معرض الشارقة الدولي للكتاب انتهى ... ولم تنته اصداؤه !
زيد الحلي:ماذا يتحدث المرء عن فعالية عربية ، تجاوزت محيطها المحلي وغادرت جوها العربي ، لتستقر في الخارطة العالمية ، مشكلة رمزا ثقافيا ، لا يمكن نسيانها او تجاوز تأثيرها العالمي ... هذه الفعالية التي اصبح عمرها 35 عاما ، هي ( معرض الشارقة الدولي للكتاب ) التي بدأت حلما داعب خيال حاكم الشارقة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي ، وحققه في العام 1982 بإمكانات وجهود ذاتية .. ثم تطور الأمر بعد ثلاثة عقود ونصف ليصبح تصنيفه الثالث عالميا ..!
نعم ان معرض الشارقة الدولي للكتاب ، هو الثالث عالميا ... اذن ، هو مفخرة شارقية وعربية وعالمية في آن واحد !
انتهى المعرض الذي واكبته منذ افتتاح دورته الاخيرة ، الاربعاء اول الشهر الحالي ، الى ان بصم بثقة عالية على شهادة النجاح الكبير ، بثقة متناهية ، امام العالم على ان الشارقة ، تستحق ان تحمل امانة الثقافة في انسانيتها المبدعة بكل تفرعاتها من شعر وقصة ومسرح ودراسات وبحوث ومحاضرات واعلام ومعارض تشكيلية و.. و.. !
شهد المعرض 2.31 مليون زائر للمرة الأولى في تاريخ معارض الكتب بدولة الإمارات والمنطقة، مقارنة مع مليون و227 ألف زائر في دورة عام 2015، فيما تجاوزت المبيعات 176 مليون درهم مقابل 135 مليوناً العام الماضي ، وحقق اسم المعرض على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مليار مشاهدة من جميع أنحاء العالم..
اقرأ اكثر!
د. أحمد ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب ، ابدى سعادته للحفاوة التي لقيها المعرض ، جماهيريا واعلاميا من مختلف انحاء العالم .. واذكر قول د. العامري (عندما وقع اختيارنا على "اقرأ أكثر" شعاراً لهذه الدورة، كنا ندرك أن القراءة هي الكلمة التي ستظل تجمع أكبر عدد من المواطنين والمقيمين والزوار حولها، لأن الكتاب كان دائماً عامل جذب للصغار والكبار، والإقبال عليه في ارتفاع مستمر بفضل الكثير من المبادرات الوطنية التي تشجع أفراد المجتمع على مواصلة الاهتمام بالقراءة واستثمارها في تنمية معارفهم ومعلوماتهم ) .. وصدق العامري في قوله ورؤاه ..
لاحظنا ، كصحفيين ومتابعين لهذا الحدث الثقافي العربي العالمي ، كيف أسهمت الفعاليات الثقافية والأدبية النوعية ، إلى جانب الأسماء الكبيرة من الكُتاب والأدباء والمفكرين والمشاهير وارتفاع عدد دور النشر المشاركة في هذه الدورة ، التي وصلت إلى 1681 دار نشر، في الوصول إلى هذه الإنجازات الكبيرة ، التي اثبتت ان الارادة الثقافية قوية إذا ترافقت مع ارادة الجهات المسؤولة ، تصنع الانجازات مهما كبرت التحديات ..
ما اسعدنا ، ونحن في اروقة المعرض ، ان نستمع الى اجراء ات هيئة الشارقة في حماية الثقافة ، وحقوق المؤلفين وتوفير الكتب بأسعار مناسبة، في إغلاق جناح اثنتين من دور النشر العربية المشاركة في المعرض نتيجة عدم التزامهما بشروط الاشتراك ، والتي تلزم دور النشر بتقديم خصم لا تقل نسبته عن 25%، حيث تم توجيه إنذارين إلى المشرفين على هاتين الدارين لعدم التزامهما بالخصم ورفعهما الأسعار، لكن إصرارهما على هذا الأمر، أجبر الهيئة على إغلاق جناحهما ومنعهما من المشاركة في هذه الدورة.
ومما افرح الجميع ، الزيارات اليومية لطلبة المدارس إلى المعرض ، وهي بادرة تربوية ، تعكس اهتمام أجيال المستقبل بالقراءة ، حيث زار المعرض آلاف الطلبة من مختلف الجنسيات في أنحاء دولة الإمارات، الذين وجدوا هذا الحدث فرصة لاقتناء الكتب التي تساعدهم في المشاركة بتحدي القراءة العربي، وتمكنهم من رفد مكتباتهم المنزلية بالكتب المحببة إليهم، والتي حمل بعضها توقيع مؤلفيها.
الاعلام .. وسيطاً ثقافيا
البرنامج الثقافي للمعرض لم يغفل ، أثر الإعلام في تشكيل الوعي المعرفي، ودوره كوسيط بين الأدب والفن وما يقابلهما من جماهير وقراء، حيث شارك الإعلامي المصري المعروف مفيد فوزي، في جلسة نقاشية حملت عنوان "الإعلام كوسيط ثقافي"، استعرض فيها دور شاشات التلفزيون ، والبرامج الحوارية في تقديم الأسماء الإبداعية للقُراء، وقدرتها على الوصول إلى العوالم الكامنة خلف الكثير من التجارب الأدبية الكبيرة في الحراك الثقافي العربي...
يكثر الحديث عن هذا الحدث الكبير ، لكن للأمانة لابد ان يكون الانصاف متواجدا عند الجهد الكبير الذي بذله الاستاذ يوسف الطويل المدير التنفيذي للشبكة الوطنية للاتصال، وفريقه المهني في توفير كل مستلزمات الهيئات الاعلامية العربية والعالمية التي حضرت لتغطية فعاليات المعرض .. تهنئتنا له ، ولكافة العاملين في الشبكة من زملاء وموظفين وموظفات في العلاقات العامة ..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
445 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع