شفق نيوز/ "كانت ليلة مرعبة، حاولت الحفاظ على هدوئي وأراقب ما يحدث وما زلت أذكر تلك الليلة الاليمة بعد ان استولى داعش على الموصل"، بهذه الجمل يروي الصحفي قيس البيكدلي من أهالي سهل نينوى ليلة سقوط الموصل بيد "داعش".
ويضيف قيس لوكالة شفق نيوز، "لم يكن بوسعي الا ان اهرب مع عائلتي وأخذت أرشيفي التلفزيوني معي وأنا أفر من المدينة وسط الفوضى".
وعلى الرغم من نزوحه إلى المخيمات، لم يتخلَ قيس عن أرشيفه الذي حافظ على تاريخ الموصل قبل سقوطها بيد "داعش"، وعاش معاناته في المخيمات حتى عاد أخيرًا ليحتضن عائلته في منزله من جديد ومازال محتفظاً بأرشيفه.
يقول البيكدلي "انه يوثق حقبة مريرة وصفحة من صفحات الموصل السوداء رغم آلامها لكن اقوم بعرضه بين الحين والاخر لاستعيد تلك الذكريات الاليمة".
ليلة سقوط الموصل
في تلك الليلة التاسع على العاشر من حزيران 2014، اجتاح تنظيم داعش مدينة الموصل بسرعة غير متوقعة، مما أدى إلى انهيار الدفاعات المحلية وفرار القوات الأمنية. كانت الشوارع تعج بالفوضى والارتباك، حيث فر الآلاف من السكان بحثًا عن الأمان.
أصبحت المدينة ساحة معركة، وسيطر التنظيم على معظم المناطق الحيوية في غضون ساعات.
روايات الأشخاص المتضررين
تقول "أم علي"، وهي سيدة فقدت زوجها أثناء الفوضى والقتال في غرب الموصل والذي سبق سقوط المدينة بأيام : "تركتنا الحكومة بلا حماية، كان الجميع في حالة ذعر، ولم يكن هناك أي دعم من الجيش أو الشرطة".
بينما يقول"أبو أحمد"، من سكنة الموصل، "كنت أعمل في السوق عندما سمعت الأخبار والمواجهات منذ السادس من حزيران ، حاولت العودة إلى منزلي ولكن الطرق كانت مغلقة، شعرت بالعجز والخوف على عائلتي في حينها بسبب اشتداد المعارك في الأحياء الغربية والتي بدأت منذ السادس من حزيران".
تحرير الموصل
بدأت عملية تحرير الموصل في أكتوبر 2016، عندما بدأت القوات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي هجومًا واسع النطاق لاستعادة المدينة.
وبعد أشهر من القتال العنيف، أعلنت الحكومة العراقية في العاشر من يوليو 2017 تحرير المدينة بالكامل. كانت المعركة طويلة وشاقة، وأدت إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية وخسائر كبيرة في الأرواح.
النهضة العمرانية في الموصل
في الذكرى العاشرة لسقوط الموصل، تشهد المدينة نهضة عمرانية ملحوظة. يقول "سعيد"، وهو مواطن موصلي: "رغم الجراح التي لا تزال مفتوحة، إلا أن المدينة تشهد الآن جهودًا كبيرة لإعادة الإعمار.
المدارس تُعاد بناؤها، والطرق تُصلح، وهناك مشاريع جديدة تُقام في كل مكان".
وتضيف "ليلى"، وهي طالبة جامعية: "نشعر بالأمل من جديد. الموصل تعود للحياة بعد سنوات من الظلام، ونحن جزء من هذا التغيير".
في الذكرى العاشرة لسقوط الموصل، تظل ذكريات تلك الليلة العصيبة حية في أذهان من عاشوها. ولكن الأمل والتفاؤل يسيطران الآن على المدينة التي تبدو وكأنها تعيد بناء نفسها من جديد. جهود إعادة الإعمار والتطوير العمراني تعطي الأمل لسكان الموصل بمستقبل أفضل وأكثر استقرارًا.
1016 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع