المؤتمر الاول للمعهد العالمي للتجديد العربي في مدينة ملقا باسبانيا
تقرير: الدكتور أكرم المشهداني
للفترة من 31 ك2 لغاية 5/2/2020 انعقد المؤتمر الأول للهيئة العامة للمعهد العالمي للتجديد العربي بمدينة ملقا بجنوب اسبانيا، حيث شارك اكثر من مائة مثقف ومفكر عربي من مختلف الأقطار العربية ومن دول المهجر في حوارات فكرية وثقافية اتسمت بالعمق والشفافية والتفكير العلمي والموسوعي .
وقد أشاد أعضاء الهيئة العامة للمعهد بإتساع تمثيل أقطار الوطن العربي في المؤتمر، حيث شهدت جلساته مشاركة أكاديميين ومفكرين وباحثين وعلماء من الأردن والإمارات وقطر والبحرين ومصر والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والسودان وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وسلطنة عمان ومن بلاد المهجر في أوربا وأمريكا وآسيا.
وشكل انعقاد هذا المؤتمر الخطوة الأولى في مسيرة المعهد الذي يعتمد التفكير العلمي الحرّ لإبتكار الأفكار وتجديد الثقافة العربية المعاصرة وتحديثها وبناء منظومة فكريةّ عربية حديثة تستنهض قيم الحضارة وتجدّدها حتّى لا تبقى أسيرة لمرجعيات الماضي، ويواكب التطورات العالمية الحديثة في مختلف المجالات ويرفد الثقافة العربية بمصادر وأدوات التجدّد الدائم سبيلًا لتحقيق المستقبل المنشود.
الاستاذ خضير المرشدي رئيس المعهد يلقي كلمته في الافتتاح
وفي كلمته الافتتاحية عرض السيد رئيس المعهد الدكتور خضير المرشدي الملامح الفكرية الرئيسة والقواعد التي تأسس عليها المعهد، وأكّد على أهمية تخطيّ حواجز المألوف من التفكير والانطلاق نحو تحرير الفكر والعقل العربيين مما يكبّلْهما من مرجعيات إيديولوجية ودينية وتراثية وأجنبية، وعلى ضرورة الشروع في اعتماد استراتيجيات الإبداع وتطوير استراتيجيات الابتكار بما يتلاءم مع متطلبات العصر، والاهتمام بدراسة تجارب التجديد والتحديث العالمية الناجحة التي تركت بصماتها في بناء الامم والشعوب بعد أن كانت متخلفة ومتراجعة ، فنهضت بها من تحت الركام.
كما وأكّد الاستاذ المرشدي على أنّ المعهد الذي تم ترخيصه رسميًا ، يعمل باستقلالية تامة بعيدًا عن أي شكل من أشكال العمل الحزبي والسياسي ، وعن أيّ تدخل في الشؤون الداخلية للحكومات العربيةّ وغيرها .
هذا وقد شهدت جلسات المؤتمر على مدى الأيّام الأربعة مناقشات جادّة ومستفيضة للعشرات من البحوث التي قدّمها أعضاء الوحدات الفكرية المتخصصة في ميادين الاقتصاد والفكر السياسي وعلم الاجتماع والتربية والتعليم والثقافة والقانون واللغة والآداب والتاريخ والإعلام والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية والاستراتيجية والدراسات العلمية في قضية المياه والزراعة والتصحر والأمن الغذائي العربي وغيرها .
كما وناقش المؤتمر قضايا الأمةّ العربية وركّز على التحديات الجيوستراتيجية التي تجابهها وعلى كيفية مواجهاتها برؤى ومقاربات تجديدية تأخذ بالاعتبار الطاقات العلمية الجبارة التي تمتلكها الأمة، وأكّد المؤتمرون على أهمية تطوير الوسائل الكفيلة بإحداث النهضة العربية المنشودة
وأخذ المؤتمر بالاعتبار أن الإيمان بتكتّل أقطار الأمة وتحقيق وحدة مواقفها وفق الإرادات والمصالح المشتركة لأبناء الشعب بمختلف توجّهاتهم وانتماءاتهم يشكّل الضمانة لكي تصنع الأمة مستقبلها انطلاقاً من استيعاب حاجات الحاضر ومحدّداته، وبما يحقق تطلّعها نحو التحرّر والتنمية والتقدّم ومواكبة التطورات العالمية في المجالات كافة ، حيث إنّه لا تعارض ولاتناقض بين التجارب الوطنية للدول العربية وإنجازاتها وتقدمها على كافة الصعد من ناحية، والأطر القومية العربية والانسانية من ناحية أخرى.
وخلال اليوم الأول من المؤتمر اتّخذت القرارات الآتية بعد أن تم عرضها ومناقشتها :
١- اعتماد كلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس المعهد وثيقة رسميّة من وثائق المعهد لما احتوته من أفكار أكّدت على الخطوط العامة لتوجّهاته وأهدافه ورؤيته التي تمّ الاتفاق عليها في اجتماعه التأسيسي بمدريد للفترة من ٢٧ - ٣٠ حزيران ٢٠١٩
٢- الخطّة الإستراتيجية للمعهد ومخطّط المشاريع الملحق بها .
٣- وثيقة المبادئ الفكريّة للمعهد .
٤- وثيقة القواعد الرئيسيّة للمشروع .
٥- النظام الأساسي للمعهد .
٦- خطط الوحدات الفكرية وتقييم مطابقتها لرؤية المعهد ولأهدافه .
٧- خطط الوحدات التنفيذية والإدارية وهيكل وواجبات الفريق اللوجستي في المعهد .
٨- اللجنة العلمية في المعهد وهيكلها وواجباتها وتوصيف مهماتها .
٩- خطة افتتاح فروع أو لجان تنسيقيّة للمعهد في الدول العربية والأجنبية وتحديد واجباتها وتوصيف عملها وترخيصها رسمياً وفقًا للقوانين النافذة في تلك الدول.
10- التعاون مع الجامعات والمعاهد والمنظمات الفكرية والعلمية العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
التوصيات الصادرة عن المؤتمر::
أوصى المؤتمر بأن يضع مجلس المعهد والوحدات المتخصّصة الخطط التفصيليّة المتعلّقة بتنفيذ الخطّة الاستراتيجية للمعهد وكما يلي :
١- البدء بإصدار مجلّة علميّة الكترونية محكّمة وفصلية باسم (مجلّة التجديد العربي) وتشكيل هيئة التحرير والفريق الفني والتقني لتصميمها وإخراجها، مع اعتماد المعايير العالميّة للنشر.
٢- المباشرة بتطوير الموقع الإلكتروني وفق المواصفات العالمية ، وطبقاً لاحتياجات المعهد الضرورية مع تطبيق الشروط الخاصّة بعمليّة النشر في الموقع وصفحات التواصل الاجتماعي .
٣- تفعيل صفحات التواصل الاجتماعي التي تمّ تصميمها باسم المعهد وبهويّة بصرية خاصّة به (صفحة الفيسبوك - تويتر - الانستغرام - اليوتيوب - لينكدن )، وربطها بالموقع الالكتروني ومتابعة النشر فيها من قبل وحدة الإعلام والاتّصال والنشر وبإشراف المقرر العام .
٤- إكمال مقرّ الإدارة العامّة للمعهد وتجهيزه بمختلف الأجهزة والمعدّات والكوادر البشرية المطلوبة . والتوصية بتنظيم هويات انتماء الاعضاء للمعهد .
٥- إصدار لائحة الصلاحيّات الماليّة وعرضها على مجلس المعهد لمناقشتها وإقرارها ، وتقديم ميزانية سنوية لعرضها وإقرارها في اجتماع الهيئة العامة .
٦- قيام اللجنة العلميّة بتوحيد المقترحات والتوصيات الواردة في البحوث والدراسات المقدّمة في المؤتمر بهدف تنفيذها، بصفتها مقررات لتحقيق أهداف وغايات المعهد على ارض الواقع ولتحقيق نتائج تراكميّة مع استمرار تطوّر الإستراتيجيات الخمسية المتتالية للمعهد.
٧- إعداد جدول أعمال مهرجان الشباب العربي المقترح عقده في المغرب في منتصف هذا العام ، وتتولّى وحدة بناء قدرات الشباب تقديم برنامج المهرجان إلى مجلس المعهد خلال شهر.
٨- تأمين حضور أكبر عدد ممكن من الشباب العربي وخاصّة الباحثين منهم في المجال العلمي والفكري والثقافي وإشراكهم في مختلف نشاطات المعهد.
٩- تشكيل لجنة تحضيريّة لإعداد جدول أعمال ومحاور وتوقيتات ومكان عقد المؤتمر الفكري الأول للمعهد المقترح عقده في تونس خلال شهر نوفمبر من العام الحالي ٢٠٢٠ .
١٠- تطوير عملية كتابة البحوث الفكرية والعلمية الرصينة التي تعتمد فكرة التجديد ومنهجه بإعتبارها وسيلة المعهد الرئيسيّة لتحقيق رؤيته الإستراتيجية الرامية الى نهضة الأمة وبناء مستقبلها .
١١- عرض البحوث المقدّمة للمؤتمر مسبقا على اللجنة العلمية لتقييمها وتحكيمها والموافقة النهائية عليها .
١٢- العمل على عقد اتفاقيات التعاون بين المعهد والجامعات والمؤسّسات الأكاديميّة ومراكز البحوث والهيئات العلميّة في الوطن العربي وفي العالم .
الدكتور اكرم المشهداني يلقي بحثه حول توحيد التشريعات العربية
لقد حقّق المؤتمر الأوّل للمعهد العالمي للتجديد العربي نجاحات مهمّة على مستوى البحوث من حيث محتواها وتنوّعها ، وعلى مستوى الحضور والتنظيم ممّا شكّل حافزاً لمجلس المعهد وهيئته العامة ووحداته الفكرية المتخصّصة على التحضير للمؤتمرات القادمة مبكّراً ، مستفيداً من تجربة هذا المؤتمر ومعطياته ، مع العمل على دعوة أكبر عدد ممكن من المفكّرين والباحثين والعلماء والأكاديميّين في الوطن العربي والمهجر إلى إنجاز بحوث رصينة تعتمد فكرة التجديد في مختلف حقول الفكر والعلم والمعرفة .
إنّ النجاح الذي تحقّق في هذا المؤتمر يؤسّس لتعاون واسع بين المعهد والجامعات والمؤسّسات الأكاديميّة ومراكز البحوث والهيئات العلمية والمنظّمات ذات العلاقة في الوطن العربي والعالم للارتقاء بوسائل التجديد ومنهجياته والابتكار وآلياته ، والسعي إلى إنجاز الأهداف الإستراتيجية التي خطّط المعهد لتحقيقها .
هذا وقد أنهى المؤتمر أعماله بكلمة ختامية للسيد رئيس المعهد أكّد فيها على استقلالية المعهد وأنّه منظّمة غير حكومية وغير حزبية وغير سياسية يسعى إلى تجديد المنظومات الفكرية العربية في مختلف الحقول، وإلى أن يكون مدرسة فكرية عربية حديثة بمنظور عالمي متفتح بما يعزز التوجّهات الوطنية والعربية والإنسانية لهذا المشروع الحضاري الهام. وأكّد على أنّ هذا المعهد هو إطار جامع لكلّ المفكّرين والمثقّفين والعلماء العرب، وأنّ عملية تطويره وتعزيزه ودعمه ماديّاً ومعنوياًّ وبشرياً وفكرياً وعلمياً هي مسؤولية الجميع.
وفي ختام كلمته توجّه السيد رئيس المعهد بالشكر والتحية للحاضرين من السادة أعضاء المعهد، وأعضاء اللجان الذين ساهموا في التحضير والإعداد والتنظيم ، وللذين تبرّعوا مادياً لتغطية نفقات المؤتمر، وخصّ بالتحية أعضاء المعهد الذين حالت الظروف دون حضورهم ومشاركتهم.
القيت في المؤتمر اكثر من 25 بحثا في مختلف النواحي الفكرية من اجتماعية وقانونية ونفسية وسياسية واقتصادية واعلامية وادبية وثقافية قدمها باحثون من مختلف الاقطار العربية ودول المهجر.
الدكتور محمد صالح المسفر يلقي كلمته بالمؤتمر
4842 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع