المرحود داود السعدي في محكمة الشعب ( المهداوي ) محاميا عن الفريق الركن غازي الداغستاني
بقلم:خالد خلف داخل
داود عبد اللطيف السعدي من رجال السياسة والقانون في العراق مطلع القرن الماضي حتى منتصفه وشيخ محامي الجزاء في العراق ولد في بغداد سنة 1894 لأسرة موصلية معروفة عين والده عبد اللطيف مديراً لناحية المحاويل فانتقل بأسرته إليها لكنه لم يلبث ان توفى فأعيد داود إلى بغداد سنة 1902 ودرس فيها وأتم دراسته الثانوية فانتمى إلى مدرسة الحقوق سنة 1912 وأغلقت المدرسة عند نشوب الحرب العالمية الأولى فجند في الجيش التركي وبعد انسحاب الأتراك من العراق ودخول الاحتلال البريطاني ودخول العراق تحت سيطرتهم أنشئت دار المعلمين من قبلهم التحق بها داود السعدي سنة 1917 وعين في آذار 1918 مديرا لمدرسة الموظفين الماليين ومعلماً للهندسة فيها كما قام بتدريس العلوم الرياضية وأصول التربية في الدورات التعليمية التي أنشأتها إدارة المعارف واشترك في حركة الشباب الوطنية ففصل منها سنة 1919 استأنف دراسة الحقوق عند إعادة فتح المدرسة فنال إجازتها في تموز 1920 وزاول المحاماة واصدر جريدة ( دجلة ) سنة 1921 وكانت جريدة يومية عربية سياسية اجتماعية كان المحامي داود السعدي مديرها ورئيس تحريرها رشيد الهاشمي ظهر عددها في بغداد يوم 25/ حزيران / 1921 وصفها المرحوم عبد الرزاق الحسيني في كتابه تاريخ الصحافة العراقية الجزء الأول بأنها من أوائل الصحف التي عملت على تأييد الحكم الجمهوري للعراق وتفضيله على الحكم الملكي لهذا تعرضت جريدة دجلة إلى نقد لاذع من قبل الصحف التي كانت تروج للحكم الملكي حتى إذا نجحت الدعوة إلى النظام الملكي نشرت جريدة دجلة مقالاً بقلم مديرها ومؤسسها المحامي داود السعدي جاء فيها:
لا نريد ان يكون الملك مقيدا بقيود يكون وضعها في صالح البلاد نريد ان يقيده قبل ان يستبد بالشعب وعلى هذا المقال اغلقت جريدة دجلة لكن ظل داود السعدي يكتب في باقي الصحف البغدادية وأشهرها جريدة (الرافدان) لصاحبها سامي خونده وجريدة المفيد لصاحبها إبراهيم حلمي العمر والعالم العربي حسون مراد ....
وجريدة البلاد لروفائيل بطي واستمر في ألكتابة في تلك الصحف حتى نال شهرة واسعة وعند تأسيس نقابة المحامين سنة 1933 انتخب داود السعدي نائب رئيس نقابة المحامين ثم انتخب نائبا عن الحلة في اب 1935 إلى جانب الشيخ عبود الهيمص شيخ عشيرة البو سلطان عين مدوناً قانونياً في أيار سنة 1936 ثم أصبح مدعياً عاماً في نفس السنة
لكنه استقال واعتقل اثر انقلاب بكر صدقي وحوكم عليه سنة بالسجن ثم أطلق سراحه بعد مقتل بكر صدقي وسقوط حكومة حكمت سليمان انتخب نائبا عن الكوت في حزيران 1939 مع زميله الصحفي عبد الغفور البدري رئيس تحرير جريدة الاستقلال ابعد إلى مدينة حلبجة بعد أحداث كانون الأول 1938 بعد قرار وزارة الداخلية في 27/ 12/ 1938 للرقابة التي فرضتها وزارة الداخلية على بعض الشخصيات السياسية وكان من ضمنهم المحامي داود السعدي حيث جعلت الرقابة على مراسلاتهم البريدية والبرقية والتلفونية وبعد الغاء هذا القرار بعد مقتل الملك غازي تم الغاء ذلك القرار الذي نص على ابعاد بعض السياسيين الى الاقضية النائية حيث ابعد المحامي داود السعدي الى منطقة حلبجة سمح لهم بالعودة إلى ديارهم فعاد السعدي إلى بغداد وزاول مهنته في المحاماة حتى أعيد انتخابه عن الكوت سنة 1939 كما اختير نقيباً للمحامين العراقيين أيد حركة رشيد عالي الكيلاني في أيار 1941 فلما أجهضت خرج لاجئا إلى إيران والقي عليه القبض في طهران وأعيد للعراق وحوكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وأفرج عنه في نهاية الحرب العالمية الثانية اشترك سنة 1946 في تأسيس حزب الاستقلال واختير معتمداً عاما له وكان محررا في صحيفة الحزب جريدة لواء الاستقلال انتخب نائبا عن بغداد سنة 1948 وحضر إحدى عشرة جلسة من الدورة الانتخابية الثانية عشرة من مجموع 27 جلسة قدم استقالته من المجلس النيابي وانتخب خلفاً له الدكتور عبد المجيد القصاب بعد استقالته من مجلس النواب تفرغ للكتابة وشرح قانون العقوبات البغدادي كما ساهم في إصدار المشاكل الخارجية والداخلية والحياة الحزبية في العراق وأفضل من وصفه الصحفي الشهير خالد الدرة في مجلة الوادي الشهيرة فقال:
لو صيغت المروءة تمثالاً لكانت داود السعدي وهو رجل قال له احد خلصائه انك لتعلم الناس فساد الأخلاق ففزع داود السعدي من هذا التعبير وسأل صاحبه وكيف ؟ فقال انك تحسن للمحسن وتحسن للمسيء فيجتري عليك المسيء ويتطاول لأنه امن منك فيتجرأ بذلك على الناس فمن امن العقوبة أساء الأدب) ثم قال خالد الدرة في مجلته (نيف داود السعدي)على الستين من عمره وله روح الشباب لا يعرف هوادة ولا ليناً ولا خواراً ما عرفت في العراق
رجلا يؤمن بشعبه إيمان هذا الرجل توفى رحمه الله في 31/ 12/ 1966.
المصادر:
- اعلام السياسة في العراق . مير بصري
- تاريخ الوزارات العراقية .السيد عبد الرزاق الحسني
871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع