رووداو ديجيتال:احتفل طائفة الصابئة المندائيين في العراق يوم الجمعة بعيد الخليقة، وهو مناسبة دينية تحيي ذكرى خلق العالم. وتجمعوا على ضفاف نهر دجلة في بغداد لأداء طقوس التعميد، وهي ممارسة ذات أهمية كبيرة في حياة هذه الطائفة العريقة.
قال الشيخ ستار جبار، رئيس طائفة الصابئة المندائية في بغداد، خلال المناسبة: "ديننا نقي وأبيض، وقد حمل راية السلام منذ نشأته. إنه يحمل أغصان الآس والزيتون وحمامة السلام. ولذلك، وفي هذه الأيام المباركة، ندعو إلى أن يسود السلام في بلدنا الحبيب، العراق، وأن ينعم الجميع بالأمان والمحبة والسلام."
ويؤمن الصابئة المندائيون، الذين يعود تاريخهم إلى ما قبل المسيحية، بأن يوحنا المعمدان هو المسيح الحقيقي وليس يسوع المسيح. كما يعتقدون بضرورة تعميد كل فرد في النهر العريق أكبر عدد ممكن من المرات خلال احتفالات الربيع.
لكن أفراد هذه الطائفة، مثل غيرهم من الأقليات الدينية والعرقية في العراق، واجهوا تحديات كبيرة، خاصة بعد الغزو الأميركي عام 2003 الذي أطاح بنظام صدام حسين، ما دفع كثيرين إلى الفرار خارج البلاد.
وفي هذا السياق، أضاف الشيخ ستار جبار: "الجميع مستعد للعودة، فهناك من اضطر إلى السفر أو أجبر على ذلك، لكن العودة تتطلب توفير بعض الأمور الأساسية، مثل العمل والسكن، لكي يتمكن المرء من استئناف حياته. فالكثير من الشباب اليوم لا يملكون وظيفة."
وبينما كان المشاركون يحتفلون بأجواء من الفرح والطمأنينة، أعربت دلال غانم، إحدى المشاركات في المهرجان، عن سعادتها قائلة: "انظروا كم هو جميل هذا التجمع، نحن بين أهلنا وأقاربنا، نشعر بالراحة ودون خوف. هناك أمن وأمان، الحمد لله، إنه أمر رائع ونحن سعداء بذلك."
تجمع الديانة المندائية بين بعض جوانب المسيحية واليهودية والإسلام، لكنها تظل منفصلة عن جميعها، كما أنها لا تقبل عادةً من يعتنقها من خارجها.
776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع