المصدر: (أ ف ب):مدفع رمضان تقليد قديم يرتبط بشهر رمضان المبارك في العديد من البلدان العربية والإسلامية، إذ يُستخدم لإعلان موعد الإفطار عند غروب الشمس.
وأصبح المدفع جزءاً لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية في العديد من الدول، ويمثل سمة مميزة للاحتفالات في هذا الشهر الفضيل.
أخبار ذات علاقة
لكن وراء هذا التقليد، هناك تاريخ طويل يمتد إلى العصور القديمة ويكشف عن تطوراته وكيف أصبح جزءاً من التراث الشعبي.
واستخدم لأول مرة في مصر في عام 1877م في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يحكم مصر في تلك الفترة.
وكان الخديوي إسماعيل يسعى إلى تميز شهر رمضان في القاهرة، وقرر استخدام المدفع كوسيلة لإعلام الناس بموعد الإفطار، إذ كان الصوت المدوي للمدفع يُسمع في أنحاء المدينة عند غروب الشمس، ليعلن بداية الإفطار، وبذلك أصبحت هذه الطريقة إحدى وسائل التواصل في وقت كانت وسائل الإعلام الحديثة غير متوافرة.
الانتشار والتبني في العالم الإسلامي
مع مرور الوقت، انتشر هذا التقليد إلى دول عربية وإسلامية أخرى. فقد تبنت العديد من الدول هذه الممارسة، خصوصاً في دول الخليج العربي وشمال إفريقيا، ودول مثل المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ولبنان وسوريا، بالإضافة إلى تركيا وإندونيسيا، شهدت إقبالاً على استخدام المدفع الرمضاني في مدنها الكبرى، ليصبح جزءاً من الطقوس الجماعية في هذه البلدان.
ورغم تطور وسائل الإعلام الحديثة، مثل الراديو والتلفزيون، التي قد تكون قد قللت من الحاجة للمدفع في إعلام الناس بموعد الإفطار، فإن المدفع الرمضاني ظل رمزاً وثقافة، وأصبح أحد الطقوس الاحتفالية التي لا يمكن الاستغناء عنها في بعض البلدان.
ويذكر أن المدفع الرمضاني هو مدفع حربي يُطلق بشكل غير قاتل، إذ يستخدم ذخيرة خاملة لإنتاج الصوت المميز عند الانفجار، في البداية، كانت المدافع تُوضع في أماكن مرتفعة، مثل الأبراج أو الجبال، حتى يتمكن أكبر عدد من الناس من سماع الصوت، ومع مرور الوقت، تم نقل المدافع إلى أماكن مكشوفة أو ساحات عامة، إذ يطلق منها الصوت في الوقت المحدد.
وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي وتوافر وسائل الإعلام الحديثة، يظل المدفع الرمضاني جزءاً من الطقوس الاحتفالية في العديد من البلدان، ففي مصر، يُطلق المدفع في أول أيام شهر رمضان وفي أيامه الأخيرة، ليبقى تقليداً يعكس التراث الثقافي والديني.
https://www.youtube.com/watch?v=OTF-Pdc2Hn8
كما يُعد المدفع فرصة للاحتشاد الاجتماعي في الأماكن العامة، حيث يتجمع الناس لسماع الصوت المميز للمدفع، مما يضيف جواً من الألفة والاحتفالية إلى الأجواء الرمضانية.
ويمثل مدفع رمضان جزءاً من التراث الثقافي والإسلامي الذي يربط بين الأجيال، إذ يستمر في إضفاء الطابع التقليدي والاحتفالي على شهر رمضان في البلدان التي تحافظ على هذا التقليد، ورغم التطور التكنولوجي، يبقى المدفع شاهداً على التمسك بالموروث الثقافي واستمرار الاحتفال بروحانية الشهر الفضيل.
1034 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع