المرحوم سعيد القزاز و قصة معاقبة الشقي الموصلي فاضل حيه
ربيع عام 1950- في الموصل أنتشرت ظاهرة الخاوات التي يقوم بجمعها بعض الأشقياء الذين كانت لهم سلطات غامضه تخيف اصحاب المحال والتجار. (فاضل حيه) هو أحد اشقياء الدواسه كان سكيرا ويميز رأسه جرح مخيف اصيب به نتيجة لأحدى المشاجرات التي كان قد اصيب بها واصبحت وساماً يتسلط بها على اصحاب المحلات تحت شعار (مكسّر على راسو كحوف) مركز شرطة الدوّاسه كان يضم مجموعة نخبويه من الواشرات ، والواشر هو التعريف المصرفي للشرطه المحليه التي كانت تميزها ؟! ازدادت اتاوات فاضل حيه لتكون ثلاثة ايام بالاسبوع مما اضطر اصحاب المحال الى تجاوز مدير شرطه المدينة ومركز شرطة الدواسه والتوجه مباشرة الى المتصرف (سعيد قزاز)..
وسعيد قزاز تم تعينه متصرفا للموصل عام 1948، رجل حازم ولد في محافظة السليمانيه وتخرج من الاعداديه عام 1917 ليعين بعدها بشهادة الاعداديه موظفا في مفتشية الداخليه وتدرج الى أن وصل الى منصب متصرف الموصل التي كانت حدودها الى زاخو وجنوباً الى كركوك .
سعيد قزاز بعد استماعه لشهادة أصحاب المحلات . توجه بعد الدوام الرسمي الى مركز شرطة الدواسه وطلب من ضابط الشرطه المختص احضار فاضل حيه . وفعلا تم ارسال مسلحه الى بيت فاضل واحضاره امام السيد متصرف الموصل ليقوم بالتحقيق معه مباشرة ووجه اليه السؤال الاول والاخير فاضل (تاخذ خاوات وانا متصرف على الموصل؟؟).
اجابه فاضل حيه :- انا من بادوش واتيت اعمل بشرف ابوس رجلك انا ماخذ خاوات!!.
نظر اليه سعيد قزاز بغضب وامر الشرطه بمده فلقه واخذ سعيد قزاز الخيزران وقام بنفسه بجلد فاضل حيه الذي اصبح فأر امام قزاز واخذ يجلده ويقول له بالحرف: ياغريب كون اديب .. ياغريب كون اديب ..
تمزقت ملابس فاضل حتى بآنت عورته أستدرك سعيد قزاز انفاسه وقال لضابط الشرطه هذا حق العلم العراقي وآلآن احملوه تجولوا به بالمسلحه (سيارة الشرطة) امام المحال التي كان يجمع الخاوات منها ليعلموا ان هذا يستحق العقاب ليكون عبرة لمن اعتبر ومن يرغب بتسجيل اي شكوى ليتفضل لمركز شرطة الدواسه لنأخذ حق المجتمع .
وفعلا تسربت اخبار فاضل الى كل انحاء الموصل ووصل الى بقية العواطليه والاشقياء ليقفوا طابورا امام المضمد المجاز رعد محمد بمنطقة باب جديد ليقوم بمحو الرسومات الخاصه بالاشقياء وانتهت ظاهرة الاتاوات في زمن القزاز وليكون فاضل عبرة لمن اعتبر .
إنتهت حياة (محمد سعيد القزاز) رحمه الله تعالى آخر وزير داخلية في العهد الملكي بالأعدام شنقاً في 20 أيلول 1959 بعد محاكمته ضمن محاكمات المهداوي .
قبل قرار الحكم طلبت منه زوجته ان تتوسط له عند ضباط الانقلاب فقال لها ( اذا ذهبتي اليهم فاعتبري نفسك طالق!!!.) .
اعدم في التأرخ اعلاه باعتباره كان من رموز العهد الملكي البائد كما يسمونه وما قاله أثناء تلك المحاكمة بعبارته الشهيرة:
( لاترهبني المشنقة وعندما أصعد عليها سأرى الكثيرين ممن لايستحقون الحياة تحت أقدامي ) ...
قبل سنوات قام الطيبين الاصلاء من الاخوه الكورد باقامة تمثال للقزاز في مدينة السليمانيه..احياء لهذه الشخصيه الرائعه الذي خدم وطنه وناسه بكل أخلاص...
الى جنات الخلد يا طيب أيها العراقي الأصيل ..
1141 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع