أخبار وتقارير يوم ٢٧ أيلول
"ليس لديه خيارات".. خلافات داخل حزب الله في "اللحظة الأكثر حسما"
الحرة:قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الخلافات داخل حزب الله اللبناني تتصاعد بشأن كيفية الرد على سلسلة الهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل على مواقع تابعة للجماعة جنوبي لبنان، وفقا لما أكده أشخاص مطلعون على مناقشات الحزب.
ونقلت الصحيفة عن الأشخاص المطلعين القول إن بعض الأعضاء يرون أن الحزب كان متحفظا للغاية بشأن تصعيد الصراع، ويجادلون بأن حزب الله يجب أن يرد الآن مستفيدا من تنامي حالة الغضب داخل صفوفه وبين السكان المحليين.
كذلك أشار هؤلاء الأشخاص إلى أن أعضاء في حزب الله عبروا عن إحباطهم في محادثات مع مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني نتيجة عدم اتخاذ طهران أي خطوات لدعم حليفها اللبناني.
وذكروا أيضا أن قيادة حزب الله تريد تجنب ما تراه فخا نصبته إسرائيل، يتمثل في جعله يظهر وكأنه هو من بدأ حربا إقليمية قد تستدرج إيران والولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة فإن قيادة حزب الله تحاول إيجاد طريقة لإعادة بناء قوة الردع التي كانت تمتلكها الجماعة دون الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل.
وكان حزب الله أطلق، الأربعاء، أول صاروخ بعيد المدى باتجاه تل أبيب، في أقوى رد له حتى الآن على سلسلة الهجمات الإسرائيلية.
وبالتالي تشير الصحيفة إلى أن الحزب يجب الآن أن يتخذ قرارات مصيرية تتمثل بمواصلة استخدام أسلحته المتطورة ومهاجمة عمق إسرائيل مما قد يشعل فتيل حرب شاملة، أو التراجع والمخاطرة بتقويض سمعته داخليا وخارجيا.
من شأن الحرب الشاملة، كتلك التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل في عام 2006، أن تكون مدمرة للبنان مما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية ويضعف الدعم الشعبي للحزب، وفقا للصحيفة.
وفي ذات الإطار، تشير الصحيفة إلى أن عدم الرد بالمثل على الهجمات الأخيرة، قد يؤدي لتقويض قوة الردع التي بناها حزب الله ضد إسرائيل على مدى عقود، بمساعدة عسكرية ومالية كبيرة من إيران.
تقول المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في شؤون حزب الله ريم ممتاز إن "هذه هي اللحظة الأكثر حسما لحزب الله منذ تأسيسه.. ليس لدى الحزب خيارات جيدة".
وليس من الواضح إلى أي مدى تسببت هجمات إسرائيل في تدمير أسلحة حزب الله، فحتى وقت قريب، كانت الجماعة تمتلك حوالي 150 ألف صاروخ وقذيفة، أي نحو 10 أضعاف العدد الذي كان بحوزتها في عام 2006.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن حزب الله أطلق 9000 قذيفة باتجاه إسرائيل منذ العام الماضي، وإن الضربات الأخيرة دمرت عشرات الآلاف من ذخائره.
ومع ذلك من المرجح أن حزب الله لا يزال يمتلك ترسانة ضخمة، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية الموجهة.
لم يستخدم الحزب حتى الآن أسلحته الأكثر تقدما، والتي يُقدر أن تشمل عشرات الآلاف من الصواريخ الباليستية غير الموجهة بمدى يتراوح بين 128 إلى 290 كيلومترا، ومئات من الصواريخ الباليستية الموجهة بمدى يتراوح بين 240 إلى 480 كيلومتر.
تنقل الصحيفة عن مسؤول في حزب الله القول إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة دمرت ذخائر أقل مقارنة بالحرب في عام 2006.
ومع ذلك يقول بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين إنهم تفاجؤوا بعدم رد حزب الله بقوة أكبر بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وتشير الصحيفة إلى أن السلطات المحلية، التي تلقت إحاطات من الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع من أجل الاستعداد لاحتمال وقوع هجمات من حزب الله، تتوقع بإن الحزب سيطلق نحو 4000 صاروخ وقذيفة يوميا، وهي مستعدة لاحتمال وقوع آلاف الضحايا.
وقال أحد المسؤولين إن الضربات التي استهدفت منصات إطلاق صواريخ حزب الله ربما ساعدت في تقليل حجم الرد، لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي لا يعول على قدرته المستمرة على إحباط تلك المحاولات بشكل استباقي.
أحد الردود المحتملة من قبل حزب الله قد يكون إطلاق مئات الصواريخ غير الموجهة لإغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية واستهداف مواقع غير عسكرية، وفقا للصحيفة.
يعتقد الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن دانيال بايمن أن "إسرائيل أعاقت القدرة العسكرية للجماعة، على الأقل بشكل مؤقت، وجعلت من الصعب عليها الرد بشكل متماسك".
ويضيف بايمن، الذي شارك في كتابة دراسة حديثة حول ترسانة حزب الله، أن أحد التعقيدات هو أن صواريخ حزب الله الموجهة بعيدة المدى تكون أكثر وضوحا أثناء إعدادها، مما قد يعرضها لهجمات إسرائيلية".
ويتابع أن "هذا الخطر تضاعف مؤخرا بسبب الهجمات الأخيرة التي أظهرت أن حزب الله تعرض للاختراق بشكل كامل من قبل إسرائيل"، في إشارة منه لهجمات البيجر وأجهزة الاتصال التي أودت بحياة العشرات من عناصر الحزب وأصابت المئات منهم.
وتوعدت إسرائيل، الخميس، بمهاجمة حزب الله اللبناني بقوة حتى تحقيق "النصر"، وواصل جيشها شن غارات جوية مكثفة في مناطق لبنانية مختلفة، رد عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو مدينة حيفا، على رغم مقترح دولي لهدنة مدتها 21 يوما.
ومنذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان بينهم العديد من المدنيين وكذلك تسبب بنزوح أكثر من 90 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.
وأعلنت إسرائيل التي تخوض حربا مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف سبتمبر أنها تنقل "مركز ثقل" عملياتها شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يهاجمها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة.
وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصره في 17 و18 سبتمبر، في عملية خلفت 39 قتيلا وحوالى 3000 مصاب، وحمّل الحزب إسرائيل مسؤولياتها.
وتلت التفجيرات غارة إسرائيلية في 20 من الشهر الجاري على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصرا من حزب الله من بينهم قائد قوة الرضوان النخبوية إبراهيم عقيل.
-------------------------
١-الجزيرة ……تقرير …الزُّهد في خدمة المُلْك.. كيف تحوَّلت الصوفية إلى دعم الاستبداد؟
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عاش العالم عقد التسعينيات متجاوبا مع ما بدا أنه انتصار نهائي لقيم الرأسمالية والديمقراطية الليبرالية، في حين خاضت الولايات المتحدة معارك محدودة داخل أقاليم بعينها لتعزيز دورها المنفرد الآن بالقوة العالمية، وأشهرها التدخُّل في حرب البلقان وحرب الخليج الأولى. بيد أن العقد الأول من الألفية الجديدة لم يكد يبدأ حتى وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ومن ثمَّ بدا أن واشنطن قد وجدت تحديا عالميا جديدا وعدوا وجوديا لخوض معركة شاملة ضده. وللمفارقة كان هذا العدو الجديد صديقا بالأمس ممن ساعدوها في الثمانينيات لتحقيق هدف تدمير الاتحاد السوفيتي، حيث قرَّرت الولايات المتحدة أن منظومة الجهاد الإسلامي هي "الإرهاب" الذي يجب مكافحته.في معركتها الجديدة تلك، اتخذت واشنطن لنفسها حليفا جديدا من داخل أنماط التديُّن الإسلامي العديدة في محاولة لمكافحة النزعة الجهادية، حيث عقد "مركز نيكسون" في واشنطن مؤتمرا بعنوان "فهم الصوفية وأثرها في السياسة الأميركية"، وحضر المؤتمر "هشام قباني" أبرز شيوخ الطريقة النقشبندية الرائجة في تركيا وآسيا الوسطى، والمستشرق الشهير "برنارد لويس". وركَّز المؤتمر على الصوفية في منطقة أوراسيا، لا سيما الطرق التركية وعلى رأسها الطريقة النقشبندية الشهيرة. وبالمثل خلصت "مؤسسة راند" إلى توصيات بدعم التصوُّف الذي أُريد له آنذاك أن يكون "إسلاما سِلميا" يواجه عقيدة الجهاديين، ويُعزِّز قيم الديمقراطية والمساواة والتسامح.رغم مرور السنين، وأفول الحرب على الإرهاب تدريجيا في مقابل انشغال واشنطن بصعود الصين وعودة الدور الروسي في شرق أوروبا والشرق الأوسط، بدا جليا أن السُّنة التي سنَّها الأميركيون ولم يُلقوا لها بالا بعد ذلك قد تحوَّلت إلى عقيدة سياسية جديدة لدول عربية بعينها، لا سيما بعد الثورات العربية. فقد سفَّهت معظم ضروب الصوفية مما جرى أثناء الثورات واعتبرتها خروجا على الحاكم الشرعي، ثم أضفت نوعا من الشرعية الدينية على النظم السياسية التي تزعَّمت الثورة المضادة.يبدو غريبا أن تؤول قطاعات واسعة من المتصوِّفة إلى ما آلت إليه رغم أن التصوُّف طالما نادى بـ"الزهد"، ونشأ في البداية مُعارِضا للسياسة والاستبداد، وتخلَّى عن مباهج الدنيا وبهرجتها، ودعا إلى تهذيب الذات وحمل راية الجهاد. على سبيل المثال، ذكر "ابن الجوزي" أن أئمة الصوفية رابطوا في المدن والثغور وحاربوا في المعارك، علاوة على دورهم البارز في وقت متأخر حين واجهوا الاستعمار الأجنبي في ليبيا والجزائر وغيرهما.
*(القاعدة البَصْرية.. لا خروج ولا كتمان)
لما رأى "الحسن البَصْري" الدارَ التي بناها "الحَجَّاج بن يوسف" في مدينة "واسط"، ذكر كلاما مُقرِّعا ذمَّ فيه الملوك وما عمّروا من قصور وما عمدوا إليه من ترف وإسراف ناعتا إياهم بالفُسَّاق والمغرورين، ثم قال: "إن الله سبحانه أخذ عهده على العلماء ليُبيِّننَّه للناس ولا يكتمونه"، حتى سمع "الحَجَّاج" مقولته فاشتد غضبه واستدعاه، فرد عليه "البَصْري" بكلام حكيم أخجل "الحَجَّاج" فعفا عنه. وكانت هذه سِمَة "الحسن البَصْري" مع الملوك، فقد وعظ ونَهَر، لكنه تلطَّف عند الصدام، وكان مبدؤه "لا خروج ولا كتمان"، أي لا تمرُّد أو خروج على الحاكم، ولكن لا كتمان لما يعتقده من حق، فيقوله صراحة في وجه السلطان.
وقد جسَّد موقف "البَصْري" مع الملوك السِّمَة العامة لزُهَّاد المسلمين، وخاصة في بواكر الحركة. ويمكن لنا عبر تتبُّع حركة الزهد هذه معرفة مواقفها المعارضة للملوك وأهل السياسة، وإنكارها للمنكرات، وقول الحق دون خوف أو مهابة. فقد اختار عدد منهم العزلة بدل الانخراط في سلك السياسة، حيث إن هدف الصوفي هو تهذيب الذات ليصل بها إلى أعلى المقامات الروحية. بيد أن هذه المفاهيم الروحية النبيلة استُبدِلَت أو فُرِّغَت من مضامينها الحقيقية، حتى بات الكثير من مذاهب التصوُّف اليوم عنصرا يلجأ إليه أرباب السلطة، فجعلت الزاهد يخلع خرقته البالية -رمز المعارضة والإنكار- ويلبس الهندام المُنمَّق ويُدمن الوجود في بلاط السلطة التي طالما قرنها الزهاد بـ"الظلم" و"التعسُّف".
*(تيار الزُّهد كمعارضة صامتة)
ظهر تيار الزُّهد في عهد النبوة، وكان النبي ﷺ في نظر الزهاد المؤسس الفعلي لهذه الحركة، فهو الذي لا يغلق دونه باب، ولا تقوم دونه الحجبة، وهو الذي جلس في الأرض، ولبس الغليظ، وركب الحمار، كما مَثَّل أبو ذر الغفاري رمزا مهما عند حركة الزهاد الذين رأوا فيه ناقما على السلطة. غير أن هذا الطوْر من أطوار الزهد لم يخرج عن قوام الدين، فقد حثَّ الدين الإسلامي على الزهد في الدنيا ومتاعها، دون الانصراف بالكلية عنها، داعيا إلى تحقيق التوازن بين حقَّيْ الروح والجسد، وأمرَيْ الدنيا والآخرة. وقد تطوَّر الزهد في القرن الأول بعد وفاة النبي ﷺ فصار حالة عبَّرت عن معارضة الحروب التي وقعت في عهد الصحابة وبني أمية، فلم يعد الزهد تحرُّرا من الأغلال المادية فحسب، بل أخذ موقفا داعيا لاعتزال الدنيا، وبات حركة منظمة مَثَّلها خواص المسلمين ممن عُرِفوا بأسماء مستحدثة مثل العُبَّاد والنُّساك والبكّائين، وأشهرهم "الحسن البَصْري" مؤسس مدرسة البصرة في الزهد والتصوف. وقد بيَّن "ماسينيون"، أحد أشهر المستشرقين الفرنسيين، ارتباط حركة الزهد بالسياسة، إذ إن الدافع الذي حرَّك نفوس الناس نحو الزهد في الدنيا هو رفضهم التطرُّف السياسي وتعسُّف الحكام الأمويين. ومن ثمَّ جسَّد الزهد معارضة صامتة لهذه السلطة، واعتزالا لها، حيث رأى فيها المتصوِّفة سلطة أخذت المُلْك بالغَلَبة وسفكت دماء المسلمين.أدَّت نتائج الفتوحات الإسلامية إلى مزيد من الشعور بالاغتراب وحدوث تفاوت طبقي كبير، ولذا لجأ بعض المسلمين المتمسكين بالقيم الدينية إلى تبني موقف معارض لهذه الأنماط الاجتماعية الجديدة، فكان الزهد منهجهم لمعارضة سلبيات المجتمع وانحرافاته. أما في العصر العباسي، حيث انتشرت ظواهر المجون وشرب الخمر، فأكَّدت حركة الزهد -التي باتت مرتبطة بالتصوف- اعتزال هذه المنكرات، وحثَّت على التقشف. وكما عُرِف في هذا العصر رجال مثل "أبي نواس" و"بشار بن برد" و"مسلم بن الوليد"، عُرِف كذلك شعراء زهاد مثل "مالك بن دينار" و"محمد بن زاهد".ذكر "ابن خلدون" أن التصوف من العلوم الحادثة في المِلَّة، وأصله العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، وذلك بالابتعاد عن زخارف الدنيا وزينتها والزهد في المال واللذة. وقد أكَّد "ابن خلدون" أن هذه الحال هي عينها حال الصحابة والتابعين، لكن ما حدث في القرن الثاني للهجرة وما بعده من مخالطة المؤمنين للدنيا والإقبال عليها، ثم الانغماس في ملذاتها، جعل قلة من الناس تُنكر على المؤمنين ذلك، وأخذت باعتزال الناس والانفراد بالعبادة، فاختص هؤلاء القلة بتسمية "المتصوفة" و"الصوفية". وقد شكَّل تيار الزهد ثورة روحية ضد أشكال الترف والمتع المادية حتى غالى أصحابه في ردة فعلهم، فتجلَّى الزهد داعيا إلى كراهية الدنيا والفرار من الناس واعتزال الخلق وممارسة الخلوة والصمت، وتجلَّت قيمة الزهد كذلك في كونه مَعْبرا إلى التصوف، ويدل على ذلك جواب "أبي يزيد البسطامي" لما سُئل بأي شيء وجدت هذه المعرفة؟ فقال: "ببطنٍ جائع وبدنٍ عارٍ".
*(الصوفية.. من حاضنة للمجتمع إلى خدمة السلطان)
بحلول عهد الدولة السلجوقية ناصر السلاطين الحركة الصوفية، حتى هاجر "نجم الدين الرازي" المعروف بـ"دايه" إلى الأناضول عند سماعه عن عدالة السلاجقة وحمايتهم للعلماء الصوفية، إذ رأى تحت رايتهم المكان الآمن الذي يمكن له فيه نشر المسائل الدينية بعيدا عن الهجمة المغولية التي حطَّت رحالها في إيران وبغداد بعدئذ. وكان للصوفية دور اقتصادي واجتماعي آنذاك، فعُرِف عنهم السخاء والتصدُّق، وعندما عزم "ابن عربي" على ترك الأناضول واستقر في دمشق، أهدى منزله إلى سائل طلب صدقة. وحاز "جلال الدين الرومي" دورا اجتماعيا أيضا، حيث اشتغل بقضاء حوائج الناس، وكان معظم أتباعه من الفقراء، ورغم أن الملوك والوزراء بَجَّلوه، فإنه آثر مصاحبة الدراويش والبسطاء.تحالف السلاطين السلاجقة مع التصوف، وكان لذلك أسباب دينية واجتماعية ستظل ترسم ملامح علاقة الأتراك بالتصوُّف حتى يومنا هذا، وأهمها أن الصوفية هُم مَن نشروا الإسلام بين القبائل التركية، وأن المتصوفة دعموا دولة السلاجقة في وجه معارضيها، حيث ساهم "الغزالي" بكتاباته في التصدي للحركات الباطنية التي هدَّدت وجود الدولة السلجوقية. وعلاوة على ذلك، كان للحركة الصوفية في العهد السلجوقي الدور الأبرز في تخفيف معاناة الناس وتوجيههم لإدارة متاعب الحياة وشدائدها، كما لعبوا دورا مهما في الجهاد ضد الصليبيين والمغول، وقدَّموا النصح والمشورة للسلاطين.ومع قدوم العصر المملوكي، تزايدت "الخانقاه" (بيوت الصوفية) وتنامى الدور المهم الذي لعبه الزهاد والمتقشفون، وكانت الخانقاه مدرسة للعامة ضمَّت مَن نذروا أنفسهم للزهد. وقد بيَّن الباحث "أحمد صبحي منصور" أن الشارع المملوكي كان أصدق ما عبَّر عن سيطرة التصوف على الناس، وذكر مظاهر ذلك من توسُّل للأولياء، كما قدَّم المؤرخ "ابن المحاسن" قصة وصفت ذلك الواقع، وهي أن الناس كانوا يترددون على مجذوب يسمى "يحيى الصنافيري" أفواجا، ولما زاد ترددهم رماهم بالحجارة، فلم يردهم ذلك عنه.لكن من الملاحظ أن العصر المملوكي يلفت النظر فيما شهده من تنامي الظلم والاستبداد وليس التصوف وحده. فقد عمل أولياء التصوف على إخماد الثورات عبر ترويج الخنوع على أنه "قبول بالقدر"، كما أسهمت المجاعات والأوبئة ونقصان النيل في تحطيم الاستقرار النفسي والاجتماعي، وزيادة ركون الناس إلى الدين، بدلا من توجيه الاتهام إلى السبب الرئيس في انتشار الظلم وهو السلاطين. وقد عبَّر "المقريزي" عن شيء من هذه الحالة لما قال: "وجافت الأرض والنواحي والأسواق من كثرة الموتى وكثرة أكل لحوم بني آدم وخصوصا الأطفال، ومن شأن النفس القلقة المنهارة أن تركن للدين". وبحسب ما أوردت "سعاد الحكيم" فإن كثيرا من سلاطين المماليك دفعهم قلقهم لجبر ضعفهم الظاهر باللجوء إلى "دولة الباطن".اقتفى العثمانيون خطوات المماليك في مأسسة التصوف، وعملوا على تنصيب شيخ للطرق الصوفية في مختلف أنحاء دولتهم الواسعة. واستقر التصوف على هيئة طرق شعبية، وصار حليفا للسلطة وأداة أيديولوجية بيدها، إذ لم يكن له أن يزدهر دون مساندة السلطة ورعايتها آنذاك. ولم تكن السلطة هي الأخرى لتحافظ على استقرارها دون تأييد الصوفية، رغم استمرار وجود عدد من الطرق الصوفية المعارضة. ومما يُلاحَظ أن الأتراك في تكوينهم الديني والنفسي والحربي اعتمدوا على أتباع الطرق الصوفية أيَّما اعتماد. على سبيل المثال، أثَّرت الطريقة "البكتاشية" (البكطاشية) في الأتراك ودفعتهم إلى الجهاد والمغانم وباركت أعمالهم، ومن ثمَّ دانوا بالولاء لشيوخها وتبرَّكوا بهم ونظروا إليهم نظرة المريد إلى شيخه. وقد ذكر كتاب "قيام الدولة العثمانية" للمؤرخ "محمد فؤاد كوبريلي" أن الصوفية أصحاب الدور الأبرز في تأسيس الدولة العثمانية وفي إنشاء جيش الإنكشارية، وكان لأتباع الطرق الصوفية المختلفة الفضل في توسيع رقعة الدولة العثمانية ودخول المجتمعات المسيحية في الإسلام.رغم الدور الإيجابي والمهم الذي لعبه التصوف في هذا العصر، فإنه في نهايته رسَّخ بعض أوجه الجهل والانحرافات والسكوت على الظلم، وسهُل تسييسه في العصرين المملوكي والعثماني بما يخدم السلطان، ولذا تحوَّل إلى أداة "للضبط الاجتماعي" بدرجة ما. إن هذا التحالف بين السلطة والدين على الصورة الصوفية قد تحوَّل إلى إحدى أقوى آليات التحكم السلطوي إبَّان العصر الحديث، وهي سُنَّة دأب عليها المستبدون في العصر الحديث ورُعاتهم من الدول الكبرى كلما أُتيح لهم ذلك، وكلما هادنتهم طريقة صوفية أو أخرى من أجل مصالحها الخاصة.
*(توظيف الصوفية في تطلُّعات الإمبريالية)
لم ينسحب التصوف الإسلامي عن مجالات الفعل والتأثير في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم، سواء على مستوى الحياة الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية، وبات بإمكاننا أن نشهد مقولات عن "عودة التصوف" في العصر الحديث. وقد بيَّن الباحث "محمد جحاح" مغالطة الحديث عن "عودة" التصوف، إذ إن التصوف لم يكف عن تشكيل رؤية الناس كي يُقال إنه عاد من جديد. وبيَّن "جحاح" أن ثمة انتعاشا سياسيا واستدعاء لمؤسسة التصوف من قِبَل الدول الحديثة ليس إلا لخدمة مصالحها، ولمواجهة التأويلات السياسية التي طرحتها الجماعات الإسلامية، لا سيما السلفية والجهادية، ورغم وجود جماعات سلفية هادنت السلطان هي الأخرى، فإن انحسار السلفية نسبيا بعد الثورات العربية دفع عددا من البلدان إلى اللجوء للتحالف مع طرق صوفية لترسيخ سيطرتها على الأفكار الدينية على حساب الإسلام السياسي.وصلت العلاقة بين الطرق الصوفية والأنظمة العربية وداعميها من القوى الكبرى إلى ذروتها عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، الذي تورَّطت فيه بوضوح الأيديولوجيا الجهادية. ومن ثمَّ ارتأت الولايات المتحدة أهمية وجود "إسلام معتدل" حسب تصوُّرها وتعريفها للاعتدال، وهو ما رأته متجسِّدا في التصوف. وقد عكفت مراكز الدراسات على عقد المؤتمرات وإصدار الدراسات للتشبيك مع الطرق الصوفية بالتعاون والتنسيق مع دول الشرق الأوسط، لا سيما تركيا التي رعت هذا النمط أثناء العقد الأول من حُكم حزب العدالة والتنمية وتحالفه آنذاك مع حركة كولن الصوفية صاحبة التأثير الكبير في البلقان وآسيا الوسطى، وصاحبة العلاقات القوية حتى اليوم بالولايات المتحدة. وفي مصر، حيث انتمى بالفعل العديد من مشايخ الصوفية إلى الحزب الوطني منذ حرب نظام مبارك مع الجماعات الجهادية في التسعينيات، لم يكن صعبا شحذ الهمم الصوفية لخدمة النظام من جديد. وفي الجزائر حظيت الطرق الصوفية أيضا بدعم النظام، حيث ساندت الطريقة القادرية فوز "بوتفليقة" بالرئاسة عامي 1999 و2004. وفي سوريا حازت الصوفية حضورا مكثفا داخل هياكل السلطة. وقد أتى موقف الكثير من الطرق الصوفية "واقعيا فجا" بعد الثورات العربية التي أبدى الكثيرون منهم تحفظات عليها.في مجتمعات متأزمة مثل المجتمعات العربية، لا يزال يُعاد اليوم إبراز أهم مقولات التصوف مثل "وحدة الأديان" لتسويغ تصوُّرات ليبرالية هشَّة، ولا يزال يُستعاد "ابن عربي" في غير موضعه وبتأويل شديد السطحية للترويج للاندماج مع كل وأي هوية وثقافة ودين، ومن ثمَّ تزداد المناهج الشرعية الصلبة انحسارا لصالح تصوُّرات روحانية شبه ليبرالية. ورغم أن واشنطن التي سنَّت تلك السُّنة ابتداء، ظهرت بعد الثورات العربية بمواقف أكثر تركيبية وأكثر قدرة على استيعاب دور الإسلام السياسي وأسباب اندلاع الثورات العربية في وجه حلفائها أنفسهم، يبدو أن حلفاءها في المنطقة ماضون في سعيهم الحثيث لتطويع التصوُّف أداة سياسية لهم. يبدو إذن أن التصوف الذي تأسس على الزهد والانقطاع عن متع الدنيا بات مطية لسلطان الملوك بعد قرون من تطويعه من جانب المماليك والعثمانيين، وسنوات من تكثيف حضوره بتأويلات سياسية معيَّنة من جانب الدول الداعمة للثورات المضادة، الذين أفقدوه مضمونه المناوئ للفتن والاستبداد، وحوَّلوا قطاعات منه على أقل تقدير إلى جزء لا يتجزَّأ من معادلة نظمهم السياسية الحاكمة.
٢-السومرية…
الأمم المتحدة بشأن الحرب في غزة: وصلت لمستوى غير مسبوق
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الموت والدمار.وأضاف غوتيريش في كلمة له "أدنت سابقا هجمات حماس ونحن بحاجة لإدانة محاولة فرض عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني"وتواجه منطقة الشرق الأوسط، خطر اتساع دائرة الصراع، وذلك بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في ضربة "إسرائيلية" على الضاحية الجنوبية لبيروت.
٣-جريدة المدى…الصدر يطالب البرلمان بتقليل التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالعراق
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مجلس النواب العراقي إلى تقليل التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في البلاد كخطوة أولى، فيما شدد على ضرورة مقاطعة الدول العربية والإسلامية التي طبعتها علاقاتها مع إسرائيل.وقال الصدر في بيان تلقته (المدى): "أسست (إسرائيل) كيانها على أساس تطرف ديني يهودي.. وحُرّم ذلك على الأديان الأخرى. حَلّ لها تهجير سكان فلسطين بكل وقاحة.. ومنع ذلك بكل القوانين والأعراف بل والشرائع الدينية".وأضاف "رفضت قرارات المحكمة الدولية والقوانين الإنسانية بلا رادع.. ولو فعلها غيرها لقامت الدنيا ولم تقعد. تتباهى بكونها أعظم الدول الديمقراطية وأنها حامية الحرية.. وهي تقمع كل القوميات والأديان والأعراق وتدنيهم عن كل يهودي إسرائيلي مقيت".وأشار إلى أنها -إسرائيل- "سجنت الآلاف في غزة ومنعت عنها أقل حقوقها في العيش الرغيد بكل وقاحة.. وإذا فعلها الغير كانت حكومة ظالمة ودكتاتورية. تعتدي على الدول بالقصف والاختراق وتتدخل بشؤونها بغطاء دولي سافر.. ويُمنع ذلك عن أي دولة أخرى".وأكد أنها "تعادي من تشاء من الأنظمة والدول من غير عتب.. وما إن عادت إحدى الدول دولة أخرى كان مصيرها مظلماً.. فتبت يدا أمريكا وتبت.. ما أغنى عنها مالها وما كسبت".ولفت إلى أنها "هي الداعمة لكل الأفعال الصهيونية الإرهابية في فلسطين ولبنان وغيرها.. ومن هنا أدعو (منظمة التعاون الإسلامي) و(الجامعة العربية) لموقف حازم".وطالب الصدر "أولاً: تجريم التعامل مع إسرائيل.. وفرض العزلة عن أي دولة عربية أو إسلامية طبعت أو تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الإرهابي".وتابع "ثانياً: تحييد التدخلات الأمريكية في بلداننا العربية والإسلامية وتحييد سفاراتها.. بل ومحاولة قطع العلاقات الاقتصادية معها"، مضيفاً "ثالثاً: عمل إسلامي عربي حكومي رسمي موحد لاستصدار قرارات من داخل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ضدّ الكيان الإرهابي".وختم الصدر "رابعاً: ما يخصّ الشأن العراقي.. أطالب البرلمان باستصدار قرار برلماني بعيداً عن العنف لتقليل التمثيل الدبلوماسي الأمريكي كمرحلة أولى وإن لم تطبقه الحكومة العراقية.. فالمفروض أن مجلس النواب يمثل الشعب العراقي.. وأنا مستعد لدعم القرار شعبيا.. والله العالم".
٤-الجزيرة…سارة مارديني.. سباحة سورية من قارب نجاة إلى قاعات المحكمة
تقدم الجزيرة الوثائقية قصة السباحة السورية سارة مارديني التي انقلبت حياتها رأساً على عقب بعد أن أجبرتها ظروف الحرب على الفرار في قارب مطاطي من تركيا إلى اليونان بقصد اللجوء إلى أوروبا.وفي فيلم وثائقي بعنوان "سارة مارديني سباحة عابرة للقارات" والذي بثته منصة الجزيرة 360، ويمكن مشاهدته كاملا عبر هذا الرابط، تحكي سارة جانبا من تفاصيل رحلتها الشاقة حيث لعبت وشقيقتها يسرى دورا بطوليا في إنقاذ لاجئين كانوا على وشك الغرق، لتجد نفسها لاحقًا تواجه تهمًا بتهريب البشر على سواحل اليونان.واضطرت سارة، التي كانت تتمتع بمسيرة رياضية واعدة في السباحة، إلى مغادرة وطنها بحثًا عن الأمان. ورغم أن رحلتها نحو أوروبا كانت محفوفة بالمخاطر، فإن لحظات الحسم جاءت عندما بدأت المياه تتسرب إلى القارب المطاطي الذي كان يحملها مع عدد من اللاجئين.وبفضل مهاراتها العالية في السباحة، تمكنت سارة وشقيقتها من سحب القارب إلى بر الأمان، مما أنقذ حياة من كانوا على متنه.ويتناول الوثائقي تفاصيل هذه الرحلة الصعبة، ليس فقط من خلال تسليط الضوء على الشجاعة والإصرار اللذين أبدتهما سارة، بل أيضًا من خلال توثيق التحولات التي شهدتها حياتها بعدها.
فبعد أن وصلت سارة إلى أوروبا وتم الترحيب بها كبطلة، وجدت نفسها لاحقًا متهمة بتهريب البشر بعد أن قامت بعمل إنساني في مساعدة اللاجئين على الشواطئ اليونانية.
*(ملاذ آمن أم مصدر متاعب؟)
وتشير سارة إلى أن تجربتها في السباحة جعلتها ترى الحياة بشكل مختلف، وأن المياه كانت دائماً ملاذاً آمناً لها، لكن ما لم يكن في حسبانها أن هذا الملاذ سيتحول إلى مصدر للمتاعب القانونية.ورغم أن سارة أصبحت رمزًا للأمل والإنسانية للكثيرين، فإنها تواجه محاكمة طويلة ومعقدة باليونان، حيث تم اتهامها بالمشاركة في عمليات تهريب البشر، وتصف سارة كيف أن هذه الاتهامات كانت بمثابة صدمة كبيرة لها ولعائلتها، مؤكدة أنها لم تقم سوى بواجبها الإنساني.وتتطرق مشاهد الفيلم أيضًا إلى الحياة اليومية لسارة خلال فترة المحاكمة، حيث تعيش حالة من التوتر والقلق المستمر، ورغم التحديات القانونية والنفسية التي تواجهها، فإن سارة تبقى متمسكة بالأمل، مستندة إلى دعم عائلتها وأصدقائها.وتقول سارة "أنا الآن أعيش حالة من الترقب، لا أعرف ماذا سيحدث في المحاكمة، لكنني أعرف أنني لن أستسلم".ويسلط الفيلم الضوء على كيفية تعامل الإعلام مع قضية سارة، وكيف أن تجربتها أثارت جدلاً واسعاً حول سياسات التعامل مع اللاجئين بأوروبا، حيث تظهر سارة امتنانها للاهتمام الإعلامي الذي ساهم في إبراز قصتها، لكنها تتساءل "ماذا عن مئات اللاجئين الآخرين الذين يواجهون نفس المصير؟".ومن خلال قصتها، يطرح الفيلم تساؤلات حول العدالة والإنسانية، وكيف أن المساعدات الإنسانية قد تتحول إلى جريمة في بعض السياقات، كما يعرض الوثائقي شهادات من أصدقاء وعائلة سارة الذين يعبرون عن دعمهم الكامل لها، مؤكدين أنها ليست سوى ضحية لنظام قانوني يعاقب من يساعد الآخرين.وبينما تستمر سارة في معركتها القانونية، تأمل أن قصتها تسلط الضوء على معاناة اللاجئين في جميع أنحاء العالم، حيث تقول في نهاية الوثائقي "هذا ليس عني فقط، بل عن مئات الآلاف من اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان والكرامة.. علينا جميعاً أن نتحدث بصوت واحد من أجلهم".
٥-شفق نيوز……
ماذا نعرف عن قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وما أهميته؟
بعث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، يحثّه فيها على إدانة ما وصفه بـ"هجمات واسعة النطاق" شنّتها جماعة حزب الله اللبنانية على إسرائيل مؤخراً، داعياً بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.في الوقت نفسه، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على العودة للالتزام بتطبيق القرار رقم 1701 بشكل كامل، وبالعودة فوراً إلى وقف الأعمال القتالية لاستعادة الاستقرار.أيضا شدّدت بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على ضرورة إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701، والذي "أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم" حسبما ورد في بيان صحفي للبعثة.يأتي ذلك بعد يومٍ وصفه مراقبون بأنه الأكثر دموية في لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث قُتل ما لا يقل عن 490 شخصاً بينهم عشرات النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 1600 آخرين.ومع ذلك، فإن عودة الحديث عن القرار 1701 إلى الواجهة ليست وليدة اليوم، وإنما هي قائمة منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فما هو هذا القرار؟
*(ما هو القرار 1701، وما هي أهميته؟)
في أغسطس/آب من عام 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الدّاعي إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان والتي استمرت 34 يوماً حينها.القرار الأممي طالب جماعة حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماتها ضد إسرائيل، كما طالب الأخيرة بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية، وبسحب كل قواتها من جنوب لبنان.كما دعا القرار 1701 الحكومة اللبنانية إلى نشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل).القرار، دعا كذلك إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.كما دعا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.وهناك من يعتبر أن القرار 1701، قد أسهم في إيجاد استقرار نسبي في لبنان على مدى 17 عاماً، امتدت منذ نهاية الحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان في 2006، وحتى اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.وبخلاف الوضع في حرب غزة، فإن الإطار العملي لوقف إطلاق النار في حرب لبنان موجود بالفعل في القرار1701، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.وأشارت الإيكونوميست إلى أن القرار الأممي 1701 يقضي بسحب جماعة حزب الله قواتها إلى شمال نهر الليطاني على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، لكن الأمين العام للحزب حسن نصرالله يرفض أن يفعل ذلك قبل أن تنسحب إسرائيل من قطاع غزة، وتنهي حربها هناك.
٦-واع …
إصابة عدد من العراقيين بالقصف الصهيوني على ضاحية بيروت
………أصيب عدد من المواطنين العراقيين، بالقصف الصهيوني الذي وقع الثلاثاء، على ضاحية بيروت الجنوبية.وقال مدير مكتب القناة العراقية الإخبارية في بيروت أمين ناصر، إنه تأكد إصابة عدد من المواطنين العراقيين بجروح في العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية.وفي وقت سابق كشفت وزارة الصحة اللبنانية، عن استشهاد 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين بالعدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية، اليوم الثلاثاء.
٧-الأخبار العاجلة
عاجل
صواريخ حزب الله "تفزع" سكان شمال إسرائيل.. قلق وانهزامية
l قبل 1 ساعة
على حدود إسرائيل ولبنان.. تسلسل زمني لتاريخ الحرب المستعرة
l قبل 1 ساعة
بـ"ألماس" وتكتيكات روسية واستنزاف.. هكذا يستعد حزب الله للحرب
l قبل 3 ساعات
وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ موجة جديدة من الهجمات في لبنان
l قبل 3 ساعات
الصليب الأحمر في لبنان يوجه نداء عاجلا للبنانيين للتبرع في الدم
l قبل 3 ساعات
حزب الله يعلن انه أطلق صاروخا باليستيا من نوع "قادر 1" على مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب
l قبل 3 ساعات
غارات إسرائيلية جديدة على لبنان.. واستهداف "منصة الباليستي"
l قبل 4 ساعات
قلق في إسرائيل.. 40 ألف مقاتل بانتظار إشارة من حسن نصرالله
مع تحيات مجلة الكاردينيا
1331 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع