بقلم/ إبراهيم الأعظمي
مرض أسد الغابة وملكها، فبطئت حركته، وقل زئيره، وما إن شَعر أراذل الغابة بذلك حتى
بدأ كل منهم يتحسس ويتجسس ويتساءل عن مدى صحة الخبر ودرجة مرض الأسد، فبدأ كل
منهم يحاول الأقتراب منه ليتحسس ذلك، كان يقترب يتوجس لربما كان مرضه مجرد خديعة، لكنهم لم يجدوا
زئيراً يرهبهم، فتجرؤا
أكثر وزاد قُربهم فلم يجدوا حِراكا وكان أشباله يحيطون به ويراقبون ما يحدث
فالشبل الصغير هاله ذلك وطالب بالزئير ليرتهب أراذل الغابة وجرذانها وليتوقفوا عن تلك الجرأة، فالأسد أسد
حتى وإن مرض، ولكن الأشبال الكبار قالوا له أصمت إن أبونا هو ملك الغابة وحكيمها فلا بد من الحكمة
والتروى ولا نلتفت لتلك الاستفزازات
أقترب الأراذل وزاد عددهم يوما بعد يوم حتى أقتربوا من جسد الملك فينتفض الصغير ويغلى الدم
فى عروقه ويطالب أبوه بالزئير فينهره الكبار ويقولون له أصمت أيها الأحمق فالتروى مطلوب، يبيت
الشبل الصغير ويعتصر الألم قلبه ويخاصم النوم عينه فهو يرى الأستهانة بأبوه الملك فى إزدياد ولكن إخوته
الكبار يرون غير ما يرى، لربما كانوا هم على الصواب
ومع الصباح خرجوا جميعا ذاهبين إلى ضفاف النهر كعادتهم اليومية للشرب والاستحمام فإذا بمجموعة من
القوارض والزواحف تقطع عليهم الطريق ويطالبونهم بالتوقف، خاصة بعد وصول بعض
الثعالب الذين قدموا من غابات الوحوش الشرقية القريبة، فانتفض الشبل الصغير طالبا بالإجهاز عليهم، ولكن
الكبار نهروه كعادتهم
وطالبوه بالتروى وجلسوا يتباحثون مع القوارض ويستسمحوهم أن يشربوا وليوفروا من القدر الذى يشربون
منه للأغتسال، فبكى الشبل مما يحدث ومما وصل إليه حال الأسود وكيف هانت عليهم أنفسهم حتى هانوا
على ضعاف النفوس وضعاف الغابة الجبناء، وجلس يبكى ويدعوهم إلى الزئير فقط الزئير، يستصرخهم
اليوم منعونا من شرب الماء وغداً سيغتالون صوت زئيرنا ويمتطونا، وهم يصرون على التعقل والحكمة،
فصرخ بهم لربما زئيرنا هو عين الحكمة فرفضوا طالبين منه الصمت وعدم الحديث
وبينما هُم عائدون وجدوا أخاً لهم تنهش جسده آكلات الجيف، فصرخ الشبل وقال لابد من الزئير الآن
الثعالب أصبحت الأقوى والجرذان، والأسود أصبحوا الأهون والأضعف، فيطالبه إخوانه بالصمت وطالبوه كالعادة
بالتعقل وقالو له لابد إنه أخطأ فى حق أحدهم وهو يتسحق ذلك، فيعلوا صراخ الشبل ويقول
متى نسمع زئيرك ؟ أيها الشعب العراقي الليث الهُمام
والضرغام أبو الأبطال، أبو الأشبال ‘ الصعب الغضنفر
بوجه الأراذل والسحالف والخنافس والجرذان، لقد فاحت
جثثهم النتنة في المزبلة الخضراء وفاقت جرذانهم بقرض
قوتك اليومي وأستباحوا كل حرماتك وسفكوا دم أبنائك ورملوا
النساء وأذلوا الشيبة قبل الشباب منك وصادروا إرادتهم بأرهابهم
وفسادهم فطوعوك لتعتاد الذُلَّ والهوان وتألف الخزي والعار طوال
سنينهم العجاف وصادروا بالكاتم صوتك المذبوح فلم يَعُد زئيرُك يتعدى حدود فمك
متى تنهض من علتك وتنفض تراب سباتك وتصرخ بوجه الخونة المارقين لطردهم
من عرينك عراق العزة والنخوة والإباء مهبط آدم وأرض الأنبياء
متى تزئر الأسود أيها الشعب العراقي البطل ؟
كتابـــة .... إبراهيـــم الأعظمــــي
1100 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع