تشترك عشرات السيارات فى مضمار الجادرية للسرعة في بغداد، واغلبها سيارات حديثة، يقودها شباب يحرصون على ممارسة هوايتهم.
إيلاف/ وسيم باسم/بغداد: يتوافد شباب عراقيون على مضمار سباق السيارات في حي الجادرية الراقي في بغداد عند ضفاف نهر دجلة، مرة في الشهرعلى الاغلب، كما ينوي شباب اقاموا أول سباق للسيارات في مدينة بابل الأثرية (94 كم جنوب بغداد )، في ابريل 2013 الاستمرار في هذه التظاهرة التي تعد نادرة الحدوث في العراق .
وتشترك عشرات السيارات فى مضمار الجادرية تصل إلى المائتي سيارة أغلبها من سيارات السباق الحديثة، أما في بابل فيأمل رعد حسن الذي اشترك في السباق الأول أن يشمل السباق الجديد، مائة سيارة لاسيما وأن السنين الأخيرة شهدت دخول سيارات حديثة إلى العراق .
واعتاد رعد ( 16 سنة ) على المشاركة في السباق لاسيما وأنه اقتنى منذ العام الماضي سيارة حديثة في تنافس على إثبات جدارة في عالم السرعة مع شباب آخرين يشتركون في السباق.
السرعة الفائقة
ويعتبر مضمار سباق الجادرية الوحيد في العراق ، وتأسس برعاية عدي، ابن رئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في تسعينيات القرن الماضي ،لكنه تعرض إلى زحف العمران إليه ليتحول في جزء كبير منه إلى منطقة سكنية.
لكن هؤلاء الشباب غالباً ما تكون مشاركاتهم معرضة إلى الإنتقادات بسبب قيادتهم سيارات غير مخصصة أصلاً للسباقات، إضافة إلى عدم اهتمام المشاركين وإدارة السباق بإجراءات السلامة وبصوره كافية.
صاحب معرض السيارات عبد الوهاب سلام يوضح أن اغلب مشتري السيارات هم من فئة الشباب الذين يبحثون عن السيارة ( السبورت ) الحديثة ذات السرعة الفائقة التي تشبه في تصميمها الخارجي سيارات السباق العالمية.
ويقول سلام إن أسعار السيارات ليست سهلة لكن أغلب هؤلاء الشباب ينحدرون من عوائل غنية ولهذا يمكنهم شراء السيارات الحديثة .
ويضيف: السيارات الشائعة في البيع هي التي يتراوح سعرها مع لوحة المعلومات التسجيل ما بين 30 ألفاً إلى 50 ألف دولار أميركي.
ويأمل الشاب عماد جاسم أن يتم الاعتراف رسمياً ببطولة " اوتوكروس " العراق في بحيرة الجادرية التي ينظمها نادي بغداد لسباقات السرعة لكي يمكن تطويرها .
ويسعى القائمون على البطولة منذ عام 1998 إلى تطويرها لكن دون جدوى ، وبحسب عماد فإن أغلب دول العالم المتحضرة تحتوي على المضامير الحديثة للسباقات .
أسباب الرفض
وعلى الرغم من أن الجهات المنظمة استجابت لكل الشروط المطلوبة واتبعت الخطوات القانونية إلا أن الجهات المعنية رفضت إلى الآن منح النادي الصفة الرسمية بحسب عماد الذي يرجع بعض أسباب الرفض إلى جهات محافظة تعتبر السباق تقليداً غربياً .
ويتابع عماد :" لكن النادي رغم عمره القصير حقق نجاحات في التنظيم وجذب الكثير من هواة هذه الرياضة إليه " .
ويعتبر عماد أن تطوير اللعبة مهم جداً لأن هذه الرياضة ستكون الرياضة الاكثر انتشاراً بين الشباب بعد كرة القدم.
من جانب آخر من الظاهرة، ما يتحدث به الشاب أديب عن حادث إنقلاب سيارته قبل عامين على الطريق الخارجي السريع إلا أنه تمكن من إقتناء سيارة جديدة مكنته من معاودة الإشتراك بالسباق من جديد.
ويعترف اديب أنه ابن سياسي معروف وأسرته غنية ، مؤكداً أن أغلب المشاركين في السباق من الطبقة المترفة ممن تمكنت بعد عام 2003 من امتلاك أموال طائلة.
ويقول: بعض الشباب يمتلك اكثر من سيارة والبعض الآخر لا يهمه تضرر السيارة أو إنقلابها بسبب إنحداره من طبقة غنية جداً في حال الملف يحرص على أولئك آخر مشاركة فى السباق منذ انتظامه للمرة الاولى بشكله الحالي عام 2004 .
غياب الدعم
ويفند المشكلة المتسابق عمر جليل ،والذي يشترك في السباق بسيارة صالون (فولكس واجن) حديثة ، غياب الدعم الحكومي لهذه الفعالية رغم اشتراك مئات الشباب فيها، مؤكداً أن مضمار السباق لم يتطور منذ سنوات.
ورغم أن هذا النادي هو الجهة الرسمية الوحيدة التي تهتم بهذه الرياضة لكن برامجه لم تتحسن بالصورة المطلوبة بسبب الاحداث السياسية والاقتصادية التي يمر بها العراق .
والمردود المادي الوحيد الذي تتمكن فيه إدارة الفعالية من تسديد النفقات هو ما يدفعه المشتركون من مبالغ رمزية إضافة إلى الدعم المحدود من بعض المشاركين والتجار والمستثمرين لاسيما اولئك الذين يعشقون هذا النوع من الرياضات .
ويدعو جليل فى هذا الصدد الشركات ، ورجال الأعمال إلى استثمار هذه الفعالية للترويج لأعمالها ومنتجاتها مقابل تمويل السباق .
نقص الخبرة
وأوضح الخبير الرياضي عصام حسن الذي عاش في ألمانيا لنحو عشر سنوات واطلع عن كثب على سباق السيارات فيها أن رياضة سباق السيارات في العراق تعاني من نقص الخبرة والإرتجالية، وانعدام إجراءات السلامة.
ويعتقد عصام أن تطوير اللعبة فى العراق سيمكن الشباب من السباقات الإقليمية في آخر مشاركة دولية ، ولن يتم ذلك إلا عبر الدعم الحكومي والسماح للقطاع الخاص بالاستثمار في هذا المجال .
وينتقد عصام الشباب الذين لا يكتفون بقيادة السيارات في المضمار بل أنهم يتهيئون قبل أيام للسباق عبر التمرين على السرعة الفائقة في الطريق الدولي مما يشكل خطورة كبيرة على سلامة المرور في تلك الشوارع .
وأحد الأمثلة على ذلك ماجد حسين الذي قاد سيارته في الطريق الدولي جنوبي بغداد بسرعة تصل إلى المائتي كيلومتر كتمرين للسباق الذي ينوي الإشتراك فيه .
تفحيط السيارات
ويؤكد ضابط المرور احمد القيسي أن شرطة المرور قد رصدت في الفترة الأخيرة الكثير من الشباب الذين يسوقون السيارات بسرعة فائقة وأغلبها تمثل "بروفات" قبل الإشتراك فىي سباقات ( تفحيط السيارات ) في الشوارع والمقصود به ممارسة الألعاب البهلوانية إثناء قيادة السيارة .
غير أن كريم الجميلي الذي يسكن في الحي القريب من مضمار السيارات يؤكد أن المراهنات قائمة على قدم وساق بين المتسابقين والجمهور .
ويتابع : لا يمكنك القول إنها رياضة بريئة في كل الاحوال ، فثمة مراهنات تحدث على السيارة الفائزة .
ويتابع أيضًا : اغلب هؤلاء من المراهقين المدمنين على القمار وليست لهم علاقة بالرياضة من قريب أو بعيد .
742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع