حكاية اغنية ( المگير )
منقوله من حجي تقي الشحماني
في السبعينات وعند البدء باذاعة الاغنية كنت اجلس في مقهى بمدينتي{سابقا} الطوبچي, وكان يجلس معي رجل يبلغ من العمر اكثر من 75 عاما.. رأيته يصغي بتذوق وشغف الى الاغنية فقلت له:
ها عمي ابوحميد {اسم افتراضي} عجبتك الاغنية قال.
كلش بس هاي بوية بيها قصة كلش حلوة ومره
گتله:اشلون ما تسولفه اللي اريد انشرها بمجلة التراث الشعبي { كنت حينها السكرتير التنفيذي للمجلة ومن المؤسسين لها}
گال..بس طويله ؟
گتله ميخالف بس خل اسمعها منك....گال...چا اسمع بعد عمك:
كان في الناصرية زلمه خير.. الله امفضل عليه وعنده بساتين نخل وعنده اثنين ولد كبار . واتوفت مرته واتزوج وحده غيرها... الله رزقه منها وليد مثل حسنها لكن الله اخذ امانته وتوفت المره وقامت نسوان الاخوة بتربية الطفل .وعندما حانت منية الاب جمع ولديه وقال لهم...ذمه ابرگبتكم اخوكم الزغير اريد يبقى امدلل طول عمره وتعهد الاخوة لابيهم بذلك...ونشأ الطفل شابا مدللا.
وكان عندما يحين لگاط التمر تأتي اللاگوطات من كل مكان للعمل بالبساتين وكان الشاب يركب فرسه ويتجول بالبساتين متفرجا على اللاگوطات وهن يجمعن التمر بالسلال ...وفي احدى جولاته لمحت عينه فتاة شابة جميله بين اللاگوطات. وقف ينظر اليها فلما رفعت راسها من سلة التمر نظرت اليه فاذا هي سبحان الخلاق .رأته ينظر اليها طأطأت راسها مع ابتسامة سلبت لبه. وبقي الشاب ياتي على فرسه ينظر اليها ساعة ثم يذهب..في هذه الاثناء كانت نساء اخوته وهن بنات {شيوخ} كلمن تريد ان تزوجه من احدى قريباتها .وفي المساء طلب منه اخوته ان يختار احدى الفتيات التى اختارتهن نساء اخوته كزوجه . الا انه رفض وبعد الحاح شديد.. اخبر اخوه الاكبر بعشقه للاگوطة التمر. وهنا قامت القيامة كيف له وهو ابن شيوخ وثري ان يتزوج لاگوطة تمر. الا انه اصر ..لو هاي لو ما اتزوج..عندها ذهب الاخ الاكبر ليتعرف على هذه التي سلبت لب اخيه فوجدها كما وصفها له اخوه...وعند الاستفسار من امها التي كانت معها علم انها يتيمة من اهل البصرة وتاتي كل سنه وقت اللگاط لتجمع التمر لتعيش بما تحصل عليه الى الموسم القادم. فخطب اليها ابنتها فرفضت للفارق الاجتماعي بينهم لكن الاخ الاكبر اصر فوافقت. وزفت البنت الى هذا الشاب. وقال الاخوة لزوجاتهم ان يقمن بتدليل الفتاة كما قمن بتدليل الشاب على ان لاتطبخ ولا تمسح وان ياتيها الاكل مع زوجها. فشانت على الزوجات وهن بنات شيوخ ان يخدمن لاگوطة تمر وكانت الفتاة ترى ذلك في اعينهن وكلما حاولت ان تخدم يمنعها الاخوة من ذلك..فاحست الفتاة بتذمر النسوة ودب الخلاف بين الاخوين ونسائهم...في احد الايام عاد الشاب الى البيت وكان الوقت شتاء وقد غرزت قدماه بالطين فما كان منها الا ان تحضرله الطشت وتجلسه على كرسي وتضع ساقها في الطشت وتضع قدمه فوق ساقها لتغسله فبدأ الطين ينساب مع الماء على ساقها البضة .. فامسك بوجهها وبدأ يقبله ويقول لها هل لك من امنية فاحققها لك ..
قالت نعم ولكنك لاتستطيع تحقيقها لانها صعبة عليك ..
قال احققها ولو بذهاب نفسي ,,
قالت لا تستطيع ..
قال جربي وانت تشوفين .
قالت احلف بالعباس ابو فاضل تسويها فحلف لها
عندها قالت ..طلگني..
اشلوون...؟
قالت مثل ما سمعت ... ذهب لاخوته صارخا باكيا. جاء الاخوة لها حاولوا معها فلم يفلحوا ...وهي تقول له لا تنسى تره بيناتنا العباس...عندها اصبح ملزما بالامر فطلقها وبعث على امها لتصحبها معها الى البصره...وسألها ..اتحبين احد غيري وتردين تزوجينه؟..قال وعيونها تهطل دموعا
{لو الك للو للگاع صك وامهر اعليه}
فاخذها الى محطة القطار القديمة التي تسمى المگير....محطة قطار اور حاليا... ليودعها
وتكمل قصيدة المرحوم زامل سعيد فتاح بقية القصة...
مشيت اويا للمگير اودعنه
مشيت اوكل كتر مني انهدم بالحسره والونه
او على الرمله
بضوه الگمره
يناشدني ونشدنه
اگله اتروح......؟ وگليبي بعد بيمن اهيدنه؟
بجه ودموعي لاگنه
بعد وعضاي زتنه
ويوميلي بطرف جفيته
من بعيد اشوفنه
وصاح الريل
وانه وياه
يعت بيه.....وعتنه
يجرني ابحيله ويصوفر
وانه امعرت وجرنه
ذمه برگبتك خلني ولك مشوار اشوفنه
ولك يا ريل لاتبعد
ولك ولفي واريدنه وجزاني ايجر فراگينه
او مامش حيل اردنه
وظل ارفس رفيس الطير
ادين ازغار لزمنه
واهومش مادريت امنين جدمي وين انكلنه
وحط گلبي على السجه بالجي الزين اسمعنه
وعلى الدلاال موش السجه
مشى الريل اهيسنه
واظل مناطر السجه واعد امحاط للبصره
ها تل اللحم وصلوا....؟
جزوا.....؟
نام.....؟وهدل شعره
ولك ياريل لاتكعر اخاف اتفزز السمره
وارد للناصرية اردود مخنوك بالف حسره
ويراويني النخل موكاف حبنه وطيبة العشرة
ويگلي اصبر
شهر ويعود
والمفطوم شيصبره
815 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع