حكايات مختلفة عن الخمر والسُكرْ
الحكاية الأولى
يقول كتاب الأغاني للأصفهاني بأن الوليد بن يزيد بن عبد الملك سأل أحد ندمائه وهو شُراعة بن الزندبوز
الوليد: كيف علمك بالأشربة؟.
شراعة: ليسألني الأمير عما أحب.
الوليد: ما قولك بالماء؟.
شراعة: هو الحياة، ويُشركني فيه الحمار.
الوليد: فاللبن؟.
شراعة: ما رأيتهُ قط إلا ذكرتُ أُمي فإستحييتُ.
الوليد: فالخمر؟.
شراعة وقد تبسم: تلك السارة البارة، وشراب أهل الجنة.
الحكاية الثانية
كانت قبيلة خُزاعة قد ملكت مكة دهراً طويلاً، وكان آخر من مَلكَ البيت منهم (أبو غبشان)، فإشترى منه قُصي بن كِلاب مفتاح البيت (مكة) وسدانته وحجابته بزق خمر حين كان الأول مخموراً!، فصارت مكة لقصي ونسلهِ، ولهذا ضَرَبتْ العرب المثل بالمغفل أبي غبشان فقالت: " أخسر صفقةً من أبي غبشان ".
وفي سبيل طرد خُزاعة من مكة، كان قصي بن كلاب قد آلف القبائل في مكة وقرشهم تقريشاً، ومنها جاءت تسمية قُريش، ومعناها: التأليف والجمع، حيث الَفَ القبائل ضد خزاعة، وأخرجهم عن الحَرَم وعن مكة الحجازية.
الحكاية الثالثة
الأول: خلال السنوات الماضية كنتُ أخجل لدرجة الموت من كوني سكير ومُعربد!.
الثاني : رائع إنك عرفت عيوبك، وهل أقلعتَ عن الخمر؟.
الأول: لا طبعاً، لكنني أقلعت عن الخجل!.
الحكاية الرابعة
قال أحدهم: مرَ بنا سكران فسلم علينا، فلم نرد عليهِ، فقعد يبول في وسطنا!، فصرخنا به:
وَيحكَ يا رجل .. ما تظنكَ تفعل؟
أجاب: ما ظننتُ أن هاهنا أحداً!.
الحكاية الخامسة
تقول بعض الكتب بأن نوح حمل معه في سفينته نبتة الكرم، وزرعها بعد نهاية الطوفان، وقام (سامائيل) الملاك الساقط بسقي جذور تلك الكرمة بدم حمل مذبوح وأسد وخنزبير وقرد، وأخبر نوح بما تفعله الخمرة بالإنسان، ففي الكأس الأولى يكون الشارب كالحمل الوديع، وفي الكأس الثانية يستأسد ويحاول حراش كل من حوله، وفي الثالثة يتوحش ويُوسخ ما حوله كالخنزير، وفي الرابعة يسكر تماماً ويبدأ بالتصرف كالقرد في كل أفعاله وأقوالهِ.
الحكاية السادسة
في كِتاب (المستطرف الجديد) للكاتب هادي العلوي فقرة تحت عنوان: (المسلمون بين الخمر والخنزير): [ في مائدة أُقيمت للوفد البيزنطي إلى بغداد زمن المُقتدر، قُدِمت الخمور وأخذ الجميع يشربون، الضيوف والمُضيفون، بينما لم تتضمن المائدة لحم الخنزير، فسأل الوفد البيزنطي عن السر في كون المسلمين إلتزموا بتحريم الخنزير ولم يلتزموا بتحريم الخمر، فشربوا هذه وإمتنعوا عن أكل ذاك!؟، فرد عليهم (أبو العيناء) وكان حاضراً:
لأننا وجدنا بدلاً عن الخنزير في لحوم البقر والغنم وغيرها، ولم نجد بديلاً عن الخمر ].
الحكاية السابعة
قال لي أحد المعلقين على مقالاتي ذات يوم: في زمن عتيق جداً شاهد الإنسان كيف أن البلبل ينقر التينة وهي على شجرتها قبل هطول المطر، حتى إذا هطل المطر تغير طعم التينة وتَخَمَر، فيأتي البلبل ليشرب منها ويأكل، فيسكر ويُغرد أحلى الألحان وأجملها. ومنهُ تعلم الإنسان القديم تجربة تخمير أغلب الفواكه التي أعطتهُ اللذة ومتعة السُكر.
وذكَرَ لي إبن عمي أنه في مسرحية لدريد لحام قيل لغوار الطوشة بأن الناس وضعوا أمام الحمار سطل ماء وسطل عرق .. ففضل الحمار شرب الماء، أجابهم غوار: لأنه حمار!.
الحكاية الثامنة
هي عن أبو محجن الثقفي، وكان قد اسلَمَ حينما أسلَمت ثقيف سنة 9 هجرية، وكان شاعراً مطبوعاً من الشجعان البسلاء في الجاهلية والإسلام، لكنه كان من المدمنين على الخمر، وقد جلده عمر بن الخطاب مراراً بسبب السُكر، ثم نفاه إلى جزيرةٍ بالبحر، لكنه هرب منها ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يقاتل الفرس، وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن يحبسه، فحبسه.
وإشتد القتال فتوسل أبو محجن بإمرأة سعد أن تحل قيده كي يقاتل، ووعدها بالعودة إلى حبسه بعد المعركة إن لم يُقتَل، فأخذ سيفاً وركب فرساً وقاتل قتالاً عجيباً، ورجع إلى قيدهِ بعد المعركة، وعندما علم سعد بن أبي وقاص مِن إمرأته بالقصة أطلق سراحه. وللشاعر الثقفي هذه الأبيات الجميلة التي خاطب بها ولده:
إذا متتُ فإدفني إلى جنب كرمةٍ ….. تَروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفني في الفلاةِ فإنني ….. أخافُ إذا ما متُ أَلا أذوقها
وقيل انه توفي بأذربايجان أو جرجان، وقيل أن من رأى قبر أبي محجن في أرمينية، إنه بين شجيرات كرمٍ، وفتيان من الأرمن يخرجون بطعامهم وشرابهم فيتنزهون عنده، فإذا شربوا، صبوا كأسه على قبرهِ !.
الگاردينيا: هذه المادة أرسلها أحد الأصدقاء .. للأسف لم نتوصل الى كاتبها.. لذلك لابد ألأعتذار منه..
695 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع