا الكُره ناتج عن ألف سبب وسبب لكنه لم يقدم لنا ولم يذكر سوى سبب واحد وأستشهد به وهو هتاف جماهير المنتخب الأردني قبل أشهر مضت ضد العراق ، أضاف أيضاً أنّه واثق من أن في صدر كل عراقي كمّاً من الذكريات المؤلمة مع الأردنيين !! في الحقيقة لا أعرف من أين أتيت بكل هذه الثقة ؟؟ وأعتبرَ أن رفع صور المقبور صدام كما هو يصفه رحمه الله وطيّب ثراه إستفزازاً لمشاعره وإساءة للعراقيين !وهنا بيت القصيد .
إختتم مقاله الإشمئزازي هذا شجّعنا المغرب ليس حُباً بهم بل كُرهاً بالأردن وهذه حقيقة لأنه وشاكلته كارهين للعروبة والعرب مُغرمين بالفُرس العجم ، وأن الفاقد لقيم العرب لا يستحق كأسه حسب رأيه المريض .
لديك كامل الحق بالكتابة والتعبير عن رأيك وإن كان مُنافي للحقيقة لكن ما ليس من حقّك التحدُّث بلسان العراقيين والتلاعب بمشاعرهم ، نحن كذلك لدينا الحق بالرد عليك وعلى ما أدّعيت في مقالك .. قبل أي شيء لا تربطني بك علاقة صداقة من فضل الله ولست صحفيّاً من جيلي لأن الفارق العُمري ليس بالقليل لكن أقرانك يصفوك بصحفي وصولي وشاعر إنتهازي ، ما لا يقبل الشك لأننا عاصرناه بأنك كنت من المستفيدين من تكريمات وهدايا نظام الرئيس الراحل صدام حسين رحمة الله عليه وإسمك كان يظهر على الشاشة مُقترناً في أغنية الفنان صلاح البحر ( من وين طلعت الشمس منّاك من العوجة ) والسبب لأنك كاتب كلماتها والتي فيها من المديح والمُبالغة الكثير لكن هذا هو ديدن الإنتهازي والوصولي .
خرجت من العراق في تسعينات القرن الماضي وعُدت مع الإحتلال الأمريكي قدّمت نفسك على أنك صحفي شيوعي معارض للنظام في حين أنت كنت متهماً بقضايا التحايل والتزوير والسرقة آنذاك ، مُعارض ينهال بقصائد المديح للنظام السابق ويستقبل هداياه ما كل هذه الإزدواجية في المعايير !! وفجأة في غفلة من الزمن بعد إحتلال العراق تحوّل كغيره من شيوعي إلى شيعي طائفي ! أليست الأردن من أحتوتك حين قصدتها ولجأت إليها وقدّمت فيها أوراقك إلى المفوضية الساميّة لشؤون اللاجئين ومقرّها العاصمة عمّان ؟؟ لتحصل بعدها على صفة لاجئ ثم بعدها الوصول لأميركا .. أليس هذا دليلاً قاطعاً أن المملكة تحترم الرأي والرأي الآخر بالرغم من العلاقة الوثيقة والصداقة التي تربط المرحوم الملك حسين بالشهيد صدام طيّب الله ثراهُما ، كان بإستطاعته أن يُسلّم أمثالك ويُعيدهم للعراق لكن إعتبركم أصحاب رأي ومكثتم بها حتى مغادرتكم هذه أخلاق النُبلاء أيها الجاحد ، هل هذا هو ردّ الجميل يا ناكر المعروف ، ما كل هذا القيح والشماتة في جوفك!!
ماذا فعلت منذ الإحتلال ليومنا الراهن وأنت تمتلك النفط والغاز والثروة المعدنية إضافة ً للسلطة والمال والإعلام ؟؟
العراق بإستطاعته أن يُنتج ما بين ٨ - ١٠ مليون برميل من النفط كالسعودية دام مجدها لكن المُفارقة ان العراق مطلوب دولياً ترليون و٤٠٠ مليار دولار وديونه الخارجية ٦٨ مليار ولديه ميزانيات إنفجارية ضخمة تعادل ميزانيات ٤ دول !! منظومة القضاء والصحة والتعليم خارج الخدمة ومعاناة الشعب معها تعاني الأمرّين ، بما أننا ذكرنا التعليم قبل بضعة أشهر ٧ جامعات عراقية مهمة دخلت القائمة الحمراء عن مخاطر سلامة البحث العلمي منها جامعة بغداد العريقة والمستنصرية والتكنلوجية والبصرة في حين أن أبنائنا درسوا في المدارس الأردنية وكانت متميزة وجامعاتهم متميزة وشهاداتهم رصينة معترف بها بكل العالم .بالمناسبة ليس لديهم طلاب خارج منظومة التعليم كما فعلتم بالعراق بعد أن توليتم السلطة في نشر الجهل والأميّة .
حسب آخر تقرير لــ The Économiste لعام ٢٠٢٥ لمؤشر الديمقراطية يقول أن العراق يعاني ويعيش نظام تعسفي .
من المُعيب حقّاً هذا التذكير والتشنيع والهمز ما عدكم ماء ونفط وثروة !! يا عيّباه هذا فخر لهم في ظل الظروف الصعبة وقٍلّة الخيرات أخرجوا من اللاشيء أشياء بنية تحتية ومؤسسات صحة ونظام تعلمي زراعة صناعة تجارة نوعاً ما لديهم إكتفاء ذاتي ، نظام قضائي يقف أمامه الجميع سواسية وهذا شهدناه ، مجلس نواب وأعيان وآراء مختلفة وهذه من سُبل الديمقراطية ، أسسوا وبنوا دولة عصرية خلال الخمسين عاماً الماضية ، عملتهم ودينارهم ثابت وراسخ ولاحظوا الفرق إلى أين أوصلتم الدينار العراقي في ظل حكمكم الباطل هذا والكثير غيره وأنت تُعيّرهم !!
الأردن لا يستحق أن يُشتم لأنها كانت الرئة التي يتنفّس منها العراق طوال فترة وسنوات حِصاره الظالم (١٩٩٠-٢٠٠٣) حين أجتمعت ٣٣ دولة ضد العراق .
لكن كيف بك أن تمضغ هذا أن الشعب الأردني شعب غير متآمر على نظامه مثلكم كما تعاونتم مع الأميركان لإحتلال العراق ، ألستم أنتم من قدّمتم الشكر والعرفان لبوش و توني بلير لإحتلالهما العراق وفرشتم الأرض ورداً وأقمتم الموائد لجيش الإحتلال وقدمتم سيف الإمام علي (رض) هدية لهم !!!
أقمت في عمّان سنوات طويلة وأعتبرها بلدي وما زلت أذهب لها مرتين خلال العام لأنني أتنفّس هناك وهي في العقل والوجدان لعدّة أسباب ، من خلال معايشتي شعبهم لا يعرف الطائفية ويستقبل الغريب ويقبل حضوره في المجتمع وهي ملاذ آمن لكل المظلومين وهذا شهدناه وتعايشنا معه إبتداءً من أحداث العراق وإحتلاله ٢٠٠٣ لبنان ٢٠٠٦ اليمن ٢٠١١ ليبيا ٢٠١١ سوريا ٢٠١١ ألخ .
بإختصار ما كتبه ليس بسبب مباراة كرة قدم لكنها الدافع للكتابة وهو المُعلن لكن رائحة الطائفية ونكران الجميل تفوح من المقال .. كيف وجماهير منتخب النشامى رفعت صور صدام حسين لا يعرف أن الشعب الأردني باقي على العهد ويحبّون الرئيس الراحل قبل الإحتلال وبعده وهذه المحبّة من الله يا عيني عفوية ،، ومن خلال إقامتي هناك
أجزم لك لا يوجد قرار يمنع وضع صور من تُحِب سواءً في حدود جدران بيتك أو على زجاج سيارتك أمام الملأ ضع ما يناسبك سواءً صورة الملك حسين رحمه الله أو جمال عبد الناصر أو جيڤارا وغيرهم .
المملكة الأردنية جار خير وصديق مهم للعراق وليس جار سوء متربّص !! لديه عراقة وحضارة وفيه من قيم الأخلاق الكثير ، من المخزي والمعيب ما كتبته يا فالح حسّون حقداً وشتماً لكن السنوات الثلاث والعشرون الماضية تكشف لنا يومياً حقيقة أمثالك .. نقول لأصدقائنا وأحبتنا هناك لا عليكم بأمثال هؤلاء الحاقدين الناقمين فأخلاقنا ليست هكذا والشعب العراقي ودود مُحب للآخر .
حفظ الله الأردن أرضاً وشعباً ومليكاً من شرور الأعداء والمتربّصين بها فهي بيتنا الآمن وملاذ المظلومين .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع