بغداد/اور نيوز:كشف مصدر سياسي مقرب من القيادات الكردية عن أن أوساطا في التحالف الكردستاني وفئات واسعة من مؤيدي وأنصار الاتحاد الوطني الكردستاني بدأت تتساءل عن سر غياب أخبار صحة رئيس الجمهورية جلال طالباني ومكان إقامته.
ويأتي هذا في وقت أكد فيه رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني على أن عودة طالباني من رحلته العلاجية إلى البلاد مرهونة بتقرير الفريق الطبي.
لكن المصدر السياسي أكد أن شائعات ومعلومات سرت وتسري تفيد بأن الرئيس غير موجود في الجناح الخاص بعلاجه في إحدى المستشفيات الألمانية". قيادات سياسية كردية، بعضها مقرب من عائلة الرئيس، ىتمتلك معلومات مختلفة عما يدلي به الطبيب كريم.
حتى ان آخر اجتماع للأحزاب الكردية لم يتطرق أبداً إلى حالة الرئيس، ومنذ شهر اذار الماضي تحرص التيارات السياسية الكردية مع الوزراء والنواب الاكراد العاملين في الحكومة والبرلمان الاتحاديين على عقد اجتماعات مكثفة لبحث الموقف من الأزمة السياسية، وكان غريباً أن لا يكون ملف طالباني وتداعياته على طاولة البحث.
يقول مصدر سياسي مطلع على تلك الاجتماعات إن "الأحزاب الكردية لم تدرس موضوع عودة الرئيس طالباني إلى البلاد او تطورات وضعه الصحي.. قادة الأحزاب لم يعدوا إلى اليوم أي ترتيبات مستقبلية لتلك العودة حتى الآن".
هذا الوضع الغامض، والمناخ الإعلامي المشدد سمح لظهور تأويلات غير مؤكدة في الصحافة المحلية العراقية عن حالة الرئيس، ومنذ نحو أربعة شهور لم يجرؤ أحد على الإدلاء بأي معلومات عن تطور حالة رئيس البلاد الصحية، وأحيطت الاتصالات بفريقه الطبي في ألمانيا بسرية تامة.
وبالرغم من مرور اربعة شهور على غياب الرئيس طالباني، يبدو أن الكتل السياسية العراقية مقتنعة بحالة الغياب الرئاسي. ربما لسببين. الأول منها أنها لا تملك الوقت للتفكير في بديل يكون رئيساً للجمهورية. أزمة الاحتجاج السني على حكومة نوري المالكي، والتي وصلت ذروتها في فبراير ومطلع مارس إلى حديث متواتر عن احتمال تحولها إلى حرب أهلية جديدة. فما كان هناك وقت للتفكير بالرئيس حتى وان كان وجوده سابقاً مناسبة لدرء انفجار أزمات مختلفة.
أما السبب الثاني فهو الخوف من الدائرة السياسية الخاصة بحزب طالباني، وهو الاتحاد الوطني الكردستاني، في ما لو قرر فعلياً البحث عن بديل للرئيس المريض.
ومنذ غياب طالباني لاحظ الرأي العام الكردي والعراقي اهتمام مسعود بارزاني بحزب نده التاريخي. وقال في مناسبة سابقة بأنه "سيكون أباً لكل أنصار الاتحاد الوطني الكردستاني". وهذا ما أغضب قيادات سياسية كبيرة مقربة من الرئيس، وبدأت ملامح خلاف جديد بين القطبين الكرديين.
يقول قيادي في الاتحاد الوطني إن "أحد أسباب تفجر الأزمة بين الحزبين هو غياب طالباني الذي كان له تأثير في ظهور المواجهة الحالية، حيث كان هو من حافظ على التوازن القائم بين الحزبين، على الرغم من اختلال ذلك التوازن لصالح حزب بارزاني".
وكان طالباني قد أصيب بجلطة دماغية مفاجئة في وقت متأخر من يوم الاثنين السابع عشر من كانون الأول 2012 نقل في أثرها إلى إحدى مستشفيات العاصمة بغداد، ومن ثم تم نقله إلى إحدى المستشفيات الألمانية لاستكمال العلاج. وفي حينها تضاربت الأنباء بشأن صحة الرئيس وما إذا كان ما يزال على قيد الحياة، لكن مقربين منه أكدوا أنه حي، لكنه بحاجة الى فترة زمنية لاستكمال العلاج.
754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع