تراجع عدد المسيحيين في العراق بنسبة ٨٠% خلال الـ ٢٠ سنة الأخيرة


رووداو ديجيتال:بعد العام 2003 واحتلال العراق من جانب أميركا، وسقوط حكومة البعث، تراجع عدد المسيحيين في العراق إلى الخمس، وأغلب من بقي منهم يقيم في إقليم كوردستان. قسم منهم من أبناء إقليم كوردستان الأصليين وقسم آخر نزح من نينوى وبقية محافظات العراق.

ويقول مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل، إن عدداً قليلاً من المسيحيين باق في بغداد، وأغلبهم هاجر بسبب المشاكل الأمنية والحياة الصعبة، بينما الهجرة من أربيل وإقليم كوردستان أقل ولم تتحول إلى ظاهرة.


عدد المسيحيين في إقليم كوردستان هو 100 ألف نسمة

عن عدد المسيحيين في إقليم كوردستان، تحدث مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل ستيفان شاني، لشبكة رووداو الإعلامية، وقال: "يوجد الآن أكثر من 100 ألف مسيحي في إقليم كوردستان، وإن أضيف إليهم سكان المناطق المقتطعة يكون عددهم نحو 150 ألف نسمة".

وبشأن هجرة مسيحيي إقليم كوردستان، قال ستيفان شاني: "ليس عددهم كبيراً، أي أن الهجرة لم تتحول إلى ظاهرة".

بعد هجمات داعش وسيطرته على مدينة الموصل وأطرافها في (9 حزيران 2014)، نزح المسيحين من محافظة نينوى إلى إقليم كوردستان وسكن بعضهم في عينكاوا بينما سكن الآخرون في مخيمات النازحين.

ويوضح ستيفان شاني: "عاد قسم من النازحين بحيث لم يعد هناك نازح مسيحي يقيم في مخيم، لكنهم باقون حتى الآن داخل المدن".

تزايد الهجرة من نينوى بعد حادث الحمدانية

قضاء الحمدانية، الذي يعرف أيضاً باسم قرقوش، يتبع محافظة نينوى وغالبية سكانه مسيحيون، شهد ليلة (26 أيلول 2023) حريقاً في صالة أعراس أودى بحياة 134 شخصاً وأصيب 150 بجراح متنوعة.

كان لتلك الحادثة المأساوية صداها في المنطقة والعالم، ويقول مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية بأربيل: "بعد تلك الحادثة، تزايدت هجرة المسيحيين من أهالي القضاء".

أغلب المسيحيين الذين لازالوا يقيمون في بغداد مسنون

يشكل المسيحيون قسماً من سكان بغداد الأصليين، لكن أعدادهم في المدينة تتناقص سنوياً، ويقول ستيفان شاني: "بقي من المسيحيين عدد قليل في بغداد، وهذا العدد يتضاءل سنوياً، والباقون غالبيتهم من المسنين، لأن حرياتهم هناك مقيدة، والحياة باتت صعبة على المكونات والأديان المتنوعة".

هاجر نصف النازحين هرباً من داعش

لمزيد من المتابعة بخصوص أعداد المسيحيين والنازحين منهم، اتصلت رووداو بمدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان، خالد جمال.

وقال خالد جمال: "قبل سقوط حكومة البعث في 2003، كان يعيش في العراق نحو مليوني مسيحي، لكن ونتيجة لحرب داعش والصراع المذهبي وقساوة الحياة، بقي الآن 400 ألف مسيحي فقط، أي أن عددهم تراجع بنسبة 80%".

وحسب مدير عام شؤون المسيحيين بوزارة الأوقاف: "يعيش الآن 350 ألف مسيحي في شمال العراق (ديالى، صلاح الدين، نينوى، أربيل، السليمانية، دهوك، وحلبجة)".

في العام 2014 نزح نحو 138 ألف مسيحي إلى إقليم كوردستان قادمين من محافظة نينوى "وقد هاجر 50% منهم، وعاد 55 ألفاً إلى ديارهم، وبقيت ثلاثة آلاف عائلة تقريباً في محافظة أربيل".

100 ألف مسيحي بانتظار الوصول إلى أستراليا وكندا

كما يقول مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان، خالد جمال: "قبل حرب داعش في 2014، كان يوجد هنا (في أربيل) نحو 15 ألف عائلة مسيحية أربيلية أصيلة، ولكن عددهم تراجع خلال عشر سنوات إلى سبعة آلاف عائلة".

وكشف خالد جميل المزيد من المعلومات عن المسيحيين المهاجرين، قائلاً: "يوجد نحو 100 ألف منهم عالقون في الأردن وتركيا ولبنان بانتظار الوصول إلى الدول الغربية وخاصة إلى كندا وأستراليا".

إقليم كوردستان يحتضن 227 كنيسة وديراً ومزاراً

تشير الإحصائيات التي حصلت عليها شبكة رووداو الإعلامية من مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان، إلى وجود 227 كنيسة وديراً ومزاراً في إقليم كوردستان، وتتوزع كالآتي على محافظاته:

محافظة أربيل: سبع كنائس رسولية، 11 كنيسة إنجيلية، 23 مزاراً، وسبعة أديرة.

محافظة دهوك: 107 كنائس رسولية، 11 كنيسة إنجيلية، 53 مزاراً، وديران.

محافظة السليمانية: ثلاث كنائس رسولية، كنيستان إنجيليتان، ودير واحد.

إخلاء 37 قرية للمسيحيين بسبب حرب تركيا وPKK

ليس مسيحيو إقليم كوردستان سكان حضر فقط، بل توجد قرى مسيحية عديدة أبرزها قرية هرموتة في محافظة أربيل، ولكن غالبية قرى المسيحيين موجودة في محافظة دهوك.

قسم من قرى المسيحيين في دهوك مهدد بخطر الحرب المستمرة بين تركيا وPKK، وتشير إحصائية قدمها خالد جمال لرووداو إلى أن 37 قرية مسيحية أخليت من سكانها حتى الآن.

قسم من القرى مشتركة بين المسيحيين والمسلمين، ويقول مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل: "لا توجد مشكلة تتعلق بالتعايش في إقليم كوردستان، ويحصل المسيحيون على مناصب حكومية وحقوقنا محفوظة، ومن الناحية الاجتماعية نعيش جنباً إلى جنب المسلمين وأتباع الديانات الأخرى بلا مشاكل".

إخلاء سبع قرى مسيحية في برواري بالا

سبع من القرى التي أخليت تقع في منطقة برواري بالا، وكانت القرى الأخيرة التي أخليت بسبب حرب تركيا وPKK وكان يعيش فيها مسيحيون ومسلمون.

وتحدث مختار قرية ميسكا في منطقة برواري بالا، ميخائيل مرخاي، قال لرووداو إنه إلى جانب قريتهم "أخليت ست قرى أخرى"، موضحاً: "أخليت قرى ملختة، كري، سردشتي، حلوا، جمي دستيني، وبالوك بسبب حرب تركيا وpkk".

وبيّنت متابعات رووداو أن كل واحدة من تلك القرى كانت تقطنها 10 إلى 15 عائلة، لكن هذه العوائل تفرقت الآن بين المناطق ورحلت عن ديارها.

وعن خطر تلك الحرب، قال مختار قرية ميسكا: "كان يهدد حياتنا، وقسم من هذه القرى أحرق بالكامل".

وتقصف تركيا المنطقة بحجة تواجد مسلحي PKK فيها، ويقول ميخائيل مرخاي: "كان PKK متواجداً في مناطقنا في السابق، لكن الجيش التركي لم يقصف قرى المسيحيين بهذه الطريقة (كما في تموز 2024) من قبل، وهي المرة الأولى التي تحرق فيها قرانا هكذا".

تعد قرية ميسكا أقدم قرى منطقة برواري بالا، وكان قد بقي فيها 11 عائلة مسيحية وعائلة مسلمة واحدة، لكن مع اشتداد التوتر والقصف اضطر هؤلاء أيضاً للرحيل.

التعايش في کوردستان

توجد في منطقة برواري بالا وحدها 32 قرية غالبيتها مسيحية، وقسم منها يقطنها مسيحيون ومسلمون.

السياسي التركماني الأربيلي، آيدن معروف، الذي مثّل المكون التركماني في دورتين لبرلمان كوردستان ثم أصبح وزير إقليم لشؤون المكونات، تحدث لرووداو عن التعايش في إقليم كوردستان، وقال: "لا توجد أي مشكلة تتعلق بالتعايش، وهجرة المسيحيين من إقليم كوردستان قليلة وحقوقهم مصونة، ونحن (حكومة إقليم كوردستان) ندافع عن حقوقهم"، ويعتقد معروف أن على الأغلبية في إقليم كوردستان أن تدافع عن الأقليات لأن بقائها يصب في الصالح العام.

وأشار الوزير آيدن معروف إلى أن "الذين يهاجرون من مناطق محافظة نينوى، إنما يهاجرون لأسباب سياسية، فهناك خطر يهدد التركمان والمسيحيين والكاكائيين والإيزديين في نينوى، والفصائل المسلحة تهددهم. بل أنها لا تشركهم في الحكومة المحلية".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع