أخبار وتقارير يوم ٣ تشرين الثاني

 أخبار وتقارير يوم ٣ تشرين الثاني

ما حقيقة شمول نور زهير بالعفو العام؟ عضو بالقانونية النيابية يرد
رووداو ديجيتال:أثر الجدل في الأوساط العراقية مؤخراً من احتمال شمول المتهم الرئيسي بقضية سرقة الامانات الضريبية، والمسماة بـ"سرقة القرن"، نور زهير، بقانون العفو العام.

تعد "سرقة القرن" من كبرى قضايا الفساد في العراق، والتي بطلها نور زهير، حيث وصل مبلغ السرقة وفق بعض النواب العراقيين الى نحو 10 مليارات دولار، فيما أعلنت الحكومة العراقية في أوقات سابقة عن استرداد جزء من المبلغ.

"سرقة المال العام غير مشمولة بالعفو"

بهذا الصدد، قال عضو اللجنة القانونية النيابية عارف الحمامي، لشبكة رووداو الاعلامية إنه "لا يوجد تأكيد على شمول نور زهير بالعفو العام"، مؤكداً أن "سرقة المال العام غير مشمولة بالعفو العام، باستثناء جرائم بسيطة".

ولفت النائب عارف الحمامي الى أن "اللجنة القانونية، وعندما أعددنا التقرير الأخير، لا يشمل نور زهير بالعفو العام".

في شهر آب الماضي، جرى تداول أنباء حول تعرض نور زهير، إلى حادث سير خطير في العاصمة اللبنانية بيروت كاد أن يودي بحياته، إلا أن الأمن اللبناني قال إنه "لا حالة صحية تدل على تعرضه لحادث كبير".

المخابرات العراقية أبلغت الأمن اللبناني بأن نور زهير، متهم بالفساد ولديه محاكمة في الـ27 من شهر آب، في قضية "سرقة القرن"، لكن المتهم لم يحضر الجلسة.

"مقترح غير متفق عليه"

ونوّه النائب عارف الحمامي الى أنه "كان هنالك مقترح قبل التصويت بصورة عامة، يتضمن من هو مطلوب للمال العام، لا يفرج عنه الا عندما يسدد المبلغ الذي بذمته كاملاً"، مردفاً أن "هذه الفقرة لازالت جدلية وغير متفق عليها".

قانون العفو العام المرسل من قبل الحكومة يشهد اعتراضات وتحفظات برلمانية عليه، رغم الانتهاء من القراءة الثانية له من قبل مجلس النواب العراقي.

ونور زهير رجل أعمال، ورئيس شركة المبدعون للخدمات النفطية، والمتهم الرئيسي بقضية سرقة الأمانات الضريبية المعروفة بـ "سرقة القرن"، والتي نفاها من جانبه، ووصفها بأنها قضية لابتزازه والحصول على عمولات من خلاله.

في عام 2022، أعلن عن فقدان أكثر من 3 تريليونات دينار عراقي (2.5 مليار دولار)، من الأمانات الضريبية، عن طريق ائتلاف مكون من 5 شركات نفطية عن طريق صكوك وهمية.

وإثر ذلك صدر أمر بالقبض على مسؤولين مقربين من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وهم وزير المالية علي علاوي، ومدير مكتب رئيس الوزراء رائد جوحي وآخرون.

وفي الـ24 من شهر تشرين الأول من عام 2022 قبض على نور زهير، كونه يرأس مجلس إدارة إحدى الشركات المتورطة في القضية، ثم أطلق سراحه لاحقاً، بعد إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استعادة 5% من المبلغ، مقابل تعهد نور زهير بتسليم كامل المبالغ المسروقة.

وحددت محكمة مكافحة الفساد في الـ14 من شهر آب الماضي، موعداً لمحاكمة نور زهير، إلا أن المحاكمة أُجلت إلى الـ27 من ذات الشهر؛ غير أن المتهم لم يحضر.


--------------------

١-السومرية …رمى زوجته الحامل من الشباك.. كشف تفاصيل جريمة "مروعة" في العراق
خلافات زوجية عديدة ودعاوى ومشاكل حضانة ونفقة لم تُجدِ معها جميع الحلول لاستمرار الزواج وإن كان من اجل الأبناء، ورغم الهوة الكبيرة بين الزوجين، جربت الزوجة محاولة أخيرة لتحسين العلاقة الزوجية كما ظنت، إلا أن نية الزوج كانت السوء.
خطط الرجل لقتل زوجته وذلك برميها من شباك الغرفة التي استأجرها في الفندق، ونفذ خطته بالفعل وتوفيت الزوجة في المستشفى متأثرة بالإصابات التي تعرضت لها إثر حادثة رميها من أحد طوابق فندق في إحدى المحافظات، ليقتلها مع جنينها في الشهر الثالث من الحمل.الحادث كان نهاية خلافات سابقة بينهما بحسب أقوال المدعين بالحق الشخصي والدي المجني عليها في دوري التحقيق وأمام المحكمة فقد بينوا ان زوج المجني عليها هو المتهم، وان هناك خلافات كثيرة بينهم، واخرها حين قام بأخذها إلى خارج العاصمة والسكن في فندق وقيامه برميها من الغرفة التي يشغلانها بعد التشاجر معها وخنقها وضربها وأنها كانت حبلى مما تسبب في وفاتها في المستشفى بعد الحادث، وان الوالدين ذكرا أن لا شهادة عيانية لهما ضد المتهم عن حادث قتلها إلا انهما أكدا وجود خلافات سابقة ودعاوى بين الطرفين منها دعوى نفقة مقامة من قبل المجني عليها وطلبها الشكوى ضد المتهم والتعويض، بحسب صحيفة القضاء. وأيضا عند تدوين أقوال الشهود فقد تضمنت إفادة الشاهد (م) بأنه يعمل عامل في الفندق وان المتهم وزوجته وأطفاله نزلاء بالفندق وانه لا شهادة له بالحادث وتضمنت أقوال الشاهد تحقيقا ومحاكمة بانه عامل في الفندق واستلم إدارة الفندق، وان المتهم كان نزيلا وفي الصباح نزل المتهم من الفندق مع آخرين وبعدها سمع صوتا قويا وخرج خارج الفندق وأخبروه بسقوط جدار وبعد ذلك المتهم اخبره بان زوجته قامت برمي نفسها من شباك الغرفة التي يشغلها في الفندق وقام بإخبار السلطات المختصة، وتم القبض على المتهم وبخصوص الصوت الذي سمعه فانه لا يستطيع الجزم بسقوط المجني عليها عند خروج المتهم من الفندق حيث سمع عدة أصوات يوم الحادث لوجود أعمال هدم وترميم مجاورة للفندق.واطلعت المحكمة على محضر الكشف والمخطط لمحل الحادث وعلى محضر كشف وإظهار ورفع الآثار الجرمية لمسرح الجريمة الصادر من شعبة الطبعة الجريمة فقد أيد حصول سقوط زوجة المتهم من نافذة شباك الغرفة واطلعت المحكمة على التقرير الطبي للمجني وتم تثبيت الأضرار نتيجة سقوطها على الأرض من نافذة شباك الفندق والتقرير التشريحي لجثة المجني عليها وتضمن الاضرار الخارجية اضرارا في انحاء الجسم وكدمات وسحجات في الجسم وتضمن حقل الاستنتاج ان سبب الوفاة هو النزف الدماغي اثر شدة خارجية على الرأس واطلعت المحكمة على تفريغ كاميرات المراقبة المتضمن عدة مقاطع والذي تم الاطلاع عليها وتشغيل قرص (C.D) من قبل هذه المحكمة وعرضه على الشاشة بخصوص أطراف الدعوى يوم المحاكمة وكان مطابقا لما جاه بمحضر التفريغ في دوري التحقيق والمتضمن سقوط المجني عليها من مكان مرتفع وكان الوقت الساعة الخامسة وثلاث عشرة دقيقة فجرا يوم الحادث وعند الساعة الخامسة وست عشرة دقيقة فجرا يظهر خروج المتهم وهو زوج المجني عليها من الفندق الذي يسكن فيه ويظهر فيه بوضع مرتبك ويحمل بيده كيسا بلاستيكيا صغيرا مع قنينة ماء ويقوم باحتساء الماء اثناء المسير ويقوم بدخول احد الأفرع المجاورة إلى الفندق وبعد مرور دقيقتين يعاود بالدخول إلى الفندق وبعد ذلك يخرج من الفندق بصحبة عامل الإدارة بحجة سقوط زوجته من النافذة اثر قيامها بالانتحار.واطلعت المحكمة على الكشف على جثة المجني عليها المتضمن المشاهدات على الجثة المتضمن مشاهدات آثار كدمات عديدة وقسم منها كبيرة على الجثة وفي انحاء الجسم ووجود اثار كدمات زرقاء في منطقة الرقبة والأذنين والوجه ووجود جنين في بطن المجني عليها داخل الرحم وهو ملفوف بقطعة بيضاء داخل الثلاجة وهو قطعة لحمية بحجم كف اليد.كما واطلعت المحكمة على قرار اللجنة الطبية الأولية السابق في دعواها لحضانة الأطفال والمتضمن بان المجني عليها سالمة عقليا ولا يوجد ضرر من رعايتها لأطفالها ولا يوجد مانع من توليها حضانة أطفالها واطلعت المحكمة على الدعاوى الشرعية المسجلة بين المتهم وزوجته والتي تتعلق بالنفقة للمجني عليها وأولادها صادرا من محكمة الأحوال الشخصية.اعترف المتهم مفصلا بقتل زوجته المجني عليها بعد أن سكنوا في فندق، يقول كانت بناته نائمات في الغرفة وراودته فكرة قتل زوجته فجرا فقام بالإمساك بها وحاول رميها من الشباك وقامت بمقاومته وحصل جرح في يدها وقام بالإمساك بحجابها لغرض ربط يدها كونها مجروحة وحضنها بقوة من الخلف وقام رميها من الشباكحيث سقطت على سطح المحل بالقرب من الفندق وبعدها ذهب وأخبره بسقوط زوجته من شباك الغرفة.محضر كشف الدلالة جاء مطابقا للحقيقة والواقع واعتراف المتهم الصريح بحادث قتل المجني عليها زوجته وأنها حامل، والأدلة المتحصلة ضد المتهم قد جاءت كافية ومقنعة لتجريمه وفق التهمة الموجهة له وقررت المحكمةتجريمه بموجبها وتحديد عقوبته بمقتضاها عملا بأحكام المادة ۱/۱۸۲ الاصولية ولكونه رجلا كبير السن ولظروف الحادث قررت المحكمة الاستدلال بالمادة ۱/۱۳۲ من قانون العقوبات والأخذ بنظر الاعتبار ذلك عند فرض العقوبة بحقه بالسجن المؤبد وصدر القرار بالاتفاق وجاهيا قابلا للتمييز والتمييز الوجوبي وافهم علنا.
٢-الجزيرة…العراق يداوي جروح لبنانيين لجؤوا إليه خلال الحرب
بغداد– وجد الآلاف من اللبنانيين أنفسهم مضطرين لترك ديارهم بحثا عن الأمان والاستقرار، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي في 30 سبتمبر/أيلول 2024 بدء عملية برية ضد أهداف لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان.وطالب المرجع الديني في النجف علي السيستاني في 23 سبتمبر/أيلول الماضي ببذل كل جهد ممكن لوقف هذا العدوان المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، داعيا إلى القيام بما يساعد في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.وفتح العراق أبوابه للبنانيين واستقبلهم الشعب العراقي بكل حفاوة، الأمر الذي دفعهم إلى التعبير عن شكرهم وامتنانهم لهذا التضامن.

*(حفاوة استقبال)
وعبّر نازحون لبنانيون، خلال حديثهم مع الجزيرة نت، عن الامتنان العميق لما قدمه لهم العراقيون، من توفير المأوى والطعام والدواء، بالإضافة إلى الدعم المعنويّ والنفسيّ، منوهين إلى أنهم وجدوا في العراق بيئة آمنة ومستقرة، مما أسهم في تخفيف آلامهم النفسية وتجاوز الصدمة التي تعرضوا لها.يقول أبو علي، وهو نازح من لبنان "عندما وصلت إلى العراق شعرت بالراحة والأمان، لقد وجدت كل ما أحتاجه من مأوى وطعام ودواء، لم أتوقع يوما أن أجد مثل هذا الكرم والاستقبال الحافل".من جانبها، أكدت السيدة أم مهيمن، وهي أيضا نازحة لبنانية، أن "العراق هو وطننا الثاني، لقد عشنا هنا حياة كريمة، ولم نشعر بأي نقص في أي شيء، نشكر الحكومة العراقية والشعب العراقي على كل ما قدموه لنا".فيما يقول المواطن اللبناني أبو عبد الله "لم أشعر يوما أنني نازح في العراق، لقد وجدت هنا أهلي وعائلتي، وقد فتح العراقيون بيوتهم لنا وكأننا منهم، ولم يبخلوا علينا بأي شيء، أشعر بالامتنان لكل ما قدموه لنا"، مضيفا "أنا متأكد من أننا سننتصر وسنعود إلى وطننا، أشكر المقاومة اللبنانية على صمودها وتضحياتها".وأشادت النازحة، أم حسن وهي من بين العوائل التي نزحت من جنوب لبنان، بالجهد الكبير الذي اضطلعت به "العتبات المقدسة" في استقبالهم وتقديم الرعاية لهم، مؤكدة أن حالهم أشبَه بمن هم في زيارة دينية ممّن هم نازحون، وأنهم وجدوا في العراق ملاذا روحيا آمنا، كما أشادت بالمرجعية الدينية التي وجهت العراقيين لاستقبالهم وتقديم المساعدة لهم.

*(العتبة العباسية)
عضو مجلس إدارة العتبة العباسية، عباس الموسوي، أكد أن العتبة ماضية في تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المنكوبة، وذلك استجابة لنداءات الإنسانية وتوجيهات المرجعية الدينية العليا، مشيرا إلى أن العتبة سبق وأن وقفت بجانب العديد من الشعوب التي تعرضت للكوارث والأزمات، مثل الشعب السوري خلال الزلزال، وأيضا العوائل النازحة خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة على مناطق داخل العراق.وقال الموسوي، في حديث للجزيرة نت، إن استجابة العتبة العاجلة للعدوان الإسرائيلي على لبنان "تأتي ترجمة عملية لتوجيهات المرجعية الدينية العليا، وتأكيدا على قيمنا الإسلامية الأصيلة التي تحث على التضامن والتكاتف مع الأشقاء في محنتهم"، فيما ندد بالجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب اللبناني، مؤكدا أن هذه الجرائم تنتهك كل القيم والمبادئ الإنسانية.

وأوضح أن العتبة العباسية أطلقت حملة إغاثية واسعة النطاق لدعم الشعب اللبناني، شملت إرسال قوافل إغاثية محملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تجهيز مستشفيات ميدانية ومطابخ مركزية لتقديم الخدمات الطبية والغذائية للنازحين في سوريا، منوّها إلى أن العتبة قامت بتوفير السكن والإيواء لعدد كبير من اللبنانيين في مجمعاتها السكنية.وأشار إلى أن العتبة العباسية مستمرة في استقبال التبرعات والمساعدات من المؤمنين والمواكب الحسينية لدعم جهودها الإغاثية في لبنان، داعيا جميع الجهات المعنية إلى التكاتف والتعاون من أجل تقديم المساعدات اللازمة للشعب اللبناني الشقيق، حتى يتجاوز هذه المحنة.وأكد الموسوي على أن العتبة العباسية ستبقى في طليعة المؤسسات التي تعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية، وأنها ستواصل جهودها لدعم القضايا العادلة والشعوب المظلومة.

٣-الشرق الأوسط…نحو ألف قتيل خلفتهم العملية الإسرائيلية المتواصلة على شمال غزة

يعاني ما يزيد على 100 ألف فلسطيني ممن تبقوا في منازلهم أو المباني التي نزحوا إليها داخل شمال غزة، من أوضاع مأساوية، جرَّاء الغارات المكثفة الإسرائيلية ونيران الآليات والمسيَّرات.ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم الخميس: «خلَّف العدوان على محافظة الشمال خلال الـ27 يوماً نحو ألف شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، وتدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير آلاف المواطنين جنوباً».وطبقاً للوكالة: «لا تزال قوات الاحتلال تمنع وصول الطواقم الطبية إلى المصابين شمال القطاع لتقديم المساعدة العلاجية لهم، في ظل توقف الخدمات الصحية وخدمات الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ».وأشارت إلى أن «قوات الاحتلال توغلت فجر اليوم باتجاه مدرستي تل الزعتر وتل الربيع بمدينة بيت لاهيا، وأنذرت النازحين فيهما عبر مسيَّرات (كواد كابتر) بإخلاء المدرستين».كما فجرت القوات الإسرائيلية مبان سكنية بمخيم جباليا، واندلعت النيران في منازل بمحيط دوار الشيخ زايد ومشروع بيت لاهيا جرَّاء القصف المدفعي المكثف منذ فجر اليوم.وحسب الوكالة: «تواصل قوات الاحتلال حصار المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال غزة وهي كمال عدوان والإندونيسي والعودة، وإخراجها عن الخدمة بشكل كامل. كما تستهدف مركبات الإسعاف والدفاع المدني، التي باتت عاجزة تماماً عن تقديم الخدمة».

٤-الجزيرة —تقرير خاص

لغات هاربة وهويات قاتلة.. عندما تُكتب العربية بالحروف اللاتينية

"نحن لا نتكلم عن لغة كتبت بالحروف اللاتينية، إنما نتكلم عن لغة كتبت بلسان القرآن العظيم، وأنزلت على قلب رسولنا الكريم.. هنا يكون وجه الخطر".…
أسير في شوارع القاهرة، ولا أقرأ إلا عناوين وأسماء محلات كلها بلغات أجنبية، وأشعر بالحزن والاغتراب على مدينة كانت قريبا عجيبة عصرها، فلم تعد القاهرة تلك المدينة التاريخية الوديعة الأثيرة لدى سكانها، بل أضحت مدينة غريبة على أهلها وعشاقها، بوجهها الملطخ بالألوان والمساحيق، وشوارعها المزدحمة باللافتات البراقة التي تعج بمختلف اللغات، والإعلانات الشاهقة الارتفاع بعرض الشوارع.تدعو تلك الإعلانات المواطنين بجرأة أقرب إلى التبجح لاقتناء الفيلات والشاليهات والوحدات السكنية ومنتجعات الترفيه الساحلية ودعايات مجمعات سكنية (بكمبوند) مغلقة على أهلها، بحراسات خاصة، والسعر ملايين الجنيهات.والمثير أن معظم هذه الإعلانات مطبوعة بلغات أجنبية، قد لا تتخللها كلمة واحدة باللغة العربية، وهي بالطبع إعلانات موجهة لفئة معينة من الناس، وغير معنية بالسواد الأعظم من المواطنين الذين لا يجيدون اللغات الأجنبية في معظم الأحوال.وإن قادتك خطواتك إلى قلب القاهرة سيصيبك الذهول، ولأول وهلة تظن أنك في بلد أوروبي، ملأت شوارعه اللافتات والعناوين المكتوبة بلغات أجنبية، حتى تخلت محلاتها ومؤسساتها عن أسمائها العربية لتحمل عناوين جديدة باللاتينية، ومعظم الإعلانات واللافتات لا تتخللها كلمة واحدة باللغة العربية.وعندما تنظر لأسماء المحلات تذهل من فوضى العناوين التي تسيطر على واجهات المحلات المكتوبة كلها باللغة الإنجليزية، والبضائع الموجودة بكل المحلات بلغات غير العربية من دون التزام بكتابة اللغة العربية كما كان متبع من قبل.

*(الخطر ليس بعيدا عن هنا)
علينا الاعتراف بأن اللغة العربية صارت ضحية الداخل والخارج والقريب والبعيد في السنوات الأخيرة، وفي الوقت التي تواجه فيه تحديات شرسة من الخارج، نراها وقد أهملها أهلها وتركوها للتحدث والكتابة بلغات مغايرة حتى أشرفت على الموت، في وقت نرى فيه لغات أخرى تبعث من تحت الرماد بعد أن ماتت من آلاف السنين.واستشعارا بالخطر القادم للنيل من هويتنا العربية من خلال إهمال الأجيال الشابة للغتهم العربية، أطلقت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج مبادرة "اتكلم عربي" تهدف للتمسك بالهوية العربية والعادات والتقاليد المصرية.المبادرة هدفها دعم اللغة العربية والهوية الوطنية في مواجهة التحديات والحروب الحديثة، ومنها حرب طمس الهوية، مؤكدة على التمسك بثقافتنا العربية لتجنب أي عملية استقطاب لأبنائنا بالخارج والداخل.وفي الداخل حملت العديد من الصحف الصادرة بالقاهرة شعار "اتكلم عربي" في محاولة للتنبيه إلى خطر الكلام بلغات مغايرة وحث الشباب على ضرورة الاهتمام والفخر بلغتهم الوطنية.وبعيدا عن الحديث المكرور عن كون اللغة العربية واحدة من أشهر اللغات العالمية، واللغة الدينية لأكثر من مليار مسلم حول العالم، واللغة الرسمية لـ22 دولة عربية، وتدخل ضمن اللغات الست المستعملة رسميا في المنظمات الدولية، وتحتل المركز الثالث في ترتيب اللغات العالمية، وتعدها الأمم المتحدة من اللغات الحيوية، وتحتفي بها كل عام في يوم اللغة العربية، في 18 ديسمبر/كانون الأول كل عام، وتصفها في ديباجتها: "اللغة العربية ركن من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما فى العالم، إذ يتكلمها يوميا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة"؛ بعيدا عن هذا ومع كل هذه التصريحات والتشنجات والادعاءات بالانتماء والوطنية لا يخفى على أحد المصير الغامض المقبلة عليه لغتنا العربية بين أبنائها وفي عقر دارها.تشير كل الأدلة على أن هناك حالة خصام بين الشباب واللغة العربية، وهناك ما يشبه القطيعة بين طلاب المدارس الدولية التي لا تدرس سوى اللغات الأجنبية ولغتهم العربية، وأما المدارس الحكومية فالمستوى التعليمي فيها منهار والطلاب لديهم جهل شبه كامل بقواعد اللغة العربية، وكتاباتهم مليئة بالأخطاء النحوية واللغوية الفاضحة.

*(اللغة الفرانكو)
وفي ظل انتشار الهواتف المحمولة التي وأدت عادة القراءة لدى الشباب، ولمعرفة واقع اللغة على الأرض، التقينا بعض الطلاب، حيث قال أحمد عماد طالب بكلية الحقوق: لم يعد لجيلنا الوقت ولا القدرة على القراءة، ونادرا ما ترى طالبا ممسكا بكتاب دراسي، فما بالك بكتب الثقافة، (الموبايل) يقوم الآن بكل شيء تقريبا، سماع المحاضرات وتصوير المذكرات، حتى أوقات الفراغ والتسلية يملؤها الموبايل، والتواصل مع الزملاء والأصدقاء يتم من خلال لغة متعارف عليها بين الشباب ويطلقون عليها في مصر (لغة الفرانكو) حيث تكتب الكلمات العربية بالحروف اللاتينية، والحروف العربية غير الموجودة في الإنجليزية مثل حرف (العين، والحاء والخاء والشين) تكتب بالأرقام.ويضرب لنا أحمد مثالا بتلك الحروف ويقول: نكتب بدلا من حرف (ح) رقم (7)، وأما حرف (خ) فنكتبه رقم (5) ، وحرف (ع) نكتبه رقم (8) وحرف (ش) نكتب بدلا منه رقم (4).ويضيف: هذه الطريقة تكون أيسر وأسهل للطلاب الذين لا يجيدون اللغة العربية والإنجليزية بشكل جيد، أما طلاب المدارس الدولية الأجنبية وغيرهم من الطلاب الذين يجيدون اللغة الأجنبية فتكون كتابتهم وكلامهم بهذه اللغة من دون اللغة العربية، ومن لا يجيد اللغات الأجنبية ويكتب بشكل جيد فيكتب اللغة العربية بحروف لاتينية، مثال: (ana fe el kafy) ومعناها "أنا في المقهى" أو (القهوة) باللغة العامية.

طالب جامعي: "كل كتابتنا بلغة الفرانكو (بحروف لاتينية وأرقام)، نادر جدا لو فتحت موبايل أي طالب ووجدت المراسلات والكتابة (الشيتات) باللغة العربية، الكل الآن يكتب العربية بحروف أجنبية"

ووجهت سؤال للطالب حسام عوض بكلية التجارة جامعة عين شمس: إلى أي حد تنتشر كتابة اللغة العربية بالحروف والأرقام الأجنبية؟ فقال: كل كتابتنا بهذه اللغة، نادر جدا لو فتحت موبايل أي طالب ووجدت المراسلات والكتابة (الشيتات) باللغة العربية، الكل الآن يكتب العربية بحروف أجنبية.ولما سألته عن السبب، قال "الكتابة باللغة العربية أصبح أمرا صعبا، ومن المعتاد أن ترى خريج الجامعة يخطئ في الكتابة، فيكتب "لكن" "لاكن"، ويكتب الضمة واوا، والكسرة ياء، وهكذا.. ولأننا إن كتبنا بالعربية وأخطأنا نتعرض للاستهزاء من الآباء والمدرسين، وفوق ذلك اللغة العربية تحتاج لتشكيل حتى يفهمها الطرف الآخر، أما "لغة الفرانكو" فلا ضم فيها ولا كسر ولا فتح، كلها حروف من دون تشكيل، وإن أخطأنا، فالخطأ مفهوم ومتعارف عليه ولا لوم من أحد".

(طالب جامعي: "الكتابة باللغة العربية أصبح أمرا صعبا، ومن المعتاد أن ترى خريج الجامعة يخطئ في الكتابة، فيكتب "لكن" "لاكن"، ويكتب الضمة واوا، والكسرة ياء، وهكذا.. ولأننا إن كتبنا بالعربية وأخطأنا نتعرض للاستهزاء من الآباء والمدرسين، وفوق ذلك اللغة العربية تحتاج لتشكيل حتى يفهمها الطرف الآخر، أما "لغة الفرانكو" فلا ضم فيها ولا كسر ولا فتح، كلها حروف من دون تشكيل، وإن أخطأنا، فالخطأ مفهوم ومتعارف عليه ولا لوم من أحد")

*(لغة من كوكب آخر)
وقد يهون الأمر مع "لغة الفرانكو" التي ابتدعها الشباب إذا ما عرفنا المستوى الذي انحدرت إليه اللغة العربية في المدارس الدولية والحكومية على حد سواء؛ حيث يحدثنا عبد العزيز غازي، وهو معلم في مدرسة دولية بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة، حيث يحدثنا عن مستوى مختلف تماما من تدهور اللغة العربية في المدارس الأجنبية، لدرجة أنه أضحى يتمنى أن يتحدث الطلاب اللغة الإنجليزية بدلا من اللغة الهجين التي يرطنون بها، فلا هي اقتربت من الإنجليزية، ولا هي تشبه العربية.يقول عبد العزيز غازي: "أعمل في التدريس لأكثر من ربع قرن، وعندما أسمع الطلاب وهم يتحدثون مع بعضهم البعض، أو عندما أتكلم مع أحدهم على أي من وسائل التواصل الاجتماعي، أشعر كأني من كوكب آخر وأرى نفسي عاجزا عن الرد على معظم كلماتهم التي لا أفهمها، وغالبا ما أطلب منهم الاستفسار عن معنى هذه الكلمات، وحتى لا أزعجهم أخمن المعنى بنفسي وكأني أترجم من لغة أخرى غير العربية".

(مدرس: "أعمل في التدريس لأكثر من ربع قرن، وعندما أسمع الطلاب وهم يتحدثون مع بعضهم البعض، أو عندما أتكلم مع أحدهم على أي من وسائل التواصل الاجتماعي، أشعر كأني من كوكب آخر وأرى نفسي عاجزا عن الرد على معظم كلماتهم التي لا أفهمها")

ويضيف غازي: وكثيرا ما سألت نفسي، من أين أتى الأولاد بهذه الكلمات وتلك المصطلحات، ومن أين استقوها وأنا أعيش معهم في مجتمع واحد ولا أعرفها؟

*(لقيطة أغاني المهرجانات)
وبعد بحث وتفكير وتحليل لما يردده الأولاد من كلمات، وجدت أن معظم هذه الألفاظ جاءت بتأثير الأغاني الهابطة أو ما يطلقون عليها أغاني الراب والمهرجانات ذات الكلمات الركيكة، التي لم تكن ضمن اهتماماتي اليومية.وهذه الكلمات الركيكة وغير المفهومة استبدت بعقول المراهقين والطلاب الصغار، وهي أغان "هابطة في كلماتها وموسيقاها"، ولا يقتصر ترديدها على فئة من دون أخرى من طلاب المدارس، بل يتكلم بها تلاميذ وطلاب المدارس الدولية، كما يرددها تلاميذ المدارس الفقيرة، حيث يتحدثون بلغة هجين وغريبة لا تمت للعامية بصلة ولا تقترب من الفصحى في شيء، بل هي لغة غريبة، وإن دلت عن شيء فهي لا تدل إلا عن مدى "تدهور القيم والأخلاق" لدى الأجيال الجديدة.ويضيف عبد العزيز غازي: "من ناحية أخرى كنا من 10 سنوات أو أكثر نتكلم مع الطلاب باللغة الإنجليزية وكنا نشجعهم على ذلك، حتى هذه البدعة على مساوئها وعيوبها أصبحت أمرا بعيد المنال لأن الطالب الذي يحاول التحدث بلغة إنجليزية منضبطة يصبح في نظر الطلاب حاجة قديمة لدرجة أنهم يطلقون على هذا الطالب كلمة "الكلاسيكي"، وهذه كلمة مخففة للكلمة التي يوصمون بها الطالب المتحدث بالإنجليزية ولا أقول المتحدث بالعربية السليمة، الطلاب الآن يتحدثون بلغة رديئة أقل ما يقال عنها لغة غير مؤدبة قليلة الاحترام".ويضيف: "اللغة العربية ليست وحدها في خطر، إنما الأخلاق والقيم نفسها في خطر، بل المستقبل والأجيال القادمة هي نفسها في خطر".

*(مدرس: "اللغة العربية ليست وحدها في خطر، إنما الأخلاق والقيم نفسها في خطر، بل المستقبل والأجيال القادمة هي نفسها في خطر")

*(اللغة ابنة مجتمعها)
ولا يخفى على أحد أن اللغة العربية ركن مهم في الحفاظ على هويتنا العربية، فقد ساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية إلى أوروبا، والحفاظ عليها هو من الأمور المهمة في تاريخنا وهويتنا، ومن بين الهيئات التي تهدف إلى ذلك هي المجامع العربية بكل الدول العربية.ومنذ صدور القرار بإنشاء المجمع اللغوي بالقاهرة في 13 ديسمبر/كانون الأول عام 1932م، كانت مهمته الأولى أن يقوم بوضع معجم تاريخي للغة العربية، وأن ينظم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة، وأن يبحث كل ما له شأن في تقدّم اللغة، و"المحافظة على سلامة اللغة العربية، وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون وملائمة لحاجات الحياة المتطورة".يقول الدكتور محمد عثمان إبراهيم الباحث في اللغة في المجمع اللغوي بالقاهرة: "لا أنكر على أحد أن يتهم اللغة العربية بأنها تعيش عصر الانهيار والتدهور اللغوي بشكل لم يسبق له مثيل، ولكن أوضح بداية أن اللغة ابنة مجتمعها، واللغة ترتبط ارتباطا وثيقا بتقدم الأمم حضاريا، وبما تنتجه كل أمة من علوم ومنجزات، فإذا ازدهر العلم في أمة نهضت لغتها بلا شك، أما الآن فكيف يمكن للغة العربية أن تنهض ومجتمعاتنا العربية عالة على الأمم الأخرى في كل شيء، وكيف يمكن للغة العربية أن تنهض وكثير من أبنائها قد استعاض عنها بلغات أجنبية أخرى وجد ضالته فيها، سواء على مستوى التوظيف أو مستوى البحث العلمي، أو حتى على المستوى الاجتماعي حيث تسود الوجاهة الاجتماعية، والنعرة الاجتماعية الكاذبة بحشو الكلام بكثير من رطانة أجنبية، وكأنه بهذا يكون في مجتمع التحضر والتمدن".

*(باحث أكاديمي: "لا أحد يهتم بهذا الخطر الذي يحيط بنا من كل جانب، وقد سلمنا أولادنا للأجانب في مدارس التعليم فيها بلغات أجنبية، ثم نرسلهم بعد ذلك ليكملوا تعليمهم في الخارج، ليعودوا لنا أجانب اللسان والتفكير، وبذلك يكونون قد انسلخوا من تقاليدهم وهويتهم ولا أقول دينهم أيضا")

*(العربية تكتب باللاتيني)
ويضيف الدكتور محمد عثمان: "والأدهى من كل هذا ما انتشر بين الشباب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي من كتابات (شيتات)، حيث يكتبون كلامهم العربي بلغات لاتينية مطعمة بأرقام، وهذه المحادثات المكتوبة منتشرة بين الشباب انتشار النار في الهشيم، ولا أحد يهتم بهذا الخطر الذي يحيط بنا من كل جانب، وقد سلمنا أولادنا للأجانب في مدارس التعليم فيها بلغات أجنبية، ثم نرسلهم بعد ذلك ليكملوا تعليمهم في الخارج، ليعودوا لنا أجانب اللسان والتفكير، وبذلك يكونون قد انسلخوا من تقاليدهم وهويتهم ولا أقول دينهم أيضا".والأمر على قسوته ومرارته أشبه بالمحنة التي اجتازها أهل الأندلس بعد سقوطها عام 1492م، حيث تم إجبارهم على كتابة العربية بحروف إسبانية، في محاولة دنيئة من الإسبان للقضاء على كل ما هو مرتبط بلغة القرآن الكريم. وهذا ما يجب إسقاطه حاليا في المحيط الاجتماعي العربي، والكارثة أن هذه الأطماع الخارجية لا تحقق مبتغاها في الهيمنة إلا بمساعدة داخلية، حيث تكالب العرب على تعليم أولادهم اللغات الأجنبية مؤكدين لهم أن المستقبل والعلم والتكنولوجيا في تعلم لغة الكمبيوتر والإنترنت، والذي لا يجيد اللغة الإنجليزية يعتبر جاهلا ولن يكون له أي مستقبل داخل أي مجتمع، ورحم الله شاعر النيل حين قال متحدثا بلسان العربية:

*كأيهجرني قومي -عفا اللّه عنهمُ إلى لغة لم تتّصل برواةِ سرت لَوْثَةَ الإفرنجِ فِيه كما سرى لعاب الأفاعي في مسيلِ فراتِ)

*(سؤال صعب)
ويضيف الدكتور عثمان: "ولعل من أصعب الأسئلة التي تواجه اللغة العربية الآن هو ما يطرحه تلميذ صغير في المرحلة الإعدادية: ما قيمة تعلم اللغة العربية الآن؟ لماذا نتعلم اللغة العربية؟ وما جدوى تعلمها؟ أسئلة صعبة، وأسئلة قاتلة لمن يستشعر الخطر الذي نحن مقبلون عليه، ولعل بعضنا لديه القدرة للإجابة عن هذه الأسئلة، وهو يقدم مبررات كثيرة لتعلم اللغة العربية، ولكني أدعي أن هذه المبررات ليست إلا محاولة يائسة لإقناع هذا الصغير بأمر لا يخلو من تناقض ظاهر أدركه هذا الطفل الصغير بفطرته النقية، بين آمال وطموحات وأحلام وردية تحملها هذه المبررات، وبين واقع مرير تعيشه اللغة العربية في عقر دارها".ويطالب الدكتور عثمان بمعالجة القضية بنظرة شمولية، ويقول: "ألفت الانتباه إلى أن العلاج لا يكون من خلال جهة أو هيئة من الهيئات، بل بتكاتف الجهات والمؤسسات ليس للحفاظ على اللغة بل بوقف التردي والضياع، ثم ننتقل بعد ذلك بالنهوض بلغتنا والحفاظ على هويتنا حتى لا تستطيع أن تقتلعنا الرياح العاتية الآتية من الغرب.

*(قانون عربي شامل لحماية اللغة)
ويتابع القول أن البداية تكون بالحفاظ على اللغة العربية من التردي والضياع ومحاولة الوقوف بها عند الحد الأدنى الذي يمكن قبوله، وهذا ليس سهلا في حقيقة الأمر، بل يتطلب بعض الإجراءات العاجلة، منها: إقرار قانون شامل لحماية اللغة تلتزم به كل الدول العربية ويطبق تدريجيا وفق خطة مدروسة، مع ضرورة اختبار شهادة الكفاءة الدولية للغة العربية وجعله شرطا في التوظيف والبحث العلمي، وبذل مزيد من العناية بمناهج تدريس اللغة العربية في المدارس بجميع مراحلها مع تقديم محتوى يهدف إلى الارتفاع بالملكة اللغوية للطلاب والتركيز على مهارتي القراءة والكتابة.ويضيف الدكتور عثمان ضرورة الاهتمام بمادة اللغة العربية في المدارس الأجنبية بعد أن أصبحت واقعا مفروضا علينا في مجتمعاتنا العربية، ويجب ألا تترك لأهواء إدارات تلك المدارس، ولا يسمح للطلاب بالانتقال للمستويات الأعلى إلا باجتياز امتحان اللغة العربية اجتيازا حقيقيا لا شكليا.وكذلك إلزام طلاب الجامعات والدراسات العليا بدراسة بعض المواد المتعلقة باللغة العربية، وتحفيز الطلاب بالمسابقات ورصد جوائز قيمة للمبدعين في فروع اللغة العربية.وهذا الإلزام مرحلة أولية لمنع مزيد من التردي في اللغة، ويتبع ذلك مرحلة النهوض باللغة العربية، والوصول بها للعالمية.

٥-شفق نيوز…

مختصون وصفوها بـ"التجارب الفاشلة".. الكهرباء تلجأ للعدادات الذكية ويأس شعبي من حلّ الأزمة
تسعى وزارة الكهرباء لتحسين خدماتها في العراق، من خلال التعاقد مع شركات من القطاع الخاص لنصب عدادات ذكية لاحتساب وجباية أجور استهلاك الطاقة، وكذلك للسيطرة على الهدر في التيار.فيما اعتبر خبراء الطاقة أن هذه المشاريع يجب أن تقوم بها كوادر الوزارة، إلا أن بعضهم يرى أنها "تجارب فاشلة"، كما أنها تعيد للذاكرة تجربة إحدى شركات القطاع الخاص التي فشلت في عملها ودارت حولها الكثير من شبهات الفساد.
*(عمليات ترقيع)
وبما أن المواطنين هم الطرف الأكثر تضرراً من واقع الكهرباء في البلاد، والأشد معاناة منها، لذلك يرون أن التجارب السابقة لوزارة الكهرباء في الحكومات المتعاقبة ما هي إلا حلولاً ترقيعية.إذ يقول المواطن حسن محمد جواد، لوكالة شفق نيوز، إن "مثل هذه المشاريع تعيد للذاكرة تجربة شركة (النخيل) من القطاع الخاص التي تعاقدت معها وزارة الكهرباء في عملية الجباية والصيانة وكانت نتيجتها الفشل وحامت حول الشركة الكثير من شبهات الفساد وأضرت المواطن أكثر مما نفعته".ويطالب جواد "بالتعاقد مع شركات عالمية مختصة من أجل إعادة البنية التحتية للكهرباء بأكملها بدلاً من عمليات الترقيع التي تجرى حالياً".
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران بما يتراوح بين ثلث و40% من احتياجاته من الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة في أشهر الصيف عندما تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، ويبلغ استهلاك الطاقة ذروته.
*(تجارب سابقة فاشلة)
بدوره يلفت خبير الطاقة حمزة الجواهري، في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "هذه التجربة سبق وأن لاحظناها في القطاع العام والخاص وكانت تقريباً فاشلة"، مستدركاً "من الأفضل أن توضع مثل هكذا مشاريع بيد الدولة بدلاً من القطاع الخاص".ويشير إلى أن "أداء الشركات التي تم التعاقد معها بهذا الخصوص لا يمكن معرفته إلا بعد تجربتها ليتبين ما إذا كانت تمتلك الخبرة في مجال اختصاصها أم لا، وهل هي جادة في عملها، لذا الحكم عليها يأتي تباعاً".
*(كوادر الوزارة أولى)
فيما يذهب الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "وزارة الكهرباء تمتلك ملاكات متكاملة قادرة على القيام بكل المهام، ويتم تخصيص موازنات كبرى لها، لذا فإن هذه الشراكات مع القطاع الخاص تطرح تساؤلات عن مبرراتها، خصوصاً وأن المنظومة التوليدية ومنظومات النقل والتوزيع مملوكة للدولة والكوادر العاملة في الوزارة كبيرة ومتخصصة في التشغيل والصيانة والجباية ولا حاجة لدخول القطاع الخاص".ويشدد أن على "الدولة تشجيع القطاع الخاص في موضوع استيراد وتصنيع وحدات الطاقة الشمسية وبيعها للمواطن عبر قروض ميسرة تصمم لتكون أقساط السداد موازية لما يدفعه المواطن للمولدات الأهلية لا أن يتم الاستعانة بشركات جباية".
*(الوزارة تبرر)
من جهته، يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "الوزارة تسعى إلى تحويل شبكاتها لشبكات ذكية فعملت على دراسة بعض المناطق وأحمالها وشبكاتها ومغذياتها لغرض طرحها ضمن هذا المشروع".ويتابع "الوزارة استقدمت عروضاً من شركات القطاع الخاص واختارت البعض منها بعد دراستها، وهذه الشركات ستعمل مع الوزارة وفق محددات إحداها تحويل الشبكة الهوائية إلى أرضية وجزء آخر أن تنصب العداد الذكي للسيطرة على الأحمال والقضاء على الضياعات وتنظيم التجاوزات وأيضاً استقرار تجهيز الكهرباء".ويشير إلى أن "الوزارة وقعت عقوداً سيتم تطبيقها في أربع محافظات كمرحلة أولى وهي الأنبار وكركوك وديالى وواسط وسيتم توقيع عقود أخرى في مناطق بغداد وأحياء مختارة من محافظات البصرة وميسان وكربلاء على أن تكون المرحلة الأولى بواقع 500 ألف مشترك".ويؤكد موسى أن "الوزارة عاكفة على دراسة المرحلة الثانية لإحالة عقود أخرى في محافظات عدة للوصول إلى مليون مشترك".ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وتركيا لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظومتها مع منظومة الخليج، بعد أن كان يعتمد على إيران لوحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاواط وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.ويعاني العراق من أزمة نقص مزمن في الكهرباء منذ عقود جراء الحصار الاقتصادي في عهد النظام السابق والحروب المتتالية، ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذ تتجاوز درجات الحرارة أحياناً 50 مئوية.
مع تحيات مجلة الكاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع