صحيفة " لوس أنجليس تايمز" الأمريكية : العراق في طريقه إلى التفكك بسبب سياسات المالكي
عمّان- "ساحات التحرير": ترجمة واعداد علاء العاني:سياسات المالكي الاستبدادية تقود العراق نحو هاوية التفكك. هذا الموضوع تصدت له صحيفة لوس إنجليس تايمز الامريكية بقلم هنري بركي.
الصحيفة رأت أن تصرفات رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قد تكون السبب في انحدار العراق نحو كارثة التفكك، في الوقت الذي تقف فيه الولايات المتحدة موقف المتفرج ولا تفعل شيئا للحيلولة دون ذلك. وقالت الصحيفة أن تصرفات المالكي، مثل استهدافه وزير المالية السابق، رافع العيساوي وارسال طائرات مروحية من بغداد لإلقاء القبض عليه مؤخرا والذي استطاع من الافلات ، كانت ستمثل الشرارة التي تشعل نار حرب أهلية في البلاد وتمثل آخر مسمار في نعش العراق الموحد، جاء هذا الاجراء بعيد مكالمة هاتفية بين المالكي ووزير الخارجية الامريكي جون كيري والتي اصابت واشنطن بالدهشة. وقبل ذلك اتهم المالكي نائب الرئيس طارق الهاشمي بالارهاب لكنه نجح في الهروب الى تركيا في العام 2011، ثم صدر بحقه حكم الاعدام غيابياً. لقد ادت سياسات المالكي الى تصاعد التوتر في مناطق عديدة من العراق، كالاحتجاجات التي شهدتها العديد من المحافظات التي تسعى لمحاكاة الربيع العربي، والتي تعد أحد الأسباب لاستهداف العيساوي من جانب المالكي، حيث أراد احتواء حركة الاحتجاجات قبل انتشارها في باقي أرجاء العراق. اليومية الامريكية ربطت نفور اكراد العراق من الحكومة المركزية بسياسات المالكي الصدامية والاستبدادية المتزايدة، في حين تأخذ الحكومة المركزية على الاكراد سعيهم لعقد صفقات نفطية بعيدا عنها.
الصحيفة اكدت على أن تطورات الصراع السوري يبدو أنها السبب الحقيقي، وراء خشية المالكي من تدفق موجة من المقاتلين السنة عبر الحدود، ما قد يؤدي إلى إشعال نيران الحرب الأهلية في العراق مرة ثانية. واعتبرت أن ميول رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الديكتاتورية تؤكد أن البلاد في طريقها إلى التقسيم على أسس طائفية وعرقية، لا سيما وأن انفصال الأكراد بدولتهم ليس سوى مسألة وقت، لذا فإن القلق الرئيسي الذي يكتنف المالكي يتمثل في كيفية ترسيخ سيطرته على المناطق الشيعية والعاصمة بغداد. ونوهت الصحيفة إلى أن تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية لها دور أيضا في ذلك، حيث تصب في مصلحة المالكي، لافتة إلى أنها كلما تعاملت مع المالكي فإنه يشعر بنوع من الجرأة ويغامر بصورة أكثر، ملقية باللوم على واشنطن لأنها لم تحاول كبح جماحه.
في ختام مقالتها رجحت الصحيفة تفسيرا واحدا لعدم اكتراث واشنطن بمشاكل العراق المتفاقمة مفاده ان واشنطن تبذل محاولة اخيرة لاحتواء شيعة العراق من خلال المالكي والحيلولة دون تحولهم الى حديقة خلفية لايران. لكن ايران تحتفظ بنفوذ عال بين شيعة المحافظات الجنوبية ومن المرجح ان تعزز ذلك النفوذ مع تصاعد التوتر الطائفي وخصوصا عشية انهيار سوريا. أن ما يزيد الأمور سوءا هو غياب الرئيس العراقي، جلال طالباني، الذي أصيب بجلطة، ويتلقى العلاج في ألمانيا حاليا، مشيرة إلى أن وظيفة طالباني الأساسية كانت تتمثل في مراقبة جميع الأطراف المتنازعة في بغداد، وقد خلق مرضه فراغ سلطوي خطير. وخلصت صحيفة لوس أنجليس تايمز، في ختام مقالها، إلى أن العراق قد يكون في طريقه إلى التفكك، لكنه لن يتفادى ذلك سوى من خلال تقوية عضد شخص واحد يكون يتولى فك الاشتباك بين الاطراف المتنازعة وابعادها عن بعضها البعض.
558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع