مينمار - محمد عجيل:لم يتجاوز عمرها الستة عشر ربيعا لكن طموحاتها أكثر بكثير من ذلك، لقد حملتها على أكف الطيور المهاجرة عبر المحيط الهندي حيث دول شرق القارة الصفراء، إنها الرباعة العراقية هدى سالم فتاة العاصمة بغداد وزهرة مدينة الصدر.
وضعت أمانيها على أكفها من أجل أن تسهم في رفع علم بلادها عاليا وان تكون تحت مظلة نشيده الوطني، لم تأبه ببطلات آسيا من صينيات وكوريات ويابانياتن فقد سبق لها ان صارعت الحديد في بطولة العرب للناشئين التي جرت في المغرب وطرزت صدرها بست ميداليات كان لونها بلون نهري دجلة والفرات وطعمها بطعم الباقلاء بالدهن الحر في الحلة واللبن في اربيل والتمر في البصرة، ذهب خالص لا يحلو الا للعراقيات.
وفي حديثها لـ"الصباح" تقول هدى سالم: "مصارعة الحديد ليست سهلة لكن الأقوى منها حب الوطن، أنا سعيدة حينما ارتقي منصات التتويج وقد لمست ذلك حينما عزف السلام الجمهوري العراقي في العاصمة المغربية 6 مرات".وتضيف "لقد جئت هنا الى مينمار رغم الخوف والقلق الذي ترسمه الأحداث والذي قد يذكرني باحداث بلدي الا انني ما زلت مصرة على أن أكون عند حسن ظن عائلتي ومدربي".
وتشير هدى الى أنها "تحلم بأن تحمل ذهبية اسيوية ومنها لتنطلق نحو العالمية كوني امرأة عراقية صارعت الموت وارتضت ان يكون لها وسادة في كل لحظة". موضحة ان "العراق يستحق منا أن نركب من أجله أمواج التضحية وهذا هو سر تواجدي هنا في كوانجون وسط مينمار".
وتوضح الرباعة الشابة "اليوم أبعث برسالة الى كل العالم مفادها "حقنا أن نعيش من أجل أن نبني وكفى بالآخرين فتكاً بنا"، أنا هنا برغبتي وبدعم من عائلتي وأقاربي وصديقاتي وبجهود مباركة من مدربي عباس أحمد الذي أكن له كل احترام فهو بمنزلة والدي ولا أنسى دور اتحاد اللعبة العراقي في دعم مشاركتي التي لن تتوقف في هذه البطولة اذا ما اراد الله تعالى، لقد كنت قبل فترة في المغرب ونلت في بطولة العرب ستة اوسمة ذهبية طرزت صدر أبوي واخواني وكل أهالي بغداد ومدينة الصدر والآن اعتزم تطوير مشاركتي آسيويا من خلال بطولة القارة للناشئات، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الجميع".
من جانبه تحدث مدرب الرباعة المذكورة الكابتن عباس احمد قائلا: "هدى سالم تمتلك إرادة قوية في تحقيق الانجاز كما ان دخولها عالم اللعبة التي تعتمد اساسا على القوة جاء بفضل إرادتها الصلبة وهي جزء من مجموعة تم اختيارهن للانخراط بالمركز التدريبي الذي انشأه الاتحاد في العاصمة بغداد".
وأضاف "أعتقد أن المشاركة الحالية في بطولة آسيا ستكون بمثابة نقطة تحول في تاريخ المرأة العراقية على اعتبار ان هناك تأخرا كبيرا تشهده المنطقة العربية التي لم تستطع حتى اليوم الوصول الى الركب العالمي. لكن رباعتنا سبق وان قالت كلمتها في العاصمة المغربية وهي تتطلع الآن الى كسر حاجز الذهب الآسيوي وان شاء الله توفق في مسعاها".
768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع