علاء کامل شبيب
لم يتمکن النظام الايراني ومنذ اللحظات الاولى التي أعقبت إجراء ذلك اللقاء الفريد من نوعه بين السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و بين السيد أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية،
إذ و بعد تلك الهجمة السياسية ـ الاعلامية شديدة اللهجة و الاسلوب ضد اللقاء، فقد وصل الامر الى حد إطلاق إثارة عاصفة من الاشاعات و المزاعم الکاذبة بشأنه من جانب هذا النظام ناهيك عن تهديدات ضمنية أيضا ضد الحکومة الفرنسية من إبعاد الشرکات الفرنسية عن المشاريع الاقتصادية المستقبلية بعد رفع الحصار عن النظام.
آخر تلك الاشاعات التي أطلقها النظام الايراني عبر أبواقه و مصادره المختلفة، تجلى في أن الاخوان المسلمين السوريين هم من إقترحوا هذا اللقاء، مع الترکيز إعلاميا عبر شخصيات و وسائل إعلام غير إيرانية على ان التحالف بين الائتلاف السوري و مجاهدي خلق هو من أجل إعادة إنتاج معارضة سورية إرهابية بعد فشل و إفتضاح تنظيمات النصرة و داعش و ربط ذلك بالجبهة الاسلامية أيضا، ومن الواضح جدا ان هذه الحملة المقصودة و التي تحمل في طياتها العديد من الاهداف و المخططات المتباينة، تؤکد على أن لقاء باريس بين مريم رجوي و أحمد الجربا، قد أثار مايمکن إعتباره أکثر من مجرد خوف عادي من جانب طهران تجاه هذا اللقاء، ومن المؤمل و المتوقع خطوات أخرى من جانب هذا النظام و حليفه في دمشق بنفس الاتجاه.
اللقاء هذا مع أهميته و القيمة الاعتبارية له، وعلى الرغم من أنه جاء متأخرا و کان من المفترض أن يتم قبل هذا التأريخ، لکنه مع ذلك لايزال يمتلك تأثيره و يلعب الدور المطلوب و المناط به، لأن الجهد القتالي الثوري السوري إذا ماأضيفت إليه الخبرة و التجربة و المشورة المتميزة لمنظمة مجاهدي خلق خصوصا و المقاومة الايرانية عموما و التي تمتد لأکثر من 30 عاما، فإن الذي لاشك فيه سوف تکون هناك إنعکاسات و أصداء باهرة لها ضد قوات النظام السوري و الفلول الخارجية المقاتلة الى جانبها و بأمر و توجيه و إشراف خاص من قبل النظام الايراني ذاته، وهنا يکمن سر غضب و سخط و رد الفعل العنيف للنظام الايراني و شروعه في الهجمة المضادة على مختلف الاصعدة ضد ذلك اللقاء.
لقد أکدنا مرارا و تکرارا في کتاباتنا و أفکارنا و طروحاتنا المختلفة على ضرورة التعاون و التنسيق العربي مع الجهد الايراني المعارض المتمثل بالمقاومة الايرانية و أهمية تفعيل دورها و عدم إبقائه هامشيا کما يريد النظام الايراني و يعمل من أجله دائما، واننا نعتقد بأن لقاء رجوي ـ الجربا يمکن إعتباره خطوة عملية على الاتجاه الصحيح على أمل أن تکون هناك خطوات أخرى مرادفة لها کي يتم إفشال و تحطيم مخططات و احلام النظام الايراني المريضة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
468 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع