ذاكرة الامكنة /تعددت المسميات والسوق واحد : سوق الهنود .. سوق المغايز .. سوق الصيادلة
كتابة : الحاج عبد اللطيف الجمعة
هذه التسميات الثلاث لسوق واحد وهو السوق الأثري في منطقة العشار بالبصرة ، محلة مقام علي .
بُني من طابقين ، الطابق الأرضي محلات والطابق الأول شناشيل على الأكثر للسكن ، فكانت بعض العوائل تسكن فيه .
كانت له سمعة محلية واقليمية وعالمية كبيرة والسبب هو وجود محلات لهنود يبيعون كافة أنواع البهارات والبخور والعنبه بأنواعها . وكان لابد لمن يزور البصرة يجب عليه أن يتسوق من هذه السوق ، وهؤلاء الهنود يسمون (طائفة البهرة المسلمين) لهم بناية كبيرة ذات طابقين تحتوي على عشرات الغرف تستخدم للسكن ومخزن كبير وساحة في الوسط مكشوفة موقعها الركن الشرقي من سوق حنا الشيخ في موقع محل أبو عباس للسمبوسة حالياً ومطعم كباب الشمال وقسم كبير من سوق حنّا الشيخ المقابل لمصرف الرافدين ، ولهم دكاكين صغيرة من ضمن البناية موقعها على الشارع يبيعون فيها الفلافل والأكلات الهندية الحارّة من شعرية وباكورا وغيرها .
أما حديثنا عن السوق ففي مقدمته جسر يمتد فوق نهر العشار إلى الضفة الأخرى التي فيها السوق ، وبعد هذا الجسر في مدخل السوق نجد على الجهة اليسرى بناية ضخمة مبنية من الطابوق المنجور وفي أسفل البناية طارمة كبيرة وقوس من البناء يمتد مسافة تحت البناية ، وأستغلت هذه البناية للبنك العربي وبجانبها بناية ساعة سورين على إسم صاحبها سورين الذي كان يمتلك شركة تجارية ، أما الجهة اليمنى فكانت مقهى على النهر وبجانبها مطعم وأمام المقهى فندق البلاد ثم تأتي محلات على الجانبين من الشارع الذي يمتد حتى تصل نهايته إلى جامع المقام وهذه المحلات تباع فيها انواع التبوغ ومواد الزراعة والمواد الغذائية ومحلات لبيع الأسلحة وهو سوق مسقّف .
الجهة اليمنى من السوق
نعود الى داخل السوق ونبدأ من الجهة اليمنى حيث بناية ذات طابقين (فندق البلاد) وبعده تأتي محلات لبيع البهارات للهنود وبعدها صيدلية العراق لصاحبها إبراهيم ريحان ، ثم محل خياطة حميد علوان وبعده محل كماليات ثم محل خياطة محمد صالح قدوري.
ثم محل لبيع الساعات ثم محل جاسم العامر لبيع المواد الكهربائية وبعده يأتي محل لبيع الأقمشة وبعده محلان لبيع الساعات ثم محل بيع الكهربائيات لعائلة معارج ، ثم محل باتا لبيع الأحذية وكان صاحبه الأخير المرحوم محمد السواد ، ثم مكتبة كاظم العلي ثم محل زلخة لبيع الزجاجيات ، اليهودي الذي أعدم في ساحة ام البروم في شتاء سنة 69 يليه محل المرحوم عبدالصمد الحجاج أخ المرحوم القاضي حاتم الحجاج لبيع الأقمشة والستائر ، وبعده محل الكماليات ثم تأتي صيدلية حامد عبدالرزاق السبتي ثم تأتي أربع محلات للهنود كلها تبيع البهارات والبخور والعنبة والشموع بأنواعها وبعدها يأتي محل لبيع الحقائب ثم معرض لأحذية زبلوق وكان هذا الرجل وأسمه نعمان زبلوق مدرساً للرياضيات في ثانوية البصرة (الإعدادية المركزية) بالخمسينات ، وبعد فترة انتقل معرضه الى شارع الوطن . ومن بعده هذا نقف امام محل لبيع الملابس والجواريب للرجال لصاحبيه محمد سعيد وجاسب ، ثم يتفرع الشارع إلىثلاثة فروع : الامامي الى سوق الذهب او شارع الصيادلة وشارع إلى اليمين ينتهي إلى شارع جامع المقام وهذا الشارع على جانبيه محلات تبيع الملابس والقماش والكماليات وقريب نهايته تباع فيه الأدوات الكهربائية والمائية والنجارية واشياء اخرى ، والشارع الذي على اليسار تستمر فيه المحلات وعيادات الاطباء والصيدليات حتى موقع شارع الكويت حالياً .
الجهة اليسرى من سوق الهنود
تبدأ هذه الجهة ببناية البنك العربي وساعة سورين وأمام هذه البناية يمتد قوس من البناء بالطابوق على شكل سقف يصل إلى خلف البناية الذي هو شارع الكويت حالياً . ثم يبدأ السوق بمحل لبيع الساعات وبجنبه محل لبيع الكماليات ثم محل السيد عبدالكريم ابو غازي لبيع الملابس الداخلية والقمصان ، وبعده محل لبيع الأدوات الكهربائية ثم محل بيع الشربت لصاحبه جبار ، وبجانبه على الفرع الذي يؤدي إلى شارع الكويت محل فائق لبيع السجاد ، وبعد سفره إلى الخارج أصبح مكانه مكتبة سمير للقرطاسية . وفي المقابل لمحل الشربت توجد بسطية في الأرض لبائع الجرائد وشاح حمود ، وفي المقابل لها على الجهة اليمنى وفي مدخل سوق التنكجية توجد بسطية لبيع الجرائد تعود إلى عبدالله الشاوي ، ثم يأتي محل السلطان للأنتيكات في الجهة اليسرى ثم معرض الكواكب لبيع الملابس النسائية والاطفال والهدايا لصاحبه ذيبان وبعده محل مصلح الساعات ابو رحيم وبعده مكتبة الجميع لصاحبها الياس ، ثم تأتي صيدلية المدينة لصاحبتها المرحومة آمال عبدالقادر الملاح زوجة المرحوم الطيار خالد شفيق ، ثم يأتي محل لبيع الساعات وفرع صغير فيه مقهى المعلمين ينتهي الى شارع الخياطين ثم صيدلية بابل تكون مقابل معرض عبد معارج للكهربائيات وبجنبها معرض بغداد لبيع الأحذية بأنواعها لصاحبه الحاج حسين السامرائي أبو غازي . وبعد المعرض الصيدلية الوطنية لصاحبها الحاج صادق القيسي أبو رياض ثم محل لبيع الأقمشة المتنوعة لصاحبه الحاج عبدالحميد السامرائي أبو كمال وبجنبه محل لبيع القرطاسية وبعده محل لبيع الاقمشة للحاج شاكر السهيل ثم يأتي فرع صغير ينتهي الى الشارع الموازي للسوق فيه محل فرج لصناعة القهوة المحلية وبالمقابل معرض كبير لبيع لعب الأطفال والهدايا ثم نعود لشارع السوق لنجد معرضا لبيع انواع الأقمشة والستائر لصاحبه الحاج إبراهيم جارالله وبعده تأتي مكتبة الحاج أحمد شعبان ، ثم محل لبيع الحقائب وبعده محل لبيع الساعات ثم يأتي فرع صغير فيه عيادات للأطباء ومقهى وفي بدايته صيدلية شط العرب لصاحبها المرحوم يوسف المناصير وقد تدرب في هذه الصيدلية إثنان من الصيادلة هما الحاج داوود يحيى والمرحوم عبدالرزاق حسن كبه الذي كان زميلي في المتوسطة . وهذه الصيدلية (شط العرب) أصبحت ملكاً للحاج داوود يحيى بعد أن تخلى عنها المرحوم يوسف المناصير ، وأما المرحوم عبدالرزاق فقد فتح له صيدلية باسم صيدلية الشعب في بداية الشارع الذي ينتهي بشارع الكويت وبجنب صيدلية شط العرب يوجد معرض كبير للأحذية على انواعها باسم معرض أحذية دجلة ، وبعده يأتي محل لبيع الحقائب ثم يتفرع الشارع فرع للأمام في بدايته صيدلية المختار ثم صاغة الذهب . أما الشارع الفرعي الذي على جهة اليسار والذي ينتهي بشارع الكويت فيه مجموعة من الأطباء منهم الدكتور توما هندو والدكتور عبدالجبار الشمخاني والدكتور يعقوب بني والدكتور ابراهيم عبدالحميد ، وصيدلية الشعب ومختبران للتحليلات وفي القسم الآخر من هذا الفرع توجد محلات لبيع الحقائب والكماليات والملابس ، أما الفرع الذي على اليمين فقد سبق وأن ذكرت بأنه ينتهي بشارع المقام الرئيسي .
هذا الشرح المبسط للسوق سبق وأن تم الطلب عليه من بعض الأخوة لذا فأني كتبت في هذا الموضوع وقد اعتمدت على ذاكرتي فقط التي تمتد الى اكثر من ثمانين عاماً ، لذا أقول أنه لابد من وجود اخطاء بسيطة قد لا تؤثر على الشرح ككل ، ارجو المعذرة من جميع الأخوان وأريد ان اوضح ايضاً أن المقصود هو التقيد بالمسافة للسوق التي تمتد من الجسر وداخل السوق وحتى التقاطع للشارع ولا يشمل الفروع والأماكن الأخرى لأن هذا قد يجرنا إلى مسافات طويلة ومتشعبة وحكايات لها بدايات وليس لها نهايات .
1000 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع