تقرير مفصل لفعاليات الملتقى العلمي العربي العالمي الثاني في الكاميرون
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 1446هـ /2024م
تحت عنوان" مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية"
بتوفيق من الله تعالى وحسن عونه-تم عقد الملتقى العلمي العالمي الثاني في الكاميرون، في يوم الخميس 26 ديسمبر 2024م،من الساعةالثامنة صباحاً إلى الواحدة ظهراً،والجهة المنظّمة:معهد القرآن الكريم للتربية والعلوم الإسلامية في الكاميرون
AL QUR'AN AL KARIM INSTITUE FOR EDUCATION AND KNOWLEDGE OF ISLAM-CAMEROON
وجرت فعاليات الملتقى في مقر المعهد بجامع المنارات الأربع-حي دوغوي ماروا-منطقة أقصى شمال الكاميرون.
Adresse : Grande Mosquée à 4 minarets - Dougoï, Maroua-Cameroun
والحمد لله قد تم التنسيق والتعاون مع معالي الأستاذ الدكتور نائب عميد كلية الفنون والآداب والفنون الجميلة بجامعة ماروا الحكومية، و كوكبة من الدكاترة الأفاضل أساتذة الأقسام العربية في جامعات الكاميرون( جامعة ماروا-غاروا-غاوندري).
ويهدف الملتقى إلى إبرا العمق التاريخي للغة العربية ودورها المستمر في بناء الجسور بين الحضارات، والتواصل الثقافي، وفي فضاء الإبداع و التطور العلمي والفني والحضاري، على مدار العصور.
افتتح الملتقى فعالياته بقراءة آيات من الذكر الحكيم، ثم بدأت نشاطات الملتقى بالمسابقة في القرآن الكريم والخطب والشعر، ثم استمع الجمهور إلى كلمة الترحيب من قبل مدير معهد القرآن الكريم، وتلتْها أناشيد الأطفال (مجموعة براعم الإيمان)، ثم عقدت لجنة متخصصة من أساتذة الأقسام العربية بالجامعة الحكومية بماروا- للاستماع إلى العرض الموجز للمقالات المشاركة، وذلك في شتى المجالات.
يأتي هذا الملتقى العلمي الدولي تعزيزاً لمكانة اللغة العربية في المشهد الأدبي والثقافي والفكري العالمي، والملتقى يشكل من خلال المحاور التي سيتناولها قيمة كبيرة، ونقلة نوعية لترسيخ مكانة اللغة العربية، باعتبارها رسالة للسلم والمحبة وأداة فعالة للتواصل الحضاري بين مختلف الأمم والشعوب.
أبرز النتائج:
خلُص الملتقى إلى نتائجَ من أهمها:
1-إن اللغة وعاء للحضارة، وواجهة للثقافة، وعبرها يتم التأثير والتأثر ومن ثم التواصل؛ فهي الخيط الرفيع الذي يربط بين الثقافات، والجسر المتين الذي يقرّب الشعوب فيما بينها، وعبر هذه الوسيلة التواصلية تتكون وشائج الترابط بين الحضارات والثقافات العالمية.
2-إن اللغة العربية قد تميزت عبر تاريخها الحافل بقدرتها الكبيرة على استيعاب الثقافات على مر العصور والأجيال، وحملت المضامين الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية الثرية، وحافظت بذلك على مكانتها كحاضنة للفكر والإبداع
3-أسست العربية عبر تعاطيها اللُّغوي مع مختلف اللغات التي تمثل ثقافاتٍ متنوعة، واتجاهاتٍ متعددة في منظومة التواصل الثقافي الكُلي جِسرًا للاتصال المعرفي، عبر ما تملكه من إمكانات نوعية جعلتها قادرة على التواصل الإنساني مع الثقافات الأخرى في مختلف أنحاء العالم.
. 4-قد رافقت اللغة العربية عبر عصورها المرحلية فصولاً متعددة من الامتزاج الثقافي والفكري، لتكون عنوانًا للتسامح الاجتماعي، ولبنة في صروح الحضارات المختلفة والمتعددة، لتؤثر بما تملكه من رصيد ثقافي واقتصادي وإنمائي في عدد من الحضارات الإنسانية وذلك عبر بواباتٍ مختلفة ومتعددة، تتسنّمها الترجمة، والحركة الاقتصادية، والإنمائية، والامتزاج الاجتماعي، والتواصل الثقافي، فكانت هذه القوى الناعمة طريقًا إلى الإسهام في بناء هذه الحضارات الإنسانية بمختلف أنواعها وفروعها.
5-كانت العربية وما تزال لغة التسامح والبناء الحضاري والفكري، والوسيلة المثلى للتواصل الثقافي بين الشعوب
6-عملية التأثر والتأثير بين الحضارات تُمثّل ترجمة للتبادل الثقافي التواصلي بين الشعوب مأسسا على قيم التعايش المشترك.
7-إن التأثير العلمي الذي خلفته العربية في الحضارات الأخرى، تأثيرٌ مؤطرٌ يتدثر بِزِيٍّ ثقافي جذاب؛ يدفع بالحضارات الإنسانية إلى مزيدٍ من الإبداع والتميز، وهذا هو ديدن العربية.
أهم التوصيات:
وقد اختتم الملتقى جلساته بالتوصيات التالية:
1 – تكوين مجلس علمي دائم يعقد الاجتماعات الدورية.
2 – تنظيم محاضرات شهرية.
3 – فتح مراكز فرعية لمعهد القرآن الكريم داخل مدينة مروا، وفي ضواحيها.
4 – فتح قنوات التواصل بالمؤسسات المعنية ذات الصلة داخل الدولة وخارجها.
5-تنظيم رحلات علمية ودعوية في المدن الكاميرونية، وما جاورها من الدول.
6– تنظيم دورات تدريبية لبرامج خاصة بالمرأة المسلمة.
7– تعزيز تعليم اللغة العربية في المدارس الأهلية والنظامية، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة.
8-إبراز دور المدارس القرآنية والمجالس العلمية العتيقة، في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ودعوة المجتمع إلى السعي في احتضان هذه المدارس، والعمل على تطوير أساليب تعليمها، واستقطاب الجمهور إليها، وحمايتها من أخطار بعض الحملات المعادية لها.
9- العناية بالتراث العربي المخطوط في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
10- الحث على دعم حركة الترجمة والتبادل اللغوي والثقافي وعلوم الآداب وفنون المعرفة بين اللغات، واعتبار ذلك من أسس المعرفة الإنسانية المشتركة.
11- العناية بإجراء دراسات علمية تتناول جوانب تعميق فهم العلاقات الثقافية بين العالم العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، وتفتح المجال لمزيد من الدراسات التي تكشف عن مدى تأثير هذا التفاعل على الحاضر والمستقبل.
12-إقامة المؤتمرات والندوات العلمية المتنوعة، وتنظيم المسابقات حول الكتابات الأدبية الخادمة للثقافات المحلية والموروثات الشعبية والقصص، وطباعة مخرجات ذلك ونشرها.
13-العناية بعقد المؤتمرات العلمية لرفد الساحة الأكاديمية بالمعارف والعلوم الإنسانية بصورة عامة، وإثراء البحوث العلمية والدراسات النظرية، في مختلف ضروب المعرفة، وترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز روح التسامح والتعايش بين البشر.
14- دعوة أقسام اللغة العربية في الجامعات الحكومية والأجنبية، ودور النشر العالمية المهتمة بالترجمة عن اللغات الأخرى، والمترجمين الأجانب عن اللغة العربية، لحضور فعاليات الملتقيات المقبلة،بإذن الله تعالى.
15-وضع خطة عملية من قِبل خبراء، لإنشاء مجلة محكمة دورية، تتولى نشر الأعمال العلمية على نطاق واسع.
والله من وراء القصد وهو بكل جميل كفيل .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه وسلم
د.خليل حمد الأزهري
مدير معهد القرآن الكريم للتربية والعلوم الإسلامية في الكاميرون-مدينة ماروا
553 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع