رسالة من عراقي حول الحرب في العراق

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 05 كانون1/ديسمبر 2014 16:39

كتب بواسطة: أبو باسل

                              أبو باسل

في الحرب ايه حرب دائما ما تكون الانسانيه هي الجانب الخاسر واكبر الخاسرين وتلك هي الحقيقه الثابته في كل الحروب ..

فأن يكون الانسان انسانا في الحرب هي الجريمه الكبرى ..ولقد صور لنا الادب العالمي هذه المعاناه في روائع خالده منها روايه الساعه الخامسه والعشرون التي صورت معاناه انسان يهرب في زمن الحرب العالميه الثانيه الى فرنسا فيتهم بأنه نازي فيهرب الى المانيا فيتهم بانه يهودي وهذه قمه المأساه ...ولما كنا في العراق  خير من خبر الحروب فأن الحرب الانيه قد انهكتنا واتت على كل جميل في حياتنا ... وهنا اود ان اتحدث عن امر مهم في هذه الحرب لمتسلط عليه الاضواء وبقي مجهولا .. ففي الوقت الذي يتحدث  فيه الجميع عن داعش واجرامها وتشكل تحالف دولي ضدها بسبب فضائع ارتكبتها ضد الايزيدين والشبك والمسيحين في نفس الوقت يجري تجاهل مأساه ترتكب بحق السنه من قبل البيشمركه والحشد الشعبي والجيش الحكومي وهو ما اقصد توضيحه في هذه السطور فبالنسبه للبيشمركه فقد استطاعت داعش السيطره على المناطق المتنازع عليها بقوات اتت من خارج هذه المناطق وبفعل طيران التحالف استعادت البيشمركه مناطق زمار وربيعه والكوير ومخمور والقراج ومارست عقابا جماعيا ضد العرب فمنعتهم من العوده الى بيوتهم بعد ان هجروها بسبب الاعمال العسكريه  وفسحت المجال لسرقتها من قبل بعض الاكراد وللعلم يوجد سوق شعبي في اربيل بأسم سوق داعش تعرض فيه مقتنيات بيوت العرب التي نهبت وتباع بأثمان زهيده كما اعتقل الكثير بدون ان يكونوا قد ارتكبوا شيئا فبعض قاده البيشمركه يعتمدون قاعده عرب حمو داعشا اي ان العرب جميعهم داعش .. والامر لا يختلف عند مليشيا الحشد الشعبي والجيش الحكومي فعند السيطره على جرف الصخر قاموا بسرقه بيوت الناس وحرقوها ومنعوا الناس من العوده واحتجزوا المدنيين وعوائلهم النازحه فهل هؤلاء هم المحررون الموعودون والامر لم يختلف في جلولاء والسعديه وبيجي فبمجرد السيطره عليها انطلق المسعورون ليحرقوا بيتا هنا ومسجدا هناك وليسرقوا الاثاث التي عرضت للبيع بأثمان زهيده في سوق داعش نسخه بغداد الذي يقع في الكاضميه ان هذا الامر لا يعني ابدا نكراننا للجرائم التي ارتكبها داعش ضد الاقليات والعجب العجاب من ان الاعلام العربي والعالمي قد تحدث مليا عن تلك الجرائم وتجاهل ما تعرض له الابرياء في جرف الصخر وغيرها .. بأي حق تستبيح المليشيات بيوت الناس وتفجر المساجد وتختطف الابرياء حتى ان بغداء تئن الان تحت وطأه المليشيات .. ثم ان الامر قد طال حتى المدن التي تحت سيطره الدوله فسامراء محاصره وتعاني المليشيات وكذلك ابو غريب .. اجل انها الحرب القاسيه التي لاهواده فيها والمأساه ان فئه عراقيه تحارب ..فكما يقول البيشمركه ان كل عربي داعش ويقول الجيش ان كل سني ارهابي .. وهذه الفئه قد خذلها الجميع فكما ان الجميع يصفق للحشد الشعبي ومليشات الجيش باعتبارهم محررين نراهم متخاذلين عن ايقاف جرائمهم وعدم انضباطهم .. وأن لنا ان نسأل ما الفرق بين من يقتل رميا بالرصاص ومن يقتل نحرا اليست الجريمه واحده ؟؟ والمعيب حقا ان يقود مليشيا الحشد الشعبي والجيش معا قاسم سليماني فنراه تاره في جرف الصحر وتاره في السعديه وجلولاء .. لقد اثبتت لي الحرب القاسيه عدم صحه مقوله نابليون  يوم قال ان الحرب كل ما كانت اقسى كانت ارحم لانها ستنتهي بسرعه فماذا دهى حربنا المدمره لماذا لا تنتهي بسرعه ..وقد كنت اود ان اجعل رسالتي هذه مناشده للاحرار في العالم ان يوقفوا المأساه لكني عدلت عن الامر الى عرض حقيقه الوضع لادراكي ان الحر لا يحتاج الى مناشده لكي يتحرك لمساعده الناس وهنا اود ان اشيد بمنضمه هيومن رايتس ووش التي كانت حاضره في رصد اغلب التجاوزات فشكرا للاحرار ..

وختاما اسأل الله العلي القدير ان يحفظ العراق واهله وان يمن علينا بنهايه قربيه للحرب الهوجاء .

ابو باسل