أعلن في بغداد اليوم عن طلب رئاسة الادعاء العام العراقية من البرلمان انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفًا للرئيس الحالي جلال طالباني المستمر بغيبوبة منذ خمسة أشهر لاصابته بجلطة دماغية، الامر الذي يطلق معركة اختيار بديل للرئيس وسط ترشيحات لقياديين من حزبه، وحيث يصرّ الأكراد على أن المنصب من حصتهم.
إيلاف/ د.اسامة مهدي/لندن: طالبت رئاسة الادعاء العام العراقية رئاسة مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية بدلاً من الرئيس جلال طالباني الذي يخضع للعلاج في المانيا منذ حوالي خمسة أشهر من جلطة دماغية.
ودعت رئاسة جهاز الادعاء العراقي العام، رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الى اتخاذ الإجراءات القانونية لانتخاب خليفة لطالباني. وجاء في بيان مقتضب لرئاسة الادعاء اطلعت عليه "إيلاف" أنه "نظراً لمرور فترة طويلة على غياب فخامة رئيس الجمهورية عن منصبه تطبيقًا لأحكام المادة (72/ ثانياً/ ج) من دستور جمهورية العراق الخاصة بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في حال خلو منصب رئيس الجمهورية، واستنادًا إلى أحكام المادة (1) من قانون الادعاء العام رقم (159) لسنة 1979المعدل".
ويأتي هذا الاجراء استنادًا لاحكام المادة 72من الدستور لكون رئيس الجمهورية غائباً عن المنصب منذ فترة بسبب المرض، وذلك تنفيذًا لاحكام المادة الدستورية هذه، حيث أنه لابد من انتخاب رئيس للجمهورية لإكمال المدة المتبقية لهذه الدورة الرئاسية التي تنتهي في اذار (مارس) المقبل عام 2014 موعد الانتخابات النيابية العامة في البلاد. وتنص الفقرة ج من المادة الدستورية 72 على أنه في حال خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب من الاسباب يتم انتخاب رئيس جديد لاكمال المدة المتبقية لولاية رئاسة الجمهورية.
وبحسب مواد الدستور العراقي المتعلقة بخلو منصب رئيس الجمهورية، فإن الفقرة الثالثة من المادة 75 منه تنص على: " يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لأي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدة لا تتجاوز 30 يومًا من تاريخ الخلو".
كما تنص المادة 67 من الدستور على "أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة اراضيه، وفقاً لاحكام الدستور، وينتخب مجلس النواب رئيس الجمهورية، بأغلبية ثلثي عدد اعضائه وتحدد ولاية رئيس الجمهورية بأربع سنوات، ويجوز اعادة انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ فحسب".
ويخضع الرئيس العراقي جلال طالباني إلى العلاج منذ أكثر من 100 يوم بعد اصابته بجلطة دماغية استدعت نقله إلى احدى المستشفيات في العاصمة الالمانية برلين للعلاج ومتابعة وضعه الصحي.
وكان طالباني نقل إلى المانيا في العشرين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي إلى المانيا للعلاج من جلطة دماغية، حيث ادخل إلى احدى المستشفيات الكبيرة هناك.
مرشحون عدة من الأكراد لخلافة طالباني
وأبلغ مصدر عراقي مقرب من الأكراد "إيلاف" اليوم الاثنين أن الوضع الصحي لطالباني حرج وما زال في غيبوبة تقربه من موت سريري.
وأشار إلى أنّ هناك عدة اسماء تتداولها الاوساط الكردية لخلافة طالباني في مقدمتها عقيلة الرئيس هيرو احمد المتطلعة لمنصبي رئاستي الجمهورية وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني اللذين يشغلهما طالباني.
وأوضح أن هيرو قد قامت لهذا السبب بزيارة إلى طهران الاسبوع الماضي، والتقت كبار المسؤولين فيها يتقدمهم الرئيس احمدي نجاد الذين تعاطفوا مع تطلعاتها هذه، موضحين أنهم سيدعمونها في حال ترشحها للمنصبين، لكنه أشار إلى أنّ الإيرانيين في حقيقة الامر لا يدعمون هيرو لتولي الرئاسة العراقية.
وأضاف المصدر أن المرشح القوي الآخر للمنصبين هو برهم صالح نائب طالباني في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس حكومة اقليم كردستان نائب رئيس الوزراء العراقي سابقاً الذي يقوم بزيارة حالية إلى إيران.
وأشار إلى أنّه يمكن أن يتقدم المرشحين لرئاسة الجمهورية ايضًا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني خاصة مع الجدل الدائر حاليًا حول التجديد له لولاية ثالثة في خضم معارضة قوية من قوى كردية لهذا التجديد مستندين في اعتراضهم إلى دستور الاقليم الذي ينص على ولايتين لرئيس الاقليم، وحيث أن التجديد له يتطلب تعديل الدستور وطرحه على استفتاء شعبي.
وفي خضم هذا التنافس، فإن المصدر لا يستبعد تأجيل النظر في هذا الامر حاليًا والاستمرار بقيام نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي بمهام الرئيس لحين الانتخابات المقبلة. ويوضح أنّ هذا التأجيل يميل اليه رئيس الوزراء نوري المالكي لأنه سيكون بذلك محتفظاً برئاسة السلطة التنفيذية إلى جانب قيام الخزاعي بمهام الرئاسة وهو أحد قادة القوى المنضوية في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي.
ويأتي طلب الادعاء العام اختيار بديل لطالباني بعد ثلاثة ايام من نفي الطبيب المخول بالحديث عن صحة الرئيس طالباني وفاته، مؤكدًا أن صحته في تحسن مستمر. وقال الدكتور نجم الدين كريم عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني والمخول بالتصريح عن صحة طالباني الجمعة الماضي، إن صحة الرئيس جيدة وفي تحسن مستمر نافيًا بشدة الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام عن وفاته.
وأوضح كريم أن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام بشأن صحة الرئيس طالباني عار عن الصحة ولا أساس له، مؤكداً أن صحة فخامته جيدة وفي تحسن مستمر يوماً بعد يوم، كما نقل عنه المكتب الاعلامي للاتحاد الوطني بزعامة طالباني.
ودعا كريم وسائل الإعلام إلى توخي الدقة عند نشر الاخبار وعدم نشرها دون التأكد من صحتها، لأن ذلك يخالف المعايير والاصول المهنية. وأضاف قائلاً: "مرة أخرى أحب أن أطمئن الشعب الكردي والجميع بأن صحة الرئيس طالباني جيدة جداً ومستقرة، وسأتوجه قريباً إلى المانيا وسأزوره ومن هناك سأعلن عن خبر سار للجميع. ودعا إلى عدم تصديق ما ينشر عن صحة الرئيس طالباني من أي جهة أو شخص وانما فقط عما يصدر عن الفريق الطبي، مشيراً إلى أنه هو المخول بالتصريح عن صحة الرئيس طالباني مشددًا على أنه "لا صحة لأي خبر ينشر عن صحة طالباني ما لم يصدر عنه".
يذكر أنّ عدداً من وكالات الأنباء المحلية والعالمية كانت قد نشرت خبراً يفيد بوفاة الرئيس العراقي جلال طالباني. وكان طالباني نقل في العشرين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي إلى المانيا لمتابعة علاجه من جلطة دماغية برفقة فريقه الطبي.
ويعاني طالباني (80 عامًا) منذ سنوات من مشاكل صحية وقد اجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008 قبل أن ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة واوروبا عدة مرات لاسباب طبية.
وجلال طالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث وقد انتخب رئيسًا لمرحلة انتقالية في نيسان (ابريل) عام 2005 واعيد انتخابه في نيسان عام 2010 لولاية ثانية لأربع سنوات.
1055 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع