خطر لي مثل لااعرف هل هو شطر من قصيده او مثل دارج يقول فيه ( والطير يرقص مذبوحا من الالم) والان شعبنا يرقص مذبوحا من الالم ولقد تذكرت قصة قراتها قبل حوالي نصف قرن من كتاب في مكتبة المرحوم والدي فقد من المكتبه ولا زلت احن اليه اسمه ( حكايات من الهند ) طبع في القاهره وفيه حكايات وقصص كلها فلسفه وحكم اخترت منها هذه الحكايه اهديها لساستنا ووزرائنا
حكاية من الهند
كان يا ما كان في قديم الزمان في دولة الهند مهراجا* اتصف بالعدل والحلم والاهتمام بشعبه وكان عنده مجموعة من الوزراء يساعدوه في ادارة المملكه وعلى راسهم رئيس الوزراء كانت اعماله قليله ولكن توجيهاته سديده يوجه بها الوزراء وتتم بها الامور كاحسن ما يكون.
كان ضمن الوزراء وزير حسود حقود يتظاهر بالاخلاص وطاعة المهراجا ولكن يحب نفسه اكثر من كل الهند وفي احد الايام كان الوزير منفردا مع المهراجا وحانت الفرصه له لابداء التذمر والحسد لرئيس الوزراء والكيد له فقال للمهراجا :
سيدي المهراجا انا اقوم بكل ما تامرني به واعمل ليلا ونهارا ولم اقصر يوما في خدمتكم وتعطيني راتب قدره الف ربيه والمبجل رئيس الوزراء لا يعمل شيئا وتعطيه مائة الف ربيه وانت سيدنا المهراجا العادل فكيف يكون العدل ؟؟
سكت المهراجا قليلا ثم قال له سمعت ان باخره رست في الميناء فاذهب وتحر عنها وقل لي من اين جاءت هذه الباخره ؟
ذهب الوزير وعاد بعد قليل وانحنى للمهراجا وقال (سيدي انها باخره جاءت من الصين )
فقال ماهي حمولتها؟ فذهب صاحبنا ورجع بعد قليل وقال انها محملة باقمشه حرير صيني
فساله المهراجا وماذا سيعمل اصحاب الباخره بهذه البضاعه ؟
ذهب الوزير مسرعا وعاد يلهث من التعب وقال سيدي انهم يريدون بيعها وشراء توابل هنديه محلها
فساله كم يوم ستبقى في الميناء؟ فذهب الوزير مسرعا وعاد باشد علامات الاعياء وهو يلهث وقال سيدي سيبقون يومين ثم سقط مغشيا عليه
ونهض بعد قليل فشكره المهراجا وقال انتظر فان رئيس الوزراء قادم ودخل رئيس الوزراء وبعد الانحناء وتقديم ايات الاحترام للمهراجا طلب منه المهراجا قائلا علمت ان باخرة رست في الميناء فاذهب واعلمني بخبرها
ذهب رئيس الوزراء ومرت الدقائق طويلة ولم يعد فاستغل الوزير الحسود الفرصه ليقول للمهراجا ارايت يا سيدي كيف اذهب واعود سريعا بينما مضت اكثر من ساعة ولم يعد رئيس الوزراء فقال المهراجا لننتظر ونرى السبب وبعد فترة عاد رئيس الوزراء ولا تبدو عليه علامات التعب وانحنى تحية للمهراجا وقال::
مولاي انها باخرة قدمت الينا مساء امس ورست في الميناء محملة باقمشة حرير صيني ويريدون بيعها هنا وشراء توابل هنديه محلها وسيبقون لمدة يومين فوجدت البضاعة جيده فاشتريتها منهم وهنا جاء التجار الهنود ورغبوا بشراء الحرير فبعته لهم وربحت خمسمائة الف ربيه اقدمها لكم ياسيدي
فنظر المهراجا الى الوزير وقال ارايت الفرق بينك وبين رئيس الوزراء ؟ اذهب الى بيتك مطرودا وانت يا رئيس الوزراء هذا المبلغ هدية لك..
وانا بدوري اقدم هذه الحكايه هدية لكل المسؤولين
*المهراجا تعني باللغه السنسكريتيه الهندوسيه ( الملك المعظم والمبجل )
1200 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع